وجوب إكرام القرآن العظيم وأهله
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج3، ص 28 ــ 30
2025-12-18
51
يجب إكرام القرآن وتعظيمه، ويحرم إهانته وتحقيره، وقد ورد أنّ القرآن أفضل كلّ شيء دون اللّه، فمن وقّر القرآن فقد وقّر اللّه، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخّف بحرمة القرآن، وأنّ حرمة القرآن على اللّه كحرمة الوالد على ولده [1].
وأنّ اللّه (عزّ وجلّ) إذا جمع الأوّلين والآخرين إذا همّ بشخص قد أقبل لم يرَ قطّ أحسن صورة منه، فإذا نظر إليه المؤمنون ــ وهو القرآن ــ قالوا: هذا منّا، هذا أحسن شيء رأينا، فإذا انتهى إليهم جازهم.. إلى أن قال: حتّى يقف عن يمين العرش فيقول الجبّار (عزّ وجلّ): "وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمّن اليوم من أكرمك، ولأهينّن من أهانك" [2].
وأنّ من قرأ القرآن فظّن أنّ أحدًا أعطي أفضل ممّا أعطي، فقد حقّر ما عظّم اللّه، وعظّم ما حقّر اللّه [3].
وأنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) نادى بأعلى صوته: "يا حامل القرآن تواضع به يرفعك اللّه، ولا تعزّز [4] به فيذلّك اللّه" [5].
وورد النهي عن التعبير عن المصحف بالمصيحف [6]، ولعلّه لما في التصغير من الإشعار بالاستصغار.
ويجب إكرام أهل القرآن، ويحرم إهانتهم واستضعافهم؛ لقول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميّين ما خلا النبيّين والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فإنّ لهم من اللّه العزيز الجبّار لمكانًا"[7]. وقوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "أشراف [8] أمتّي حملة القرآن، وأصحاب الليل"[9].
وقوله (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "حملة القرآن عرفاء أهل الجّنة" [10].
وقوله (صلّى اللّه عليه وآله): "حملة القرآن المخصوصون برحمة اللّه، المُلبَسون نور اللّه، المعلّمون كلام اللّه، المقربّون عند اللّه، من والاهم فقد والى اللّه، ومن عاداهم فقد عادى اللّه" [11].
وقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "لا ينبغي لحامل القرآن أن يظن أنّ أحدًا أعطي أفضل ممّا أعطي؛ لأنّه لو ملك الدنيّا بأسرها لكان القرآن أفضل ممّا ملكه" [12].
وقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "إن أكرم العباد إلى اللّه (عزّ وجلّ) بعد الأنبياء العلماء ثمّ حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمّرون على الصراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن؛ ممّا لهم عند اللّه من الكرامة والشرف" [13].
وقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "يوضع يوم القيامة منابر من نور، وعند كلّ منبر نجيب من نُجب الجّنة، ثم ينادي منادٍ من قِبَلِ ربّ العزّة: أين حملة كتاب اللّه؟ اجلسوا على هذه المنابر، فلا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق، ثمّ اركبوا على هذه النُّجب واذهبوا إلى الجنّة [14].
وقال (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "العبد المملوك إذا أحسن القرآن فعلى سيّده أن يرفق به ويحسن صحبته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مستدرك وسائل الشيعة: 1/288 باب 2 حديث 3 عن جامع الأخبار.
[2] أصول الكافي: 2/602 كتاب فضل القرآن حديث 14.
[3] مجمع البيان: 1/16.
[4] في المطبوع: فلا تغرر.
[5] أصول الكافي: 2/604 باب فضل حامل القرآن حديث 5.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 1/288 باب 2 حديث 4.
[7] أصول الكافي: 2/603 باب فضل حامل القرآن حديث 1.
[8] في المطبوع: أشرف.
[9] معاني الأخبار/177 باب معنى أشراف الأمّة حديث 1، بسنده قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم): "أشراف أمّتي حملة القرآن، وأصحاب الليل".
[10] الخصال: 1/28 عرفاء الجنّة صنف حديث 100.
[11] التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السّلام) /13.
[12] مستدرك وسائل الشيعة: 1/288 باب 2 حديث 5 عن الغرر والدرر للسيّد المرتضى.
[13] مستدرك وسائل الشيعة: 1/290 باب 4 حديث 3 عن جامع الأخبار.
[14] مستدرك وسائل الشيعة: 1/290 باب 4 حديث 6 عن تفسير أبي الفتوح الرازي.
الاكثر قراءة في إضاءات أخلاقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة