النفع والضر بيد الله وحده
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص252-253.
2025-11-21
49
النفع والضر بيد الله وحده
قال تعالى : {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 17، 18].
قال الشيخ الطوسي : معنى الآية الأولى أنه لا يملك النفع والضرر إلا اللّه تعالى أو من يملكه اللّه ذلك . فبين تعالى أنه مالك السوء من جهته فَلا {كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} ولا يملك كشفه سواه مما يعبده المشركون ولا أحد سوى اللّه ، وأنه إن ناله بخير فهو على ذلك قادر . وقوله يمسك بضر أو بخير ، معناه يمسك ضره أو خيره . فجعل المس للّه على وجه المجاز ، وهو في الحقيقة الخير والضر ، وهو مجاز في الخير والضر أيضا ، لأنهما عرضان لا تصح عليهما المماسة . وأراد تعالى بذلك الترغيب في عبادته ، وحده ، وترك عبادة سواه ، لأنه المالك للضر والنفع دون غيره ، وأنه القادر عليهما.
والقاهر هو القادر على أن يقهر غيره . فعلى هذا يصح وصفه فيما لم يزل بأنه قاهر . وفي الناس من قال : لا يسمى قاهرا إلا بعد أن يقهر غيره ، فعلى هذا لا يوصف تعالى فيما لم يزل بذلك . ومثل قوله :{فَوْقَ عِبادِهِ} قوله : {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ والمراد أنه أقوى منهم ، وأنه مقتدر عليهم ، لأن الارتفاع في المكان لا يجوز عليه تعالى ، لأنه من صفات الأجسام . فإذا المراد بذلك أنه مستعل عليهم ، مقتدر عليهم . وكل شيء قهر شيئا فهو مستعل عليه ، ولما كان العابد تحت تسخيره وتذليله وأمره ونهيه ، وصف بأنه فوقهم . وقوله {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} معناه أنه مع قدرته عليهم لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة ، ولا يفعل ما فيه مفسدة ، أو وجه قبح لكونه عالما بقبح الأشياء وبأنه غني عنها « 1 ».
_______________
( 1 ) التبيان : ج 4 ، ص 92 .
الاكثر قراءة في العدل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة