أخلاقيات الصحافة الاستقصائية					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الدكتور خالد العزي					
					
						
						 المصدر:  
						التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص 143- 144 					
					
					
						
						2025-11-03
					
					
						
						47					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				أخلاقيات الصحافة الاستقصائية:
يبدو أن الصحافة الاستقصائية تملك قدرة لا تضاهى على ربط مسؤولين بجرائم معينة، لكنها قد تخلق أيضاً إحساساً خاطئاً لدى الناس بأن هناك دوماً تصرفات خاطئة، إنها سيف ذو حدين، فنشر التقارير حول التصرفات الخاطئة يوجه انتباه الناس إلى جرائم مفترضة، ولكنه قد يقود أيضاً إلى صدور أحكام متسرعة حول مسؤولية المعنيين دون اللجوء إلى مؤسسات أنشئت دستورياً لإجراء التحقيقات وإصدار الأحكام القانونية.
وهنا تكون المسؤولية الأخلاقية مهمة للغاية، فيمكن أن يؤدي نشر الصحف لاتهامات غير مدعومة بأدلة دامغة إلى نتائج مدمرة لسمعة أفراد ومؤسسات، يقول "وايزبورد": إن معظم المناقشات التي دارت بين خبراء الإعلام في السنوات الأخيرة حول أخلاقيات الصحافة الاستقصائية، تركزت على المنهجية أي هل هناك أي أسلوب صالح للكشف عن التصرفات الخاطئة؟ هل يعتبر اللجوء إلى الخداع شرعياً عندما يهدف الصحفيون إلى قول الحقيقة؟ هل يمكن تبرير اللجوء إلى أسلوب معين إذا كانت ظروف العمل وصعوبات الحصول على المعلومات تستدعى ذلك؟ هل يجوز للصحفيين استعمال هويات مزيفة من أجل الوصول إلى المعلومات؟
وتبرز بالنسبة إلى هذه النقطة أساليب الحصول على المعلومات كعامل مهم يجب أخذه في الاعتبار، وهو أن الجمهور يبدو أقل رغبة من الصحفيين في قبول أي سلوك كان للكشف عن التصرفات الخاطئة، فقد أظهرت استطلاعات الرأي داخل المجتمع الأميركي، أن الناس ينظرون بعين الريبة إلى عمليات انتهاك الخصوصية مهما بلغت أهمية القضية الإخبارية لهم، ويظهر ذلك بوضوح كبير في دول عديدة حين تهبط مصداقية الصحافة إلى أدنى درجة لها ولا تقتصر القضايا الأخلاقية في الصحافة الاستقصائية على أساليب الحصول على المعلومات، فالفساد كما يقول "السدير ذرلاند Alasdair Sutherland" يشكل أيضاً قضية أخلاقية أخرى مهمة في الصحافة، ويشمل أشكالاً متنوعة من الممارسات تتراوح بين قبول الصحفيين للرشاوى أو امتناعهم عن نشر تقارير معينة، أو دفعهم أموالاً لمصادر المعلومات، ويشير إلى أن هذه القضايا غير الأخلاقية في الصحافة منتشرة في جميع أنحاء العالم، خاصة في جنوب شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية والدول النامية.
كما تؤكد الدراسة الميدانية التي قام بها الاتحاد الدولي للعلاقات العامة، إلى عدم وجود منطقة في العالم تتمتع بمناعة ضد هذه الممارسات الفاسدة في وسائل الإعلام، ولمكافحة مثل هذه النشاطات الفاسدة بدأت بعض مجموعات وسائل الإعلام، إلزام الصحفيين بمعايير أخلاقية، ففي روسيا يوزع اتحاد الصحافة بطاقات صحفية فقط على مؤسسات الإعلام والصحفيين الذين يتبنون نظامه السلوكي الرسمي الذي يدين ممارسات الفساد ويؤمن باستقلال التحرير.
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  اخلاقيات الاعلام 					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة