التغطية الإعلامية والانتخابات
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 110- 117
2025-11-03
41
التغطية الإعلامية والانتخابات:
التغطية النزيهة للانتخابات تتطلب من الصحافيين كتابة التقارير الصحفية في الدعاية الانتخابية بمهنية ونزاهة عالية، وبخاصة بظل بروز دور منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والاجتماعية في المجتمعات العربية، والتي توسعت قدرتها على المشاركة في الإشراف على تنفيذ الانتخابات والحول دون العمل على إفسادها من خلال استخدام المال والقدرات الشخصية والقبلية والمذهبية.
كان الإعلام أول من استطاع تنفيذ هذا التطور النوعي في نقل العملية الانتخابية إلى مكانها الطبيعي، من خلال العملية الديمقراطية التي أضحى يعتبر فيها كل إعلامي وكل مؤسسة عين المواطن والرقيب الفعلي على سير العمل الانتخابي من خلال استخدام أخلاقيات المهنة الإعلامية التي تتطلب استخدام الأخلاقية المهنية والضمير المهني والشخصي في:
كتابة التقارير الصحفية في الدعاية الانتخابية:
تعد مرحله الدعاية الانتخابية من أهم مراحل الانتخابات، وفي هذه المرحلة تقع وسائل الإعلام تحت نظر الرقابة الشعبية والسياسية والحقوقية، ويقاس من خلالها مدى نزاهة هذه الوسائل ومدي جديتها في القيم بدورها وفي البداية لابد أن نفرق بين أنواع التغطية الصحفية التالية:
1. التغطية المحايدة: هي عرض للحقائق الأساسية والمعلومات دون تعميق لأبعادها أو استعراض لأبعاد جديدة، أو تقديم خلفيات أو تدخل بالرأي، أو مزج الوقائع بوجهات نظر.
2. التغطية المتحيزة: عكس المحايدة تماماً، وفيها تلوين وتشويه وحذف وقائع وتضخيم وقائع والخلط بينها وبين الرأي الشخصي
3. التغطية التفسيرية: وفيها تفسير وجهة نظر إلى جانب المعلومات الخلفية، فهي تقوم على السبب والتأثير وتقديم خدمة للقراء الذين ليس لديهم وقت كاف للبحث بأنفسهم، وفيها تغطية تمهيدية ثم تقريرية ثم متابعة، ويشترط فيها أن تكون منصفه وتقدم كل التفاصيل، كما أنه يجب على المحرر أن
- يحصل على معلومات عن التفاصيل والتطورات والجوانب المختلفة للحدث (أو التصريح) بما يساعد على فهمه ويجيب عن كل الأسئلة التي قد تتبادر إلى ذهن القارئ، فهو يجمع كل الحقائق المتصلة بالحدث ويغوص في جوهر الحدث ويناقش بشكل صريح ويطرح وجهة نظره.
- تقييم المعلومات التي يحصل عليها وكتابتها بأسلوب صحفي متميز، يلتزم فيه بوصف الجو العام المحيط بالحدث أو وصف المكان والأشخاص وذكر وبعض المعلومات الجغرافية أو التاريخية أو الاقتصادية أو السياسية عن البلد التي وقع فيها الحدث، وتحليل الأسباب والدوافع والنتائج والآثار المتوقعة المبنية على الجهد والدراسة والربط بين الواقع والأحداث المشابهة له وعقد المقارنات بينها.
4. التحليل السببي: وهذا النوع من التغطية يسمى التحليل السببي الذي يعتمد على تفسير الأخبار لفهمها، بما في ذلك تعريف المصطلحات أو الأدوات أو الألفاظ التي يستعملها أشخاص في أنحاء مختلفة، ويتضمن أيضاً تمييز الحدث الخاص كواحد من سلسلة أحداث له سبب، والتأثير الذي يؤدى للحدث الإخباري ونتائج هذا الحدث، إذن هي الإحساس الأعمق بالأخبار أو وضع حدث خاص في التيار العام للأحداث، مثال تعيين مجلس وزراء جديد.
5. التغطية الإخبارية: تعنى إعلان خبر التشكيل الجديد بالأسماء والوزارات.
6. التغطية التفسيرية: فهي التي تجيب عن لماذا تم اختيار فلان دون فلان إلخ
وقد يعتمد الصحفي هنا على الأسلوب السردي الروائي للمضمون الصحفي وفيها يجمع بين الحقيقة الموضوعية والحقيقة الذاتية له، فهو يسعى إلى حقيقة أضخم من خلال جمع الحقائق والأقوال المقتبسة ويعرضها بشكل انطباعي، أي يعرض الأحداث بشكل يجلب معه جوانب انطباعية تعبيرية مثل (صوت وصورة ومشاعر وخلفيات)، ويربطها مقارنة بحقائق تاريخية ومجتمعية أخرى.
أنماط الصباغة في التقارير:
من هنا تأخذ عملية التحرير الصحفي أو الصياغة أكثر من نمط أو قالب، وهي تعتمد على المضمون الذي يقوم الصحفي بعرضه، كما يعتمد على وظيفة الصحيفة أو سياساتها أو مدى التطور التكنولوجي والمنافسة وسائل الاتصال، كما تتأثر بقيم القراء مع: وثقافتهم واهتماماتهم وأذواقهم، وأيضاً بظروف المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية والتعليمية والإعلامية، ومن هذه الأنماط ما يعرض المواد الخاصة بالخدمات أو المواد المتخصصة المجمعة أو مواد التسلية أو المواد الإعلانية أو المواد المصورة.
لكن ما يهمنا هنا التركيز على ثلاثة أشكال هي:
1. مجموعة الأنماط (الأشكال) التي تعرض المادة الإخبارية:
وتتم عن طريق تغطية إخبارية تتضمن الحصول على المعلومات والتفاصيل والتطورات والجوانب المختلفة للحدث، والإجابة عن كافة التساؤلات التي قد تتبادر إلى ذهن القارئ بشأن (الحدث أو التصريح)، ثم تقييمها وتحريرها طالما ثبت أنها تهم قطاعات عريضة من الجمهور، وفيها التغطية المحايدة "التفسيرية" المتميزة أو الملونة، أو التغطية التمهيدية والتقريرية أو التسجيلية والمتابعة، ولكتابة هذا النوع من التحرير الصحفي مراحل معينة هي:
- الحصول على الأخبار أو جمعها من المصادر المختلفة.
- تقويم الأخبار لمعرفة ما إذا كانت تستحق النشر طبقاً لسياسية الجريدة.
- تحرير الأخبار باتباع الهرم المعتدل أو الهرم المقلوب.
ولهذا النوع من التحرير الصحفي مداخل معينة هي:
1. التركيز على الفرد.
2. القصص الحوارية المتسعة.
3. ضمير المتكلم.
4 ترتيب الأحداث حسب زمن وقوعها.
5. السرد.
6. الأشكال الصحفية التي تعرض المادة الإخبارية
7. الأخبار القصيرة/ السريعة: مثل معظم أخبار الصفحة الأولى.
8. القصص الإخبارية وفيها تقارير آنية عن الأحداث المهمة تجيب على التساؤلات الرئيسية مع تفاصيل الخبر وجوانبه.
9. التقارير الإخبارية: وفيها عرض وقائع الحدث وتفاصيله مع خلفياته، ويناسب ذلك التغطية التفسيرية لتحقيق أهداف مثل:
- تقديم معلومات وبيانات جديدة عن حدث أو واقعة لا يستطيع الخبر القصير أو القصة الخبرية تقديمها بشكل مناسب.
- إبراز زوايا أو جوانب معينة عن حدث أو واقعة.
- تقديم الخلفية التاريخية أو الوثائقية للحدث أو الواقعة التي يتناولها التقرير.
- التقييم الموضوعي للبيانات أو المعلومات الواردة في التقرير الإخباري، عن طريق الأحكام والاستنتاجات والتعميمات التي تدلي بها الشخصيات التي يستشهد بها محرر التقرير الإخباري.
يحتوى التقرير على معلومات تفصيلية كاملة، وتحليل لهذه المعلومات من خلال تفسيرها ووضعها في إطارها العام، وتقديم خلاصات أو استنتاجات لدلالات الحدث ومغزاه وتوقعاته، أو تنبؤات بما سيكون عليه المستقبل أو بعض المؤشرات.
لابد أن يستفيد كاتب التقرير من قسم المعلومات في الصحيفة لتحضير الخلفية اللازمة للحدث، لتعميق التفاصيل والأسباب والدوافع والخلفيات التاريخية، مع الاستفادة من الصور الفوتوغرافية والرسوم اليدوية التعبيرية والتوضيحية.
.10 القصة الإخبارية الشاملة: تكون بهدف تغطية شاملة لأحداث متعددة متشابهة، أو مجموعة أحداث بينها روابط، أو مضمون واحد أو حدث تدور وقائعه في أماكن مختلفة، وتشترك فيه أطراف عديدة مثل الكوارث والحروب المرتبطة بعدة أماكن.
11. القصة الإخبارية الجانبية: تقرير مختصر ومكثف يتصل بتقرير آخر في نفس الصحيفة، لإبراز جانب مثل الجوانب الإنسانية أو ردود الفعل.
12. القصة الخلفية: توضع في قلب القصة الإخبارية أو التقرير، وتحتوي على معلومات وخلفيات تاريخية أو جغرافية.
2. التغطية التب تعرض المواد التفسيرية والاستقصائية ومنها:
- الحديث الصحفي أو المقابلة.
- التحقيق وما يتضمنه من:
- تخطيط وفيه (تحديد الهدف واختيار التوقيت والدراسة الاستطلاعية والدراسة المبدئية للمصادر، ورسم خطة للموضوعات والنقاط والشخصيات).
- جمع المعلومات والوقائع والآراء.
- مراجعة ما تم الحصول علية.
- تحليل المعلومات وتصنيفها والوصول إلى النتائج وملاحظة الشواهد والدراسات والتقارير والوثائق.
أي نتبع فيه المنهجية العلمية للبحث ومنها أيضاً التغطية الاستقصائية التي تفيد في كشف الفساد (المنقبون عن الفساد، عن طريق توظيف الحاسب لأغراض تصنيف البيانات وتحليلها بشكل يساعد على الوصول لخلاصات كمية دقيقة.
3. مجموعة الأنماط والأشكال الصحفية التي تعرض المواد الخاصة بالرأي وفيه:
المقال التحليلي: تغلب على المقالة التحليلية الموضوعات السياسية، خاصة في أوقات الأزمات والصراعات، وتتسم المقالة التحليلية بوقفات أطول مع الأحداث فاحصة ومنقبة، قبل أن تخلص إلى تحليلاتها المتأنية.
وتهدف المقالة التحليلية إلى أهداف كثيرة من أهمها:
1. تحليل الأحداث الجارية، وعرض الأزمات وتحديد أسبابها وآثارها.
2 مناقشة القضايا التي تشغل الرأي العام وتتبع خلفياتها وتفاصيلها.
3. تحليل الاتجاهات السياسية للقوى السياسية المختلفة وشرحها للجماهير.
4. تحليل الأحداث العالمية والمواقف وإظهار خلفياتها، والإشارة إلى آثارها في قرارات الدولة وسياساتها، وفي حياة جماهير القراء.
وتترك لكاتب المقال التحليلي مساحة حرة واسعة حتى يستطيع أن يقوم بأهدافه، وتكتب المقالة لتحليلية على شكل الهرم المعتدل حيث:
- تخصص مقدمة المقالة لإبراز الحدث الهام، الذي ستدور حوله المقالة، أو لطرح القضية التي تشغل الرأي العام وتكتب لأجلها المقالة.
- يخصص جسم المقالة لعرض المعلومات الخلفية للموضوع، أو لسرد البيانات والحقائق، ثم تكتب الأدلة والبراهين والشواهد التي تؤدى إلى النتيجة المستهدفة، أو لعرض الآراء والأفكار حول الموضوع المحلل وتنفيذ هذه الآراء والأفكار ومناقشتها.
- تخصص خاتمة المقالة لخلاصة التحليل التي وصل إليها المقال من خلال عرضه للأدلة والبراهين والشواهد أو من خلال مناقشة اللآراء والأفكار، وقد تحوي الخاتمة محاولة استثارة خيال القارئ ومحاولة شده للتفكير في الموضوع المثار.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
