النزاهة
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص22 - 23
2025-07-28
563
القرآن الكريم أمر بالطهارة والنزاهة قال سبحانه: {وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: 6] وقال علي (عليه السلام): (ثمرة التورع النزاهة) [1]
وقال (عليه السلام): (النزاهة من شيم النفوس الطاهرة)[2]
وقال (عليه السلام): (النزاهة آية العفة)[3]
والطهارة والنظافة والنزاهة من أهم ما أمر به الإسلام قرآناً وسنة بألفاظ مختلفة وفي مختلف الأبواب[4]
إنه أراد نظافة الروح والجسد وكل شيء وشيء، ولو جمع أمثال هذه الألفاظ في مختلف الآيات والروايات لكانت كثيرة جداً.
فالعالم النزيه، والحاكم النزيه، والثري النزيه، والعابد النزيه، والإنسان النزيه وما إلى ذلك هو ما اهتم القرآن والسنّة بشأنهم، وفي كلام الإمام (عليه السلام): (من كان من الفقهاء، صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقّلدوه)[5]
فهناك أمران سلبيان[6]: الصيانة ومخالفة الهوى.
وأمران إيجابيان: حفظ الدين وإطاعة المولى.
فالفقيه النزيه: من يحفظ نفسه عن الانزلاق، وإذا عرضت له هوى خالفها، ويحفظ دينه عن الانحراف ويطيع الله سبحانه.
هذا بالنسبة إلى العالم، وكذلك بالنسبة إلى الحاكم وما أشبه، قال سبحانه: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26]
إلى غير ذلك مما هو كثير.
فالنزاهة بالإضافة إلى أنها إطاعة لله سبحانه، ولها عواقب حسنة، والناس ينظرون إلى النزيه بنظرة العز والإجلال، هي مواكبة للكون الذي جعله الله تعالى، بحيث يلائم بعضه بعضاً، قال سبحانه: {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} [الحجر: 19] وأيّ وزن؟.
قال عز وجل: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] ورؤيته مرتان: مرّة في الحياة ومرّة بعد الممات، قال سبحانه: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 39 - 41] أما الحكام الذين يحاربون القرآن فغالباً حيث يتنكبون طريق النزاهة، فإنهم يتجاوزون حدود الله فلا يكتفون بسيعهم بل يأخذون ما ليس لهم، أو زيادة على ما لهم، ولذا يكون أمرهم فرطاً، قال سبحانه: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28] اي كالعنب المفرط حيث انفصل عن العنقود، فلا جامع له.
فاللازم تطبيق قانون النزاهة في جميع مجالات الحياة.
[1] غرر الحكم ص 274 الحديث 6018 الفصل الخامس في التقوى.
[2] غرر الحكم ص 318 الحديث 7344 الفصل الثالث في النزاهة ومدحها.
[3] غرر الحكم ص 318 ح 7343 الفصل الثالث.
[4] راجع كتاب (الفقه: النظافة) للامام المؤلف (دام ظله).
[5] الاحتجاج ص 458 احتجاج أبي محمد الحسن بن علي العسكري: وتفسير الإمام الحسن العسكري ص 299.
[6] الظاهر أن المراد بالسلب والإيجاب المفهوم العرفي..
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة