المشاكل التي تواجه تخطيط المشاريع
المؤلف:
د. خلف حسين الدليمي
المصدر:
الجيومورفولوجيا التطبيقية (علم شكل الأرض التطبيقي)
الجزء والصفحة:
ص 195 ـ 196
2025-10-01
326
1ـ مشاكل السطح والتضاريس
يعد شكل السطح وما يتضمنه من تضاريس من العوامل المؤثرة في تحديد الاستعمال المناسب لكل منطقة، وتمثل التضاريس الصورة التي يتميز بها كل اقليم عن غيره، فالمناطق الجبلية تكون وعرة شديدة التضرس في حين تكون الهضاب أقل وعورة وتضرساً وتكون السهول أكثر انبساطاً، ولذلك يمثل شكل السطح وصفة التضرس بعداً له دور فاعل في إبراز الخصائص الرئيسية لأي منطقة والتي على الإنسان أن يكيف نفسه. الواقع الطبوغرافي لذلك المكان من حيث السكن والعيش.
إن اقامة أي مشروع في أي منطقة سيجابه مشاكل حسب طبيعة التضاريس السائدة في تلك المنطقة، فعمليات الزحف والانهيار والانزلاق من المشاكل التي تتعرض لها بعض سفوح المناطق الجبلية وسفوح الأودية ومنحدرات الهضاب أما الهبوط فهو من المشاكل التي تتعرض لها بعض المناطق السهلية، وهذا ما سيتم تناوله في الفقرات اللاحقة.
2ـ مشاكل التربة
التربة من وجهة نظر بيئية نظاماً مفتوحاً تكونت بفعل عدة عوامل، وذات خصائص فيزيائية وكيمائية متنوعة، والتي تنعكس أثارها على الأنشطة التي تمارس في تلك التربة. أما في مجال تخطيط المشاريع الهندسية فيتم تقسيم التربة إلى أقسام بما ينسجم ومتطلبات تلك المشاريع وكما يأتي:
أ - تربة طينية غرينية ضعيفة المقاومة أو هشة : وهي ذات رواسب هشة حديثة التكوين غير متماسكة، وينتشر هذا النوع في الأودية النهرية والدلتاوات، وتكون قدرتها على التحمل ضعيفة أو منخفضة لذلك يكون تنفيذ المشاريع فيها مكلف.
ب - طين متماسك صلب : وهي رواسب قديمة تعرضت إلى ضغط رواسب حديثة فوقها ساعدت على زيادة تماسكها وصلابتها وقلة مساميتها، وعندما تعرضت الطبقات العليا إلى التعرية فتظهر الطبقات التي تحتها على سطح الأرض، ومن مشاكل هذا النوع من التكوينات احتواءها على شقوق صغيرة وكبيرة وهذا يؤثر على خصائصها الفيزيائية فتكون ذات أسطح ضعيفة تسهل عمليات الانزلاق.
ج - تربة رملية وحصوية ضعيفة التماسك وهي ذات نفاذية عالية قليلة التماسك لذا تسبب مشاكل للأعمال الهندسية خاصة إذا كانت تحتوي على مياه جوفية ذات مناسيب مرتفعة حيث تتعرض للانهيارات وتسرب كميات كبيرة من المياه أثناء الحفر لذا فأن استغلال مثل تلك التربة يحتاج إلى معالجات مكلفة.
د - التربة العضوية: تعد تلك التربة من الترب الضعيفة التماسك وضعيفة الصلابة وان استغلالها يكون مكلفاً ويحتاج إلى معالجة، وتكون مخاطرها كبيرة إذا كانت تحت السطحية حيث أنها تتعرض إلى الانتفاخ عند الترطيب والانكماش عند الجفاف وهذا يعرض الأبنية والشوارع إلى التصدع والانهيار.
إن إقامة المشاريع العمرانية أو من الطرق في أي مكان يعتمد على قابلية التربة والتي تتأثر بعدة عوامل منها:
1 - الاجهاد الناتج عن ثقل المنشأت الكبيرة أو سير المركبات الثقيلة أو هبوط أو اقلاع الطائرات الكبيرة فيؤدي ذلك إلى تصلب التربة التي تقع تحتها، أما في حالة إزالة التربة المجاورة لهذه المشاريع سيؤدي إلى انسياب التربة من تحتها نحو المناطق المحفورة فيترتب على ذلك هبوط المبنى أو الطريق أو ممر المطار فيتعرض إلى التشقق في الجدران وظهور مطبات في الطرق.
2 - وجود مياه في التربة فتقلل من تماسكها وتضعف من صلابتها.
3- تأثير عناصر المناخ على التربة وخاصة الحرارة من حيث ارتفاعها وانخفاضها فينعكس ذلك على المعادن التي تتكون منها التربة إذ تعمل على تمددها وتقلصها حسب معامل تمدد كل معدن والتي تسهم في تفكك التربة.
3ـ مشاكل جيولوجية
إن صلابة الطبقات الصخرية وضعفها يعتمد على بنيتها وتركيبها الجيولوجي والتي يتوقف عليها مدى ملائمة المنطقة لإقامة المشروع المقترح ، كما تؤثر الظروف البيئية والعمليات الجيومورفولوجية المختلفة على خصائص الصخور الفيزيائية والكيميائية.
4ـ مشاكل المياه الجوفية
يؤدي وجود المياه الجوفية في التربة والصخور القريبة من مستوى الأسس والطرق إلى مشاكل لما تسببه من تغير في الخصائص الكيميائية والفيزيائية لتلك التكوينات والتي تنعكس أثارها على تماسك وصلابة التربة والصخور، كما تعمل تلك المياه على تنشيط عمليات تأكل الأنابيب والقابلوات ومراسي السفن والأعمدة والأسيجة المدفونة في التربة خاصة المناطق التي ترتفع فيها نسبة الأملاح.
5ـ مشاكل فيضانات الأنهار
تتعرض معظم المناطق الواقعة على ضفتي المجرى وخاصة التي تقع ضمن مناطق السهول الفيضية إلى مخاطر الفيضانات خاصة وأن مثل تلك المناطق تمثل مركزاً للنشاط البشري بأنواعه المختلفة، لذا تكون آثارها مدمرة، وقد يكون التأثير مباشراً أي تغمر مياه الفيضان تلك المناطق أو بصورة غير مباشرة عن طريق ارتفاع مناسيب المياه الجوفية والتي تؤثر أيضاً على المنشآت والمشاريع الواقعة على جانبي المجرى أو قد تتعرض إلى عمليات التعرية التي تتركز في بعض الضفاف فتهدد المنشأت القريبة من تلك الضفاف.
6ـ مشاكل التعرية والإرساب
تتعرض اليابسة إلى عمليات التعرية بأشكالها المختلفة والتي تكون آثارها واضحة على المشاريع والمنشآت المختلفة كما يكون للترسبات الناتجة عن عمليات التعرية وخاصة الرملية التي تنقلها الرياح في المناطق الصحراوية أثاراً كبيرة على الطرق والمنشأة المقامة في المناطق الصحراوية.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة