الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
آداب الزواج واوقاته
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 162 ــ 166
2025-09-16
37
يعتقد البعض من العوائل ان مراسم العقد والزواج تعتبر متنفساً للقيام بما تمليه شهواتهم وغرائزهم، إذ يبادر أبناؤهم واستجابة لرغبات الآباء أو المحيطين بالعريسين والاقارب إلى ارتكاب ما حرم الله متوهمين أن ذلك يصفي على الحفل اجواء من السعادة والاستمتاع، في الوقت الذي ينبغي أن تقترن مراسم عقد القرآن والزفاف بالوقار وصيانة الكرامة والشخصية، بعيداً عن المحرمات والمعاصي وأسباب إثارة الشهوات، كي تكون سبباً في نزول الرحمة الالهية ووسيلة لهبوط البركة.
وبطبيعة الحال لا بأس من أن تشيع مظاهر الفرح والسرور على أجواء العقد والزفاف وان لا تغفل المشوقات المباحة كالترانيم بصوت حسن والاعمال المسلية والمثيرة للسرور.
فليس هنالك مانع شرعي من قراءة التواشيح الدينية والاناشيد الهادفة والاشعار المسلية التي عادة ما تروج بين نساء المسلمين في مثل هذه المحافل ومن المتعارف عليه أيضاً السهر فيها، فقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)!
(لا سهر الا في ثلاث تهجد بالقرآن، أو طلب علم، أو عروس تهدى إلى زوجها) (1).
والاسلام يفضل أن يقع الزفاف ليلا كما هو الحال في زفاف الزهراء (عليها السلام).
عن جابر الانصاري قال: لما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة من علي (عليه السلام) اتاه اناس من قريش فقالوا: أنك زوجت علياً بمهر خسيس، فقال: ما انا زوجت علياً ولكن الله زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى، أوحى الله عز وجل إلى السدرة أن انثري ما عليك فنثرت الدر والجوهر على الحور العين فهن يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله).
فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي (صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة (عليها السلام) اركبي، وأمر سلمان رحمة الله عليه أن يقودها، والنبي (صلى الله عليه وآله) يسوقها فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي (صلى الله عليه وآله) وجبة فإذا هو بجبرئيل (عليه السلام) في سبعين الفاً، وميكائيل في سبعين الفا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى زوجها، وكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة وكبر محمد (صلى الله عليه وآله) فوضع التكبير على العرائس من تلك الليلة (2).
نعم، يتعين أن تقام مراسم الزفاف وليلة الفرح بنحو يكون مدعاة لهبوط ملائكة الله عز وجل.
قال الصادق (عليه السلام): (زفوا عرائسكم ليلاً).
وقال الرضا (عليه السلام): (من السنة التزويج بالليل لأن الله جعل الليل سكناً والنساء انما هن سكن).
ورد في الرواية: أنه (صلى الله عليه وآله) أمر بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والانصار ان يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي الله.
ويستحب في الاسلام اطعام الحاضرين ممن تجشموا عناء استجابة الدعوة والموجهة أليهم من أسرتي العريسين.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا وليمة الا في خمس في عرس أو خرس، أو عذار أو وكار أو ركان، فالعرس التزويج والخرس النفاس بالولد والعذار الختان، والوكار الرجل يشتري الدار والركاز الرجل يقدم من مكة).
يروى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام) ليلة زواجه من فاطمة (عليها السلام): (يا على اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، ثم قال: من عندنا اللحم والخبز، وعليك التمر والسمن، يقول أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فاشتريت تمراً وسمناً، فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ عن ذراعه وجعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه حيساً، وبعث الينا كبشاً سميناً فذبح وخبز لنا خبزا كثيرا وقال لي: ادع من أحببت).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشيراً إلى الدعوة إلى العرس: (إذا دعيتم إلى العرسات فأبطؤا فإنها تذكر الدنيا، وإذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فأنها تذكر الآخرة).
على الأسر ان تقيم محافل عقد القرآن والزفاف بطريقة تخلوا من كل دواعي الافساد بالنسبة للأطفال واليافعين والشباب وما يعد مشجعاً ومرغباً نحو المعاصي والرذائل، ومن ثم ليتسنى للمؤمنين رجالاً ونساء الذين وجهت أليهم الدعوة للمشاركة وهم مطمئنون مرتاحوا البال.
فالمحفل الذي يقام على ضوء الضوابط الاسلامية وتراعى فيه الحدود الألهية يعتبر درساً للشباب ومهبطاً تنهال عليه الرحمة الالهية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار: ج 100، ص 267.
2ـ المصدر السابق: ص 266.
الاكثر قراءة في مقبلون على الزواج
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
