يستحب ... أن يستغفر الله تعالى في عقب صلاة الفجر سبعين مرة يقول: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ وأَتُوبُ إِلَيْهِ (1).
ويصلي على محمد وآل محمد مائة مرة يقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِيَاءِ الْمَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وبَارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكَاتِكَ والسَّلَامُ عَلَيْهِمْ وعَلَى أَرْوَاحِهِمْ وأَجْسَادِهِمْ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ (2).
فإن طال عليه ذلك فليقل: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
يكررها مائة مرة وكذلك إن طال عليه لفظ الاستغفار الذي ذكرناه فليقل: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ.
ثم يخر ساجدا بعد هاتين الركعتين وتعقيبهما المذكور ويقول في سجوده: يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ يَا خَيْرَ مَسْئُولٍ يَا أَوْسَعَ مَنْ أَعْطَى يَا أَفْضَلَ مُرْتَجًى صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي وتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (3).
وقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ ويَا أَجْوَدَ الْمُعْطِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي وارْزُقْنِي وارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (4).
وبأي هذين القولين دعا فقد أحسن فإذا رفع رأسه من سجوده فليقل: اللَّهُمَّ مَنْ أَصْبَحَ وحَاجَتُهُ إِلَى غَيْرِكَ فَإِنِّي أَصْبَحْتُ وحَاجَتِي ورَغْبَتِي إِلَيْكَ يَا ذَا الْجَلَالِ والْإِكْرَامِ (5).
ثم يضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة و يقول في ضجعته: اسْتَمْسَكْتُ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصامَ لَها وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ أَطْلُبُ حَاجَتِي مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (6).
ثم يقرأ الخمس آيات التي قرأها عند قيامه لصلاة الليل من آخر آل عمران وهي قوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والْأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ إلى قوله إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (7) فإذا لاح له الصباح أو قاربه فليقل: سُبْحَانَ رَبِّ الصَّبَّاحِ سُبْحَانَ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ (8).
يكرر هذا القول ثلاث مرات فإن غلبه النوم فلا حرج عليه و أحب له أن لا ينام و يكون مستيقظا يذكر الله تعالى و يثني عليه و يسأله من فضله إلى أن يطلع الفجر فإذا طلع و استبان له و تحققه فليؤذن و ليقم و يتوجه إلى القبلة و يفتتح الصلاة بسبع تكبيرات كما ذكرناه و يمجد بينها بما رسمناه فيما تقدم و يقرأ الحمد و سورة معها من السور المتوسطات و أحب له أن تكون سورة هل أتى على الإنسان فإن لم يحسنها أو لم يتيسر له قراءتها فليقرأ و الفجر أو سبح اسم ربك الأعلى و يجزيه سوى هذه السور غيرها مما تيسر عليه من سور القرآن و يقرأ في الثانية الحمد و إنا أنزلناه أو قل هو الله أحد و يجزيه غيرهما مما تيسر له من السور فإذا تشهد و سلم مجد الله تعالى بما قدمناه ذكره و سبح تسبيح الزهراء فاطمة بنت رسول الله ص ثم دعا فقال: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَ آمِنْ رَوْعَتِي وَ اكْفِنِي شَرَّ مَنْ بَغَى عَلَيَّ وَ انْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي وَ أَرِنِي ثَأْرِي فِيهِ اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ خَيْرٍ أَوْ عَافِيَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَ لَا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَحْذَرُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ الْمِنَنِ الْعِظَامِ وَ الْأَيَادِي الْجِسَامِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ جُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِإِحْسَانِكَ وَ اجْعَلْنِي وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي فِي فِنَائِكَ الَّذِي لَا يُضَامُ وَ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ يَا جَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ وَيَا غِيَاثَ مَنْ لَا غِيَاثَ لَهُ وَ يَا مَلَاذَ مَنْ لَا مَلَاذَ لَهُ أَنْتَ عِصْمَتِي وَ رَجَائِي وَ أَنْتَ غِيَاثِي وَ عِمَادِي أَصْبَحْتُ فِي رَجَائِكَ مَا لِي أَمَلٌ سِوَاكَ فَصَلِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَبِّحْنِي مِنْكَ بِخَيْرٍ وَ اجْعَلْنِي مِنْكَ عَلَى خَيْرٍ وَ ارْزُقْنِي مِنْكَ الْخَيْرَ.
ثم يصلي على محمد وآله ويدعو بما أحب فإذا فرغ من دعائه سجد سجدتي الشكر وعفر بينهما كما وصفناه وسأل الله في سجوده من فضله إن شاء الله ثم يرفع رأسه من السجود فيذكر الله كثيرا إلى أن تطلع الشمس.
فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ واللَّهِ إِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ أَسْرَعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ بِالسَّيْفِ فِي الْأَرْضِ (9).
وَ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْعَبْدَ الصَّالِحَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (ع) أَنْ يُعَلِّمَهُ دُعَاءً مُوجَزاً يَدْعُو بِهِ لِسَعَةِ الرِّزْقِ فَقَالَ لَهُ إِذَا صَلَّيْتَ الْغَدَاةَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقُلْ فِي دُبُرِهَا سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَتَعَلَّمَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَ دَعَا بِهِ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَهُ مِيرَاثٌ لَمْ يَكُنْ يَرْجُوهُ مِنْ جِهَةِ قَرِيبٍ لَهُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَصَارَ مِنْ أَحْسَنِ أَهْلِ بَيْتِهِ حَالًا بَعْدَ أَنْ كَانَ أَسْوَأَهُمْ حَالًا (10).
____________________
(1) البحار، ج 84، باب نافلة الفجر، ج 14، ص 325.
(2) مصباح المتهجّد، ص 183.
(3) (11 و14) البحار، ج 84، باب نافلة الفجر، ح 28، ص 358.
(4) البحار، ج 84، باب نافلة الفجر، ح 12، ص 316.
(5) (11 و14) البحار، ج 84، باب نافلة الفجر، ح 28، ص 358.
(6) الوسائل، ج 4، الباب 32 من أبواب التعقيب، ح 1، ص 1060 مع تفاوت.
(7) آل عمران- 190 إلى 194.
(8) هذا الدّعاء بعينه لم أجده ولكن نحوه موجود في الكافي، ج 2، باب القول عند الإصباح والامساء، ح 18، ص 528. وإليك نصّه:(الحمد للّه ربّ الصّباح، الحمد للّه فالق الإصباح).
(9) الوسائل: ج 4، الباب 25 من أبواب الدعاء، ح 1، ص 1117.
(10) الوسائل، ج 4 الباب 25 من أبواب التعقيب، ح 5 ص 1049.
الاكثر قراءة في التعقيب (مسائل فقهية)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة