الفرق بين الإسلام والايمان
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص 55 - 56
2025-10-14
346
قال تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 14]
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا} قيل نزلت في نفر من بني أسد قدموا المدينة في سنة جدبة وأظهروا الشهادتين وكانوا يقولون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) اتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان يريدون الصدقة ويمنون قل لم تؤمنوا به إذ الايمان تصديق مع ثقة وطمأنينة قلب ولم يحصل لكم ولكن قولوا أسلمنا فإن الاسلام انقياد ودخول في السلم وإظهار الشهادة وترك المحاربة يشعر به وكان نظم الكلام أن يقول لا تقولوا آمنا ولكن قولوا أسلمنا أو لم تؤمنوا ولكن أسلمتم فعدل منه إلى هذا النظم احترازا من النهي عن القول بالايمان والجزم باسلامهم وقد فقد شرط اعتباره شرعا.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) ان الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والايمان عليه يثابون وعنه (عليه السلام) الايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان والايمان بعضه من بعض وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا عن الايمان ساقطا عنه اسم الايمان وثابتا عليه اسم الاسلام فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال الحديث وفي رواية الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الإسلام والايمان معرفة هذا الامر مع هذا فان أقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا.
وعن الباقر (عليه السلام) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم الحديث.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال الاسلام علانية والايمان في القلب وأشار إلى صدره ولما يدخل الايمان في قلوبكم توقيت لقولوا وإن تطيعوا الله ورسوله بالاخلاص وترك النفاق لا يلتكم من أعملكم لا ينقصكم من اجورها شيئا من الليت وقرئ لا يالتكم من الالت وهو لغة فيه إن الله غفور لما فرط من المطيعين رحيم بالتفضل عليهم.
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة