الولاية هي المراد بالتوحيد الذي يمثّل ركناً من أركان الإسلام
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج5/ص128-129
2025-12-16
18
إن شرط الوصول إلى التوحيد هو العبور من الولاية؛ ولذلك فإنّ التوحيد والولاية للسالك شيء واحد. والتوحيد عين الولاية؛ والولاية عين التوحيد.
وهذه هي الحقيقة التي دلّت عليها الروايات وأشارت إليها بعبارات خاصّة في كلٍّ منها.
وما يماثل هذه الروايات من حيث اختلافها في اللفظ ووحدتها في المفاد والمعنى، الروايات التي تدلّ على أنّ الإسلام بُني على خمس.
فالروايات الشيعيّة تعتبر الولاية أحد هذه الاركان؛ والروايات المأثورة عن طريق العامّة ترى أنّ ذلك الركن هو التوحيد. وفيما يلي بعض هذه الروايات، نذكرها هنا ثمّ نتطرّق إلى مؤدّاها.
أمّا عن طريق الشيعة: فقد روي في «الكافي» عن فُضَيل، عن أبي حمزة، وفي «المحاسن» عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن الباقر عليه السلام قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ على خَمْسٍ: على الصَّلَاةِ، والزَّكَاةِ، والصَّوْمِ، والْحَجِّ، والْوَلَايَةِ؛ ومَا نُودِيَ بِشَيءٍ- ولَمْ يُنَادِ بِشَيءٍ- كَمَا نُودِيَ بِالْوِلَايَةِ".[1]
وأمّا عن طريق العامّة: فقد روى مسلم في صحيحه بإسناده عن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [و آله] وسلّم: "بُنِيَ الإسْلَامُ على خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنّ محمّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتاءِ الزَّكَاةِ، وحِجِّ الْبَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ".[2]
تفيد هذه الروايات أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل الإسلام مرتكزاً على هذه الأركان الخمسة التي يمثّل التوحيد أحدها؛ ولكن لمّا اكتفي العامّة بظاهر الشهادتين، وجعلوا الإقرار بالنبوّة مجرّداً حتى لو كان مقروناً بمخالفة النبيّ في أمر الولاية، فقد جعلوه أساس الإسلام مكتفين بذلك، لذلك فإنّ الأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين فسّروا الروايات المأثورة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله على أنّ ما ورد فيها من الإقرار بالتوحيد والنبوّة بدون الإقرار بالولاية ليس إلّا شيء ظاهر؛ وحقيقة الاعتراف بذلك يستلزم الإقرار بالولاية؛ والدخول في عالم التوحيد مشروط بالعبور من الولاية. وهذان أمران لا ينفصلان بعضهما عن بعض.
أنّ حقيقة الإسلام ترتكز على الولاية، التي تمثّل مفتاح التوحيد في مظاهر الأسماء والصفات والأفعال؛ وتمثّل كذلك باطن النبوّة وجوهرها.
كان ما تقدّم بحثاً حول حقيقة الولاية، وعدم انفصالها عن توحيد البأرى تعالى شأنه.
وقد ضلّ في هذه المسألة طائفتان: الاولى: هي الطائفة الوَهَابيَّة؛ والثانية: هي الطائفة الشيخيّة.
[1] «اصول الكافي» ج 2، ص 18: و«المحاسن» ج 1، حديث 429، ص 286. وجاء في «الكافي» أيضاً من ص 18 إلي ص 21، وفي «المحاسن» ص 286 عدد من الروايات الأخري بهذا المضمون مع سلسلة من رواة آخرين رووها عن الباقر، والصادق عليهما السلام.
[2] «صحيح مسلم» ج 1، كتاب الإيمان ص 35، وفي ص 34، و35 ثلاث روايات اخرى عن رسول الله بهذا المضمون.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة