معرفة الموالي من الرواة والعلماء
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 857 ــ 859
2025-09-03
310
الفصل العاشر:
[[معرفة الموالي من الرواة والعلماء]]
وأهمُّه معرفة الموالي المنسوبون إلى القبائل بوصف الإطلاق، فإنَّ الظاهر في المنسوبِ إلى قبيلةٍ - كما إذا قيل: فلان القرشيّ- أنّه منهم حقيقة.
ثم منهم مَنْ يُقال: مولى فلان، أو مولى بني فلان، يُراد مولى عتاقه، وهذا هو الغالب.
ومنهم مَنْ يُرادُ به ولَاء الإسلام، كأبي عَبد الله مُحمَّد بن إسْماعيلَ البُخاريِّ الجُعْفِيِّ مولاهم بالإسلام؛ لأنَّ جدَّه (1) كان مجوسيًّا فأسلم على يد اليمان بن أخْنَس الجُعفيّ(2)، جَدِّ (3) عبدِ الله بن مُحمَّدِ المُسْنَدِيّ الجُعْفِيِّ أحد شيوخِ البخاري (4).
وكذلك حسنُ بن عِيسَى الماسَرْجِسيُّ مولى عبد الله بن المبارَك ولاءَ إسلام؛ لأنّه كان نَصْرانيًّا، أسلم على يد ابنِ المبارك.
ومنهم من يُرَاد [به] ولاءُ الحِلف والموالاة، كمالكِ بن أنس وَنَفَرِهِ، وهم الأصْبَحِيُّون، حميريّون صَليبةً، أي: خالصة النسَب (5)، وهم موالي لتَيْمِ (6) قُريشٍ بالحِلْفِ.
وقد يُقال: مولى فلان للزومه [إِيّاه] (7)، كما بيَّنَّا أنَّ مِقْسَمًا مولى ابن عباس كذلك.
ومن أمثلة المنسوبين (8): الرِّياحيُّ (9) بكسر الراء، اللّيثُ بن سَعْد المِصْرِيُّ الفَهْميُّ مولاهم (10).
عبدُ اللهِ بن المبارَكِ الحَنْظَلِيُّ مولاهم.
عبدُ الله بن صَالحِ المِصْرِيُّ - كاتبُ اللَّيث (11) - الجهنيُّ مولاهم.
وربَّما نُسِب إلى القبيلة مولى مولاها، كأبي حُبابِ سَعِيد بن يَسَار الهاشِميِّ الراوي عن أبي هريرة وابن عمر؛ كان مولى [لمولى] لبني (12) هاشم؛ لأنّه مَولى شُقران (13) مولى رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم -.
وقال عبدُ الرحمن بنُ زَيد بن أَسْلَم: "لمّا مات العبادِلَةُ (14) صار الفقهُ في جميعِ البلدان إلى الموالي، إلّا المدينة، فإنَّ اللّه خصَّها بقُرَشيٍّ، وكان فقيهُ أهل المدينة سعيد بن المسيَّب غير مُدَافَع".
قال الشيخ تقي الدين: "فيه بعض الميل؛ لأنّه كان حينئذٍ (15) أئمّة مشاهير، كالشَّعْبيِّ والنَّخَعيِّ وجميعِ الفقهاء السبعة الذين منهم ابن المسيَّب عرب، إلّا سليمانَ بنَ يَسَار(16).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زاد ابن الصلاح: "أظنّه الذي يُقال له الأحنف".
(2) كان والي بُخَارَى، انظر: "الأنساب" (3/ 291).
(3) مكرّرة في الأصل!!
(4) ترجمته في "التهذيب" (6/ 10).
(5) أي: من ولد الصُّلب. انطر "فتح المغيث" (3/ 355).
(6) بدلها في الأصل: "من"! والتصويب من "مقدّمة ابن الصلاح" وانظر: "الأنساب" (1/ 281، 3/ 123)، "جمهرة أنساب العرب" (435)، "ترتيب المدارك" (1/ 104).
(7) سقط من الأصل، واستدركتُهُ من "مقدّمة ابن الصلاح".
(8) إلى القبائل من مواليهم.
(9) في الأصل: "الرياح"! وهو أبو العالية رُفَيع، التابعي، مولى امرأة من بني رِياح، انظر: "الأنساب" (6/ 208)، "جمهرة أنساب العرب" (224).
(10) انظر "التقييد والإيضاح" (467 - 469).
(11) أي: ابن سعد.
(12) في الأصل: "كان مولى بني…" والمثبت عبارة ابن الصلاح.
(13) كان - فيما قاله الحاكم - لعبد الرحمن بن عوف، فوهبه للنبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم-، فأعتقه، قاله السخاوي في "الفخر المتوالي" (ص 42) وينظر تعليقي عليه.
(14) انظر عنهم ما تقدّم (ص 699 - 700).
(15) من العرب غير ابن المسيَّب.
(16) مقدّمة ابن الصلاح (ص 404)، وقال البُلْقيني في "محاسن الاصطلاح" (671): "يمكن الجوابُ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بأنَّ الشَّعبيَّ والنَّخَعيَّ لم يكونا حين موت العبادلة في طبقة سعيد، وأمّا من ذكر من الفقهاء السبعة، فهم في المدينة".
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة