1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : النحو : إن وأخواتها :

إن وأخواتها

المؤلف:  عبد السلام محمد هارون

المصدر:  الأساليب الانشائية في النحو العربي

الجزء والصفحة:  ص50-60

17-10-2014

7667

وفي هذا الباب ست ادوات تعمل عكس عمل كان واخواتها، فتنصب الاسم وترفع الخبر، وهي ِ: ان ، وان ، ولكن ، وليت، ولعل.

والذي يدل منها على معنى انشائي هو : ليت، ولعل.

1- اما ليت فمعناها التمني، وهو طلب المستحيل او الممكن غير المطموع في حصوله. فالمستحيل كما قال القائل (1) :

ليس الكواكب ما بيني وبين احبتي            من البعد ما بيني وبين المصائب(2)

فليس في هذا الطلب استحالة ولا عسر شديد، بل هو امر قريب المنال.

2-  واما لعل فمعناها الترقب والتوقع، وهو في الممكنات. فتوقع المحبوب يسمى ترجيا، نحو قولك : لعل الحبيب قادم. وتوقع المكروه يسمى اشفاقا، كقول الام : لعل ولدي يمرض.

وقد تأتي لعل للتعليق فيما ذكر الاخفش والكسائي، وتبعهما ابن الانباري (3) نحو : اعمل عملك لعلك تنال اجرك.

ص50

ورده الزمخشري بان عدم صلوحها لمجرد معنى العلبة ياباه. الا تراك تقول: دخلت على المريض كي اعوده. ولا يصح لعل؟!

وللتمني، كما في قوله تعالى حكاية عن فرعون : ((لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السموات فاطلع)(4)، طلبا للممكن العسير فيما يرى.

وللاستفهام. قال الرضي : وقيل ان لعل تجيء للاستفهام، تقول لعل زيدا قائم؟ أي هل هو كذلك؟

وقد نظر بعض النحويين في معنى التوقع والترقب الذي تفيده (لعل). المتوقع بلا ريب غير موثوق بحصوله، فقد يقع اولا يقع. ومن هنا حملهم الورع على ان يؤولوا  (لعل) الواقعة في كلامه سبحانه بتأويلات تساير هذا الورع، لأنه يستحيل عليه تعالى ان يترقب امرا غير موثوق بحصوله.

1- فقال قطرب وابو علي الفارسي : معناها التعليل. فمعنى قوله تعالى : (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )(5) أي لتلفحوا. ولا يستقيم هذا في قوله تعالى : (وما يدرك لعل الساعة قريب )(6)، اذ لا معنى فيه للتعليل.

2- وقال المناوي في شرحه للجامع الصغير(7): ان لعل في كلام الله تعالى وكلام رسوله للوقوع. ونحوه كلام الرضى : (وقال بعضهم : هي لتحقيق مضمون الجملة التي بعدها).
وليس يطرد هذا في مثل قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (8) ، واذ لم

ص51

يحصل من فرعون التذكر. واما قوله (آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ)(9)، فهي توبة ياس لا طائل تحتها، ولو كانت تذكرا. حقيقيا لقبل منه ذلك.

ولا ريب ان الالفاظ والاساليب الواردة في قوله تعالى، في الاقوال التي يحكيها سبحانه عن البشر، يجب ان تفسر في ضوء الاعتبارات الدينية المتفق عليها، لان كلام الله كلام ديني له خصائصه ودلائله واشاراته. ولا ريب كذلك ان معنى لعل المألوف لا ينطبق مع تلك الاعتبارات، فوجب ان يفسر تفسيرا مناسبا مطردا. وقد رأيت ان قطربا ومن نحا نحوه اخفقوا في هذا التفسير.

والذي ارتضيه كما ارتضاه شارح الكافية من قبل، هو ما قال سيبويه : ان الرجاء والاشفاق يتعلق بالمخاطبين، فقوله تعالى : (لعل) او (عسى) انما هو حمل لنا على ان نرجو في موضع الرجاء، وان نشفق في موضع الاشفاق. وبهذا التأويل نحفظ للكلمتين معناهما اللغوي المطرد، ونبتعد عن الزلل الديني الذي يواجهنا. فقوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ) (10) معناه اشفق على نفسك ان تقتلها حسرة على ما فاتك من السلام قومك، وليس معناه اشفاق الله سبحانه على رسوله ان يقتل نفسه حسرة، لأنه يعلم سبحانه – ان الرسول لن يقتل نفسه حسرة.

ولهذا التأويل نظير واجب في كل قول الهي وردت فيه (او) الى تفيد التشكك الذي لا يليق به سبحانه، فأنها يجب ان تؤول على انها التشكك المتصور في المخاطبين بحسب ما تقتضيه عقولهم، كما رود في قوله : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (11) مع

ص52

علمه تعالى بان من وحد الله تعالى وعبده فهو على هدى. وان من عبد غير فهو في ظلال مبين.

ونستطيع بعد هذا كله ان نقول : ان جميع معاني هذين الحرفين : ليت ولعلن معان انشائية، الا ما ذكروا من معنى التعليل في (لعل)، فهو معنى خبري.

وقبل ان اتناول الكلام في تفصيل على هذه الادوات الست، فما يخص الاساليب الانشائية، احب ان اشير الى انها جميعا تشترك في امرين :

 

1- ان اسمها لا يصح ان يكون متضمنا معنى انشائيا، كأسماء الاستفهام، وذلك لتعارض طبيعي الصدارة في كل منهما، فأسماء الاستفهام لها الصدارة وتلك الحروف الناسخة لها الصدارة، فلا يتصور أن يأتي اسمها اسما استفهاميا.

2- وكذلك خبر تلك الحروف، يمتنع ان يكون مفردا متضمنا للمعنى الانشائي، والعلة في هذا الاصل هي العلة في سابقه.

فلم يبق امامنا الا ان ننظر في خبر هذه الحروف حينما يكون جملة، ومتى يجوز ان تكون انشائية ومتى يجوز. ولنفسر ذلك على ضوء التالف والتخالف في تلك الحروف، دون مراعاة لترتيبها الذي درج عليه النحويون.

1- (ان، ولكن) : هاتان الاداتان تتفقان في انه يجوز في خبرهما ان يكون جملة انشائية، طلبية او غير طلبية، بدون حاجة الى تقدير القول.

قال الرضى : (واما الجملة الطلبية كالأمر والنهي والدعاء والجملة

ص53

 المصدرة بحرف الاستفهام والعرض والتمني ونحو ذلك، فلا ارى منعا من وقوعها خبرا لهما – يعني ان ولكن – كما في خبر المبتدأ وان كان قليلا، نحو : ان زيدا لا تضربه، وانك لا مرحبا بك، وان زيدا هل ضربته؟.

1-   فتقول مع (ان) : ان زيدا لا تهنه، وان عمرا ما اجمله وقال تعالى  في انشاء المدح : (ان الله نعما يعظكم به) (12) وفي انشاء الذم : (انهم ساء ما يعملون) (13). وردت الاخيرة في ختام ثلاث آيات من الكتاب الكريم. وقال الشاعر في الاخبار عن ان بجملة النهي :

إن اللذين قتلتم أمس سيدهم              لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما(14)

وقال الجميح الاسدي من شعراء المفضليات:

ان الذين قتلتم امس وهي صادقة        ان الرياضة لا تنصبك للشيب

وهذا كله في ان الثقيلة.

واما المخففة فهي ضربان : ملغاة، وهي الاكثر في الاستعمال، وذلك لزوال اختصاصها بالجملة الاسمية. وعاملة، وهي الاقل في الاستعمال، وذلك استصحابا للأصل. فمثال الغائها : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)(15)، ومثال اعمالها (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ)(16).

وخبر هذه المخففة يصح فيه ما صح في اختها المثقلة. ومن ذلك

ص54

قولهم : اما ان جزاك الله خيرا (17)! في مقام الدعاء. فخبرها كما رأيت جملة دعائية.

وفي هذا الاسلوب لا تدخل اللام الفارقة التي تلازم ان المخففة فرقا بينها وبين ان النافية، وذلك لان الفرق غير محتاج اليه، لان الاسلوب متعين للدعاء، والدعاء لا تدخل عليه ان النافية.

ب- وتقول مع (لكن) مثقلة : لا تصاحب الاحمق لكن العاقل صاحبه، اكرم الاجواد لكن البخال لا تكرمهم، ان زيدا ليس بكريم لكن محمدا ما اكرمه !

هذا كله اذا كانت (لكن) مثقلة، واما اذا خففت فانها لا تعمل حينئذ، لعدم اختصاصها بالجملة الاسمية اذ ذاك.

2- (ان، وكان). وهاتان الاداتان وان اختلفتا في المعنى متفقتان في انه لا يكون في خبرهما معنى الطلب، سواء اكان الخبر مفردا ام جملة.

1- اما وجه المنع في (ان) فلا نها وضعت لتكون مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر، والمصدر المؤول لاطلب فيه. فلا يجوز ان تقول : يعجبني انك قم.

وهذا انما هو في ان المثقلة. واما المخففة – وهي عاملة بلا ريب – فقد اشترط النحاة ان يكون خبرها جملة، وان يكون اسمها ضمير الشأن مستترا(18). وظاهر كلام الرضى وابن هشام في المعنى عدم جواز

ص55

الاخبار عنها بالجملة الانشائية، وذلك للحجج التي ساقولها للمنع في حال التثقيل. ولكن يفهم من صنيع ابن مالك وغيره من النحويين جواز الاخبار بجملة الدعاء، وبالتي فعلها جامد، حيث استثنوا هذه الجمل من وجوب افصل بينهما وبين ان المخففة بالفواصل التي ذكروها، وهي قد، او النفي بلا اولم، او حرف التنفيس، او لو، بخلاف غيرها من الجمل التي اشترطوا فيها الفصل.

وعلى ذلك صح ان يكون خبرها :

1- جملة دعائية، بدون فاصل، كقوله تعالى : (والخامسة ان غضب الله عليها) (19) في احدى القراءات(20).

2- او جملة مصدرة بعسى الدالة على الرجاء، كما في قوله تعالى : (وان عسى ان يكون قد اقترب اجلهم). (21)

فهذا ما امكن استثناؤه من منع الاخبار مع ان بالجملة الانشائية.

ب- واما وجه المنع مع (كان)، فلان خبرها – بناء على انها تأتي دائما للتشبيه – لا يكون الا مفردا ملفوظا به او مقدرا، وهو اما ذات مذكورة كما في قولك : كان زيدا اسد، او مقدرة كما في قولك : كان زيدا يحارب، او في الدار، او عندك. فالخبر في الحقيقة مقدر نابت عنه صفته. والتقدير : كان زيدا رجل يحارب، او رجل في الدار او عندك. فاذ قد عرفت ان خبر كان لا يكون الا مفردا، ولا يكون الا ذاتا ملفوظا بها او مقدرة قامت الصفة مقامها – علمت انه لا يصح ان يكون خبرها جملة انشائية، لأنها لو وقعت لكانت

ص56

صفة للذات المشبه بها المحذوفة قد نابت هي منابها. والصفة لا تكون جملة انشائية، كما سياتي القول في باب النعت.

وكذلك القول في ( كان ) المخففة.

3-   (ليت ولعل). وتتفق هاتان الاداتان في انهما لا تدخلان على مبتدأ في خبره معنى الطلب، حذرا من التقاء طلبين على مطلوب واحد. وذلك لان هاتين الاداتين موضوعتان لطلب مضمون الخبر، فلا يصح ان يتوجه الى ذلك الطلبي طلب اخر، لما يلزم عليه من تحصيل الحاصل اذا اتفقنا، والتناقض اذا اختلفنا. شبيه بهذا ما سبق قوله في الاخبار عن الافعال الناسخة الواردة بصورة الطلب بأخبار طلبية (22).

وبعد توضيح هذا القدر المشترك بين هاتين الاداتين، نخص كلا منهما بشيء من الدرس والتفصيل، لما انهما مختصتان بالدلالة على معنى انشائي.

1- اما ليت فالأصل في معناها ان تكون للتمني، وقد تكون للترجي اذا كان خبرها ممكن الحصول كما سبق القول في صدر هذا الباب. ولا تقع سوف في خبرها، فلا تقول : ليتا الشباب سوف يعود.

ولعل السر في هذا المنع خشية التناقض او الخلاف، لان ليت موضوعة للمحال، وللمكن في عسر، وسوف تدل على الممكن في يسر وان تر اخت به مدته.

ثم انها كما تعمل مجردة من ما الزائدة، وهو الاصل، تعمل ايضا مع اتصالها بها، وذلك لبقاء اختصاصها بالجمل الاسمية. غير انها في

ص57

حال اتصال (ما) بها لا يجب اعمالها، بل اعمالها جوازي. وروى قول النابغة :

قالت الا ليتما هذا الحمام لنا         الى حمامتنا او نصفه فقدِ

بنصب الحمام على الاعمال، وبالرفع على الاهمال.

ومن خصائصها ان المفتوحة تقع بعدها فتسد هي ومعمولها مسد اسمها وخبرها. تقول : ليت انك تزورنا. وقاس الاخفش لعل على ليت فجوز لعل ان زيدا قائم.

ومن خصائصها ان يحذف خبرها اذا كان اسمها كلمة (شعري)، أي علمي، اذا وليها اداة استفهام. تقول ليت شعري كيف صنعت هذا؟ وقال :

ليت شعري هل ثم هل اتينهم         ام يحولن دون ذاك حمام (23)

وقال :

** الا ليت شعري كيف جادت بوصلها(24) *

فشعري مصدر اسم ليت، وجملة الاستفهام بعدة في محل نصب معمولة له، اما الخبر فمحذوف وجوبا، والتقدير : ليت علمي كذا ثابت، او موجود، او واقع. وانما لم تعجل جملة الاستفهام هي الخبر لما يلزم عليه من الاخبار بالجملة الطلبية.

لكن قال المبرد والزجاج : ان جملة الاستفهام في محل رفع خبراً للبيت، والتقدير : ليت علمي واقع بكيف جادت بوصلها، ثم حذف

ص58

واضاف اتساعا. ورد بانه يؤدي الى الاخبار في هذا الباب بالجملة الطلبية، والى خلو الجملة المخبر بها عن الرابط.

ب- واما لعل فقد افضت القول في معناها في اوائل هذا الباب، واعيد هنا ان دلالتها على الاستفهام في بعض استعمالها يوجب تعليق الفعل، كما في قوله تعالى : (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى). (25)

وازيد هنا بعض خصائص لها ذكرها ابن هشام :

1-   ان خبرها يقترن بان كثيرا، حملا على عسى، كقول متمم ابن نويرة :

لعلك يوما ان تلم ملمة           عليك من اللائي يدعنك اجدعا

2-   ان خبرها يقترن بحرف التنفيس قليلا ، كقوله :

فقولا لها قولا رفيقا لعلها         سترحمني من زفرة وعويل(26)

3-   ولا يمتنع كون خبرها فعلا ماضيا، خلافا للحريري. وفي الحديث : (وما يدريك)، لعل الله اطلع على اعل بدر فقال : اعملوا ما شئم فقد غفرا لكم). وقال امرؤ القيس :

وبدلت قرحا داميا بعد صحة         لعل منايانا تحولن ابؤسا

ومما يؤيد بطلان قول الحريري ثبوت ذلك خبر ليت، وهي بمنزلة لعل، نحو : (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ) (27) ، (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا) (28)، (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا) (29)، (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) (30).

ص59

المراجع :

سيبويه 1 : 279-291 ابن يعيش 1 : 101-105 الرضى 2 : 320 ، 323 الشذور 241 – 243، 335 ، 345 ابن عقيل 1: 306-438 التصريح 1 : 210 – 235 الاشموني والصبان 1 : 269 – 273 الهمع 1 : 134 – 144 الصاحبي 141.

ص60

__________________________________

(1) هو عمارة اليمني، من قصيدة طويلة وفيات الاعيان، عند ترجمته.

(2) انظر ما سبق في ص 17.

(3) الصبان 1 : 271.

(4) الآية 36، 37 من سورة غافر.

(5) الآية 27 من سورة الحج. ووقعت الآية عند الرضي 2 : 322 : (لعلكم ترحمون) وفسرها بقوله : (أي لترحموا) وهو تحريف قراني. انظر ما كتبت في كتاب تحقيق النصوص ونشرها ص 38-39.

(6) الآية 17 من سورة الشورى.

(7) انظر الصبان 1 : 271

(8) الآية 44 من سورة طه.

(9) الآية 90 من سورة يونس.

(10) الآية 6 من سورة الكهف.

(11) الآية 24 من سورة سبأ.

(12) الآية 58 من سورة النساء.

(13) الآية 9 من سورة التوبة، و15 من سورة المجادلة، والثانية من سورة المنافقين.

(14)  في الخزانة 4 : 297 ان قائله ابو مكعب.

(15) الآية 32 من سورة يس. وهذه قراءة جمهور القراء. وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر بتثقيل (لما) فتكون (ان) في اول الآية نافية، و(لما) بمعنى (الا).

(16) الآية 111 من سورة هود. وانظر ما سبق في ص 33.

(17) الرضى 2 : 333.

(18) واما وروده ضميرا بارزا لغير الشان كقوله :

فلو انك في غير الرخاء سالتني         طلاقك لم ابخل وانت صديق

وقوله :

بانك ربيع وغيث مريع       وانك ربيع تكون اثمالا

فقد عدة النحاة من الضرورة.

(19) الآية 9 من سورة النور.

(20) هي قراءة نافع. تفسير ابي حيان 6 : 434 واتحاف فضلاء البشر 322. كما ان رقع (الخامسة) هي قراءة الجمهور ما عدا حفصا.

(21) الآية 185 من سورة الاعراف.

(22) انظر نهاية الباب السابق ص 36 س 44-45.

(23) للكميت بن معروف، كما في شرح شواهد المغني للسيوطي 261.

(24) همع الهوامع 1 : 126. والبيت لأمرؤ القيس في ديوانه 42. وعجزه :

** وكيف تراعي وصلة المتغيب**

(25) الآية 3 من سورة عبس.

(26) من شواهد المغني. وانظر السيوطي في شرح الشواهد 237.

(27) الآية 73 من سورة النساء.

(28) الآية 23 من سورة مريم.

(29) الآية 40 من سورة النبأ.

(30) الآية 24 من سورة الفجر.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي