الأمّة الواحدة
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص 13-14
2025-07-28
475
القرآن الكريم أمر بالأمة الواحدة، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الأنبياء: 92].
وهكذا أراد الله للبشرية أن تكون أمّة واحدة كما لها رب واحد.
أما الحدود الجغرافية بين بلاد الإسلام فهي من صنع (لورانس الإنكليزي) وذلك لتفرقة المسلمين، وليسهل عليهم السيطرة على البلاد الإسلامية، فهي مخالفة للإسلام والقرآن، وإنما أرادها المستعمر لقاعدة (فرّق تسد)، وأرادها الحكام العملاء لأن في ذلك غرورهم وطريقة لنهبهم الثروات وحفظ العمالة.
إني اذكر جيداً أنّ الشخص كان يأتي من قم المقدسة إلى كربلاء المشرفة بتسعة توأمين[1]، ثم ارتفعت الأجور فصارت الأجرة خمسة عشر توماناً، ثم ارتفعت كذلك فصارت عشرين توماناً، واليوم جعلوها ربع مليون تومان، والسماء سماء، والأرض أرض، والمسافة نفس المسافة، والمزار نفس المزار، والزائر نفس الزائر - في كونه إنساناً معتقداً بالزيارة - فما هو الفارق ؟.
أليس هو طمع المستعمر، وجهل الحاكم وإرادته المال ؟.
كما أذكر انه قبل ستين سنة وضع البهلوي الأول[2]قانون الضريبة على كل مسافر يأتي من إيران إلى العراق، والضريبة كانت على المسافر وأهله - ولو كانوا عشرة - خمسة [3]وكان يُعطى للزائر ورقة فيها اسمه واسم أهله، وكان الكثير لا يأخذون هذه الورقة استهزاءً، حتى قال شاعرهم ما مضمونه[4]:
قد دفعنا لأجل السفر خمسة قرانات ظلماً وعدواناً..
فما عدا مما بدا ؟
نعم غيرّ الاستعمار والاستثمار أمتنا وفرقّوا المسلمين، وقد وصلوا إلى ما أرادوا، فقد وحّدوا بلادهم (أوروبا) ذات سبعمائة مليون، وقسموا بلادنا ذات ألفي مليون.
فيجب أن نوحّد البلاد الإسلامية ونكون أمة واحدة وذلك ممكن، ف - (غاندي) المشهور[5] وحّد بلاد الهند ذات ثلاثمائة دولة استعمارية، وذات الأديان الكثيرة... بعد ما تسلط الإنكليز عليها.
والكلام في هذا الباب وفي كل الأبواب التي ذكرناها وسنذكرها طويل، وإنما نكتفي هنا بالالماع، لعّل الله يحدث بعد ذلك أمراً، ويرجع المسلمون إلى الإسلام وإلى قوانين القرآن.
بل اللازم رجوع البشر إلى موازين الإسلام وتعاليم القرآن حتى وإن لم يكونوا مسلمين، فما معنى الحدود الجغرافية بين الإنسان والإنسان الآخر، ممّا ليست حتى بين الحيوان والحيوان، كالأسماك والطيور والحشرات والسباع وغيرها؟
[1] كل تومان يعادل عشر ريالات إيرانية. والآن الدولار الواحد يعادل أكثر من سبعة آلاف ريال إيراني !.
[2] رضا خان بهلوي (1295 - 1363 ه - / 1878 - 1944 م) شاه إيران (1343 - 1359 ه - / 1925 - 1941 م) ضابط من ضباط الجيش الإيراني، أطاح بأسرة قاجار الحاكمة وأعلن نفسه شاهاً على إيران عام 1925 م. اضطر إلى التنازل عن العرش لابنه محمد رضا بهلوي.
[4] بنج صاحب قرآن به بتذكره جي قرض بي وجه را أدا كرديم
[5] غاندي (1285 - 1367 ه - / 1869 - 1948 م) الزعيم السياسي والروحي الهندي. لقب ب - الماهاتما - أي النفس الكبيرة - نادى باللاعنف والمقاومة السلبية، وعمل على تحرير الهند من نير الاستعمار البريطاني، ودعى إلى إزالة الحواجز بين الطبقات الاجتماعية والى الوحدة بين الهندوس والمسلمين والسيخ.. أشهر آثاره: سيرته الذاتية التي دعاها (تجاربي مع الحقيقة عام 1927 م / 1345 ه -، قتله هندوس متعصب..
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة