معنى {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص337-338
2025-08-27
590
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30]
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أو لم يعلموا وقريء بغير واو أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية فقال فلعلك تزعم إنهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت إحداهما من الاخرى فقال نعم فقال (عليه السلام) إستغفر ربك فإن قول الله عز وجل كانتا رتقا يقول كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب فلما خلق الله الخلق وبث فيها من كل دابة فتق السماء بالمطر والأرض بنبات الحب فقال السائل أشهد أنك من ولد الأنبياء وأن علمك علمهم.
وفي الأحتجاج عنه (عليه السلام) ما يقرب منه.
وفي الكافي عنه إنه سئل عنها فقال إن الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا فلما تاب الله عز وجل على آدم أمر السماء فتقطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عزاليها ثم أمر الأرض
فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار وتشققت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن ذلك فقال هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات فلما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد وصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد ثم دحا الأرض من تحته فقال الله تبارك وتعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبرا على لون الماء العذب وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت ولم تمطر السماء عليها ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات وذلك قوله أو لم ير الذين كفروا الآية وجعلنا من الماء كل شيء حَيّ وخلقنا من الماء كل حيوان كقوله والله خلق كل دابة من ماء لأنه أعظم مواده ولفرط احتياجه إليه وإنتفاعه به بعينه أو صيرنا كل شيء حي بسبب من الماء لا يحيى دونه القمي قال نسب كل شيء إلى الماء ولم يجعل للماء نسبا إلى غيره.
وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) مثله.
وعن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن طعم الماء فقال طعم الماء طعم الحياة.
وفي المجمع والعياشي وقرب الأسناد مثله وزاد قال الله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون مع ظهور الآيات.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة