الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التمايز العنصري
المؤلف: باقر شريف القرشي
المصدر: الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة: ص29-32
19-6-2016
2386
اكدت وثيقة حقوق الإنسان على الغاء التمايز العنصري بين ابناء البشر، وانهم جميعا متساوون في الحقوق والحريات بدون أي تمييز بينهم، وقد جاء ذلك في البند الاول والثاني من الوثيقة وهذا نصها :
المادة الاولى : يولد الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق .. الخ.
المادة الثانية : لكل إنسان يتمتع بكافة الحقوق الواردة في هذه الوثيقة، وذلك بدون أي تمييز خاصة ما كان بسبب الجنس او اللون.. الخ.
ولم يعد لهاتين المادتين أي وجود في الحياة في اوروبا، فقد عمد الاوربيون الى التمايز العنصري وتطبيقه على واقع حياتهم بصورة مكشوفة، فالأمريكان البيض بمعزل تام عن الامريكان السود، فكنائس كل منهما بمعزل عن الآخر، وكذلك مقابرهم وفنادقهم وقطاراتهم ومدارسهم ومحلات سكناهم منفصلة بعضها عن البعض، وكان الاطباء يجرون تجربة لدواء او عملية جراحية على السود للنظر في نجاحها، ولكن امريكا في عام 1954م عمدت الى إلغاء هذه الفوارق تحت ضغط عالمي.
وكان من استهانة البيض بالسود اذا ركب اسود حافلة تخص البيض قدم للمحاكمة، ولو كانت امرأة عجوز سوداء جالسة في حافلة وجاء شاب ابيض فانه يتحتم عليها ان تقوم من مكانها وتجلسه فيه، وادى الرئيس الامريكي كندي بتصريح أعرب فيه عن ضياع حقوق الإنسان بالنسبة الى السود، حيث قال :
(ان الأرقام تشير الى ان الطفل الأسود حين يولد اليوم في بلادنا له نصف حظ الطفل الأبيض من فرص إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية وله ثلث حظ الأبيض بشأن فرص حصوله على عمل مناسب له)(1).
لقد انتهكت حقوق الإنسان لا في امريكا فقط، وانما في معظم دول الغرب الذين ينادون بحقوق الإنسان.
ـ عدم التساوي في الاجور :
وكان من مظاهر التمييز العنصري عدم مساواة الزنوج للبيض في أجور العمل الواحد، ففي ناميبيا يبلغ معدل دخل البيض من عملهم (2000) جنيه، واما السود فيبلغ دخل عملهم الذي هو نفس عمل البيض (90) جنيها، ويعيش الإنسان الأبيض في رفاهية العيش بذخا ورخاء، ويعيش الإنسان الأسود في ضنك وقهر من حياته البائسة(2).
ـ اختيار المسكن :
ومن بوادر التمايز العنصري الذي انتهكت فيه كرامة الإنسان عدم الحرية في اختيار المسكن الذي يرغب الإنسان الأسود فيه، فليس له من سبيل ان يختار السكنى في مناطق البيض (3) وهو مناف للمادة (12) من ميثاق هيأة الامم المتحدة الذي نص على حرية الشخص في اختيار السكن الذي يرغب به، فأين حقوق الإنسان؟
ـ امتهان المرأة :
امتهنت المرأة في ظل الانظمة الغربية، وصارت سلعة لتوفير العملة الصعبة، كما صرحوا
بذلك، ففي البلدان الاسكندنافية، مثل : السويد والدانمارك والنرويج، تباع علنا الفتيات من بناتهم، وفي اوروبا تعرض النساء... (4)، هذه الحرية التي ينشدونها للمرأة، فأين حقوق الإنسان؟
لقد وقعت المرأة في مستنقع من الرذائل، وهي رائدة الاصلاح للمجتمع الانساني، فهي التي تنهض به الى ارقى مستويات الحضارة والتقدم، ويجب ان تصان عن هذه الرذائل التي تهوي بها الى مستوى سحيق ما له من قرار.
ان المرأة يجب ان تكون سيدة الجيل في عفتها وطهارتها وكرامتها، ويجب ان تصان من الرذائل والموبقات، وتتحرر من الحضارة الغربية التي استهدفت كرامتها وسمو مكانتها، وجعلتها تلهث على لقمة العيش في المعامل والمصانع والمناجم والأعمال الشاقة، وقد أهاب بها الإسلام وأرادها ان تكون في أرقى مستويات الكمال.
_______________
1ـ العدالة الاجتماعية في الاسلام : 35 و 36.
2ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.
3ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.
4ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.