عفاف الرجال
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص433-434
2025-09-03
584
قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 33]
{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} أسبابه حتى يغنيهم الله من فضله المشهور في تفسيرها ليجتهدوا في قمع الشهوة وطلب العفة بالرياضة لتسكين شهوتهم.
كما قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يا معشر الشبان من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
أقول: الباءة الجماع والوجاء إن ترض أنثيا الفحل رضا شديدا يذهب بشهوة الجماع أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء قيل الآية الاولى وردت للنهي عن رد المؤمن وترك تزويج المؤمنة والثانية لأمر الفقير بالصبر على ترك النكاح حذرا من تعبه حالة الزواج فلا تناقض.
أقول: بل الأولى حمل الاول على عموم النهي عن تركه مخافة الفقر اللاحق كما دل عليه حديث مخافة العيلة وحمل الثانية على الأمر بالأستعفاف للفقر الحاضر المانع خاصة.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في الآية الثانية قال يتزوجون حتى يغنيهم الله من فضله ولعل معناه إنهم يطلبون العفة بالتزويج والأحصان ليصيروا أغنياء وعلى هذا فالآيتان متوافقتان في المعنى إلا أن هذا التفسير لا يلايم عدم الوجدان إلا بتكلف ويمكن أن يكون لفظة لأسقطت من صدر الحديث والعلم عند الله والذين يبتغون الكتاب المكاتبة وهي أن يقول الرجل لمملوكه كاتبتك على كذا أي كتبت على نفسي عتقك إذا أديت كذا من المال مما ملكت أيمانكم عبدا كان أو أمة فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا.
في الكافي والتهذيب عن الصادق (عليه السلام) إن علمتم لهم مالا وفي رواية دينا ومالا.
وفي الفقيه عنه (عليه السلام) والخير أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة وفي الكافي عنه (عليه السلام) سئل عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم أنه ليس له قليل ولا كثير قال يكاتبه وإن كان يسأل الناس ولا يمنعه المكاتبة من أجل أن ليس له مال فإن الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان وآتوهم من مال الله الذي آتاكم أعطوهم مما كاتبتموهم به شيئا.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) تضع من نجومه التي لم تكن تريد أن تنقصه ولا تزيد فوق ما في نفسك فقيل كم فقال وضع أبو جعفر عن مملوك ألفا من ستة آلاف.
وعنه (عليه السلام) لا تقول اكاتبه بخمسة آلاف وأترك له ألفا ولكن انظر إلى الذي أضمرت عليه فأعطه ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء على الزنا إن أردن تحصنا تعففا شرط للأكراه فإنه لا يوجد بدونه وإن جعل شرطا للنهي لم يلزمه من عدمه جواز الأكراه لجواز أن يكون إرتفاع النهي بامتناع المنهي عنه لتبتغوا عرض الحياة الدنيا.
القمي كانت العرب وقريش يشترون الأماء ويضعون عليهم الضريبة الثقيلة ويقولون إذهبوا وازنوا واكتسبوا فنهاهم الله عن ذلك ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم وقرء من بعد إكراههن لهن غفور رحيم.
ونسبه في المجمع إلى الصادق (عليه السلام) القمي أي لا يؤاخذهن الله بذلك إذا اكرهن عليه.
وعن الباقر (عليه السلام) هذه الآية منسوخة نسختها فإن أتين بفاحشة فَعَلَيهُنّ نصف ما على المحصنات من العذاب.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة