التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
اسبانيا قبل الفتح الاسلامي
المؤلف: د خليل إبراهيم السامرائي - د عبد الواحد ذنون طه - د ناطق صالح مصلوب
المصدر: تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس
الجزء والصفحة: ص11-22
22-11-2016
1385
عرف شبه الجزيرة الايبيربة، أي إسبانيا والبرتغال، في الأزمان القديمة ب (ايبارية)، وعندما جاء الرومان أطلقوا عليه اسم ( Hispania)، ومن هنا جاء اللفظ العربي (اشبانية) أو (اصبانية) (1). وقد تحول هذا اللفظ في لغة القرون الوسطى الرومانسية إلى (2) Espana)) . أما مصطلح (الأندلس)، الذي يشمل المناطق التي حكمها العرب والمسلمون من شبه الجزيرة، فقد اشتقه الجغرافيون والمؤرخون العرب من الكلمات الآتية: الأندليش أو الأندلش أو الأندلس، وهي الأسماء التي سُمي بها الوندال، الذين سيطروا على أجزاء من شبه الجزيرة الآيبيرية، في الفترة من 408 - 429 م (3).
إن إسبانيا بلاد جبلية تضم ودياناً وأحواضاً نهرية عظيمة، من أمثال، نهر الأبرو Ebro ، ونهر المنهو Minho، نهر دويرة Douro، ونهر تاجة Tajo، ووادي آنة Guadiana، والوادي الكبير Guadalquivir. وتحتل الميزيتا ( Meseta)، التي تعني بالإسبانية النجد أو السهل المرتفع الواسع، معظم شبه الجزيرة الآيبيرية، ولكن تجمعات السكان الكبيرة، كانت دائماً مركزة قرب الشواطئ ووديان الأنهار الكبيرة. وكانت المدن الداخلية الرئيسة في العهد الروماني، سرقسطة Zaragoza، وطليطلة Toledo، وماردة Merida، وأشبيلية Sevilla، وقرطبة Cordoba، حصونا على الأنهار، وقد استمرت هذه المدن في أهميتها في العهد القوطي، والعهود العربية الإسلامية اللاحقة.
اشتهرت إسبانيا منذ القدم بثروتها المعدنية، وإنتاجها الزراعي، وتجارتها المزدهرة. ولقد كانت هذه العوامل من الدوافع المغرية التي أدت إلى حدوث سلسلة من الهجرات والغزوات الأجنبية للبلاد. ويشكل الآيبيريون Iberians، الذين جاؤوا من افريقية، أساس جنس البحر المتوسط من السكان. ولقد عبر الكلت Celts، والأقوام الهندو - أوروبية Indo-European، جبال ألبرت Pyrenees، واستوطنوا في الأجزاء الشمالية والغربية من شبه الجزيرة. كما أسس الفينيقيون مستعمرات على السواحل الشرقية والجنوبية. وأخيراً وبعد صراع طويل من أجل السيادة والتفوق سيطر الرومان على إسبانيا، ولكنهم سرعان ما جوبهوا من قبل السكان المحليين، ولم يستطع الرومان إخضاع كل القبائل في شبه الجزيرة إلا في عهد الإمبراطور أوغسطس Augustus (27 ق. م - 14 م) (4). وقد أشار سترابو Strabo، المؤرخ اليوناني في القرن الأول قبل الميلاد، إلى بعض القبائل التي استوطنت شبه الجزيرة، من مثال الغاليسيين، والكانبتريانيين، والباسك، واللشدانيين، وغيرهم، ومع هذا، ففي بداية التاريخ الميلادي المسيحي، اصطبغ الكثير من هؤلاء السكان بالصبغة الرومانية (5).
وبرغم سيادة الرومان على إسبانيا لفترة طويلة، فإن الظواهر الحقيقية لانحطاط سلطتهم فيها بدت بوضوح منذ بداية القرن الخامس الميلادي، وذلك عندما ابتدأت القبائل الجرمانية البربرية بالاستيطان في شبه الجزيرة. ويصف سانت ازيدور الأشبيلي Saint Isidore of Seville، المتوفى عام 636 م، استيطان الوندال Vandals، والآلان Alana، والسويفي Suevi، في إسبانيا عام 408 م على أنه احتلال مدمر، أدى إلى نشر الخراب في كل أنحاء البلاد (6).
ونتيجة للحروب الكثيرة التي قامت بين هذه القبائل الجرمانية وبين القوط الغربيين، الذين كانوا يسكنون في تلك الفترة في غالة Gaul جنوب فرنسا، تحطمت قوة الآلان، الوندال الذين اضطروا إلى العبور إلى شمال افريقية في عام 429 م (7). ثم تمكن القوط أخيراً من السيطرة على إسبانيا والتغلب على مملكة السويفي التي كانت ما تزال موجودة في الشمال الغربي من البلاد، وذلك في عهد الملك ليوفيخلد Liuvigild (568 - 586 م) (8).
مملكة القوط الغربيين فى إسبانيا:
كانت مملكة القوط الغربيين هي الأخيرة في سلسلة ممالك البرابرة التي خلفت الإمبراطورية الرومانية، وذلك بعد أن انتهت هذه الأخيرة ككيان سياسي، واختفت من مسرح التاريخ. ولقد تمت عملية استيطان القوط الغربيين في إسبانيا في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس للميلاد. وكانوا يمثلون أقلية صغيرة فقط ضمن السكان الأصليين. ولا تتوفر معلومات إحصائية عنهم في هذا العصر، ومع هذا، فقد قدّر أحد المؤرخين المحدثين، أن نحواً من مئتي ألف إلى أربعمئة ألف من القوط استوطنوا بين كل ستة إلى تسعة ملايين من السكان الاسبان - الرومان Hispano-Romans (9). ولقد استوطن القوط في مناطق الأرياف والمدن على حد سواء. ولكن حتى في المدن، كان السكان الاسبان - الرومان يتغلبون عليهم بنسبة ثلاثة إلى واحد، ومما لا شك فيه، أن الفرق في النسبة كان أكبر في مناطق الأرياف (10).
نظام الحكم القوطي:
كان نظام الحكم القوطي ملكياً قائماً على مبدأ الانتخاب، حيث ينتخب الملك من قبل النبلاء ورجال الدين. وقد حاول العديد من الملوك أن يقيموا نظاماً ملكياً ثابتاً يعتمد على نظام الوراثة، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل. وكان يفترض بالملك أن يكون من أصل قوطي نبيل ويتمتع بأخلاق حسنة، ويختار من بين النبلاء، ولكن العادة جرت أن يتولى العرش أقوى هؤلاء بحد السيف. وكان الملك هو الرئيس الأعلى للجيش، ويتمتع بحق تعيين وعزل الأساقفة عن مناصبهم الدينية، ويحكم مستبداً، يتصرف في أمور البلاد كما يشاء. وكان للملك مجلس من النبلاء لمساعدته في الحكم، لكن الملوك استبدوا بالأمور ولم يعد لهذا المجلس من أثر في السلطة، فكان الملوك يصدرون القوانين وينفذونها ويقضون في الأمور كما يريدون (11).
وكانت مجالس كنيسة طليطلة هي القوة الكبرى في الحياة السياسية والدينية في العهد القوطي. وهذه المجالس كانت بمثابة جمعيات وطنية لمملكة القوط الغربيين تجتمع بين الحين والحين للنظر في مسائل الدولة الكبرى. وكان أصل مجلس طليطلة دينياً يتألف من كبار رجال الدين الكاثوليك ويعقد للنظر في أمور كنيستهم ورعاياها.
ولكن بعد اعتناق القوط للكاثوليكية، أصبح هذا المجلس رسمياً يعقد بأمر من الملك، ويحضره كبار رجال الدولة، ثم تحول مع الزمن إلى مجلس سياسي وديني في آن واحد يصدر القوانين والأحكام في مختلف القضايا، ثم اتسع سلطانه، وأصبح محكمة عليا، وانضم مجلس النبلاء إلى هذا المجلس الديني، فاصبح مجلساً أعلى للدولة (12).
ومن الناحية النظرية كانت مجالس طليطلة قيداً على سلطة الملك، أما من الناحية العملية فقد كانت سنداً مهماً لسلطته وبخاصة بعد تحول القوط إلى الكاثوليكية عام 587 م، حيث أصبحت الكنيسة في إسبانيا على علاقة وثيقة بالبلاط. وفي القرن السابع الميلادي، لم يكن بإمكان أي مجلس أن ينعقد إلا إذا أمر الملك بذلك. وكان الأساقفة عادة يناقشون ويقرون القرارات التي تتضمنها المسودة التي يقدمها الملك، ولم يهملوا في أية قضية تعليماته، ولم ينتقدوه بصورة مباشرة، بل كانوا ينفذون كل مطاليبه (13).
الأحوال الاجتماعية في عهد القوط:
وفيما يخص التنظيم الاجتماعي، فقد حافظ القوط على نفس التركيب الذي وجدوه قائماً في إسبانيا أيام الرومان. وهكذا استمرت مساوئ العهد الروماني بالبقاء، وتركزت الثروة والممتلكات بيد مجموعة قليلة من الناس، وكان هناك عدم مساواة كبيرة في البنية الطبقية. فالمجتمع القوطي كان يتألف من ثلاث طبقات؛ وهم طبقة كبار ملاك الأراضي والنبلاء وكبار رجال الدين، والطبقة العامة، وطبقة العبيد (14). وكان أبناء الطبقة العامة يتألفون من الأحرار البسطاء الذين ينتمون إلى أصول قوطية ورومانية، عاشوا في المناطق الحضرية وفي الأرياف. ومن هؤلاء أيضاً، العمال في المدن والذين كانوا ينتظمون ضمن أصناف ونقابات، ولا يحق لهم التحول عنها أو الانتقال إلى مدينة أخرى، ومن يهرب منهم كان يُجبر على العودة إلى مدينته الأصلية. وكانوا محرومين من الانتظام في سلك رجال الدين، أو أن يصبحوا موظفين قضائيين (15). وبالنسبة إلى سكان الأرياف، فقد اضطر العديد منهم، نظراً لظروفهم الاقتصادية الصعبة، إلى تسليم أراضيهم إلى كبار النبلاء، ورضوا بالعمل والبقاء فيها كمستأجرين لقاء تمتعهم بحماية النبلاء. ولقد أصبح هؤلاء بالتدريج مشدودين بالأرض، وارتبطت علاقاتهم بأصحاب الأملاك مدى الحياة، حتى أنهم تحولوا أخيراً إلى ما يشبه الأقنان. وكان من جملة الالتزامات المفروضة عليهم أن يدفعوا عشر محاصيلهم إيجاراً، إضافة إلى تأدية بعض الخدمات الشخصية الأخرى للنبيل، وضريبة الرؤوس، أو الجزية Capitatio ))(16).
وتأتي طبقة العبيد في الدرجة الدنيا من السلم الاجتماعي، ويكوّن هؤلاء الجماهير الغفيرة، ضحايا كل أنواع القهر والاضطهاد، وكانوا مملوكين لكبار النبلاء ورجال الدين، ويستخدمون للأغراض الزراعية والأعمال المنزلية على حد سواء. ويبدو من مراجعة القوانين والتشريعات القوطية أن الظروف المعاشية للعبيد المهرة الذين كانوا يعملون في المدن، كانت أفضل من نظرائهم العمال الزراعيين. وكانت الكنيسة الاسبانية تمتلك أيضاً عدداً كبيراً من العبيد، ولكن يتضح من تشريعات مجالس الكنيسة أن هؤلاء العبيد عاشوا في ظروف سيئة للغاية. ولهذا فليس من الغريب أن حاول العديد منهم الهرب والتخلص من عبوديتهم. ويضاف إلى ذلك أن القوط، خاصة في أواخر عهدهم، ابتدأوا بتجنيد العبيد بالإكراه واستخدامهم في الجيش، مما أدى إلى تذمر هؤلاء وازدياد محاولاتهم في الهروب والنجاة. وقد اعترف الملك أخيكا Egica (687-702m) في بداية القرن الثامن الميلادي، بأن العبيد الآبقين يختبئون في كل مكان من البلاد، حيث لا تخلو منهم أية مدينة أو قرية أو حصن أو دار ريفية أو خان. وقد شرع قانوناً وضع بموجبه عقوبات صارمة على كل من يفشل في مطاردة العبيد الهاربين، وإلقاء القبض عليهم (17).
أما الطبقة العليا، أي طبقة النبلاء فكانت تتألف من أغنياء القوط الغربيين، وبقايا طبقة النبلاء الرومان. ويتميز أفراد هذه الطبقة عن الأحرار الاعتياديين بأصلهم النبيل، وامتلاكهم للمزارع والضيع الكبيرة التي تزرع من قبل المستأجرين، وبخدمتهم في المناصب العليا في القصر وفي الادارة (18). وكانت البلاد حتى منتصف القرن السابع الميلادي تحكم وتدار بواسطة إدارة مشتركة من الطبقة النبيلة القوطية والرومانية. ومن المظاهر المهمة لهذا النظام، أن الطبقة النبيلة القوطية كانت مسؤولة عن السكان القوط، والطبقة النبيلة الرومانية تمارس سلطاتها على السكان الرومان، بينما كان الملك القوطي وموظفوه الكبار يقررون السياسة العامة للجميع. وكان مُلاك الأراضي الرومان والقوط، وكما هو الحال بالنسبة إلى الملك وكبار موظفيه أيضاً، يشرفون على مزارعهم بواسطة الوكلاء ومديري المال في مقاطعاتهم (19). وبصورة عامة فإن أفراد هذه الطبقة النبيلة كانوا أغنياء جداً، بنوا ثروتهم على حساب الطبقات الفقيرة المعدمة الأخرى، وقد أفلح بعضهم في الاحتفاظ بثروته حتى بعد الفتح العربي الإسلامي (20).
كانت المسيحية هي ديانة الغالبية العظمى من السكان. وكان الاسبان – الرومان يدينون بالمذهب الكاثوليكي، بينما كان القوط الغربيون قد اعتنقوا المذهب الأريوسي، الذي يقول بطبيعة المسيح البشرية، منذ سنة 377 م (21). وقد عمل القوط الغربيون، منذ أيامهم الأولى في إسبانيا حتى تحولهم إلى الكاثوليكية في عهد ريكاريد Reccared (601-586) ، على الفصل الكامل بين السكان القوط والاسبان الرومان، فكان أبناء كل طائفة يقيمون شعائرهم بحرية تامة بمساعدة رجال الدين التابعين لملتهم، وفي كنائسهم الخاصة (22). وقد تبين للملك ريكاريد أنه لا صلاح لدولة القوط في إسبانيا ما لم تتخلّ عن الآرية وتعتنق مذهب الغالبية من سكان البلاد. وهكذا فقد أعلن في مجمع طليطلة الديني سنة 587 م تخليه عن الآرية واعتناقه، هو وأهل بيته، للمذهب الكاثوليكي، وتبعه في هذا الأمراء وكبار رجال المملكة (23). وهكذا توحدت الكنيسة الاسبانية تحت ظل الملكية القوطية. وأعقب هذا التحول إلى الكاثوليكية اتخاذ اللغة اللاتينية لغة رسمية في البلاد، وتوثقت العلاقة بالبابوية مما شجع البابوات على بسط نفوذهم الديني والسياسي على إسبانيا. وأصبحت طليطلة أسقفية يقيم فيها أسقف كبير يمثل البابا. وقد أيد السكان الاسبان الرومان هذا الإجراء، ولم تتخل إسبانيا عن الكاثوليكية بعد هذا التاريخ. وكانت هذه الخطوة عاملاً فعالاً لامتزاج الشعبين القوطي والآيبيري الروماني، ولكن هذا الامتزاج لم يتم بشكل كامل بسبب حرص القوط على اعتبار أنفسهم الشعب الحاكم المتميز، مما كان له أثر بعيد على مصير دولة القوط في إسبانيا (24).
وبالإضافة إلى المسيحيين كان ما يزال هناك عدد لا بأس به من السكان الوثنيين في شبه الجزيرة. وتشير التشريعات المتتالية الصادرة عن مجالس الكنيسة وملوك القوط إلى مدى الانتشار الواسع للوثنية، والكهانة، والعرافة، والسحر في البلاد (25). وكانت هذه الممارسات قد ترسخت في معظم أرجاء إسبانيا تقريباً، وانتعشت إلى الحد الذي دفع مجلس طليطلة الثالث (589 م) أن يقرر بأنه يتوجب على كل أسقف بالتعاون مع القاضي المحلي أن يحقق في انتشار الوثنية في منطقته، ويعمل على مكافحتها (26). وكان الباسك Basques أو البشكنس، حسبما تسميهم المصادر العربية، من جملة الجماعات الوثنية التي تعيش في منطقة الشمال الشرقي المتاخمة لجبال ألبرت. وقد فشل الأساقفة والملوك القوط في زعزعتهم عن الوثنية أو إخضاعهم طيلة العهد القوطي.
ولا يعرف لحد الآن الأصل الحقيقي لهؤلاء الباسك، ولكنهم ربما كانوا من بقايا القبائل التي سكنت منطقة جبال ألبرت في عصور ما قبل التاريخ (27). ولقد كان هؤلاء السكان الجبليون متمرسين على القتال والتمرد على ملوك القوط المختلفين، وظلوا مصدراً للقلاقل والاضطرابات طيلة العهد القوطي والعهود العربية الإسلامية اللاحقة. بل إن انتفاضاتهم ومطالبتهم المستمرة من أجل الاستقلال أو على الأقل الحكم الذاتي، ما تزال تعكر صفو الحكومات الاسبانية المختلفة حتى الوقت الحاضر.
لقد شكل اليهود عنصراً مهماً آخر من عناصر السكان في مملكة القوط الغربيين.
ويعود تاريخ استيطانهم في شبه الجزيرة إلى زمن بعيد جداً (28). وكانوا ينتشرون في مناطق عديدة من البلاد، لكنهم تركزوا بالدرجة الأولى في المراكز الحضرية المتقدمة، مثل العاصمة طليطلة، وفي مناطق الجنوب، وعلى طول ساحل البحر المتوسط في شرق إسبانيا. وتختلف حالة اليهود الاقتصادية، وطرائقهم في الحياة في إسبانيا اختلافاً كبيراً. فمنهم من كان يعمل بالتجارة داخل البلاد وخارجها، بينما كان الآخرون فقراء لا يمتلكون أية ممتلكات (29). ويشير بعض المؤرخين إلى أن ملكية الأرض كانت الأساس الذي تقوم عليه معيشة بعض اليهود في إسبانيا، فكان هؤلاء يعيشون في قرى ويزرعون أراضيهم بأيديهم، بينما تولى آخرون الاشراف على المزارع التي يمتلكها المسيحيون. ولكن يبدو من التشريعات الكثيرة التي تخص اليهود في إسبانيا، أن فعالياتهم التجارية، كانت مهمة بقدر أهمية نشاطهم الزراعي.
لم يكن وضع اليهود في ظل القوط الغربيين حسناً، فقد ضُيّق عليهم وعوملوا معاملة غير جيدة من قبل ملوك القوط المختلفين. ويعد الملك سسبتSisebut (612-621م) بنظر العديد من المؤرخين، الملك القوطي الأول الذي ابتدأ بوضع القيود على اليهود (30). ولكن هذا الأمر يرجع في الحقيقة الى عهود تسبق الحقبة التي حكم فيها هذا الملك. فهناك تشريعات معادية لليهود منذ عهد الملك ألاريك الثاني Alaric II (484 - 507 م، (31). وكذلك نصت قرارات مجلس طليطلة الثالث (587 م) على إكراه اليهود على اعتناق المسيحية، وحرّمت على أي يهودي أن يشتري عبداً مسيحياً (32).
ولقد ظل هذا التشريع سارياً، وأعيد تطبيقه من قبل ملوك القوط المتعاقبين، كما أُيِّد وعُزِّز من قبل مجلس الكنيسة إلى نهاية العهد القوطي.
وجُرد اليهود من قبل الملك سسبت من العبيد والمستأجرين، ولهذا أصبح من الصعب عليهم أن يزرعوا أراضيهم، أو أن يمتلكوا المزارع الكبيرة. وفي عهد الملك ايروجErwig (680 -687م) أبعد اليهود عن كل وظائف الدولة، وعن تولي المزارع الكبيرة. وحُرّم عليهم وعلى عبيدهم أن يعملوا في حقولهم أيام الآحاد والعطل الدينية المسيحيّة (33). ولكن ذروة التضييق على النشاط الاقتصادي لليهود وصلت غايتها في عهد الملك أخيكاEgica (687 - 702)، فقد كانت تشريعاته تهدف إلى شل القدرة الاقتصادية لليهود، والحد من قابليتهم في الحصول على المعيشة. لذلك فقد أجبروا على أن يبيعوا إلى خزينة الدولة، وبسعر محدد، عبيدهم، وأية ممتلكات سبق وأن اشتروها من المسيحيين. يضاف إلى ذلك، أنهم منعوا من مزاولة التجارة على مختلف أشكالها، أو أن يتاجروا فيما وراء البحار (34).
ولا تتوافر لدينا معلومات عن الدوافع الحقيقية المختفية وراء هذا التضييق، أو لماذا مُنع اليهود من ممارسة أي نوع من أنواع التجارة. ولكن من المحتمل جداً أنه كان بسبب اختلاف عقيدتهم وتعاطيهم الربا، أو بسبب تعاليهم على أبناء الديانات الأخرى، وانغلاقهم على أنفسهم، واستغلالهم لغيرهم من الناحية الاقتصادية. وربما كان لتآمرهم السياسي أيضاً أثر كبير على تشريع بعض القوانين المعادية لهم. وقد استطاع اليهود التخلص من هذه القوانين بسبب دفعهم للرشوة إلى النبلاء ورجال الدين (35). لكنهم مع هذا تأثروا إلى حد كبير، مما دفع العديد منهم إلى الالتجاء إلى شمال افريقيا، وغالة في جنوب فرنسا، كما قام بعضهم بالاشتراك في بعض الحركات المناوئة للسلطة (36). وقد تعرض اليهود في عهد الملك أخيكا إلى الاتهام بالتآمر مع يهود من خارج البلاد للعمل ضد المسيحيين في إسبانيا (37). وقد يكون هذا الاتهام صحيحاً، ولكن لا تتوافر أدلة عليه سوى خطبة الملك أخيكا التي ألقاها أمام مجلس طليطلة السابع عشر (9 تشرين الثاني سنة 694 م) عندما أشار إلى هذه "المؤامرة" لأول مرة. ويرى بعض المؤرخين المحدثين، أن هذا الاتهام ما هو إلا محض خيال أو اختراع من قبل الملك حتى يبرر إجراءاته ضد اليهود (38). ولكن هناك من يعتقد بصحة هذه الحادثة، ويعدها حقيقة تاريخية، بل اعتقد بعضهم أن اليهود المقصودين بالتآمر من خارج البلاد هم من شمال افريقيا. ومن البربر بالذات (39). كما ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك - ربما بسبب تعاون اليهود فيما بعد مع المسلمين زمن الفتح - فذكروا بأن اليهود كانوا يتآمرون من أجل تسليم إسبانيا إلى العرب (40). وبطبيعة الحال، لا يمكن تصديق مثل هذا الافتراض، لأن العرب في ذلك الوقت كانوا بعيدين عن إسبانيا، وكانت فتوحاتهم مركزة في المناطق المجاورة للقيروان.
إن عدم التكافل الاجتماعي الذي كان يسود في دولة القوط الغربيين، والتضييق الذي لحق باليهود، والظروف التعيسة التي كان يعيش في ظلها العبيد والعديد من أفراد الطبقة العامة، أدت إلى تفكك المجتمع وانهياره. يضاف إلى ذلك أن حالة العصيان والمؤامرات المستمرة التي كان يقوم بها النبلاء من أجل الوصول إلى العرش، أو الانسلاخ عن المملكة والحصول على الاستقلال، أنهكت البلاد، وأوصلتها إلى حالة يرثى لها من التردي والضعف. ولقد حدث قبل الفتح العربي الإسلامي لإسبانيا بسنة واحدة تقريباً، أقوى وأقسى تنافس على السلطة في البلاد، مما زاد في حالة الضعف والتفكك، وسهل أمر القضاء على دولة القوط الغربيين.
عصر الملك غيطشة وتفرق كلمة القوط:
ابتدأت الأزمة منذ أيام الملك غيطشةWitiza (702 - 710)، الذي حاول أن يصلح الأمور ويخفف من التأثير السيء الذي تركه أبوه أخيكا، فمال إلى إنصاف الناس من استبداد نبلاء القوط، وأحب في آخر أيامه أن يرفع القيود عن اليهود، فكرهه النبلاء ورجال الدين، الذين أبعدهم عن نفسه، وحرمهم من بعض امتيازاتهم، وفرق شملهم.
فأخذ النبلاء يثورون عليه في نواحي البلاد المختلفة، وتآمر عليه أهله، واستطاعت زوجته أن ترغمه على تعيين ابنه الصبي وقله (أخيلا Achila) حاكماً على طركونة وسبتمانيا. وكان هذا التعيين حافزاً للنبلاء وكبار القوط إلى مضاعفة العمل للقضاء على غيطشة ودولته. وفي هذه الأثناء توفي غيطشة في حدود سنة 710 م، والبلد منشق على نفسه مفرق بين رجال الدين وكبار النبلاء الطامعين. وكان أفراد البيت المالك أنفسهم من أكثر الناس انقساماً. فقد ترك غيطشة أرملة، وثلاثة بنين، هم أخيلا، وألمند، وأرطباس، وأخين كان أحدهما أسقفاً لأشبيلية يدعى أبة Oppa ، والآخر وصياً على أخيلا الذي كان مرشحاً لوراثة العرش بعد أبيه. ولكن كبار القوط لم يرغبوا في الخضوع لصبي مثلا أخيلا، هذا بالإضافة إلى عدائهم لأبيه، وتخوفهم من استبداد الوصي بالحكم (41). فامتنعوا عن طاعة أخيلا، واستقل بعضهم في الأطراف والنواحي، وسادت حالة الفوضى والارتباك في البلاد، استطاع على أثرها كبار القوط وأعيانهم في طليطلة أن يوحدوا جهودهم ضد أخيلا وعمه الوصي عليه، وأن يعهدوا بالعرش إلى أحدهم ويدعى رودريكو أو لذريق Roderic (42).
وما يزال أصل لذريق مختلفاً فيه، فتذكر إحدى المصادر اللاتينية على أنه كان سليل بيت أحد ملوك القوط السابقين (43). بينما يذكر المؤرخون العرب أنه كانا رجلاً شجاعاً، ولكنه لا ينتمي إلى بيت الملوك، وأنه كان قائداً وفارساً (44). ونظراً للظروف التي تولى فيها هذا الملك، فقد كان في حاجة ماسة إلى الأموال. فابتدأ حكمه بأن حاول الاستيلاء على خزائن أسلافه الملوك من كنيستي سان بيدرو San Pedro وسان بابلو San Pablo في طليطلة (45).
لم تكن مشكلة لذريق الوحيدة هي الحاجة إلى المال، بل كان عليه أيضاً أن يجابه انتشار الفوضى والانقسام والفساد في المملكة. وكانت الثورات، وحركات التمرد ما تزال تعكر صفو البلاد، وبشكل خاص في منطقة الباسك، وكان العبيد يهربون في كل مناطق البلاد. ويدل هذا على ضعف القوط المتأصل، وإلى الحد الذي وصل إليه تدهور قوتهم، لأن الغالبية العظمى من الجيش القوطي في أواخر القرن السابع الميلادي كانت تتألف من العبيد المجندين. ولهذا فليس من الصعب على المرء أن يتخيل مصير هذا الملك ومملكة القوط الغربيين عامة، عندما كان عليهم أن يجابهوا حماسة العرب والمسلمين المتدفقة، وكلمتهم الموحدة في سبيل نشر مبادئ الحق والعدل وتحرير الشعوب من الظلم والفساد.
_______
(1) البكري، جغرافية الأندلس وأوروبا من كتاب المسالك والممالك، تحقيق: عبد الرحمن علي
الحجي، بيروت، 1968، ص 57 - 58؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت 1965 - 1966، ج 4، ص 556.
(2) J. F. O' Callaghan, a History of Medieval Spain, London. 1975. p. 20
(3) البكري، المصدر السابق، ص 59؛ ابن الأثير، ج 4، ص 556؛ ابن عذاري، البيان المغرب، نشر: كولان وليفي بروفنسال، ليدن، 1948، ج 2، ص 2.
(4) O'Callaghan, op. cit., p. 27
(5) R. Altamira, A History of Spain, Translated from the Spanish by: Muna Lee,
Toronto, Cadada, 1949. pp. 32-34
(6) Isidoro of Seville, History of Goths, Vandals, and Suevi, translated from the Latin By Guido Donini and Gordon B. Ford Jr. Leiden, 1970, p. 33.
(7) Ibid., pp. 34-35; H. V. Livermore, the Origins of Spain and Portugal, London, 1971 pp. 86-88.,
(8) Isidoro, op. cit., pp. 39-42; Livermore, op. cit., p. 92.
(9) O' Callaghan, op. cit., pp. 37, 70-71.
(10) R. Shaw, "The fall of the Visgothic power in Spain", The English Historical Review XXI, 1906, p. 211.
(11) انظر: حسين مؤنس، فجر الأندلس، القاهرة، 1959، ص 23.
(12) المرجع نفسه، ص 23.
(13) E. A. Thompson, The Goths in Spain, Oxford, 1969, pp. 278, 281-282.
(14) انظر: فتح الأندلس، مجهول المؤلف، نشره وترجمه إلى الاسبانية دون خواكين دي كونثاليث، الجزائر، 1889، ص 7؛ الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، نشره مع ترجمة فرنسية وتعليقات ليفي بروفنسال، القاهرة - ليدن، 1938، ص 169 - 170.
وانظر: محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس، القاهرة، 1969، ج 1، ص 30 - 31.
(15) Thompson, op. cit., p. 121.
(16) Ibid., p. 117; O' Callaghan, op. cit., pp. 73-74.
(17) Thompson, op. cit., pp. 267, 268, 272, 305.
(18) O' Callaghan, op. cit., p. 73
(19) Thompson, op. cit. pp. 117, 312.
(20) ابن القوطية، تاريخ افتتاح الأندلس، نشره وترجمه إلى الاسبانية، خوليان رايبيرا، مدريد،
1926، ص 38 - 40.
(21) Isidoro of Seville, op. cit., p. 5.
(22) Thompson, op. cit., pp. 311-312
(23) ابن الأثير، ج 4، ص 560؛ Isidoro of Seville, op. cit., p. 25
(24) انظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص 9 - 10.
(25) Thompson, op. cit., pp. 308-310.
(26) Ibid., p. 54.
(27) Altamira, op. cit., p. 69; Livemore, op. cit., pp. 40-42.
(28) S. Katz, the Jews in the Visigoth and Frankish Kingdoms of Spain and Gaul, New York, 1970, pp. 3-5.
(29) Thompson, op. cit., p. 316.
(30) Isidoro of Seville, op. cit., p. 28, Katz, op. cit., p. 11; Livemore, op. cit., p. 192.
(31) Thompson, op. cit., p. 53.
(32) Ibid., pp. 101-111; Katz, op. cit., p. 11. F.
(33) Ibid., p. 124.
(34) Thompson, op. cit., p. 246.
(33) Ibid., pp. 236-237; Katz, op. cit., p. 127.
(36) Shaw, op. cit., p. 214; Thompsonn op. cit., p. 16.
(37) Ibid., p. 247; Katz, op. cit., p. 21; cf. Levi-Provençal, Histoire de l'Espagne
Musulmane, vol. I. Paris, Leiden, 1950, p. 6.
(38) Thompson, op. cit., p. 247; Y Baer, A History of the Jews in Christian Spain translated from the Hebrew by Louis Schoffman, Philadelphia, 1971, vol. I. p. 22 Shaw, op. cit., p. 214.,
(39) إبراهيم طرفان، دولة القوط الغربيين، القاهرة، 1958، ص 119.
(40) Katz, op. cit., p. 21; the Cambridge Medieval History, Planned by J. B. Bury, Ed.
H. M. Gwatkin and J. P. Whitney, Cambridge, 1964, vol. II. p. 18.
(41) انظر: ابن القرطية، ص 2؛ أخبار مجموعة، (مجهول المؤلف) نشره وترجمه إلى الاسبانية، لافوينتي القنطرة، مدريد، 1867، ص 5؛ المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق، إحسان عباس، بيروت 1968، ج 1، ص 265؛ مؤنس، فجر الأندلس، ص 12 - 16.
(42) Isidoro Pacense or the Chronicle of 754.
( ملحق رقم 2 لكتاب أخبار مجموعة)، ص 147، رقم (34)؛ وانظر أيضاً: مؤنس، المرجع السابق، ص 16؛ عنان، دولة الإسلام في الأندلس، ج 1، ص 33 - 34.
(43) The Chronicle of Alfonso III. Ed. Manuel Gomez-Moreno. Boletin de la Real Academia de Historia. 100. Madrid. 1932. pp. 611-612.
(44) ابن القوطية، ص 2؛ أخبار مجموعة، ص 5؛ ابن عذاري، ج 2 ص 3؛ المقري، ج 1، ص248، 250.
(45) انظر: ابن القوطية، ص 7؛ ابن الأثير، ج 4، ص 567؛ ابن عذاري، ج 2، ص 3؛ فتح
الأندلس، ص 2 - 3؛ الحميري، ص 6 - 7؛ المقري، ج 1، ص 251.