بعض فوائد الخوف من الله
المؤلف:
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
المصدر:
أصلحُ الناسِ وأفسدُهُم في نهج البلاغة
الجزء والصفحة:
ص 38 ــ 39
2025-11-17
24
مع الالتفات إلى الأصل الكلي الحاكم على التعاليم الإسلامية، فعلى الرغم من رأي بعض مدارس علم النفس المادية، نجد أن الروايات والآيات تعدد آثارا وفوائد للخوف من الله، ونحن سوف نتعرض إلى نموذجين منها:
1ـ الأمن والطمأنينة في الجنة
إن أحد آثار الخوف من الله والخشية من الطغيان قباله، هو اكتساب الجنة مع الأمن والطمأنينة فيها؛ لأن عاقبة من يحترم في الدنيا حريم أحكام الله ودساتيره، والذي يتخذ مسير الطاعة والانقياد له، هي السعادة الأبدية والحصول على الجنة والشعور بالطمأنينة والراحة فيها، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41].
كذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصاياه لأبي ذر: (يَقُولُ الله تبارك وتعالى: لا أجْمَعُ عَلى عَبْدِ خَوْفَيْنِ، وَلا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنُ، فَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا آمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (1).
2ـ مغفرة المعاصي
يمكن أن يكون للإنسان حالتان بالنسبة إلى المعصية:
1ـ ألا يخاف عند قيامه بها من عاقبتها، فيتمتع بكامل الشعور بالأمن والسكينة الروحية بعد حصوله على لذاتها، وهذه الحالة تؤدي به إلى أن يصر على المعصية، فتؤدي بالإنسان إلى السقوط والعقاب الإلهي.
2ـ أن يخاف عند قيامه بالمعصية من الله ومن عاقبتها، فيقع في النتيجة في الخوف، ويخشى ألا يوفق للتوبة منها قبل الوفاة، وهذا الخوف والخشية عند ارتكاب المعصية يؤدي إلى تقليل لذتها، وفي الأخير تؤدي به إلى التوبة والاستغفار من المعصية، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك لأبي ذر: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيُعْرَضُ عَلَيْهِ ذُنُوبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: أَمَا إِنِّي كُنْتُ مُشْفِقًا فَيُغْفَرُ لَهُ) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 77، باب 4، الصفحة 41، الحديث 3.
2ـ المصدر السابق.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة