الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
اللغة والبيئة الطبيعية لأوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 136 ـ 139
2025-08-31
55
يوجد نوع من الارتباط بين الخريطة اللغوية لأوروبا وأنماط البيئات الطبيعية فيها خاصة أنواع التضاريس المختلفة. فالمناطق الجبلية والتلالية كثيرا ما تعين الحدود اللغوية مثل جبال البرانس حيث تلتقى اللغتان الفرنسية والإسبانية ما عدا المناطق الساحلية الضيقة المطلة على البحر المتوسط وخليج بسكاي حيث تحتل اللغنان القطلونية والباسك ناحيتى البرانس وفي بعض الأماكن تفصل السفوح الألبية اللغتين الألمانية والفرنسية من اللغة الإيطالية وكذلك اللغة السلافية الجنوبية من الألمانية ، كما أن المرور جنوبا عبر ممر سان جوثار St. Gotthard الشهير في سويسرا - يعنى الانتقال من المناطق الناطقة بالألمانية إلى تلك التي تتكلم باللغة الإيطالية ، وقد ساعدت المناطق المتضرسة المختلفة في أسبانيا في عزل اللغة الأسبانية القسطلية من اللغات القطلونية والبرتغالية والغالية والباسك المجاورة ، كما تمثل جبال الفوزج Vosgen المكسوة بالغابات في شرق فرنسا الحدود بين اللغتين الفرنسية والألمانية منذ فترة طويلة ، ومثل هذه الحدود اللغوية ذات التخلخل السكاني والتي تمر عبر مناطق متفرسة قليلة السكان تتميز عادة بالاستقرار والهدوء، أما الحدود اللغوية التي تمر عبر السهول فهي أكثرها تعرضا للتغيير والزحزحة ، فالحدود بين اللغات الرومانسية والألمانية التي تتسم بالاستقرار في المناطق الجبلية والمتضرسة من جبال الفوزج والألب تعرضت للزحزحة والتغيير في المناطق السهلية ، ففي الأجزاء العليا من وادي نهر الرون تتقدم حدود اللغة الألمانية نحو الغرب بثبات أمام اللغة الفرنسية المتقهقرة كما أن انتشارا مماثلا للغة الألمانية في أودية سويسره الشرقية أصبح Raeto-Romanie بالانقراض ، أما في سهول يهدد لغة الريتو - الرومانية الفلاندرز الفرنسية فإن اللغة الفلمنكية الجرمانية هى التى تتقهقر أمام اللغة الفرنسية وتنحصر في منطقة ضيقة حول مدينة دنكيرك القديمة.
وقد كانت التضاريس متمثلة في الجبال والتلال ملجأ لتلك المجموعات المستضعفة التي لم تستطع مواجهة المجموعات القوية التي أخذت تسيطر على السهول المجاورة ومن ثم انعزلت في المناطق الجبلية مما أتاح للغاتها البقاء والاستمرار كما حدث القبائل السلك Cells منذ ألفي سنة تقريبا ويبدو أن اللغة السلتية كانت تتركز قبل عام 500 في أراضي ألمانيا الجنوبية حيث لحد الآن مخلصات اسمية سلتبة كما في اسم الراين (Rhine) وهو من الكلمة السلتية renos وتعنى الانسياب (Flon) واسم الألب (Alps) من لغة الأرس Eise الحديثة ain وتعنى ، جمل عال(High mountain) ثم أخذ السلتيون ينسرون من منطقتهم هذه عبر مناطق شاسعة من القارة تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأسود ولكن سرعان ما تم زحزحتهم من هذه المناطق أو انصهارهم في المجموعات اللغوية الأخرى مثل الألمانية والرومانسية ، وأمام هذا المد الطافي من المجموعات القوية أخذ السلئبون يتقهقرون إلى أن لجأوا أخيرا إلى مرتفعات الجزر البريطانية. وقد استطاع السلتيون الصمود في وجه السيطرة الرومانية ولكنهم أجبروا في النهاية على اللجوء إلى حماية التلال الغربية من بريطانيا أو على عبور البحر إلى منطقة بريتاني Brittany الجبلية في فرنسا على يد الأنجلو - ساكسون . ولهذه الأسباب نجد اللغات السلتية محصورة في المناطق الجبلية المنعزلة ، كما أن الملاجئ الجبلية قد ساعدت في الإبقاء على لغات قبائل الفلاخ Vlakh واللادين Ladin والألبانيين Albanians في جبال الأبناين ، وألمان جبال ترانسيلفانيا فى داخل رومانيا ، من الاندثار أو الانصهار في اللغات المجاورة وفي بعض الحالات حدث أن بعض هذه المجموعات الجبلية تركت ملاجئها الجبلية بعد زوال الخطر واستعادت إقليمها فى السهول المجاورة كما فعل الرومانيون في العصور الوسطي عندما تركوا معاقلهم فى جبال الكريات لاحتلال ولاشيا ومولدافيا ومعظم حوض البحر واستقروا فيها أما الجزر فإن تأثيرها على النمط اللغوي يكون بطريقتين:
1 - إذا كانت الجزيرة بعيدة ومنعزلة فإن هذه الانعزالية تساعد كثيرا في الحفاظ على اللغات القديمة : فاللغة الأيسلندية هي أكثر اللغات الإسكندناوية قربا للغة النورس الشمال القديمة old Norse ، وذلك لأن الذين يتكلمون بها يعيشون في جزيرة منعزلة في شمال الأطلسي، كما أن اللغة القطلونية قد احتفظت بنقاوتها في جزر البلياري Baleares. أما الحماية والانعزالية التي تمنحها الجزر فقد ساعدت أيضا في بقاء اللهجة الساردينية واللغة الفارويزية haeroese والإيطالية في جزيرة كوسيكا.
2- أما الجزر التي تقع على الطرق التجارية الرئيسية فقد حذبت إليها أعدادا كبيرة من المسافرين بالبحر وأصبحت تتميز بتعدد اللغات فيها . مثل جزيرة قبرص التي تشترك فيها اللغتان التركية واليونانية وجزيرة صقلية التي أصبحت وطنا للغات الإيطالية والألبانية واليونانية.
أما النباتات الطبيعية فلها أيضا تأثيرها على الخريطة اللغوية لأوروبا فقبائل الماغيار المغيرة الآتية من مناطق حشائش الاستبس الآسيوية هي التي غرزت اللغة المجرية في أوروبا ، وقد نزحت هذه القبائل غربا عبر ممرات جبال الكربات واستقرت في حوض المجر في عام 895 ميلادية. وقد كان لتعودهم على بيئات المناطق العشبية دور في اختيارهم هذه البقعة كما ساعدتهم مهارتهم في الحرب من على صهوات الخيل في الاحتفاظ بهذه المنطقة أمام هجمات المغيرين والإبقاء على لغتهم حية مزدهرة وقد باءت محاولاتهم للتوغل في المناطق الغابية إلى الغرب بالفشل ومن ثم ظلت اللغة المجرية لغة المناطق العشبية المفتوحة.
أما الغابات فقد أصبحت بدورها ملاذا لبعض المجموعات اللغوية فقد وجد الروس فترة راحة واستجمام من غارات القبائل الأسيوية عبر سهول الاستبس المفتوحة باللجوء شمالا إلى المنطقة المركزية ذات الغابات الكثيفة.
كما أن المستنقعات والمناطق ذات التصريف الرديء تفرض أيضا نوعا من الحماية على اللغات فشعوب الوند Wends والصور Sorbs السلافيين قد استطاعت الصمود أمام انتشار شرقى للألمان باللجوء إلى حماية غابة اسبرى Frisians. Spreewald المستنقعية بالقرب من برلين حيث يتواجدون اليوم كما تشبث الفريزيان بإصرار بمستنقعات بحر الشمال الساحلية في هولنده وألمانيا الغربية والدنمارك، أما المستنقعات والأماكن الرديئة التصريف التي تنتشر في تربات السهول التي أرسبها الجليد فقد ساعدت في حماية اللغات البلطية من التوسع السلاف الألماني ويحدث أحيانا أن تمثل المناطق المستنقعية حدودا لغويا كما في حالة مستمعات بريبيات Pripyat التي تفصل منذ وقت طويل شعوب روسيا البيضاء الأوكرانيين وكليهما من البولنديين.
أما المناخ خاصة اذا كان قاسيا فيلعب نفس دورالمستنقعات والجبال والغابات والجزر في اضفاء الحماية كما هو الحال بالنسبة لقبائل اللاب والفنلنديين الذين يعيشون في اصقاع المناطق شبه القطبية التي عافتها القبائل المغيرة لقسوة مناخها وبيتها.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
