النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
خلق السيدة الزهراء عليها السّلام قبل آدم عليه السّلام
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج 1، ص237-286
2025-09-06
113
إن فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها عليهم السّلام كانوا محدقين بالعرش يسبّحون وتسبّح الملائكة بتسبيحهم إلى أن أمر آدم عليه السّلام بتعظيمهم وتبجيلهم وقبول ولايتهم ، ثم انتقل نورهم إلى صلب آدم وإلى إبراهيم وإلى عبد اللّه وأبي طالب عليهم السّلام .
سيطالع القارئ في هذا المطاف العناوين التالية في ثمانية وعشرين حديثا :
إسكان آدم عليه السّلام في الجنة وعرض الولاية عليه ، رميه من الجنة ، توبته وإقراره بالولاية ، دعاؤه بحق الخمسة وغفران اللّه له .
النبي صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام كانوا في سرادق العرش يسبحون وتسبح الملائكة بتسبيحهم .
خلق النبي وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
خلق أشباح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام قبل خلق آدم بألفي عام وإظهارهم لآدم عليه السّلام ، ودلالته على تعظيمهم وتبجيلهم .
خلق نور النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السّلام قبل خلق آدم بألفي عام ، نور أبي طالب يطفئ الأنوار إلا خمسة أنوار ونوره من نور الخمسة الطيبة .
رؤية آدم فاطمة عليها السّلام في الجنة وعلى رأسها تاج وفي أذنيها قرطان .
رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة وتماثيلهم وأسماؤهم في ساق العرش وحفظ تلك الأسماء ، مسألته عن اللّه تعالى بعد ترك الأولى وقبول توبته بهم .
رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة قدّام العرش ، ودعائه بعد خطيئته وقبول توبته بحقهم ، وجعل نقش خاتمه « محمد رسول اللّه وعلي أمير المؤمنين » .
رؤية آدم في يمنة العرش أشباح الخمسة ، وإخبار اللّه تعالى إياه أن هؤلاء من ولدك ولولاهم ما خلقتك وما خلقت الجنة والنار وشققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، بمحبتهم أدخلت الجنة وببغضهم أدخلت النار ، فعند الحاجة بهؤلاء توسّل .
إشراق نور فاطمة السماوات والأرض ، واختراع هذا النور من نور جلال اللّه ، ثواب تسبيح وتقديس الملائكة لشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة .
خلق أربعة عشر نورا من نور عظمة اللّه قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، وهم الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلا بمعرفتهم ، هم كلمات اللّه التي تلقاها آدم من اللّه فتاب عليه .
خلق النبي وعلي عليهما السّلام من نور بين يدي العرش ، نقل نورهما إلى صلب آدم ، ثم منه إلى أصلاب طيبة وأرحام مطهرة ، ثم إلى صلب إبراهيم عليه السّلام ، ثم إلى صلب عبد المطلب ، ثم إلى عبد اللّه وأبي طالب ، واجتماع النورين بعد ذلك في فاطمة عليها السّلام .
أشباح الخمسة الطيبة عليهم السّلام في ظهر آدم عليه السّلام ، ودعاؤه بهم حين ترك الأولى وزلّت به خطيئته وقبول توبته وغفرانه .
كتابة اسم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام على ساق العرش بالنور ، غفران خطيئة آدم بهم وبحقهم .
تسبيح نور النبي وأهل البيت عليهم السّلام بين يدي اللّه ، وتسبيح الملائكة بتسبيحهم ووضع ذلك النور بعد خلق آدم في صلبه ثم في صلب نوح في السفينة . ثم في صلب إبراهيم في النار . ثم لم يزل في أكرم الأصلاب لم يلتق واحد منهم على سفاح ، سادة أهل الجنة محمد وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي عليهم السّلام .
تسبيح وتمجيد وتهليل الخمسة الطيبة بين يدي العرش قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر عام .
خلق فاطمة عليها السّلام قبل خلق آدم ، وكانت في حقّة تحت ساق العرش وطعامها التسبيح والتقديس والتهليل والتمجيد .
رؤية آدم في ساق العرش مكتوبا « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة » ، ووسوسة الشيطان لآدم عليه السّلام بأكل الشجرة ، وعلى حواء بالنظر إلى فاطمة عليها السّلام بعين خاص ، هبوطهما عن جوار اللّه إلى الأرض .
النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وعلي عليهما السّلام كانا نورا بين يدي اللّه قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام ، وتقسيم ذلك النور بعد خلق آدم جزءين : جزء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجزء علي عليه السّلام وفاطمة عليها السّلام من جزء النبي صلّى اللّه عليه وآله .
رؤية آدم وحواء صورة فاطمة عليها السّلام في قصر الجنة وتعجبهما من نورها ، وتعلّم آدم عليه السّلام أسماء الخمسة والمسألة عن اللّه بحقهم لغفرانه وقبول توبته .
سجود الملائكة لآدم لكونه وعاء لأشباح الخمسة الطيبة .
رؤية آدم خمسة أشباح النور عند العرش بالتسبيح والتقديس ، قوله تعالى لآدم :
« لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار » ، توسل آدم بهم بعد وقوع الخطيئة وغفران اللّه وعفوه عن خطيئته .
خلق أرواح الخمسة الطيبة والأئمة عليهم السّلام ، عرض ولايتهم على السماوات والأرض والجبال ، النهي عن النظر إليهم بعين الحسد ، نظرهما إليهم بعين لا يرضى اللّه ، هبوطهما من الجنة عاريين ، سؤال آدم وحواء عن اللّه بحقهم وقبول توبتهما .
خلق آدم ونفخ الروح فيه ، سجود الملائكة لآدم ، تزويجه من حواء ، رؤيته خمس سطور في العرش ، تعلمه أسماء الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام .
خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل أن يخلق آدم وجميع الأنبياء ، خلق نور فاطمة عليها السّلام على هيئة قنديل وجعلها عند العرش وإشراق السماوات والأرض منها .
تحاور آدم وحواء في الجنة ، رؤيته شخص فاطمة عليها السّلام في قبة بلا دعامة .
خلق جسد آدم وأعضائه ، تزويج آدم من حواء ، جعل صداق حواء الصلاة عشر مرات على النبي وفاطمة الزهراء .
نظر آدم إلى الخمسة الطيبة وسؤاله عن اللّه تعالى بهم ، وقبول توبة آدم .
المتن الأول:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : إن اللّه تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته ، فمرّ به النبي صلّى اللّه عليه وآله وهو متكئ على علي عليه السّلام ، وفاطمة عليها السّلام تتلوهما ، والحسن والحسين عليه السّلام يتلوان فاطمة عليها السّلام . فقال اللّه : يا آدم ، إياك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري .
فلما أسكنه اللّه الجنة مثّل له النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام . فنظر إليهم بحسد ، ثم عرضت عليه الولاية فأنكرها ، فرمته الجنة بأوراقها . فلما تاب إلى اللّه من حسده وأقرّ بالولاية ودعا بحق الخمسة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام غفر اللّه له . وذلك قوله « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ . . . » الآية .[1]
المصادر :
1 . تفسير العياشي : ج 1 ص 41 ح 27 .
2 . اللوامع النورانية في أسماء علي عليه السّلام وأهل بيته القرآنية : ص 16 .
3 . رياحين الشريعة : ج 1 ص 55 ، عن تفسير العياشي .
الأسانيد :
1 . في تفسير العياشي : محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام .
المتن الثاني:
عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال :
يا رسول اللّه ، أخبرني عن قوله عز وجل لإبليس « أستكبرت أم كنت من العالمين ؟ » ، فمن هم يا رسول اللّه ، الذين هم أعلى من الملائكة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنّا في سرادق العرش ، نسبح اللّه وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق اللّه عز وجل آدم بألفي عام .
فلما خلق اللّه عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس ، فإنه أبى ولم يسجد . فقال اللّه تبارك وتعالى :
« أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ » ؟ أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب اللّه الذي يؤتى منه ، بنا يهتدي المهتدي . فمن أحبنا أحبه اللّه وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه اللّه وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده .
المصادر :
1 . فضائل الشيعة : ص 7 ح 7 بتفاوت يسير .
2 . كنز الفوائد على ما في بحار الأنوار : ج 26 ص 346 .
3 . تأويل الآيات : ج 2 ص 508 ح 11 ، عن الصدوق ابن بابويه .
4 . البرهان في تفسير القرآن : ج 4 ص 64 ح 3 عن الصدوق ابن بابويه .
5 . اللوامع النورانية في أسماء علي عليه السّلام وأهل بيته القرآنية : ص 331 ، الاسم الرابع والسبعون وستمائة .
6 . بحار الأنوار : ج 11 ص 142 ح 9 ، عن فضائل الشيعة .
7 . بحار الأنوار : ج 15 ص 21 ح 34 ، أورد شطرا من الحديث عن فضائل الشيعة .
8 . بحار الأنوار : ج 26 ص 346 ح 19 عن كنز الفوائد .
9 . الجنة العاصمة : ص 8 ح 5 ، عن بحار الأنوار ، عن فضائل الشيعة .
10 . مقدمة تفسير مرآة الأنوار : حرف العين ، ص 247 ، عن فضائل الشيعة شطرا من الحديث .
11 . بحار الأنوار : ج 39 ص 306 ح 120 ، عن فضائل الشيعة .
الأسانيد :
1 . في فضائل الشيعة : حدثنا عبد اللّه بن محمد بن ظبيان ، عن أبي سعيد الخدري ، رأينا هذه الأسانيد في فضائل الشيعة المطبوع ، وأما في ما نقل عنه فقد ذكر الأسانيد أكمل مما في المصدر كما سنذكر .
2 . في تأويل الآيات وتفسير البرهان واللوامع النورانية : عن عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد القواريري ، عن أبي الحسين محمد بن عمار ، عن إسماعيل بن ثوية ، عن زياد بن عبد اللّه البكائي ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري .
3 . في بحار الأنوار : ج 11 ، 15 ، 26 ، 39 ومقدمة تفسير مرآة الأنوار ، مثل ما في فضائل الشيعة .
المتن الثالث:
عن معاذ بن جبل : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : إن اللّه عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام . . . إلى آخر الحديث كما مر في المطاف الأول رقم 1 سواء في المتن والمصادر والأسانيد .
المتن الرابع:
قال المفيد في جواب السيد الفاضل في الساروية : والصحيح في حديث الأشباح الرواية التي جاءت عن الثقات بأن آدم عليه السّلام رأى على العرش أشباحا يلمع نورها ؛ فسأل اللّه عنها ، فأوحى اللّه إليه : إنها أشباح رسول اللّه وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ، وأعلمه أن لولا الأشباح التي يراها ما خلقه ولا خلق سماء ولا أرضا .
والوجه فيما أظهره اللّه من الأشباح والصور لآدم عليه السّلام ليدلّه على تعظيمهم وتبجيلهم ، وجعل ذلك إجلالا لهم ومقدمة لما يفرضه من طاعتهم ودليلا على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بهم ولم يكونوا في تلك الحال صورا مجيبة ولا أرواحا ناطقة ، لكنها كانت صورا على مثل صورهم في البشرية يدل على ما يكونون عليه في المستقبل من الهيئة والنور والذي جعله عليهم دليلا على نور الدين بهم وضياء الحق بحججهم .
وقد روي أن أسمائهم كانت مكتوبة إذ ذاك على العرش ، وإن آدم لما تاب إلى اللّه وناجاه بقبول توبته سأله بحقهم عليه ومحلهم عنده فأجابه . وهذا غير منكر في العقول ولا مضاد للشرع المنقول ، ولو رواه الثقات المأمونون وسلّم لروايته طائفة الحق فلا طريق إلى إنكاره ، واللّه ولي التوفيق .
المصادر :
1 . رسالة في أجوبة المسائل السروية : ص 37 ، المسألة الثانية .
المتن الخامس:
عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله ؟ فقام إليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنك بالمكان الذي أنزلك اللّه وأبوك معذب في النار ؟ ! فقال له :
مه ، فضّ اللّه فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفّعه اللّه ! أأبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ! والذي بعث محمدا بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار : نور محمد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونور ولده من الأئمة ؛ إلا أن نوره من نورنا ، خلقه اللّه من قبل خلق آدم بألفي عام .
المصادر :
1 . أمالي الشيخ الطوسي : ج 1 ص 311 ، ج 2 ص 312 .
2 . كنز الفوائد للكراجكي : ج 1 ص 183 .
3 . كشف الغمة في معرفة الأئمة عليه السّلام : ج 1 ص 415 مرسلا بتفاوت يسير .
4 . المائة منقبة : ص 174 المنقبة 98 .
5 . بشارة المصطفى : ص 249 ، على ما في هامش تأويل الآيات .
6 . الاحتجاج للطبرسي : ج 1 ص 340 مرسلا .
7 . الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ، للسيد فخار بن معد الموسوي : ص 15 .
8 . الدرجات الرفيعة ، للسيد علي خان المدني : ص 50 ، على ما في الغدير : ج 7 .
9 . ضياء العالمين على ما في الغدير : ج 7 .
10 . تأويل الآيات الظاهرة : ج 1 ص 396 ح 26 .
11 . تفسير البرهان : ج 3 ص 231 ، 794 .
12 . بحار الأنوار : ج 35 ص 69 ح 3 ، عن الاحتجاج ، وعن كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئيل .
13 . تفسير أبي الفتوح : ج 4 ص 211 .
14 . الغدير : ج 7 ص 387 ح 7 ، عن المائة منقبة وكنز الفوائد ، وأمالي ابن الشيخ ، واحتجاج الطبرسي ، وتفسير أبي الفتوح ، وكتاب الحجة ، والدرجات الرفيعة ، وبحار الأنوار ، وضياء العالمين ، وتفسير البرهان .
15 . كتاب إيمان أبي طالب ، على ما في المائة منقبة .
16 . الدمعة الساكبة : ج 2 ص 38 ، عن كنز الفوائد .
الأسانيد :
1 . في كنز الفوائد للكراجكي ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ، قال : حدثني القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره ، قال : حدثنا جعفر بن محمد العلوي ، قال : حدثنا عبيد اللّه بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن زياد ، قال : حدثنا مفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام .
2 . في المائة منقبة : حدثني القاضي أبو الحسن محمد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره ، قال : حدثني جعفر بن محمد العلوي ، عن عبد اللّه بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين علي عليه السّلام .
3 . في أمالي الطوسي ج 1 : أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا الشيخ السعيد الوالد ، قال : أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري ، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى ، قال : حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا علي بن الحسين الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
4 . في أمالي الطوسي ج 2 : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه عن أبي محمد هارون بن موسى ، إلى آخر السند الذي ذكر آنفا .
المتن السادس:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما خلق اللّه آدم عليه السّلام وحواء تبخترا في الجنة وقالا : « ما خلق اللّه خلقا أحسن منا » ! فبينما هما كذلك ، إذا هما بصورة جارية لم ير الراءون أحسن منها ، لها نور شعشعاني[2] يكاد يطفئ الأبصار ، على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان . فقالا : يا رب ، ما هذه الجارية ؟ قال : صورة فاطمة بنت محمد سيدة ولدك . فقال : ما هذا التاج على رأسها ؟
قال : هذا بعلها علي بن أبي طالب . قال : فما هذان القرطان ؟ قال : ابناها الحسن والحسين ؛ وجد ذلك في غامض علمي قبل أن أخلقك بألفي عام .[3]
المصادر :
1 . مقتل الحسين عليه السّلام ، للخوارزمي : ص 65 الفصل 5 .
2 . الموضوعات ، لابن الجوزي : ج 1 ص 414 .
3 . الأحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة : ص 42 ح 24 الجزء 1 .
4 . نزهة المجالس للصفوري : ج 2 ص 223 ، على ما في العوالم : مجلد سيدة النساء عليها السّلام ج 11 ص 34 ح 21 .
5 . كتاب الآل لابن خالويه ، على ما في بحار الأنوار بتغيير يسير في آخر الحديث .
6 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 1 ص 209 عن كتاب الآل .
7 . لسان الميزان : ج 3 ص 346 ح 1409 .
8 . تنزيه الشريعة : ج 1 ص 410 ح 8 ، شطرا من الحديث .
9 . المحتضر : ص 131 ، مرسلا .
10 . إحقاق الحق : ج 7 ص 20 ، عن لسان الميزان : ج 18 ص 416 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى عن مودة القربى ، ج 9 ص 259 ح 61 ، عن مقتل الحسين عليه السّلام .
11 . مودة القربى : ص 100 ، على ما في إحقاق الحق .
12 . بحار الأنوار : ج 43 ص 52 ، ج 25 ص 5 ح 8 ، عن كتاب الآل لابن خالويه .
13 . عوالم العلوم : مجلد سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السّلام ، ج 11 ص 33 ح 20 ، عن لسان الميزان .
14 . جامع الأسرار : على ما في فردوس العارفين .
15 . فردوس العارفين ( مخطوط ) ، للبرغاني : المجلس 4 ، عن جامع الأسرار بزيادة في صدر الحديث وذيلها .
16 . ينابيع المودة : ص 259 .
17 . ناسخ التواريخ : مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام ج 2 ص 359 ، عن كتاب الآل .
18 . مستدرك سفينة بحار الأنوار : ج 3 ص 264 ، عن كتاب الآل .
19 . الكوكب الدري : ج 1 ص 137 المجلس 4 ، عن بحار الأنوار .
20 . كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم السّلام : ج 1 ص 456 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى .
21 . الدمعة الساكبة : ج 1 ص 245 ، عن كشف الغمة .
22 . إحقاق الحق : ج 9 ص 259 ح 61 ، عن مناقب الخوارزمي .
23 . رياحين الشريعة : ج 1 ص 114 .
الأسانيد :
1 . في الموضوعات : قال ابن الجوزي : أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البزاز ، أنبأنا القاضي أبو الحسين بن المهتدي ، حدثنا أبو الفرج الحسن بن أحمد ، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان ، حدثنا أحمد بن محمد بن مهران الحمال ، حدثني الحسن بن صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني علي بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن موسى الرضا عليه السّلام ، حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السّلام ، حدثني أبي جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
2 . في نزهة المجالس : قال : قال الكسائي وغيره .
3 . في كتاب الآل لابن خالويه : عن أبي عبد اللّه الحنبلي ، عن محمد بن أحمد بن قضاعة ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
4 . في لسان الميزان : ابن حجر العسقلاني عن عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان عن أحمد بن محمد بن مهران الرازي ، حدثنا مولاي الحسن بن علي صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني علي بن محمد بن علي عليه السّلام ، حدثنا أبي عليه السّلام ، حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السّلام ، حدثني أبي عليه السّلام ، حدثني جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه عليه السّلام عن جابر مرفوعا .
5 . في مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي : ثقة الحفاظ أبو داود محمود بن سليمان بن محمد الهمداني فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني أبو بكر بن محمد بن عبد الباقي ، ويحيى بن الحسن البناء ببغداد ، قالا : أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن المهتدي باللّه ، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ ، أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن شاذان في تربة نزلها عند حضيرة الخيزران ، أخبرنا أحمد بن محمد بن مهران ، حدثني مولاي الحسن بن علي صاحب العسكر عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، حدثني أبي علي بن موسى عليه السّلام ، حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السّلام ، حدثني أبي جعفر بن محمد عليه السّلام ، حدثني أبي محمد بن علي عليه السّلام ، قال :
حدثني جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
6 . في ينابيع المودة : عن عبد اللّه بن عباس رفعه .
7 . في كشف الغمة علي بن عيسى الإربلي : عن ابن خالويه في كتاب الآل عن أبي عبد اللّه البجلي ، عن محمد بن أحمد بن قضاعة ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن أبي محمد العسكري عليه السّلام ، عن أبيه علي بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام ، عن أبيه علي بن موسى عليه السّلام عن أبيه موسى بن جعفر عليه السّلام ، عن أبيه جعفر بن محمد عليه السّلام ، عن أبيه محمد بن علي عليه السّلام عن أبيه علي بن الحسين عليه السّلام ، عن أبيه الحسين بن علي عليه السّلام ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن السابع:
إذا نظر آدم إلى ساق العرش رأى أشباحا وتماثيل ، قد كتب أسماء كل واحد منهم فوق رأسه : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين .
قال آدم : اللهم هل خلقت خلقا قبلي على صورتي ؟ قال : لا . قال : فمن هؤلاء ؟ قال :
هؤلاء من ولدك ، ولولاهم لما خلقتك . قال :[4] هؤلاء أكرم عبادك عندك ؟ قال : « يا آدم ، احفظ هذه الأسماء فإنك لما دعوتني عند البلية بهذه الأسماء أجبتك » . فحفظ آدم هذه الأسماء .
فلما اقترف الخطيئة ، وأراد أن يتوب عنها وتدارك الثواب الذي فات عنه ، قال :
« اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ » ، فتاب اللّه عليه . فهذه هي الكلمات .
المصادر :
1 . تفسير أبي الفتوح الرازي : ج 1 ص 95 ، تفسير سورة البقرة ، في بدو خلق آدم .
الأسانيد :
1 . الشيخ أبو الفتوح حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي من القرن التاسع ، مرسلا .
المتن الثامن:
عن ابن عباس ، قال : لما خلق اللّه تعالى آدم ونفخ فيه من روحه ، عطس فألهمه اللّه أن قال : الحمد للّه رب العالمين . فقال اللّه : يرحمك ربك . فلما أسجد له الملائكة تداخله العجب ، فقال : يا رب ، خلقت خلقا هو أحب إليك مني ؟ فلم يجب . فقال الثانية ، فلم يجب . فقال الثالثة ، فلم يجب .
ثم قال سبحانه وتعالى : يا آدم ، خلقت خلقا لولاهم ما خلقتك . فقال : يا رب ، فأرنيهم . فأوحى اللّه إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب . فلما رفعت فإذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش ، فقال : يا رب ، من هؤلاء ؟ فقال : « يا آدم ، هذا محمد نبيي ، وهذا على أمير المؤمنين ابن عمه ووصيه ، وهذه فاطمة ابنة نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابناهما وولدا نبيي » . ثم قال عليهم السّلام « يا آدم ، هم ولدك » . ففرح بذلك .
فلما اقترف الخطيئة ، قال : يا رب ، أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا غفرت لي . فغفر له بهذا وهو قوله تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ » .[5] فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه : « محمد رسول اللّه وعلي أمير المؤمنين » ، ويكنى آدم بأبي محمد ![6]
المصادر :
1 . مصباح الأنوار : ص 241 ، على ما في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة عليهم السّلام .
2 . الخصائص العلوية : على ما في المناقب لابن شهرآشوب .
3 . مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب : عن الخصائص على ما في تأويل الآيات بتفاوت يسير .
4 . اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين : ص 174 الباب 31 .
5 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : ج 1 ص 48 ، عن مصباح الأنوار .
6 . تفسير البرهان : ج 1 ص 89 ح 15 ، عن مناقب ابن شهرآشوب .
7 . بحار الأنوار : ج 11 ص 175 ح 20 ، ج 26 ص 325 ح 8 ، عن اليقين .
8 . تفسير جلاء الأذهان وجلاء الأحزان : ج 1 ص 71 ، بتفاوت ونقيصة .
9 . الغدير : ج 7 ص 301 عن خصائص النطنزي .
10 . التذييل على ما في تاريخ الخطيب لمحمد بن النجار ، على ما في كتاب اليقين .
الأسانيد :
1 . في اليقين : قال السيد : نذكره من رواية أبي الفتح محمد بن علي الكاتب الأصفهاني النطنزي من تسمية اللّه جل جلاله لمولانا علي عليه السّلام بأمير المؤمنين . وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي ، فقال :
كان نادرة الفلك ويافعة الدهر ، وفاق أهل زمانه في بعض فضائله ، من كتابه الخصائص العلوية على جميع البرية والمآثر العلوية لسيد الذرية ، فقال : أخبرني علي بن إبراهيم القاضي بفرات ، قال : أخبرني والدي قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا أبو أحمد الجرجاني القاضي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد الدهقان ، قال : حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، قال :
حدثنا حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال .
2 . في تأويل الآيات : رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي عن رجاله ، عن ابن عباس قال .
المتن التاسع:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله : لما خلق اللّه تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه ، التفت إلى يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجّدا وركّعا . قال آدم : يا رب ، هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ قال : لا ، يا آدم . قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن . فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين .
آليت على نفسي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من محبة أحدهم إلا أدخلته جنتي ، وآليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي .
يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ؛ فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسّل .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : نحن سفينة النجاة ، من تعلّق بها نجا ومن حاد عنها هلك . فمن كان له إلى اللّه حاجة فليسأل بنا أهل البيت .
المصادر :
1 . قصص الأنبياء عليهم السّلام ، على ما في بحار الأنوار : ج 27 .
2 . فرائد السمطين : ج 1 ص 36 الباب 1 ح 1 ، بتفاوت يسير .
3 . أرجح المطالب : ص 461 ، على ما في الإحقاق : ج 9 ص 203 .
4 . إحقاق الحق : ج 9 ص 203 ح 26 ، ص 254 ح 54 عن فرائد السمطين ، وص 204 ح 26 عن أرجح المطالب .
5 . غاية المرام : ج 1 ص 15 ، 24 المقصد الأول ، الباب الأول .
6 . بحار الأنوار : ج 27 ص 5 ح 10 عن قصص الأنبياء عليهم السّلام بتفاوت يسير .
7 . الغدير : ج 2 ص 300 .
8 . فاطمة الزهراء عليها السّلام للأميني : ص 147 عن فرائد السمطين وأرجح المطالب والغدير .
الأسانيد :
1 . في فرائد السمطين : فقال شيخ الإسلام الجويني : أخبرني الشيخ العدل بهاء الدين محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف البرزالي ، بقراءتي عليه ببستانة بسفح جبل قاسيون مما يلي عقبة دمر ظاهر مدينة دمشق المحروسة . قلت له : أخبرك الشيخ أحمد بن المفرج بن علي بن المفرج بن علي بن المفرج الأموي إجازة ؛ فأقرّ به حيلولة . وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة ، بروايتهم عن الشيخ أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن الكريم الرافعي القزويني إجازة .
قالوا : أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، قال : أنبأنا أبو البركات هبة اللّه بن موسى الثقفي ، قال : أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، قال : أنبأنا الحسن بن محمد بن موسى بتكريت ، قال : أنبأنا محمد بن فرحان ، قال : أنبأنا محمد بن يزيد القاضي ، قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد : عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله .
2 . في قصص الأنبياء على ما في بحار الأنوار : بالإسناد إلى الصدوق ، عن إبراهيم بن هارون عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد القاضي ، عن قتيبة بن سعيد ، عن الليث بن سعد وإسماعيل بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
3 . في أرجح المطالب على ما في الإحقاق : ج 9 ص 203 عن الشيخ عبد القادر الجيلاني ، مرفوعا عن أبي هريرة ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وقال في آخر الحديث : أخرجه أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي وإبراهيم الحمويني .
المتن العاشر:
روى أنس بن مالك ، قال : صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بعض الأيام صلاة الفجر . . . وفيه أن خلق العرش والملائكة والسماوات والأرض والشمس والقمر والجنة والحور العين من أنوار الخمسة الطيبة عليهم السّلام . . . إلى آخر الحديث كما أوردناه في المطاف الأول رقم 9 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي عشر:
عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إن اللّه تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا . فقيل له : يا ابن رسول اللّه عدّهم بأسمائهم ، فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا ؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، وتاسعهم قائمهم ؛ ثم عدّهم بأسمائهم .
ثم قال : نحن واللّه الأوصياء الخلفاء من بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ونحن المثاني التي أعطاها اللّه نبينا ، ونحن شجرة النبوة ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر اللّه ووديعة اللّه جل اسمه في عباده وحرم اللّه الأكبر وعهده المسؤول عنه .
فمن وفي بعهدنا فقد وفي بعهد اللّه ، ومن خفره[7] فقد خفر ذمة اللّه وعهده . عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا . نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلا بمعرفتنا ، ونحن واللّه الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه .
إن اللّه تعالى خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه ، وخزان علمه ، وتراجمة وحيه ، وأعلام دينه ، والعروة الوثقى ، والدليل الواضح لمن اقتدى ، وبنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد اللّه ، ولولانا ما عرف اللّه .
وأيم اللّه ، لولا وصية سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولا يعجب منه أو يذهل منه الأولون والآخرون .
المصادر :
1 . التفضيل للكراجكي : ص 22 مرسلا وروى ملخص ما ذكرناه بزيادة ونقيصة .
2 . كتاب منهج التحقيق : على ما في بحار الأنوار وناسخ التواريخ .
3 . المحتضر : ص 129 ، مرسلا بنقيصة على ما في بحار الأنوار والعوالم .
4 . بحار الأنوار : ج 25 ص 4 ، عن كتاب منهج التحقيق .
5 . عوالم العلوم : مجلد الإمام الحسين عليه السّلام ج 7 ص 6 ، عن كتاب المحتضر شطرا من الحديث .
6 . ناسخ التواريخ في تاريخ سيد الشهداء عليه السّلام : ج 1 ص 5 ، شطرا من الحديث عن كتاب منهج التحقيق .
الأسانيد :
1 . في منهج التحقيق : بأسناده عن محمد بن الحسين ، رفعه عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام .
المتن الثاني عشر:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : إن اللّه خلقني وخلق عليا من نور بين يدي العرش نسبح اللّه ونقدّسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام . فلما خلق آدم أسكننا في صلبه . ثم نقلنا من صلب طيب وبطن طاهر ، حتى أسكننا صلب إبراهيم . ثم نقلنا من صلب طيب وبطن طاهر إلى صلب عبد المطلب . ثم افترق النور في عبد المطلب فصار ثلثاه في عبد اللّه وثلثه في أبي طالب . ثم اجتمع النور مني ومن علي في فاطمة . فالحسن والحسين نوران من نور رب العالمين .
المصادر :
1 . المحاسن المجتمعة للصفوري : ص 205 ، على ما في الإحقاق وعوالم العلوم .
2 . إحقاق الحق : ج 9 ص 269 ح 68 ، عن المحاسن المجتمعة .
3 . عوالم العلوم : مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام : ج 11 ص 17 ح 4 ، عن المحاسن المجتمعة .
المتن الثالث عشر:
قال الإمام العسكري عليه السّلام : إن اللّه تعالى لما خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة ، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أشباحا خمسة في ظهر آدم . . . إلى آخر الحديث كما أوردناه في المطاف الأول رقم 10 بمصادره وأسانيده .
المتن الرابع عشر:
عن سلمان وعمار بن ياسر العبسي وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، أنهم دخلوا على النبي صلّى اللّه عليه وآله فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم . فقالوا : فديناك يا رسول اللّه بأموالنا وأولادنا وبالآباء والأمهات ، إنا نسمع في أخيك علي بن أبي طالب ما يحزننا ! أتأذن لنا بالردّ عليهم ؟
فقال صلّى اللّه عليه وآله : وما عساهم أن يقولوا في أخي ؟ فقالوا : يا رسول اللّه ، يقولون : أي فضل لعلي ومنقبة ، وإنما أدركه طفلا ونحو من ذلك ؛ وهذا يحزننا .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : هذا يحزنكم ؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه . فقال : باللّه عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة أن إبراهيم الخليل ذهب أبوه وهو حمل في بطن أمه مخافة عليه من نمرود بن كنعان لعنه اللّه ، لأنه كان يبقر بطون الحوامل . فجاءت به فوضعته بين أثلاث بشاطئ نهر يتدفق يقال له « خرزان » ، ما بين غروب الشمس إلى إقبال الليل .
فلما وضعه واستقرّه على وجه الأرض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية . ثم أخذ ثوبا فاتّشح به ، وأمه ترى ما يصنع وقد ذعرت منه ذعرا شديدا . فهرول من بين يديها مادّا عينيه إلى السماء ، فكان من قوله ما قصّه اللّه تعالى لما رأى الكوكب ثم القمر ثم الشمس .
وعلمتم أن موسى عليه السّلام ، كان فرعون لعنه اللّه في طلبه يبقر بطون النساء ويذبح الأطفال طلبا لموسى عليه السّلام ليقتله . فلما ولدته أمه أوحى اللّه تعالى إليها أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ . بقيت حيرانة لا تدري كيف تلقيه في أليم حتى كلّمها موسى عليه السّلام . فقال :
يا أمّه ، انبذيني في التابوت وألقيني في اليمّ ! فقالت - وهي ذعرة من كلامه - : يا بني ، أخاف عليك الغرق . فقال لها : لا تحزني ، إن اللّه تعالى يردّني إليك . ففعلت ذلك فبقي التابوت في أليم مدة لا يطعم ولا يشرب ، إلى أن أقدمه اللّه تعالى إلى الساحل ، وكان من أمره ما كان .
وعلمتم قصة عيسى عليه السّلام وقوله تعالى : « فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي . . . » الآية .[8] فكلّم أمه وقت ولادته وقال لها : « وَهُزِّي إِلَيْكِ . . . » الآيتين ، وقال حين أشارت إليه فقال قومها :
« كَيْفَ نُكَلِّمُ . . . » الآية . فقال : « إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ . . . » الآية[9]، فتكلّم عليه السّلام وقت ولادته وأعطى الكتاب والحكم والنبوة ، وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من ولادته ، وكلّم القوم اليوم الثاني منه .
وقد علمتم جميعا أن اللّه تعالى خلقني وعليا نورا واحدا ، وأودعنا صلب آدم عليه السّلام نسبح اللّه تعالى . ثم لم يزل نورنا ينقل في أصلاب الطاهرين وأرحام الطاهرات يسمع تسبيحنا في البطون والظهور في كل عصر إلى أن أودعنا عبد المطلب ؛ فإن نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وأمهاتنا .
فلما قسم اللّه نورنا نصفين نصفا في عبد اللّه ونصفا في أبي طالب عليه السّلام كان يسمع تسبيحنا في ظهورهما . وكان عمي وأبي إذا جلسا في ملأ من الناس ناغى نوري ونور علي في أصلاب آبائنا ، إلى أن أخرجنا من الأصلاب والبطون إلى أن قال : فإني أفضل النبيين ، ووصيي أفضل الوصيين ، وإن آدم عليه السّلام لما رأى اسمي واسم أخي علي واسم فاطمة والحسن والحسين عليه السّلام مكتوبا على ساق العرش بالنور قال : إلهي ، خلقت خلقا هو أكرم عليك مني ؟ قال : يا آدم ، لولا هذه الأسماء لما خلقت سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا خلقتك يا آدم !
فقال : إلهي وسيدي ، فبحقهم عليك إلا غفرت لي خطيئتي . فكنّا نحن الكلمات التي قال اللّه تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ »[10] . ثم قال تعالى : ابشر يا آدم ، فإن هذه الأسماء من ذريتك ، فحمد اللّه تعالى وأثني عليه وسبّحه وهلّل وافتخر على الملائكة بنا ، فهذا من فضلنا عند اللّه تعالى علينا ، كان يعطي إبراهيم وموسى وعيسى من الفضل والكرامة ما لم يعطوه إلا بنا .
فقام سلمان ومن معه وقالوا : يا رسول اللّه ، نحن الفائزون . فقال صلّى اللّه عليه وآله : أنتم واللّه الفائزون ولكم خلقت الجنة ولأعدائنا وأعدائكم خلقت النار .
المصادر :
1 . الفضائل لابن شاذان : ص 126 ، باب أخبار متفرقة عن فضائله ، مرسلا .
2 . در بحر المناقب لابن حسنويه : ص 265 مخطوط ، مرسلا على ما في إحقاق الحق :
ج 5 .
3 . مدينة المعاجز : ج 1 ص 29 بتفاوت .
4 . إحقاق الحق : ج 5 ص 9 ، عن در بحر المناقب .
5 . مصباح الأنوار على ما في مدينة المعاجز : ج 1 ص 29 .
15 المتن :
أبان عن سليم عن سلمان ، قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها ، فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم : ما مثل محمد في أهل بيته إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة .
فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فغضب ، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ، ثم قام فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، من أنا ؟ قالا : أنت رسول اللّه .
قال : أنا رسول اللّه ، وأنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم ، ثم مضى في نسبه حتى انتهى إلى نزار .
ثم قال : ألا وإني وأهل بيتي كنّا نورا نسعى بين يدي اللّه قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام ، وكان ذلك النور إذا سبّح سبحت الملائكة لتسبيحه .
فلما خلق آدم وضع ذلك النور في صلبه . ثم أهبط إلى الأرض في صلب آدم ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم ، ثم لم يزل ينقلنا في أكارم الأصلاب حتى أخرجنا من أفضل المعادن محتدا ، وأكرم المغارس منبتا بين الآباء والأمهات ، لم يلتق واحد منهم على سفاح قط .
ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وعلي وجعفر وحمزة والحسن والحسين وفاطمة والمهدي .
ألا وإن اللّه نظر إلى أهل الأرض نظرة واختار منهم رجلين : أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيا والآخر علي بن أبي طالب ، وأوحى إليّ أن أتّخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة .
ألا وإنه ولي كل مؤمن من بعدي ، من والاه والاه اللّه ومن عاداه عاداه اللّه ، لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر . هو زرّ الأرض بعدي وسكنها ، وهو كلمة اللّه التقوى ، وعروته الوثقى . يريدون أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون .
ألا وإن اللّه نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم .
هم أئمة هداة مهتدون لا يضرّهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم . هم حجج اللّه في أرضه وشهداؤه على خلقه وخزّان علمه وتراجمة وحيه ومعادن حكمته . من أطاعهم أطاع اللّه ، ومن عصاهم عصى اللّه . هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض ، فليبلغ الشاهد الغائب ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات .
المصادر :
1 . كتاب سليم قيس الهلالي : ج 2 ص 856 ح 45 .
2 . الغيبة للنعماني : ص 52 ، بتفاوت في اللفظ والمعنى .
3 . الفضائل لشاذان بن جبرئيل : ص 134 .
4 . بحار الأنوار : ج 22 ص 148 ح 142 ، عن كتاب سليم بن قيس .
الأسانيد :
1 . في كتاب سليم : أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن سلمان .
2 . غيبة النعماني : أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، ومحمد بن همام بن سهيل ، عبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد اللّه بن يونس ، عن رجالهم ، عن عبد الرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس .
وأخبر به من غير هذه الطرق هارون بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن عبيد اللّه بن جعفر المعلى الهمداني ، قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن الجامع الكندي ، قال : حدثنا عبد اللّه بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ، حدثنا عبد الرزاق بن همام ، شيخا عن معمر ، عن أبان بن أبي عياش عن سليم .
المتن السادس عشر:
عن الفضل بن الربيع : أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام . قال : سألت جعفر بن محمد بن علي عليه السّلام على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ، ما كان سببها ؟
فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام :
إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجّهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه وعظم عناؤه . فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد خرج يصلي الصلاة . فصلى معه ، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فاعتنقه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه فجعل علي عليه السّلام يحدّثه وأسارير[11] رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله تلمع سرورا بما حدّثه .
فلما أتى صلّى اللّه عليه وآله على آخر حديثه قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : ألا أبشرك يا أبا الحسن ؟ قال : فداك أبي وأمي ، فكم من خير بشّرت به . قال : إن جبرئيل عليه السّلام هبط عليّ وقت الزوال . فقال لي :
يا محمد ، هذا ابن عمك وارد عليك ، وإن اللّه عز وجل أبلى المسلمين ببلاء حسن ، وإنه كان من صنعه كذا وكذا . فحدثني بما أنبأتني به . فقال لي : يا محمد ، إنه نجا من ذرية آدم من تولّى شيث بن آدم وصى أبيه آدم بشيث ونجا شيث بأبيه آدم ونجا آدم باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى سام بن نوح وصى أبيه نوح بسام ونجا سام بنوح ونجا نوح باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولّى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل ونجا إسماعيل بإبراهيم ونجا إبراهيم باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولّى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع ونجا يوشع بموسى ونجا موسى باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون ونجا شمعون بعيسى ونجا عيسى باللّه .
يا محمد ، ونجا من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي ونجا علي بك ونجوت أنت باللّه عز وجل .
يا محمد ، إن اللّه جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها .
فسجد علي صلوات اللّه عليه ، وجعل يقبّل الأرض شكرا للّه تعالى .
وإن اللّه جل اسمه خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام أشباحا يسبحونه ويمجدونه ويهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فجعلهم نورا ينقلهم من ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات والمهذّبات من النساء من عصر إلى عصر .
فلما أراد اللّه عز وجل أن يبين لنا فضلهم ويعرّفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسّمه قسمين ، جعل قسما في عبد اللّه بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة ، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين ، وجعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته وقاضي دينه وكاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه .
المصادر :
1 . كتاب الدلائل لمحمد بن جرير الطبري ، على ما في كتاب اليقين ولم نجده في الدلائل الموجود عندنا .
2 . اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين عليه السّلام : ص 225 ح 67 عن كتاب الدلائل .
3 . بحار الأنوار : ج 35 ص 26 ح 22 .
الأسانيد :
1 . في اليقين : حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد اللّه ، قال : حدثنا عمران بن محسن بن محمد بن عمران بن طاوس مولى الصادق عليه السّلام ، قال : حدثنا يونس بن زياد الخياط الكفربوتي ، قال : حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع ، عن الفضل بن الربيع .
المتن السابع عشر:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : خلق نور فاطمة عليها السّلام قبل أن يخلق الأرض والسماء . فقال بعض الناس . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول رقم 13 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثامن عشر:
الهروي ، قال : قلت للرضا عليه السّلام يا ابن رسول اللّه ، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلف فيها ، فمنهم من يروي أنها الحنطة ، ومنهم من يروي أنها العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد . فقال : كل ذلك حق .
قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال : يا أبا الصلت ، شجرة الجنة تحمل أنواعا ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجرة الدنيا ، وإن آدم عليه السّلام لما أكرمه اللّه تعالى ذكره بإسجاد ملائكته وبإدخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق اللّه بشرا أفضل مني ؟ فعلم اللّه عز وجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش ، فوجد عليه مكتوبا : لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
فقال آدم عليه السّلام : يا رب ، من هؤلاء ؟ فقال عز وجل : من ذريتك وهم خير منك ، ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض ، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد ، وتمنّي منزلتهم .
فتسلّط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلّط على حواء لنظرها إلى فاطمة عليها السّلام بعين الحسد ، حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما اللّه عز وجل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الأرض .
المصادر :
1 . معاني الأخبار : ج 1 ص 123 ح 1 .
2 . عيون الأخبار : ج 1 ص 239 ح 67 .
3 . النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام : ص 39 عن معاني الأخبار وعيون الأخبار .
الأسانيد :
1 . في معاني الأخبار وعيون الأخبار : حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال .
المتن التاسع عشر:
قال ابن عباس : لما زوّج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فاطمة عليها السّلام من علي عليه السّلام ، تحدثن نساء قريش وعيّرنها وقلن لها : زوّجك رسول اللّه من عائل لا مال له . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : يا فاطمة ، أما ترضين أن يكون اللّه تعالى اطّلع إلى أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها رجلين ، جعل أحدهما أباك والآخر بعلك . يا فاطمة ، كنت أنا وعلي نورا بين يدي اللّه تبارك وتعالى مطيعا من قبل أن يخلق اللّه آدم بأربعة عشر ألف عام . فلما خلق آدم قسّم ذلك النور جزءين : جزء أنا وجزء علي ، ثم إن قريشا تكلّمت في ذلك وفشا الخبر .
فبلغ النبي صلّى اللّه عليه وآله فأمر بلالا ، فجمع الناس وخرج صلّى اللّه عليه وآله إلى مسجده ورقى منبره وحدّث الناس بما خصه اللّه تعالى به وبما خصّ عليا وفاطمة عليهما السّلام من الكرامة فقال : معاشر الناس ، إنه بلغني مقالتكم وإني محدّثكم حديثنا ، فعوه واحفظوه مني وابلغوه عني ؛ فإني مخبركم بما خصنا اللّه به أهل البيت وبما خص به عليا من الفضل والكرامة وفضله عليكم فلا تخالفوه ، فتنقلبوا على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئا وسيجزي اللّه الشاكرين[12].
معاشر الناس ، إنّ اللّه اختارني من بين خلقه فبعثني إليكم رسولا واختار لي عليا فجعله لي أخا وخليفة ووصيا .
معاشر الناس ، إنه لما أسري بي إلى السماء السابعة ما مررت بملإ من الملائكة في سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب ، وقالوا لي : يا محمد ، إذا رجعت فاقرأ عليا وشيعته منّا السلام .
فلما بلغت السماء السابعة وتخلّف عني جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقربون ووصلت إلى حجاب ربي دخلت سبعين ألف حجاب ، من حجاب إلى حجاب العزة والقدرة والبهاء والكبرياء والعظمة والنور والجمال والظلمات والكمال ، حتى وصلت إلى حجاب الجلال .
فكشف لي عن حجاب الجلال ، فناجيت ربي عز وجل وقمت بين يديه فتقدم إليّ بما أحب وأمرني بما أراد ولم أسأله لنفسي شيئا ولعلي إلا أعطاني ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه . ثم قال لي الجليل جل جلاله : يا محمد ، من تحب من خلقي ؟ قلت :
أحب الذي تحبه أنت يا رب . فقال جل ثناؤه : فأحبّ عليا فإني أحبه وأحب من يحبه وأحب من يحبّ من يحبه .
فخررت للّه ساجدا مسبحا شاكرا له تعالى . فقال لي : يا محمد ، علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي ، اخترته لك أخا ووصيا ووزيرا وخليفة وصفيا وناصرا لك على أعدائي ، أيّدته بنصرتي وأمرت بنصرته ملائكتي وجعلته نقمة لي على أعدائي .
يا محمد ، وعزتي وجلالي لا يناوي عليا جبارا إلا قصمته ، ولا يقاتل عليا عدو من أعدائي إلا هزمته وأبدته .
يا محمد ، إني اطّلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا أنصح خلقي لك وأطوعهم لك فاتّخذه أخا وخليفة ووصيا وزوجة لابنتك ، فإني سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيّين نقيّين . بي حلفت وعلى نفسي حتمت أنه لا يتولّى عليا وزوجته وذريتهما أحد من خلقي إلا رفعته إلى قائمة عرشي وقصور جنتي وبحبوحة كرامتي وأسكنته في حظيرة قدسي[13] ولا يعاديهم أحد ويعدل عن ولايتهم إلا سلبته ودّي وباعدته عن قربي وضاعفت عليه عذابي ولعنتي .
يا محمد ، وعلى ولايتك بأنك رسولي إلى خلقي وأن عليا وليي وأمير المؤمنين أخذت ميثاق النبيين وملائكتي وجميع خلقي ، وهم أرواح من قبل أن أخلق خلقا في سمائي وأرضي محبة لك مني يا محمد ، ولعلي ولولدكما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما ولذلك خلقته من طينتكما .
فقلت : « إلهي وسيدي ، فاجمع الأمة عليه » ؛ فأبى عليّ وقال لي تعالى : أما علمت أنه مبتلى ومبتلى به ، وإني جعلتكما حجتي لأسكن السماوات وأزيّنها لمن أطاعني فيكم وأحلّ عذابي ولعنتي على من خالفني فيكم وعصاني . فبكم أميّز الخبيث من الطيب .
يا محمد ، وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم ، ولولا علي ما خلقت الجنة لأني بكم أجزي العباد يوم المعاد بالثواب والعقاب ، وبعلي والأئمة من ولده أنتقم من أعدائي في دار الدنيا . ثم إليّ مصير العباد في المعاد ، فأحكّمكما في جنتي وناري ، فلا يدخل الجنة لكما عدوّ ولا يدخل النار لكما وليّ ؛ وبذلك أقسمت على نفسي .
ثم انصرفت راجعا فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال والإكرام إلا سمعت : يا محمد ، أحبب عليا ! يا محمد ، أكرم عليا ! يا محمد ، استخلف عليا ! يا محمد ، أوص إلى علي ، آخ عليا ! يا محمد ، استوص بعلي وشيعته خيرا !
فلما وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنّئوني في السماوات ويقولون : هنيئا لك يا رسول اللّه بكرامة اللّه لك ولعلي أخيك .
معاشر الناس ، علي أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وأميني على أمتي بأمر رب العالمين ، ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي ، لا يتقدّمه أحد بعدي .
ولقد أعلمني ربي أنه سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين ووارثي ووارث النبيين وحجة رب العالمين ، وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين .
يبعثه اللّه يوم القيامة بمقام يغبطه به الأولون والآخرون . بيده لوائي لواء الحمد ، يسير به أمامي ؛ تحته آدم وجميع من ولّده من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إلى جنات النعيم ، حتما من اللّه العظيم محتوما ووعدا وعدنيه ربي ولن يخلف اللّه وعده وأنا على ذلك من الشاهدين .
المصادر :
1 . المحتضر للحسن بن سليمان الحلي : ص 143 .
المتن العشرون:
قال جعفر الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ »[14] ، كان آدم وحواء جالسين فجاءهما جبرئيل وأتى بهما إلى قصر من ذهب وفضة شرفاته[15] من زمرد أخضر فيه سرير من ياقوتة حمراء وعلى السرير قبة من نور فيه صورة على رأسها تاج وفي أذنيها قرطان من لؤلؤ ، وفي عنقها طوق من نور . فتعجبوا من نورها ، حتى أنّ آدم نسي حسن حواء ، فقال : ما هذه الصورة ؟ قال : فاطمة ، والتاج أبوها ، والطوق زوجها ، والقرطان الحسن والحسين .
فرفع آدم رأسه إلى القبة فوجد خمسة أسماء مكتوبة من نور : أنا المحمود وهذا محمد ، وأنا الأعلى وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، ومني الإحسان وهذا الحسين .
فقال جبرئيل : يا آدم ، احفظ هذه الأسماء فإنك تحتاج إليها . فلما هبط آدم بكى ثلاثمائة ، ثم دعا بهذه الأسماء وقال : « يا رب ، بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين . يا محمود يا أعلى يا فاطر يا محسن ، اغفر لي وتقبّل توبتي » ، فأوحى إليه : يا آدم ، لو سألتني في جميع ذريتك لغفرت لهم .
المصادر :
1 . مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي على ما في الإحقاق : ج 9 ، نقلا عن تظلم الزهراء عليها السّلام .
2 . نزهة المجالس : ج 2 ص 230 ، على ما في الإحقاق : ج 9 .
3 . المحاسن المجتمعة : ص 204 على ما في الإحقاق : ج 9 .
4 . تظلم الزهراء عليها السّلام : على ما في الإحقاق : ج 9 ، عن مقتل الخوارزمي بتفاوت .
5 . إحقاق الحق : ج 9 ص 260 ح 61 ، عن نزهة المجالس والمحاسن المجتمعة وتظلم الزهراء عليها السّلام ومقتل الخوارزمي وينابيع المودة .
الأسانيد :
1 . في نزهة المجالس على ما في الإحقاق : عن جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام .
المتن الحادي والعشرون:
قال علي بن الحسين عليه السّلام : حدثني أبي عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : يا عباد اللّه ، إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان اللّه قد نقل أشباحنا من ذروة[16] العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبين الأشباح ؛ فقال : يا رب ، ما هذه الأنوار ؟ فقال عز وجل : أنوار وأشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح .
فقال آدم : يا ربّ ، لو بيّنتها لي . فقال اللّه عز وجل : انظر يا آدم إلى ذروة العرش .
فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا ، فقال : ما هذه الأشباح يا رب ؟
قال اللّه : يا آدم ، هذه أشباح أفضل خلائقي وبريّاتي . هذا محمد صلّى اللّه عليه وآله وأنا الحميد المحمود في أفعالي شققت له اسما من اسمي ؛ وهذا علي وأنا العلي العظيم ، شققت له اسما من اسمي ؛ وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت له اسما من اسمي ؛ وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل ، شققت اسميهما من اسمي .
هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي ، بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب .
فتوسّل بهم إليّ . يا آدم ، إذا دهتك داهية[17] فاجعلهم إليّ شفعاؤك ، فإني آليت على نفسي قسما حقا ألّا أخيب بهم آملا ولا أردّ بهم سائلا .
فلذلك حين زلّت منه الخطيئة دعا اللّه عز وجل بهم ، فتيب عليه وغفرت له .
المصادر :
1 . تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 219 ، تفسير سورة البقرة : الآية 34 .
2 . تفسير الصافي : ج 1 ص 116 الآية 34 .
3 . حدائق المقربين للمير محمد صالح الخاتونآبادي ( مخطوط ) : الحديقة الثالثة ، الباب 13 .
الأسانيد :
1 . في تفسير الصافي : قال المحدث الكاشاني : قال علي بن الحسين عليه السّلام : حدثني أبي عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال .
2 . في تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : على ما في أول التفسير : قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي : حدثنا السيد محمد بن شراهتك الحسيني الجرجاني ، عن السيد أبي جعفر مهدي بن الحارث الحسيني المرعشي عن الشيخ الصدوق أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الدوريستي عن أبيه ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي .
المتن الثاني والعشرون:
صفوان الجمال ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام وهو يقرأ هذه الآية : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ ، إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ »[18].
ثم التفت إليّ فقال : يا صفوان ، إن اللّه تعالى ألهم آدم عليه السّلام أن يرمي بطرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمسة أشباح من نور يسبحون اللّه ويقدّسونه . فقال آدم : يا رب ، من هؤلاء ؟
قال : يا آدم ، صفوتي من خلقي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ، خلقت الجنة لهم ولمن والاهم ، والنار لمن عاداهم . لو أن عبدا من عبادي أتى بذنوب كالجبال الرواسي ، ثمّ توسل إليّ بحق هؤلاء لعفوت له .
فلما أن وقع آدم في الخطيئة قال : « يا رب ، بحق هؤلاء الأشباح اغفر لي » ؛ وأوحى اللّه عز وجل إليه : إنك توسلت إليّ بصفوتي وقد عفوت لك .
قال آدم : يا رب ، بالمغفرة التي غفرت إلا أخبرتني من هم ؟ فأوحى اللّه إليه : يا آدم ، هؤلاء خمسة من ولدك ، لعظيم حقهم عندي ، اشتققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العلي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا المحسن وهذا الحسن ، وأنا الإحسان فهذا الحسين .
المصادر :
1 . شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السّلام لأبي حنيفة المغربي : ج 3 ص 6 ح 923 .
الأسانيد :
1 . في شرح الأخبار : صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام .
المتن الثالث والعشرون:
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إن اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجسام بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده صلوات اللّه عليهم أجمعين . . . إلى آخر الحديث مثل ما ذكرناه في المطاف الأول : رقم 6 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والعشرون:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام : لما خلق اللّه تعالى ذكره آدم ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته وأسكنه جنّته زوّجه حواء أمته . فوقع طرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمس سطور مكتوبات . قال آدم : يا رب ، ما هؤلاء ؟ قال تعالى : هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إليّ خلقي شفّعتهم .
فقال آدم : يا رب ، بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ فقال : أما الأول فأنا المحمود وهو محمد ، والثاني فأنا العالي وهذا علي ، والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع فأنا المحسن وهذا الحسن ، والخامس فأنا ذو الاحسان وهذا الحسين ؛ كلّ يحمد اللّه تعالى .
المصادر :
1 . علل الشرائع : ج 1 ص 135 ح 2 .
2 . مدينة المعاجز : الباب الثالث ، الحديث 8 .
الأسانيد :
1 . في علل الشرائع : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين بن محمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن الفضل بن جعفر بن علي بن إبراهيم بن سليمان بن عبد اللّه بن العباس ، قال :
حدثنا الحسن بن علي الزعفراني البصري ، قال : حدثنا سهل بن يسار ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الطائفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه مولى بني هاشم ، عن محمد بن إسحاق ، عن الواقدي عن الهذيل ، عن مكحول ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن الخامس والعشرون:
عن أمير المؤمنين عليه السّلام : إن اللّه جل جلاله خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل أن يخلق آدم وجميع الأنبياء عليهم السّلام ، وخلق معه اثني عشر حجابا ، حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب المنة وحجاب الرحمة وخلق نور فاطمة على هيئة قنديل وجعلها عند العرش ، فأشرق السماوات السبع والأرض من نورها ولأجل هذا سميت بالزهراء .
المصادر :
1 . راحة الأرواح للبيهقي السبزواري ( مخطوط ) : ص 3 ص 1049 .
الأسانيد :
1 . في راحة الأرواح رواه مرسلا عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام معنعنا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
المتن السادس والعشرون:
عن سليمان الأنصاري ، قال : كنّا جلوسا في مسجد النبي صلّى اللّه عليه وآله إذ أقبل عليّ عليه السّلام فتحفّى به النبي صلّى اللّه عليه وآله وضمّه إلى صدره وقبّل ما بين عينيه ، وكان لزواجه أيام منذ دخل بفاطمة عليها السّلام ؛ فقال : ألا أخبرك عن عرسك شيئا ؟ قال : إن شئت فافعل صلى اللّه عليك .
قال صلّى اللّه عليه وآله : هذا جبرئيل يقول : تشاجر آدم وحواء في الجنة فقال آدم : يا حوا ، ما هذه المشاجرة ؟ ! فقالت : يقع لنا من خلق اللّه أحسن مني ومنك .
فأوحى اللّه إليه أن يا آدم ، طف فانظر ما ذا ترى . قال : فبينما آدم يطوف في الجنة إذ نظر إلى قبة بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها ؛ وبداخل القبة شخص ، على رأسه تاج ، في عنقه خناق وفي أذنه قرطان . فخرّ آدم ساجدا للّه .
فأوحى اللّه إليه : يا آدم ، ما هذا السجود ، وليس موضعك موضع سجود ولا عبادة ؟
فقال آدم : يا جبرئيل ، ما هذه القبة التي رأيتها وما رأيت أحسن منها ؟ فقال : إن اللّه عز وجل قال لها : « كوني » فكانت .
قال : فمن هذا الشخص الذي داخلها ؟ قال : شخص جارية حوراء إنسية تخرج من ظهر نبي يقال له « محمد » . قال : فما هذا التاج الذي على رأسها ؟ قال : هو أبوها محمد .
قال : فما هذا الخناق الذي في عنقها ؟ قال : بعلها علي بن أبي طالب عليه السّلام . قال : فما هذان القرطان اللذان في أذنيها ؟ قال : هما قرطا العرش وريحانتا الجنة ، ولداها الحسن والحسين .
قال : فكيف ترد يوم القيامة هذه الجارية ؟ قال : إن اللّه يقول : ترد على ناقة ليست من نوق دار الدنيا ؛ رأسها من بهاء اللّه ، ومؤخرها من عظمة اللّه وخطامها من رحمة اللّه وقوائمها من خشية اللّه ولحمها وجلدها معجون بماء الحيوان . قال لها : « كوني » ، فكانت ؛ يقود زمام الناقة سبعون ألف صف من الملائكة كلهم ينادون : « غضّوا أبصاركم يا أهل الموقف حتى تجوز الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهراء » .
المصادر :
1 . الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ، على ما في القطرة من بحار مناقب النبي والعترة عليهم السّلام : ج 1 ص 271 .
2 . القطرة من بحار مناقب النبي والعترة عليهم السّلام : ج 1 ص 271 ، 270 عن الدر النظيم .
المتن السابع والعشرون:
عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن عباس ، قالوا جميعا : لما أراد اللّه أن يخلق محمدا صلّى اللّه عليه وآله قال لملائكته : إني أريد أن أخلق خلقا أفضّله وأشرّفه على الخلائق أجمعين ، وأجعله سيد الأولين والآخرين ، وأشفّعه فيهم يوم الدين . فلولاه ما زخرفت الجنان ولا سعّرت النيران ؛ فاعرفوا محله وأكرموه لكرامتي وعظّموه لعظمتي .
فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا ، وما اعتراض العبيد على مولاهم ؟ ! سمعنا وأطعنا .
فعند ذلك أمر اللّه تعالى جبرئيل وملائكة الصفيح الأعلى وحملة العرش ، فقبضوا تربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من موضع ضريحه - وقضى أن يخلقه من التراب ، ويميته في التراب ، ويحشره على التراب - فقبضوا من تربة نفسه الطاهرة قبضة طاهرة لم يمش عليها قدم مشت إلى المعاصي .
فعرج بها الأمين جبرئيل فغمسها في عين السلسبيل حتى نقيت كالدرة البيضاء .
فكانت تغمس كل يوم في نهر من أنهار الجنة وتعرض على الملائكة ، فتشرق أنوارها فتستقبلها الملائكة بالتحية والإكرام ، وكان يطوف بها جبرئيل في صفوف الملائكة .
فإذا نظروا إليها قالوا : إلهنا وسيدنا ، إن أمرتنا بالسجود سجدنا ، فقد اعترفت الملائكة بفضله وشرفه قبل خلق آدم .
ولما خلق اللّه آدم سمع في ظهره نشيشا كنشيش الطير وتسبيحا وتقديسا ؛ فقال آدم :
يا رب ، وما هذا ؟ فقال : يا آدم ، هذا تسبيح محمد العربي ، سيد الأولين والآخرين . فالسعادة لمن تبعه وأطاعه ، والشقاء لمن خالفه . فخذ يا آدم بعهدي ، ولا تودعه إلا الأصلاب الطاهرة من الرجال ، والأرحام من النساء الطاهرات الطيبات العفيفات .
ثم قال آدم : يا رب ، لقد زدتني بهذا المولود شرفا ونورا وبهاء ووقارا ، وكان نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم كالشمس في دوران قبة الفلك . أو كالقمر في الليلة المظلمة ، وقد أنارت منه السماوات والأرض والسرادقات والعرش والكرسي . وكان آدم إذا أراد أن يغشي حواء أمرها أن تتطيب وتتطهر . ويقول لها : اللّه يرزقك هذا النور ويخصك به ، فهو وديعة اللّه وميثاقه . فلا يزال نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم .
فروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : كان اللّه ولا شيء معه ؛ فأول ما خلق نور حبيبه محمد قبل خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء بأربعة وعشرين وأربعمائة ألف عام .
فلما خلق اللّه تعالى نور نبينا محمد صلّى اللّه عليه وآله بقي ألف عام بين يدي اللّه عز وجل واقفا يسبحه ويحمده ، والحق تبارك وتعالى ينظر إليه ويقول : يا عبدي أنت المراد والمريد ، وأنت خيرتي من خلقي . وعزتي وجلالي ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، من أحبك أحببته ، ومن أبغضك أبغضته .
فتلألأ نوره وارتفع شعاعه ، فخلق اللّه منه اثني عشر حجابا ، أولها حجاب القدرة ، ثم حجاب العظمة ، ثم حجاب العزة ، ثم حجاب الهيبة ، ثم حجاب الجبروت ، ثم حجاب الرحمة ، ثم حجاب النبوة ، ثم حجاب الكبرياء ، ثم حجاب المنزلة ، ثم حجاب الرفعة ، ثم حجاب السعادة ، ثم حجاب الشفاعة .
ثم إن اللّه تعالى أمر نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن يدخل في حجاب القدرة فدخل وهو يقول :
« سبحان العلي الأعلى » ؛ وبقي على ذلك اثني عشر ألف عام . ثم أمره أن يدخل في حجاب العظمة فدخل وهو يقول : « سبحان عالم السر وأخفى » أحد عشر ألف عام .
ثم دخل في حجاب العزة وهو يقول : « سبحان الملك المنان » عشرة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الهيبة وهو يقول : « سبحان من هو غني لا يفتقر » تسعة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب الجبروت وهو يقول : « سبحان الكريم الأكرم » ثمانية آلاف عام .
ثم دخل في حجاب الرحمة وهو يقول : « سبحان رب العرش العظيم » سبعة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب النبوة وهو يقول : « سبحان ربك رب العزة عما يصفون » ستة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الكبرياء وهو يقول : « سبحان العظيم الأعظم » خمسة آلاف عام .
ثم دخل في حجاب المنزلة وهو يقول : « سبحان العليم الكريم » أربعة آلاف عام . ثم دخل في حجاب الرفعة وهو يقول : « سبحان ذي الملك والملكوت » ثلاثة آلاف عام . ثم دخل في حجاب السعادة وهو يقول : « سبحان من يزيل الأشياء ولا يزول » ألفي عام . ثم دخل في حجاب الشفاعة وهو يقول : « سبحان اللّه وبحمده ، سبحان اللّه العظيم » ألف عام .
قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام : ثم إن اللّه تعالى خلق من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله عشرين بحرا من نور ، في كل بحر علوم لا يعلمها إلا اللّه تعالى . ثم قال لنور محمد صلّى اللّه عليه وآله : « انزل في بحر العزّ » فنزل . ثم في بحر الصبر ، ثم في بحر الخشوع ، ثم في بحر التواضع ، ثم في بحر الرضا ، ثم في بحر الوفاء ، ثم في بحر الحلم ، ثم في بحر التقى ، ثم في بحر الخشية ، ثم في بحر الإنابة ، ثم في بحر العمل ، ثم في بحر المزيد ، ثم في بحر الهدى ، ثم في بحر الصيانة ، ثم في بحر الحياء ؛ حتى تقلّب في عشرين بحرا .
فلما خرج من آخر الأبحر قال اللّه تعالى : « يا حبيبي ويا سيد رسلي ويا أول مخلوقاتي ويا آخر رسلي ، أنت الشفيع يوم المحشر » . فخرّ النور ساجدا ثم قام ، فقطرت منه قطرات كان عددها مائة ألف وأربعة وعشرين ألف قطرة . فخلق اللّه تعالى من كل قطرة من نوره نبيا من الأنبياء .
فلما تكاملت الأنوار صارت تطوف حول نور محمد صلّى اللّه عليه وآله كما تطوف الحجاج حول بيت اللّه الحرام ، وهم يسبحون اللّه ويحمدونه ويقولون : « سبحان من هو عالم لا يجهل ، سبحان من هو حليم لا يعجل ، سبحان من هو غني لا يفتقر » .
فناداهم اللّه تعالى : « تعرفون من أنا » ؟ فسبق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله قبل الأنوار ونادى : « أنت اللّه الذي لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، رب الأرباب ، وملك الملوك » . فإذا بالنداء من قبل الحق : « أنت صفيي ، وأنت حبيبي وخير خلقي . أمتك خير أمة أخرجت للناس » .
ثم خلق من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله جوهرة ، وقسّمها قسمين . فنظر إلى القسم الأول بعين الهيبة فصار ماء عذبا ، ونظر إلى القسم الثاني بعين الشفقة فخلق منها العرش ، فاستوى على وجه الماء .
فخلق الكرسي من نور العرش ، وخلق من نور الكرسي اللوح ، وخلق من نور اللوح القلم ، وقال له : « اكتب توحيدي » . فبقي القلم ألف عام سكران من كلام اللّه تعالى .
فلما أفاق قال : « اكتب » . قال : يا رب ، وما أكتب ؟ قال : اكتب : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » . فلما سمع القلم اسم محمد صلّى اللّه عليه وآله خرّ ساجدا وقال : « سبحان الواحد القهار ، سبحان العظيم الأعظم » . ثم رفع رأسه من السجود وكتب : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » .
ثم قال : يا رب ومن محمد الذي قرنت اسمه باسمك وذكره بذكرك ؟ قال اللّه تعالى له : « يا قلم ، فلولاه ما خلقتك ، ولا خلقت خلقي إلا لأجله . فهو بشير ونذير وسراج منير وشفيع وحبيب » .
فعند ذلك انشق القلم من حلاوة ذكر محمد صلّى اللّه عليه وآله . ثم قال القلم : السلام عليك يا رسول اللّه . فقال اللّه تعالى : « وعليك السلام مني ورحمة اللّه وبركاته » . فلأجل هذا صار السلام سنة ، والرد فريضة .
ثم قال اللّه تعالى : اكتب قضائي وقدري وما أنا خالقه إلى يوم القيامة . ثم خلق اللّه ملائكة يصلّون على محمد وآل محمد ويستغفرون لأمته إلى يوم القيامة . ثم خلق اللّه تعالى من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله الجنة ، وزيّنها بأربعة أشياء : التعظيم والجلالة والسخاء والأمانة ، وجعلها لأوليائه وأهل طاعته . ثم نظر إلى باقي الجوهرة بعين الهيبة فذابت ، فخلق من دخانها السماوات ومن زبدها الأرضين .
فلما خلق اللّه تبارك وتعالى الأرض صارت تموج بأهلها كالسفينة ، فخلق اللّه الجبال فأرساها بها . ثم خلق ملكا من أعظم ما يكون في القوة فدخل تحت الأرض .
ثم لم يكن لقدمي الملك قرار ، فخلق اللّه صخرة عظيمة وجعلها تحت قدمي الملك . ثم لم يكن للصخرة قرار فخلق لها ثورا عظيما لم يقدر أحد ينظر إليه لعظم خلقته وبريق عيونه ، حتى لو وضعت البحار كلها في إحدى منخريه ما كانت إلا كخردلة ملقاة في أرض فلاة . فدخل الثور تحت الصخرة وحملها على ظهره وقرونه ، واسم ذلك الثور « لهوتا » .
ثم لم يكن لذلك الثور قرار ، فخلق اللّه له حوتا عظيما ، واسم ذلك الحوت « بهموت » ، فدخل الحوت تحت قدمي الثور فاستقرّ الثور على ظهر الحوت . فالأرض كلها على كاهل الملك ، والملك على الصخرة ، والصخرة على الثور ، والثور على الحوت ، والحوت على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء على الظلمة . ثم انقطع علم الخلائق عما تحت الظلمة .
ثم خلق اللّه تعالى العرش من ضياءين : أحدهما الفضل والثاني العدل . ثم أمر الضيائين فانتفسا بنفسين ، فخلق منهما أربعة أشياء : العقل والحلم والعلم والسخاء . ثم خلق من العقل الخوف ، وخلق من العلم الرضا ، ومن الحلم المودّة ، ومن السخاء المحبة .
ثم عجن هذه الأشياء في طينة محمد صلّى اللّه عليه وآله ، ثم خلق من بعدهم أرواح المؤمنين من أمة محمد صلّى اللّه عليه وآله . ثم خلق الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والضياء والظلام وسائر الملائكة من نور محمد صلّى اللّه عليه وآله .
فلما تكاملت الأنوار سكن نور محمد تحت العرش ثلاث وسبعين ألف عام . ثم انتقل نوره إلى الجنة فبقي سبعين ألف عام ، ثم انتقل إلى سدرة المنتهى فبقي سبعين ألف عام . ثم انتقل نوره إلى السماء السابعة ، ثم إلى السماء السادسة ، ثم إلى السماء الخامسة ، ثم إلى السماء الرابعة ، ثم إلى السماء الثالثة ، ثم إلى السماء الثانية ، ثم إلى السماء الدنيا .
فبقي نوره في السماء الدنيا إلى أن أراد اللّه تعالى أن يخلق آدم أمر جبرئيل أن ينزل إلى الأرض ويقبض منها قبضة . فنزل جبرئيل فسبقه اللعين إبليس فقال للأرض : « إن اللّه تعالى يريد أن يخلق منك خلقا ويعذّبه بالنار . فإذا أتتك ملائكته فقولي : أعوذ باللّه منكم أن تأخذوا مني شيئا يكون للنار فيه نصيب » .
فجاءها جبرئيل ، فقالت : إني أعوذ بالذي أرسلك أن تأخذي مني شيئا . فرجع جبرئيل ولم يأخذ منها شيئا . فقال : يا رب ، قد استعاذت بك مني فرحمتها . فبعث ميكائيل فعاد كذلك . ثم أمر إسرافيل فرجع كذلك .
فبعث عزرائيل فقال : « وأنا أعوذ بعزة اللّه أن أعصي له أمرا » . فقبض قبضة من أعلاها وأدونها وأبيضها وأسودها وأحمرها وأخشنها وأنعمها . فلذلك اختلف أخلاقهم وألوانهم ، فمنهم الأبيض والأسود والأصفر .
فقال له تعالى : ألم تتعوّذ منك الأرض بي ؟ فقال : نعم ، لكن لم ألتفت له فيها ، وطاعتك يا مولاي أولى من رحمتي لها . فقال له اللّه تعالى : لم لا رحمتها كما رحمها أصحابك ؟ قال : طاعتك أولى . فقال : اعلم إني أريد أن أخلق منها خلقا أنبياء وصالحين وغير ذلك ، وأجعلك القابض لأرواحهم .
فبكى عزرائيل ، فقال له الحق تعالى : ما يبكيك ؟ قال : إذا كنت كذلك كرهوني هؤلاء الخلائق ! فقال : لا تخف ، إني أخلق لهم عللا فينسبون الموت إلى تلك العلل .
ثم بعد ذلك أمر اللّه تعالى جبرئيل عليه السّلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي كانت أصلا . فأقبل جبرئيل عليه السّلام ومعه الملائكة الكروبيون والصافّون والمسبّحون . فقبضوها من موضع ضريحه وهي البقعة المضيئة المختارة من بقاع الأرض .
فأخذها جبرئيل من ذلك المكان فعجنها بماء التسنيم وماء التعظيم وماء التكريم وماء التكوين وماء الرحمة وماء الرضا وماء العفو . فخلق من الهداية رأسه ، ومن الشفقة صدره ، ومن السخاء كفّيه ، ومن الصبر فؤاده ، ومن العفة فرجه ، ومن الشرف قدميه ، ومن اليقين قلبه ، ومن الطيب أنفاسه ؛ ثم خلطها بطينة آدم .
فلما خلق اللّه تعالى آدم أوحى إلى الملائكة : « إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ » .[19] فحملت الملائكة جسد آدم ووضعوه على باب الجنة وهو جسد لا روح فيه ؛ والملائكة ينتظرون متى يؤمرون بالسجود ، وكان ذلك يوم الجمعة بعد الظهر .
ثم إن اللّه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السّلام ، فسجدوا إلا إبليس لعنه اللّه . ثم خلق اللّه بعد ذلك الروح وقال لها : « ادخلي في هذا الجسم » . فرأت الروح مدخلا ضيّقا ، فوقفت . فقال لها : « ادخلي كرها وأخرجي كرها » .
قال : فدخلت الروح في اليافوخ[20] إلى العينين . فجعل ينظر إلى نفسه ، فسمع تسبيح الملائكة . فلما وصلت الخياشيم[21] عطس آدم عليه السّلام ، فأنطقه اللّه تعالى بالحمد فقال :
« الحمد اللّه » ، وهي أول كلمة قالها آدم .
فقال الحق تعالى : « رحمك اللّه يا آدم ، لهذا خلقتك ، وهذا لك ولولدك أن قالوا مثل ما قلت » . فلذلك صار تسميت العاطس سنة ، ولم يكن على إبليس أشد من تسميت العاطس .
ثم إن آدم فتح عينيه فرأى مكتوبا على العرش : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه » . فلما وصلت الروح إلى ساقه قام قبل أن تصل إلى قدميه ، فلم يطق . فلذلك قال تعالى : « خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ » .
قال الصادق عليه السّلام : كانت الروح في رأس آدم مائة عام ، وفي صدره مائة عام ، وفي ظهره مائة عام ، وفي فخذيه مائة عام ، وفي ساقيه وقدميه مائة عام . فلما استوى آدم قائما أمر اللّه الملائكة بالسجود ، وكان ذلك بعد الظهر يوم الجمعة . فلم تزل في سجودها إلى العصر .
فسمع آدم من ظهره نشيشا كنشيش الطير وتسبيحا وتقديسا . فقال آدم : يا رب ، وما هذا ؟ قال : يا آدم ، هذا تسبيح محمد العربي سيد الأولين والآخرين . ثم إن اللّه تبارك وتعالى خلق من ضلعه الأعوج حواء ، وقد أنامه اللّه تعالى . فلما انتبه رآها عند رأسه فقال : من أنت ؟ قالت : أنا حواء ، خلقني اللّه لك . قال : ما أحسن خلقتك ! فأوحى اللّه إليه :
« هذه أمتي حواء وأنت عبدي آدم ، خلقتكما لدار اسمها جنتي . فسبّحاني واحمداني .
يا آدم ، اخطب حواء مني وادفع مهرها إليّ .
فقال آدم : وما مهرها يا رب ؟ قال : تصلي على حبيبي محمد صلّى اللّه عليه وآله عشر مرات . فقال آدم : جزاؤك يا رب على ذلك الحمد والشكر ما بقيت . فتزوّجها على ذلك ، وكان القاضي الحق والعاقد جبرئيل والزوجة حواء والشهود الملائكة . فواصلها .
وكانت الملائكة يقفون من وراء آدم . قال آدم : لأي شيء يا رب تقف الملائكة من ورائي ؟ فقال : لينظروا إلى نور ولدك محمد صلّى اللّه عليه وآله . قال : يا رب ، اجعله أمامي حتى تستقبلني الملائكة . فجعله في جبهته فكانت الملائكة تقف قدّامه صفوفا .
ثم سأل آدم ربه أن يجعله في مكان يراه آدم ، فجعله في الإصبع السبابة . فكان نور محمد صلّى اللّه عليه وآله فيها ، ونور علي عليه السّلام في الإصبع الوسطى ، وفاطمة عليها السّلام في التي تليها ، والحسن عليه السّلام في الخنصر ، والحسين عليه السّلام في الإبهام . وكانت أنوارهم كغرة الشمس في قبة الفلك أو القمر في ليلة البدر .
وكان آدم إذا أراد أن يغشي حواء يأمرها [ أن ][22] تتطيب وتتطهر ، ويقول لها : « يا حواء ، إن اللّه يرزقك هذا النور ويخصك به ، فهو وديعة اللّه وميثاقه » . فلم يزل نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في غرة آدم حتى حملت حواء بشيث .
وكانت الملائكة يأتون حواء ويهنّئونها . فلما وضعته نظرت بين عينيه إلى نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يشتعل اشتعالا ، ففرحت بذلك . وضرب جبرئيل عليه السّلام بينها وبينه حجابا من نور ، غلظه مقدار خمسمائة عام . فلم يزل محجوبا محبوسا حتى بلغ شيث عليه السّلام مبالغ الرجال والنور يشرق في غرته .
فلما علم آدم عليه السّلام أن ولده شيث عليه السّلام بلغ مبالغ الرجال قال له : يا بنيّ ، إني مفارقك عن قريب ، فادن مني حتى آخذ عليك العهد والميثاق كما أخذه اللّه تعالى عليّ من قبله .
ثم رفع آدم رأسه نحو السماء وقد علم اللّه ما أراد . فأمر اللّه الملائكة أن يمسكوا عن التسبيح ولفّت أجنحتها ، وأشرفت سكان الجنان من غرفاتها ، وسكن صرير أبوابها وجريان أنهارها وتصفيق أوراق أشجارها ، وتطاولت لاستماع ما يقول آدم ! ونودي :
« يا آدم ، قل ما أنت قائل » .
فقال آدم : « اللهم رب القدم قبل النفس ومنير القمر والشمس ، خلقتني كيف شئت ، وقد أودعتني هذا النور الذي أرى منه التشريف والكرامة وقد صار لولدي شيث ، وإني أريد أن آخذ عليه العهد والميثاق كما أخذته عليّ . اللهم وأنت الشاهد عليه » .
وإذا بالنداء من قبل اللّه تعالى : « يا آدم خذ على ولدك شيث العهد ، وأشهد عليه جبرئيل وميكائيل والملائكة أجمعين » . قال : فأمر اللّه تعالى جبرئيل عليه السّلام أن يهبط إلى الأرض في سبعين ألفا من الملائكة بأيديهم ألوية الحمد ، وبيده حريرة بيضاء وقلم مكوّن من مشية اللّه رب العالمين . فأقبل جبرئيل على آدم وقال له : « يا آدم ، ربك يقرئك السلام ويقول لك : « اكتب على ولدك شيث كتابا ، واشهد عليه جبرئيل وميكائيل والملائكة أجمعين » .
فكتب الكتاب وأشهد عليه وختمه جبرئيل بخاتمه ودفعه إلى شيث ، وكسا قبل انصرافه حلتين حمراوين أضوأ من نور الشمس وأروق من السماء ، لم يقطعا ولم يفصلا بل قال لهما الجليل : « كونا » فكانتا ؛ ثم تفرقا .
وقبل شيث العهد وألزمه نفسه ، ولم يزل ذلك النور بين عينيه حتى تزوّج المحاولة البيضاء - وكانت بطول حواء - واقترن إليها بخطبة جبرئيل . فلما وطأها حملت بأنوش . فلما حملت به سمعت مناديا ينادي : « هنيئا لك يا بيضاء ، لقد استودعك اللّه نور سيد المرسلين ، سيد الأولين والآخرين » .
فلما ولدته أخذ عليه شيث العهد كما أخذ عليه ، وانتقل إلى ولده قينان ، ومنه إلى مهلائيل ، ومنه إلى أدد ، ومنه إلى أخنوخ وهو إدريس عليه السّلام . ثم أودعه إدريس ولده متوشلخ ، وأخذ عليه العهد . ثم انتقل إلى ملك ، ثم إلى نوح ، ومن نوح إلى سام ، ومن سام إلى ولده أرفخشد ، ثم إلى ولده عابر ، ثم إلى قالع ، ثم إلى أرغو ، ومنه إلى شارغ ، ومنه إلى تاخور . ثم انتقل إلى تارخ ، ومنه إلى إبراهيم ، ثم إلى إسماعيل ، ثم إلى قيذار ، ومنه إلى الهميسع ، ثم انتقل إلى نبت ، ثم إلى يشحب ، ومنه إلى أدد ، ومنه إلى عدنان ، ومنه إلى معد ، ومنه إلى نزار ، ومنه إلى مضر ، ومنه إلى إلياس ، ومن إلياس إلى مدركة ، ومنه إلى خزيمة ، ومنه إلى كنانة ، ومن كنانة إلى قصي ، ومن قصي إلى لوي ، ومن لوي إلى غالب ، ومنه إلى فهر ، ومن فهر إلى عبد مناف ، ومن عبد مناف إلى هاشم .
وإنما سمي هاشما لأنه هشم الثريد لقومه ، وكان اسمه عمرو العلاء ، وكان نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في وجهه ، إذا أقبل تضيء منه الكعبة وتكتسي من نوره نورا شعشعانيا ، ويرتفع من وجهه نورا إلى السماء .
وخرج من بطن أمه عاتكة بنت مرة بنت فالج بن ذكوان ، وله ضفرتان كضفيرتي إسماعيل عليه السّلام يتوقد نورهما إلى السماء . فعجّت أهل مكة من ذلك وسارت إليه قبائل العرب من كل جانب وماجت منه الكهّان ، ونطقت الأصنام بفضل النبي المختار .
وكان هاشم لا يمرّ بحجر ولا مدر إلا ويناديه : « ابشر يا هاشم ، فإنه سيظهر من ذريتك أكرم الخلق على اللّه تعالى وأشرف العالمين محمد خاتم النبيين » . وكان هاشم إذا مشى في الظلام أنارت منه الحنادس ويرى من حوله كما يرى ضوء المصباح .
فلما حضرت عبد مناف الوفاة أخذ العهد على هاشم أن يودع نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الأرحام الزكية من النساء ؛ فقبل هاشم العهد وألزمه نفسه . وجعلت الملوك تتطاول إلى هاشم ليتزوّج منهم ويبذلون إليه الأموال الجزيلة ، وهو يأبى عليهم .
وكان كل يوم يأتي الكعبة ويطوف بها سبعا ويتعلق بأستارها . وكان هاشم إذا قصده قاصد أكرمه ، وكان يكسو العريان ويطعم الجائع ويفرّج عن المعسر ويوفي عن المديون ، ومن أصيب بدم دفع عنه . وكان بابه لا يغلق عن صادر ولا وارد . وإذا أولم وليمة أو اصطنع طعاما لأحد وفضل منه شيء يأمر به أن يلقى إلى الوحش والطيور ، حتى تحدّثوا به وبجوده في الآفاق ، وسوّده أهل مكة بأجمعهم وشرّفوه وعظّموه ، وسلّموا إليه مفاتيح الكعبة والسقاية والحجابة والرفادة ومصادر أمور الناس ومواردها ، وسلّموا إليه لواء نزار وقوس إسماعيل عليه السّلام وقميص إبراهيم عليه السّلام ونعل شيث وخاتم نوح عليه السّلام . فلما احتوى على ذلك كله ظهر فخره ومجده ، وكان يقوم بالحاج ويرعاهم ويتولى أمورهم ويكرمهم ولا ينصرفون إلا شاكرين .
المصادر :
1 . كتاب الأنوار للشيخ أبي الحسن البكري ، على ما في بحار الأنوار .
2 . بحار الأنوار : ج 15 ص 26 ح 84 ، عن كتاب الأنوار .
3 . لوامع الأنوار للمرندي : ص 44 ، عن كتاب الأنوار شطرا من الحديث بزيادة ونقيصة .
الأسانيد :
1 . في بحار الأنوار : قال الشيخ أبو الحسن البكري أستاذ الشهيد في كتابه المسمى بكتاب الأنوار : حدثنا أشياخنا وأسلافنا الرواة لهذا الحديث ، عن أبي عمر الأنصاري :
سألت عن كعب الأخبار ووهب بن منبه وابن عباس ، قالوا جميعا .
المتن الثامن والعشرون:
قال الكراجكي : روت الشيعة وبعض العامة : أن آدم عليه السّلام لما خلقه اللّه تعالى نظر إلى أشباح تلوح ، وهي أسماء على العرش مكتوبة ، وأنها خمسة : محمد وعلي وفاطمة الحسن والحسين عليهم السّلام ، وأنه سأل اللّه تعالى عنهم ، فأخبره أنهم خير خلقه ، ولولا أنه يريد خلقهم ما خلقه .
وفي خبر آخر : أنه قال : لولاهم ما خلقت السماء والأرض ، فإن آدم لما عصى اللّه تعالى سأله بهم وأنهم الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه .
المصادر :
1 . التفضيل للكراجكي : ص 23 .
[1] سورة البقرة : الآية 38 .
[2] أي نور طويل ظريف خفيف .
[3] في البحار : أربعة آلاف سنة .
[4] أي قال آدم .
[5] سورة البقرة : الآية 38 .
[6] الزيادة من كتاب اليقين .
[7] خفر : نقض العهد .
[8] سورة مريم : الآيتان 25 - 24 .
[9] سورة مريم : الآيتان 30 - 29 .
[10] سورة البقرة : الآية 37 .
[11] الأسارير : خطوط تجتمع في الجبهة .
[12] سورة آل عمران : الآية 144 .
[13] حظيرة القدس هي الجنة .
[14] سورة البقرة : الآية 37 .
[15] الشرفات جمع شرفة وهي مثلثات أو مربعات تبنى متقاربة في أعلى سور أو قصر .
[16] الذروة بالكسر والضمّ : من كل شيء أعلاه .
[17] الداهية : المصيبة ، الأمر العظيم ، الأمر المنكر .
[18] سورة البقرة : الآية 37 .
[19] سورة الحجر : الآية 29 .
[20] اليافوخ أو اليأفوخ : الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل وهو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمتها وأعلاها لا يلبث أن تلتقي فيه العظام .
[21] الخيشوم : أقصى الأنف .
[22] الزيادة منا .
الاكثر قراءة في الولادة والنشأة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
