ادْعُوا اللَّهَ ... فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص227 -228
2025-08-21
525
قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110]
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} سموا الله بأي الأسمين شئتم فإنهما سيان في حسن الأطلاق والمعنى بهما واحد أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى أي أيّ هذين الأسمين سميتم وذكرتم فهو حسن فوضع موضعه فله الاسماء الحسنى للمبالغة والدلالة على ما هو الدليل عليه فإنه إذا حسنت أسماؤه كلها حسن هذان الأسمان لأنهما منها وما مزيدة مؤكدة للشرط والضمير في له للمسمى لأن التسمية له لا للاسم ومعنى كون أسمائه أحسن الأسماء إستقلالها بمعاني التمجيد والتعظيم والتقديس ودلالتها على صفات الجلال والأكرام قيل نزلت حين سمع المشركون رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول يا الله يا رحمن فقالوا إنه ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعوا إلها آخر وقيل قالت له اليهود إنك لتقل ذكر الرحمن وقد أكثره الله في التوراة فنزلت ولا تجهر بصلاتك يعني بقراءتها ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا .
القمي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية الجهر بها رفع الصوت والتخافت ما لا تسمع نفسك واقرأ بين ذلك .
وعن الباقر (عليه السلام) فيها الأجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك والأخفات أن لا تسمع من معك إلا يسيرا .
والعياشي عن الصادق (عليه السلام) الجهر بها رفع الصوت والمخافتة ما لم تسمع أذناك وما بين ذلك قدر ما تسمع أذنيك.
وفي الكافي والعياشي عنه (عليه السلام) المخافتة ما دون سمعك والجهر أن ترفع صوتك شديدا وعنه (عليه السلام) إنه سئل أعلى الأمام أن يسمع من خلفه وإن كثروا قال ليقرأ قراءة وسط ثم تلا هذه الآية.
والعياشي عنهما (عليهما السلام) كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إذا كان بمكة جهر صوته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك.
وعن الباقر (عليه السلام) إنه قال للصادق (عليه السلام) يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما قال وكيف ذلك يا أبة قال مثل قول الله ولا تجهر الآية ومثل قوله ولا تجعل يدك مغلولة الآية ومثل قوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا الآية فأسرفوا سيئة واقتروا سيئة وكان بين ذلك قواما حسنة فعليك بالحسنة بين السيئتين.
أقول: أراد (عليه السلام) أمره بالتوسط في الامور كلها ليسلم من الأفراط والتفريط.
وعن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية إنها نسختها فاصدع بما تؤمر وعنه (عليه السلام) تفسيرها ولا تجهر بولاية علي (عليه السلام) ولا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك ولا تخافت بها يعني لا تكتمها علّياً (عليه السلام) وإعلمه بما أكرمته به وإبتغ بين ذلك سبيلا سلني أن أذن لك أن تجهر بأمر علي بولايته فأذن له بإظهار ذلك يوم غدير خم .
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة