العلة في مواقيت الصلاة الخمس
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص403-405.
2025-08-15
614
العلة في مواقيت الصلاة الخمس
قال تعالى : {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17، 18].
قال علي بن إبراهيم القمي ، - في معنى الآية - : يقول : سبّحوا بالغداة ، والعشيّ ، ونصف النهار « 1 ».
وقال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام ، قال : « جاء نفر من اليهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله ، [ أن ] قال : أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ ، لأي شيء فرض هذه الخمس صلوات ، في خمس مواقيت على أمّتك ، في ساعات الليل والنهار ؟
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إنّ الشّمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها ، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبّح كل شيء دون العرش بحمد ربّي جلّ جلاله ، وهي الساعة التي يصلّي عليّ فيها ربي ، ففرض اللّه عزّ وجلّ علي وعلى أمتي فيها الصلاة ، وقال : {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ } [الإسراء: 78] ، وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنّم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوفق تلك الساعة أن يكون ساجدا ، أو راكعا ، أو قائما ، إلّا حرّم اللّه جسده على النار .
وأمّا صلاة العصر ، فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه اللّه من الجنّة ، فأمر اللّه عزّ وجلّ ذريّته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة ، واختارها لأمّتي ، فهي من أحبّ الصلوات إلى اللّه عزّ وجلّ ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات .
وأمّا صلاة المغرب ، فهي الساعة التي تاب اللّه عزّ وجلّ فيها على آدم ، وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب اللّه عليه ثلاث مائة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة ما بين العصر والعشاء ، فصلّى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ، وركعة لخطيئة حوّاء ، وركعة لتوبته ، فافترض اللّه عزّ وجلّ هذه الركعات الثلاث على أمّتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، فوعدني ربّي عزّ وجلّ أن يستجيب لمن دعاه فيها ، وهي الصلاة التي أمرني بها ربّي في قوله عزّ وجلّ : فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ .
وأمّا صلاة العشاء الآخرة ، فإنّ للقبر ظلمة ، وليوم القيامة ظلمة ، فأمرني اللّه عزّ وجلّ وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنوّر القبور ، وليعطيني وأمتي النور على الصّراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة « 2 » إلّا حرّم اللّه جسدها على النار ، وهي الصلاة التي اختارها اللّه للمرسلين قبلي .
وأمّا صلاة الفجر ، فإنّ الشّمس إذا طلعت تطلع على قرني شيطان ، فأمرني اللّه عزّ وجلّ أن أصلّي صلاة الغداة قبل طلوع الشّمس ، وقبل أن يسجد لها الكافر ، فتسجد أمتي للّه عزّ وجلّ ، وسرعتها أحبّ إلى اللّه عزّ وجلّ ، وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل ، وملائكة النهار . قال اليهودي : صدقت ، يا محمد » « 3 ».
____________
( 1 ) تفسير القمّي : ج 2 ، ص 152.
( 2 ) العتمة : صلاة العشاء ، أو وقت صلاة العشاء . « مجمع البحرين - عتم - ج 6 ، ص 110 » .
( 3 ) علل الشرائع : ص 337 ، ح 1 ، ومن لا يحضره الفقيه : ج 1 ، ص 137 ، ح 643 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة