x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
النداء
المؤلف: جلال الدين السيوطي
المصدر: همع الهوامع
الجزء والصفحة: ج2/ ص32-64
21-10-2014
6533
ومنه المنادى ويقدر ( أدعو ) و ( أنادي ) إنشاء وقيل ناصبه القصد وقيل الحرف نيابة وقيل اسم فعل وقيل فعل وهو همزة لقريب و ( أي ) له أو لبعيد أو متوسط أقوال ويا وأيا وهيا وآي و ( آ ) للبعيد حقيقة أو حكما وقد ينادى ب ( يا ) القريب وقيل مشتركة بينهما قيل : والمتوسط وزعم الجوهري أيا مشتركة وبعضهم الهمزة للمتوسط و ( يا ) للقريب وابن السكيت ( ها ) ( هيا ) بدلا والجمهور تختص ( وا ) بالندبة ( ش ) من المنصوب مفعولا به بفعل لازم الإضمار باب المنادى وللزوم إضماره أسباب الاستغناء بظهور معناه وقصد الإنشاء وإظهار الفعل يوهم الإخبار وكثرة الاستعمال والتعويض منه بحرف النداء ويقدر بأنادي أو أدعو إنشاء هذا مذهب الجمهور وذهب بعضهم إلى أن الناصب له معنوي وهو القصد ورد بأنه لم يعهد في عوامل النصب وذهب بعضهم إلى أن الناصب له حرف النداء ثم اختلفوا فقيل على سبيل النيابة والعوض عن الفعل فهو على هذا مشبه بالمفعول به لا مفعول به وعليه الفارسي
ص32
ورد بجواز حذف الحرف والعرب لا تجمع بين العوض والمعوض منه في الذكر ولا في الحذف وقيل على أن حروف النداء أسماء أفعال بمعنى أدعو ك ( أف ) بمعنى أتضجر وليس ثم فعل مقدر ورد بأنها لو كانت كذلك لتحملت الضمير وكان يجوز إتباعه كما سمع في سائر أسماء الأفعال ولاكتفي بها دون المنصوب لأنه فضلة ولا قائل بأنها تستقل كلاما وقيل على أنها أفعال ورد بأنه كان يلزم اتصال الضمير معها كما يتصل بسائر العوامل وقد قالوا أيا إياك منفصلا ولم يقولوا إياك فدل على أن العامل محذوف وذهب بعضهم إلى أن النداء منه ما هو خبر لا إنشاء وهو النداء بصفة نحو يا فاسق ويا فاضل لاحتمال الصدق والكذب في تلك الصفة ومنه ما هو إنشاء وهو النداء بغير صفة وحروف النداء ثمانية أحدها الهمزة والجمهور أنها للقريب نحو:
( أفاطمُ مهلاً بَعْضَ هذا التّدَلُّل ** )
وزعم شيخ ابن الخباز أنها للمتوسط قال ابن هشام في ا لمغني : وهو خرق لإجماعهم
ص33
وذكر في شرح التسهيل أن النداء بها قليل في كلام العرب وتبعه ابن الصائغ في حواشي المغني وما قالاه مردود فقد وقفت لذلك على أكثر من ثلاثمائة شاهد وأفردتها بتأليف الثاني ( أي ) بالفتح والقصر والسكون قال"
( ألم تسمعي أيْ عَبْدَ في رَوْنق الضُّحَى ** )
وفي معناها أقوال قيل للقريب كالهمزة وعليه المبرد والجزولي وقيل للبعيد ك ( يا ) وعليه ابن مالك وقيل للمتوسط الثالث ( يا ) وهي أم الباب ومن ثم قال أبو حيان إنها أعم الحروف وإنها تستعمل للقريب والبعيد مطلقا وإنه الذي يظهر من استقراء كلام العرب وقال ابن مالك هي للبعيد حقيقة أو حكما كالنائم والساهي وفي المغني لابن هشام ( يا ) حرف لنداء البعيد حقيقة أو حكما وقد ينادي بها القريب توكيدا وقيل هي مشتركة بين البعيد والقريب وقيل بينهما وبين المتوسط وذكر ابن الخباز عن شيخه أن ( يا ) للقريب وهو خرق لإجماعهم الرابع ( أيا ) وهي للبعيد قال في المغني وليس كذلك قال: –
( أيا ظَبية الوَعْسَاءِ بين جُلاجلٍ ** وبين النّقا آأنت أمْ أمُّ سالم )
ص34
الخامس هيا للبعيد قال : –
( هيا أمّ عمرو هَل ليَ اليوم عِنْدَكُم ** )
وهاؤه أصل وقيل بدل من همزة أيا وعليه ابن السكيت وجزم به ابن هشام في المغني السادس ( آي ) بالمد والسكون السابع (آ) بالمد وهما للبعيد وقد حكاهما الكوفيون عن العرب الذين يثقون بعربيتهم وذكر الأخفش في كتابه الكبير ( آ ) وجعلها ابن عصفور في ( المقرب ) للقريب كالهمزة الثامن ( وا ) ذكرها ابن عصفور نحو: –
( وافَقْعَسًا وأين منّى فَقْعَسُ ** )
ص35
والجمهور أنها مختصة بالندبة لا تستعمل في غيرها وحكى بعضهم أنها تستعمل في غير الندبة قليلا كقول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص ( واعجبا لك يا بن العاص )
نصب المنادى وبناؤه
وإنما يظهر نصب مضاف وشبهه ونكرة لم تقصد ويبنى على ما يرفع به لفظا أو تقديرا علم مفرد ونكرة مقصودة وزعم الرياشي إعرابهما فإن وصفت فشبه المضاف وقيل يجوز البناء والنصب وقيل إن كان فيه ضمير غيبة وجب النصب أو خطاب فالرفع وجوز ثعلب ضم حسن الوجه والكوفية نصب اثني عشر وبعضهم كل مثنى وجمع ومنع الأصمعي نداء النكرة مطلقا والمازني بلا قصد والكوفية إن لم تكن خلف موصوف ولا يفصل بين المضاف باللام وقد يعمل عامله في مصدر وظرف ويحذف تنوين منقوص لا ياؤه خلافا ليونس فإن كان ذا أصل واحد فوفاقا ( ش ) لكون المنادى مفعولا به كان منصوبا لكن إنما يظهر نصبه إذا كان مضافا نحو يا عبد الله يا رجل سوء وشبيها به نحو ( يا خيرا من زيد ) وقوله : –
( أيا مُوقِدًا ناراً لِغَيرك ضوءها ** )
أو نكرة غير مقصودة كقول الأعمى يا رجلا خذ بيدي ويبنى العلم المفرد أعني غير المضاف وشبهه والنكرة المقصودة على ما يرفع به لفظا وهو الضمة في المفرد والجمع المكسر وجمع المؤنث السالم نحو يا زيد يا رجل يا رجال يا هندات والألف في المثنى نحو يا زيدان
ص36
والواو في الجمع السالم نحو يا زيدون أو تقديرا في المقصور نحو يا موسى والمنقوص نحو يا قاضي وما كان مبنيا قبل النداء نحو يا سيبويه ويا حذام ويا خمسة عشر ويا برق نحره هذا مذهب الجمهور وعلة البناء الوقوع موقع كاف الخطاب وقيل شبهه بالضمير وخص بالضم لئلا يلتبس بغير المنصرف لو فتح وبالمضاف للياء لو كسر وزعم الرياشي أنهما معربان وأن الضمة إعراب لا بناء ونقله ابن الأنباري عن الكوفيين وذهب بعض الكوفيين إلى جعل المثنى والجمع بالياء حملا على المضاف وذهب الكوفيون إلى أن اثني عشر إذا نودي أجري على أصله من الإضافة فيعرب نصبا بالياء والبصريون يبقونه على التركيب مبنيا بالألف لأنه إضافته غير حقيقية وذهب ثعلب إلى جواز بناء نحو ( حسن الوجه ) على الضم لأن إضافته في نية الانفصال ورد بأن البناء ناشئ عن شبه الضمير والمضاف عادم له وذهب الأصمعي إلى منع نداء النكرة مطلقا وذهب المازني إلى أنه لا يتصور أن يوجد في النداء نكرة غير مقبل عليها وأن ما جاء منونا فإنما لحقه التنوين ضرورة وذهب الكوفيون إلى جواز ندائها إن كانت خلفا من موصوف بأن كانت صفة في الأصل حذف موصوفها وخلفته نحو يا ذاهبا والأصل يا رجلا ذاهبا والمنع إن لم تكن كذلك فهذه أربعة مذاهب في النكرة غير الموصوفة أما الموصوفة بمفرد أو جملة أو ظرف فيجوز نداؤها وفاقا وهي من شبه المضاف فتنصب نحو يا رجلا كريما ويا عظيما يرجى لكل عظيم وقوله : 666 –
( ألا يا نخلةً من ذاتِ عرْق ** )
ص37
وقيل يجوز البناء والنصب قاله الكسائي وفصل الفراء فأوجب النصب إذا كان العائد فيها ضمير غيبة نحو يا رجلا ضرب زيدا والرفع إذا كان ضمير خطاب نحو يا رجل ضربت زيدا ولا يجوز فصل المضاف المنادى باللام إلا في الضرورة كقوله: –
( يا بُؤسَ للحرب ضَرّاراً لأقْوام ** )
وقد يعمل عامل المنادى في المصدر كقوله : –
( يا هندُ دَعوة صبّ هائم دَنِفٍ ** )
ص38
وفي الظرف كقوله : –
( يا دارُ بين النّقا والحَزْن ما ضعت** يدُ النّوي بالألي كانوا أهاليكِ )
ويحذف تنوين المنقوص المعين بالنداء نحو يا قاضي لحدوث البناء وتثبت ياؤه عند الخليل إذ لا موجب لحذفها وقال يونس تحذف لأن النداء دخل على اسم معرب منون محذوف الياء فذهب التنوين من المحذوف الياء فبقي حذف الياء بحاله وتقدر الضمة في الياء المحذوفة كما تقدر فيها حركة الإعراب مع أن النداء مكان تغيير وتخفيف فناسب ألا تثبت الياء فإن كان ذا أصل واحد تثبت الياء بإجماع نحو يا ري ويا يفي علما لأن ذهبت عينه ولامه و ( يف ) ذهبت فاؤه ولامه فإذا نوديا ردت اللام
تنوين المنادى والأولى فيه
وينون منادى للضرورة والاختيار عند الخليل وسيبويه بقاء الضم وقوم النصب وابن مالك الأول في العلم والثاني في النكرة وعندي عكسه يجوز تنوين المنادى المبني في الضرورة بالإجماع ثم اختلف هل الأولى بقاء ضمه أو نصبه فالخليل وسيبويه والمازني على الأول علما كان أو نكرة مقصودة كقوله : -
ص39
( سلامُ اللهِ يا مطرٌ عَلَيْها ** )
وقوله : -
( مكانَ يا جَمَلٌ حُيّيت يا رَجُلُ ** )
وأبو عمرو وعيسى عند عمر والجرمي والمبرد على الثاني ردا إلى أصله كما رد المنصرف إلى الكسر عند تنوينه في الضرورة كقوله : –
( يا عَدِيًّا لقد وقَتْكَ الأواقى ** )
ص40
وقوله:-
( يا سيّدًا ما أنت مِنْ سَيِّدٍ ** )
واختار ابن مالك في شرح التسهيل بقاء الضم في العلم والنصب في النكرة المعينة لأن شبهها بالمضمر أضعف وعندي عكسه وهو اختيار النصب في العلم لعدم الإلباس فيه والضم في النكرة المعينة لئلا يلتبس بالنكرة غير المقصودة إذ لا فارق حينئذ إلا الحركة لاستوائهما في التنوين ولم أقف على هذا الرأي لأحد
ص41
حذف النداء اختصارا
( بمثِلك هذَا لَوْعَةٌ وغَرَامُ ** )
ص42
وقوله تعالى : ! ( ثم أنتم هؤلاء تقتلون ) !البقرة : 85 وقوله : –
( لِتُحْسَبَ سيّدًا ضَبْعًا تبولُ ** )
أي يا ضبعا والأولون حملوا ذلك على الشذوذ والضرورة إلا الآية فعلى الابتداء والخبر ولا نداء وأما الحديث فلم يثب كونه الرسول كما تقرر غير مرة ويؤيده وروده في بعض الطرق بلفظ يا حجر أما حذف المنادى وإبقاء حرف النداء ففيه خلاف فجزم ابن مالك بجوازه قبل الأمر والدعاء وخرج عليه قوله تعالى : ! ( ألا يسجدوا ) ! النمل : 25 وقول الشاعر : 676 –
ص43
( يا لَعْنةُ اللهِ والأقوام كُلّهمُ ** والصَّالحِين على سمْعَان مِنْ جار )
أي يا قوم أو يا هؤلاء قال أبو حيان والذي يقتضيه النظر أنه لا يجوز لأن الجمع بين حذف فعل النداء وحذف المنادى إجحاف ولم يرد بذلك سماع من العرب فيقبل و ( يا ) في الآية والبيت ونحوهما للتنبيه وقال أبن مالك حق المنادى أن يمنع حذفه لأن عامله حذف لزوما إلا أن العرب أجازت حذفه والتزمت إبقاء ( يا ) دليلا عليه وكون ما بعده أمرا أو دعاء لأنهما داعيان إلى توكيد المأمور والمدعو فاستعمل النداء قبلهما كثيرا حتى صار الموضع منبها على المنادى إذا حذف وبقيت ( يا ) فحسن حذفه لذلك وقد يفصل بين حرف النداء والمنادى بأمر كقول النخعية تخاطب أمها ( لطيفة ) :-
( ألا يا فابْك تَهْياماً لَطِيفَا ** )
ص44
أرادت يا لطيفة فرخمت وفصلت
ما لا ينادى
والأصح لا ينادى ضمير وإشارة بحرف الخطاب ولا مضاف لكاف ولا معرف ب ( أل ) في السعة خلافا للكوفية إلا الله و ( المحكي ) قال المبرد والموصول وابن سعدان والجنس المشبه به لا ذو عهدية وغلبة ولمح بحال ( ش ) لا ينادى الضمير عند الجمهور وأما ضمير الغيبة والتكلم فلأنهما يناقضان النداء إذ هو يقتضي الخطاب وأما ضمير المخاطب فلأن الجمع بينه وبين النداء لا يحسن لأن أحدهما يغني عن الآخر وجوز قوم نداءه تمسكا بقوله : –
( يا أبْجر بنَ أَبْجر يا أنْتا ** )
ص45
وقول الأحوص ( يا إياك قد كفيتك ) وأجاب الأولون بندوره ولا ينادى اسم الإشارة المتصل بحرف الخطاب نحو يا ذاك قال السيرافي وغيره وأجازه ابن كيسان ونقل عن سيبويه ولا ينادى مضاف لكاف الخطاب نحو يا غلامك لأن المنادى حينئذ غير من له الخطاب فكيف ينادى من ليس بمخاطب ولا ينادي المعرف ب ( أل ) فلا يقال يا الرجل إلا في الضرورة لأنه في ذلك جمعا بين أداتي التعريف وجوزه الكوفيون في الاختيار ومن وروده في الشعر قوله :–
( فيا الْغُلامان اللّذان فَرّا ** )
ص46
وقوله : –
( عبّاسُ يا الملك المتوَّجُ والّذي ** عَرَفَتْ له بَيْتَ العُلا عَدْنَانُ )
وقوله : -
(مِن أجْلِك يا الَّتي تيّمتِ قَلبي ** )
ص47
واستثني البصريون شيئين أحدهم اسم الله تعالى فيقال يا ألله لأن ( أل ) للزومها فيه كأنها من بنية الكلمة فيجوز حينئذ قطع همزه ووصله والثاني الجملة المسمي بها كأن تسمي ( يا الرجل قائم ) فإذا ناديته قلت ( يا الرجل قائم أقبل ) لأنه سمي به على طريق الحكاية واستثنى المبرد ثالثا وهو الموصول إذا سمي به نحو ( يا الذي قام ) لمسمى به ووافقه ابن مالك قال أبو حيان والذي نص عليه سيبويه المنع وفرق بينه وبين الجملة أنها سمي فيها بشيئين كل واحد منهما اسم تام و ( الذي ) بصلته بمنزلة اسم واحد كالحارث فلا يجوز فيه النداء واستثنى محمد بن سعدان اسم الجنس المشبه به فأجاز نداءه مع ( أل ) نحو ( يا الأسد شدة ) و ( يا الخليفة هيبة ) ووافقه ابن مالك لأن تقديره يا مثل الأسد ويا مثل الخليفة فحسن لتقدير دخول ( يا ) على غير الألف واللام ولا ينادى ما فيه ( أل ) العهد ولا التي للغلبة ولا التي للمح الصفة بحال بل إذا نودي هذا النوع حذفت منه ( أل ) قال : –
( إنّكَ يا حَارثُ نِعْمَ الحَارثُ ** )
ص48
وقال :
( غَمز ابن مُرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها ** )
نداء اسم الإشارة
مسألة إذا نودي إشارة ووصف بذي أل مرفوع فإن استغني عنه جاز نصبه أو ( أي ) ضم وتلي بـ (هاء) التنبيه عوضا من الإضافة مفتوحة وقد تضم وذي أل الجنسية مرفوعا وجوز المازني نصبه وصفا وابن السيد بيانا وزعمه ملك النحات مبينا وأل بدلا من ( يا ) أو بموصول بغير خطاب أو بإشارة بلا كاف قيل أو بها قال ابن الضائع إن نعت بذي أل ولا يتبع بغيرها ولا يقطع عنها ويؤنث لتأنيث صفته وقيل ( ها ) مبقاة من الإشارة وقيل ( أي ) موصولة بالمرفوع خبر المحذوف ( ش ) إذا نودي اسم الإشارة وجب وصفه بما فيه ( أل ) من اسم جنس أو موصول نحو يا هذا الرجل يا هذا الذي قام أبوه ويجب رفع هذا الوصف إذا قدر اسم الإشارة وصلة إلى نداء ما فيه ( أل ) فإن استغني عنه بأن اكتفي بالإشارة في النداء ثم جيء بالوصف بعد ذلك جاز فيه الرفع على اللفظ والنصب على الموضع
ص49
وإذا نودي ( أي ) وجب بناءها على الضم وإيلاؤها هاء التنبيه إما عوضا من مضافها المحذوف أو تأكيدا لمعنى النداء ووصفها إما بذي أل الجنسية مرفوعا نحو يا أيها الإنسان يا أيها النبي وقيل إنه عطف بيان لا وصف قاله ابن السيد لأنه ليس مشتقا وقيل إنه يجوز نصبه قال المازني حملا على موضع ( أي ) ورد بأن الحمل على الموضع إنما يكون بعد تمام الكلام والنداء لم يتم ب ( يا أيها ) فلم يجز الحمل على موضعها وبأن المقصود بالنداء هو الرجل وهو مفرد وإنما أتي ب ( أي ) ليتوصل بها إلى نداءه ومن ثم زعم ملك النحاة أبو نزار أنه مبني وأن اللام فيه بدل من ( يا ) ولا يجوز الوصف بما فيه ( أل ) التي للعهد أو التي للغلبة أو التي للمح ولا ما فيه ( أل ) من مثنى أو مجموع كان علما قبل دخولها فلا يقال يا أيها الزيدان ولا يا أيها الزيدون وإما بموصول مصدر ب ( أل ) خال من خطاب نحو : ! ( يا أيها الذي نزل عليه الذكر ) !الحجر : 6 ! ( يا أيها الذين آمنوا ) !المائدة : 1 وغيرها ولا يجوز يا أيها الذي رأيت كما لا يجوز أن ينادى وإما باسم إشارة عار من الكاف نحو : –
(أيهذان كُلا زادَيْكُما ** )
ص50
( ألا أيّهذا الزَّاجري أحضُرَ الوغَى ** )
ولا يجوز ما فيه الكاف كما لا يجوز نداؤه وجوزه ابن كيسان نحو ( يا أيها ذلك الرجل ) وشرط أبو الحسن بن الضائع لجواز وصف ( أي ) باسم الإشارة أن يكون اسم الإشارة منعوتا بما فيه الألف واللام كالبيت السابق وقوله : –
( ألا أيّهذا السّائلي أين يَمّمتْ ** )
ولا يجوز إتباع ( أي ) بغير هذه الثلاثة فلا يقال يا أيها صاحب الفرس مثلا ولا يقطع عن الصفة فلا يقال يا أيها بدون ما ذكر
ص51
ويؤنث لتأنيث الصفة قال تعالى : ! ( يا أيتها النفس المطمئنة ) !الفجر : 27 وفي ( البديع ) أن ذلك أولى لا واجب فيجوز يا أيها المرأة ولا يلحقها من علامة الفروع غير التاء لا علامة تثنية ولا جمع قال تعالى : ( أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ ) الرحمن : 31 ( أَيُّهَ المُؤمِنُونَ ) النور : 31 وحكم هاء التنبيه الفتح عند أكثر العرب ويحوز ضمها معها في لغة بني أسد وقرئ في السبع : ( يا أَيُّهُ السَّاحِرُ ) الزخرف : 49 ويقولون يا أيته المرأة وقيل : إن هاء التنبيه في يا أيها الرجل ليست متصلة ب ( أي ) بل مبقاة من اسم الإشارة والأصل يا أي هذا الرجل فـ ( أي ) مناد ليس بموصوف وهذا الرجل استئناف بتقدير هو لبيان إبهامه وحذف ( ذا ) اكتفاء بها من دلالة الرجل عليها وعليه الكوفيون وقيل ( أي ) موصولة والمرفوع خبر لمبتدأ محذوف والجملة صلة أي وعليه الأخفش ورده المازني وابن مالك بأنها لو كانت موصولة لوصلت بالظرف والمجرور والجملة الفعلية وأجيب أن ذلك لا يلزم إذ له أن يقول إنهم التزموا فيها ضربا من الصلة كما التزموا فيها ضربا من الصفة على رأيكم ورده ابن مالك أيضا بأنه لو صح ما قال لجاز ظهور المبتدأ وأجاب أبو حيان بأن له أن يقول إنهم التزموا حذفه في هذا الباب لأن النداء باب حذف وتخفيف بدليل جواز الترخيم فيه بخلاف غيره
ص52
ورده الزجاج بأنها لو كانت موصولة لوجب ألا تضم لأنه لا يبنى في النداء ما يوصل لأن الصلة من تمامه وأجيب بأن ذلك إنما يلزم إذا قدرت معربة قبل النداء لا إذا قدرت قبله ثم التزموا فيها في النداء ما كان قبله ورده بعضهم بأن أيا الموصولة لا تكون إلا مضافة لفظا أو نية والإضافة منتفية في هذه بوجهيها وأجيب بأن ( ها ) عوضت فيها من المضاف المحذوف فجرت مجراه فكأنها
مضاف نداء العلم الموصوف بـ ( ابن ) متصل مضاف إلى علم
مسألة إذا نودي علم وصف بـ ( ابن ) متصل مضاف لعلم قال الكوفية أو بغيره جاز فتحه وفي الأجود وتقدير فتح المقدر خلف وقد يضم الابن اتباعا وزعم الجرجاني فتحه بناء ومثله فلان بن فلان وضل بن ضل وألحق الكوفية كل ما اتفق فيه لفظ المنادى والمضاف إليه ويجب فيه في غير النداء حذف تنوينه إلا لضرورة وزعمه أبو علي مركبا ومتلوه تابعا كمرء والأصح أن الوصف ب ( ابنة ) ك ( ابن ) وفي بنت - لا في النداء - وجهان ( ش ) إذا كان المنادى علما موصوفا ب ( ابن ) متصل مضاف إلى علم نحو يا زيد بن عمرو جاز في المنادى مع الضم الفتح إتباعا لحركة ( ابن ) إذ بينهما ساكن وهو حاجز غير حصين واختلف في الأجود فقال المبرد الضم لأنه الأصل وقال ابن كيسان الفتح لأنه الأكثر في كلام العرب فإن كان مما يقدر فيه الحركة نحو يا عيسى بن مريم فقال ابن مالك يتعين تقدير الضمة ولا ينوى بدلها فتحة إذ لا فائدة في ذلك وأجاز الفراء تقدير الضمة والفتحة
ص53
ولو كان المنادى غير علم نحو يا غلام ابن زيد أو علما بعده ( ابن ) لكنه غير صفة بل بدل أو بيان أو منادى أو مفعول بمقدر أو صفة لكنه غير متصل نحو يا زيد الفاضل ابن عمرو أو متصل لكنه غير مضاف إلى علم نحو يا زيد ابن أخينا أو وصف بغير ( ابن ) نحو يا زيد الكريم تعين الضم في الصور كلها ولم يجز الفتح وأجاز الكوفيون الفتح في الأخير وهو ما إذا وصف بغير ( ابن ) مستدلين بقوله: –
( بأجْوَد منك يا عُمَرَ الجَوادا ** )
علي أن الرواية بفتح الراء وعللوه بأن الاسم ونعته كالشيء الواحد فلما طال النعت بالمنعوت حركوه بالفتح
ص54
وحكي الأخفش أن من العرب من يضم نون الابن إتباعا لضم المنادى وهو نظير من قرأ الحمدُ لُلَّهِ بضم اللام وزعم الجرجاني أن فتحة ( ابن ) بناء قال ابن مالك وألحق بالعلم المذكور في جواز الفتح نحو ( يا فلان بن فلان ) و ( يا ضل بن ضل ) و ( يا سيد بن سيد ) لكثرة الاستعمال كالعلم قال أبو حيان والذي ذكره أصحابنا أن المسألة مفروضة فيما إذا كان المنادى والمضاف إليه ( ابن ) غير علم لكنه ما اتفق فيه لفظ المنادى ولفظ ما أضيف إليه ابن نحو يا كريم بن كريم أو ابن الكريم ويا شريف بن شريف أو ابن الشريف وكلب بن كلب أو ابن الكلب وذكروا في ذلك خلافا فالبصريون يضمون المنادى وينصبون ابنا والكوفيون وابن كيسان يجرونه مجرى يا زيد بن عمرو في جواز الضم والفتح كما أجرت العرب ذلك في غير النداء في حذف التنوين من الموصوف قال الكميت: –
( تناولها كلبُ بنُ كَلْبٍ فأصْبَحَتْ ** )
وقال آخر :
ص55
( فإنّ أباكُمُ ضُلُّ بنُ ضُل ** )
وما ذكره البصريون هو القياس إذ الأعلام أقبل للتغيير من غيرها انتهى ثم الصورة التي يجوز فيها فتح المنادى يجب فيها في غيره حذف تنوينه لكثرة الاستعمال والتقاء الساكنين نحو قام زيد بن عمرو وقام فلان بن فلان بخلاف غلام ابن زيد أو زيد ابن أخينا نعم ألحق بعضهم ما إذا أضيف ابن إلى مضاف إلى علم نحو قام زيد ابن أخي عمرو وشرط بعضهم في المضاف إليه ( ابن ) التذكير لأنهم لا ينسبوه الرجل إلى أمه فلا يحذف التنوين من مثل زيد ابن علية وشرط بعضهم في العلمين التنكير قال أبو حيان وهو باطل إنما ذلك في ( ابن ) وإثبات التنوين فيما اجتمع فيه الشروط ضرورة قال:-
( جاريَةٌ من قيس بن ثَعْلَبَهْ ** )
إلا أن يحمل على أن ( ابن ) بدل لا صفة كما في قوله تعالى : ! ( وقالت اليهود عزير ابن الله ) !التوبة : 30 فيمن نون (عزيزا ) لأن ( ابن ) خبر وزعم أبو علي الفارسي أن حذف التنوين من نحو قام زيد بن عمرو للتركيب وأنهم بنوا الصفة مع الموصوف وأن نون ( ابن ) حرف إعراب
ص56
والدال تابعة للنون بمنزلة الراء في قولهم هذا امرؤ ورأيت امرأ ومررت بامرئ ولما كانت الدال غير حرف إعراب لم ينون لأن التنوين لا يكون وسطا قال ابن مالك وهذا مردود بالإجماع على فتح المجرور الذي لا ينصرف نحو صلى الله على يوسف بن يعقوب ولو كان كما قال لكسروا وإذا كان الموصوف علما مؤنثا نعت بـ ( ابنة ) مضافا إلى علم فحكمه في النداء من جواز الفتح وفي غيره من وجوب حذف التنوين حكم المذكر الموصوف ب ( ابن ) نحو يا هند ابنة زيد وقامت هند ابنة عمر وهذا ما جزم به ابن مالك وغيره وحجتهم القياس على ( ابن ) وذهب قوم إلى المنع لأن السماع إنما ورد في ( الابن ) وهو خروج عن الأصل فلا يقاس عليه وفي الوصف ب ( بنت ) في غير النداء وجهان رواهما سيبويه عن العرب نحو هذه هند بنت عاصم بالتنوين وبحذفه لكثرة الاستعمال فقط وليس فيه التقاء الساكنين الذي في ( ابن ) و ( ابنة ) ولو كان المنادى المؤنث مبنيا في الأصل نحو ( يا رقاش ابنة عمرو ) لم تغير حركة البناء الأصلية ويكون فتح الإتباع تقديرا ذكره أبو حيان
تكرار لفظ المنادى مضافا
وإذا كرر لفظ المنادى مضافا نحو يا تيم تيم عدي نصب الثاني نداء أو بإضمار أعني أو بيانا قال ابن مالك أو تأكيدا والسيرافي أو نعتا وضم الأول أو نصب إضافة لمتلو الثاني معه أو هو مقحم أو لمثله مقدرا أو مركبا أو إتباعا أقوال وأسماء الجنس والوصفان كالعلمين خلافا للكوفية ( ش ) إذا ذكرت منادي مضافا وكررت المضاف إليه فلا إشكال نحو يا تيم عدي تم عدي وهو توكيد محض وإن كررت المضاف وحده نحو يا تيم تيم عدي فلك أن تضم الأول على أنه منادى مفرد وتنصب الثاني على أنه منادي مضاف مستأنف أو منصوب بإضمار أعني أو على أنه عطف بيان أو بدل زاد ابن مالك أو على أنه توكيد
ص57
قال أبو حيان ولم يذكره أصحابنا وهو ممنوع لأنه لا معنوي كما هو واضح ولا لفظي لاختلاف جهتي التعريف لأن الأول معرف بالعلمية أو النداء والثاني بالإضافة لأنه لم يضف حتى سلب تعريف العلمية وأجاز السيرافي نصبه على النعت وتأول فيه معنى الاشتقاق وهو ضعيف ولك في الأول أيضا النصب لكن الضم أوجه وأكثر في كلامهم واختلف في وجه النصب فقال سيبويه هو على الإضافة إلى متلو الثاني والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه والأصل يا تيم عدي تيمه حذف الضمير من الثاني وأقحم قالوا ولا يجوز الفصل بين المتضايفين بغير الظرف إلا في هذه المسألة خاصة وقال الفراء هو والثاني معا مضافان إلى المذكور أخذا من قوله ( قطع الله يد ورجل من قالها ) أن الاسمين مضافان إلى من ولم يصرح به هنا وقال المبرد هو على نية الإضافة إلى مقدر مثل المضاف إليه الثاني والثاني توكيد أبو بيان أو بدل وقال الأعلم هو على التركيب وفتح الأول والثاني بناء لا إعرابا جعلا اسما واحدا وأضيفا كما قولوا : ( ما فعلت خمسة عشرك ) وقال السيرافي هو على الإتباع والتخفيف مثل يا زيد بن عمرو لأن الثاني صفة مثل ( ابن ) وليس دونه في الكثرة فهذه خمسة أقول ولا تختص المسألة بالعلمين عند البصريين فيجوز النصب في اسمي الجنس نحو يا رجل رجل القوم وفي الوصفتين نحو يا صاحب صاحب زيد وخالف الكوفيون فأوجبوا في اسمي الجنس ضم الأول وفي الوصفين ضمه بلا تنوين أو نصبه منونا نحو يا صاحبا صاحب زيد
أسماء لازمت النداء
مسألة لزم النداء من الأسماء ( فل ) و ( فلة ) وهما كناية عن نكرة وقيل علم وقيل ترخيم فلان وفلانة وجر ضرورة ومكرمان وملأمان ومخبثان ومكذبان وملكعان ومطيبان وملأم ولؤمان ونومان وهناه
ص58
والمعدول إلى فعل في سب مذكر وفعال مبنيا على الكسر لسب مؤنث إلا لضرورة وسمع رجل مكرمان وملأمان وقدر أبو حيان القول وينقاس فعال سبا وأمرا على الأصح في ثلاثي مجرد تام متصرف وقاس ابن طلحة الأمر من أفعل ( ش ) من الأسماء أسماء لازمت النداء فلم يتصرف فيها بأن لا تستعمل مبتدأ ولا فاعلا ولا مفعولا ولا مجرورا بل لا تستعمل إلا في النداء وهي قسمان مسموح ومقيس فمن المسموع فل للرجل وفلة للمرأة يقال يا فل ويا فلة وقد جر ( فل ) في الضرورة قال: –
( في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُل ** )
ص59
واختلف فيهما فقيل هما منقوصان من ( فلان ) و ( فلانة ) بحذف الألف والنون ترخيما وبه جزام ابن مالك ونسبه أبو حيان للكوفيين وقيل هما كنايتان عن علم من يعقل وعليه ابن عصفور وصاحب البسيط قال أبو حيان ومذهب سيبويه أنهما كنايتان عن نكرة من يعقل بمعنى يا رجل ويا امرأة و ( فل ) مما حذف منه حرف وبني على حرفين بمنزلة دم وتركيبه ف - ل - ي بدليل أنه إذا سمي به ثم صغر قيل فلي وليس أصله فلانا فذاك تركيبه ف - ل - ن و ( فل ) كناية لمنادى و ( فلان ) كناية عن اسم سمي به المحدث عنه خاص غالب فهما مختلفا المعنى والمادة وفل الذي في الشعر السابق هو ( فلان ) صيره الشاعر كذلك ضرورة وليس هو المختص بالنداء انتهى ومنها ( هناه ) قال ابن مالك يقال للمنادى المصرح باسمه في التذكير يا هن ويا هنان ويا هنون وفي التأنيث يا هنت ويا هنتان ويا هنات وقد يلي أواخرهن ما يلي أواخر المندوب من الألف وهاء السكت فيقال يا هناه بسكون الهاء وكسرها لالتقاء الساكنين وضمها تشبيها بهاء الضمير ويا هنتاه ويا هنانيه ويا هنتانيه ويا هنوناه ويا هنانوه ومنها ملأم ولؤمان ونومان في نداء الكثير اللؤم والنوم ولا يقاس عليها قطعا قال : –
( إذا قلت : يا نومانُ لم يَجْهَل الّذي ** أريدُ ولم يأخُذْ بشيءٍ سوى حَجْلِي )
ص60
( شهادةً بَيدَيْ مِلْحادة غُدَر ** )
فضرورة
ص61
والمقيس فعال المعدول في سب المؤنث نحو يا لكاع ويا خباث ويا فساق وأما قوله : –
( إلى بَيْت قَعيدَتُهُ لَكَاع ** )
فضرورة على أنه أول بإضمار القول أو الدعاء أو حرف النداء أي يقال لها أو تدعي يا لكاع وهذا النوع مبني على الكسر لمضارعته حذام من جهة العدل والتأنيث والوزن وينقاس فعال في السب بلا خلاف وفي الأمر وفاقا لسيبويه وخلافا للمبرد من كل فعل ثلاثي مجرد تام متصرف نحو يا لآم ويا قذار بمعنى يا لئيمة ويا قذرة وجلاس ونطاق وقوام بمعنى اجلس وانطق وقم فلا يبني من غير ثلاثي ولا من مزيد بل يقتصر فيه على ما سمع نحو دراك من أدرك خلافا لابن طلحة ولا من ناقص فلا يجوز كوان منطلقا ولا بيات ساهرا بمعنى كن وبت ولا من جامد فلا يجوز وذار ولا وداع زيدا بمعنى ذر ودع
ص62
لفظة ( اللهم ) في النداء
ومنها اللهم والميم عوض حرف النداء ومن ثم لا تباشره في سعة خلافا للكوفية ومنع سيبويه وصفه وجوزه المبرد بمرفوع ومنصوب وشذ في غير نداء وحذف لامه وقد يستعمل تمكينا للجواب ودليلا على الندرة ( ش ) من الأسماء الخاصة بالنداء سماعا اللهم وشذ استعماله في غيره قال الأعشى : –
( كَحَلْفَة من أبي ريَاح ** يَسْمَعُها لاَهُم الكبَارُ )
وشذ أيضا حذف ( أل ) منه قال : –
( لاهُمّ إنْ كُنْتَ قَبلْتَ حَجَّتِجْ ** )
وأصله الجلالة زيدت فيه الميم المشددة عوضا من حرف النداء ومن ثم لا يجمع بينهما إلا في الضرورة كقوله : 697 –
( إنّي إذا ما حَدثٌ أَلمّا ** أقول : يا اللّهُمّ اللّهُمّا )
ص63
ص64