مشكلة السياسات الحكومية
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 247 ـ 249
2025-11-20
25
تواجه الثروة الحيوانية في الوطن العربي واحدة من المشاكل الرئيسة التي ادت الى عرقلة الاهتمام بتربية الثروة الحيوانية من قبل الحكومات العربية وتخصيص مبالغ كبيرة في ميزانياتها السنوية لدعم اهم مستلزماتها الرئيسة ومن هذه المستلزمات هو نقص اللقاحات والأمصال والأدوية ومواد التلقيح وتنظيف الحيوانات في المحاجر ومساكن الحيوانات والزرائب وغيرها من اماكن تجمعها ، والتي تعد من أهم المشكلات التي تؤثر في الثروة الحيوانية ، والعجز في توفير اللقاحات يجعل الحيوانات عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة 2006 حين تسبب وباء الحمى القلاعية بنفوق ما يزيد عن 30 ألف رأس ماشية في مصر وأدى إلى انهيار الثروة الحيوانية لمدة غير قصيرة بعدها ، وتجددت أزمة اللقاحات هذه الفترة الأخيرة نتيجة إعلان المسئولين في وزارة وسبب مشكلات خلال الفترات الماضية ، لعل من أبرزها في عام الزراعة عن عجز في ميزانية وزارة الزراعة المخصصة لتوفير اللقاحات والأمصال ، ما يشكل عجزا بنسبة تزيد عن 75% ، إذ وفرت الوزارة 29 مليون جنيه فقط لجلب اللقاحات، وهذه بالطبع لا تكفى لتحصين الأعداد الهائلة من الثروة الحيوانية المهددة بالمرض ، وتهدد حياة ما يقرب من 7 إلى 10 مليون رأس من الماشية ، وبإمكانية إصابتها بالأوبئة والإمراض وانتشارها لعدم وجود تحصينات كافية.
ويواجه مربي الثروة الحيوانية مشاكل اخرى بالإضافة الى قلة توفير اللقاحات في الوقت الحالي هو ارتفاع أثمانها في السوق الخارجية مما يكلف ذلك اموالاً طائلة ، ففي مصر على سبيل المثال وصلت قيمة العجز المالي الى ما يقارب (100) مليون من أصل 130 مليون جنيه مصري ، وهي القيمة المراد تحقيقها في ميزانية وزارة الزراعة من أجل توفير اللقاحات الكافية لتحقيق التحصين الكافي للثروة الحيوانية في مصر، والواقع أن المخصص من ميزانية الوزارة لتوفير اللقاحات، هو 29 مليون، وهي قيمة ضئيلة جدا إذا نظرنا إلى إجمالي القيمة المراد توفيرها والوضع الحالي يفرض واقعا خطرا على الثروة الحيوانية؛ وذلك لوجود أمراض عدم مواجهتها بالسلاح المناسب يخلق بيئة ملائمة لانتشار الأوبئة وتهديد صحة الحيوان.
كما ان الثروة الحيوانية في طريقها إلى الانهيار إذا لم نتخذ خطوات ثابتة لحمايتها، والفشل في توفير اللقاحات قد يكون الخطر الأكبر لتهديد مستقبل الثروة الحيوانية التي تؤثر بالطبع في قطاعات كبيرة بالدولة ومن أولها إنتاج اللحوم وصناعات الألبان والدواجن والثروة السمكية ، الأمر الذي ادى الى رفع أسعار المنتجات الحيوانية في السوق الداخلية وعدم تحديد سياسة سعرية تقلل من اضرار المواطنين ، وكذلك الخسائر الشديدة على المزارع ومربي الحيوانات المتضرر الآخر من هذه الأزمة الاقتصادية ، وعلى المواطن البسيط من بعده، الذي لا يحتمل مزيدا من الزيادات في الأسعار التي أنهكت السكان وخاصة ذوات الدخل المحدود لذلك يجب على الدولة أن تعمل جاهدة لإنقاذ المزارعين والمربين والمواطنين البسطاء من أزمة نحن في غنى عنها في ظل ، ولا يخفى على أحد الخطورة الكبيرة الأوضاع الاقتصادية المتدنية هذه الأيام من انتشار الأوبئة والأمراض وما يترتب عليها من آثار سلبية ، فقد أثبت التقارير بعض التقارير التي أعدها معهد صحة الحيوان التابع لمركز البحوث الزراعية للدراسات العربية ، خطورة مرض الحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور المؤثر على حياة وصحة الحيوان في كثير من الدول العربية ، ويعد من أخطر الأمراض الحيوانية السريعة الانتشارالتي تصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والدواجن والطيور ، وأوضح التقرير أن المرض سبق وان تفشى بين الثروات الحيوانية في كثير من الدول العربية وتسبب في نفوق عدد كبير من الثروات الحيوانية نتيجة استيراد الثروات الحيوانية من الخارج وخاصة من دول القارة الافريقية ويجب على الحكومات اتخاذ سياسة زراعية حيوانية خطوات ثابتة للعمل على تحصين الثروة الحيوانية والحد من هذه الأمور ، وتفعيل خطط مطروحة للتحصين الإجباري الذي يستهدف منه تقليل العجز في ميزانية تحصين المواشي ضد الأمراض المتوطنة والوبائية وخطرها على الثروة الحيوانية في الوطن العربي.
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة