الشورى
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص 7-8
2025-07-28
297
القرآن الكريم ذكر (الشورى) في عدة آيات كريمة وأكد عليها.
قال سبحانه: { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]
كما أُمِر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالشورى والاستشارة مع أصحابه فقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] مع إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوم ومسدد بالوحي، حتى قال سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]
لكنهم[1]يريدون الاستبداد فتركوا هذه الآيات من القرآن الكريم، فأصبحوا غارقين في المشاكل.
وأماّ الغربيون فقد أخذوا بالشورى - ولو نسبياً - وأوجدوا الأحزاب الحرة والمؤسسات الدستورية والانتخابات الحرة في كل أربع سنوات أو ما أشبه ذلك، ولذا استقامت بلادهم، وأخذ يأتي إلى الحكم الأفضل فالأفضل في نظرهم، وذلك نتيجة لممارستهم الديمقراطية والشورى وتركهم للاستبداد النسبي[2].
ولكن المسلمين والبلاد الإسلامية وحكامها فمشغولون بالاستبداد، فالحاكم يأتي إلى الحكم إمّا بالانقلاب العسكري أو بالوراثة أو ما أشبه، ثم يلتصق بالحكم مدة حياته، وأحياناً يعيّن الحكم لمن بعده من وارث أو ما أشبه، فلا شورى ولا تعددية ولا انتخابات حرة بالمعنى الصحيح ولا.. ولا.. ولذا أخذت بلادنا بالتدهور، وأخذ يأتي إلى الحكم بمرور الزمن الأسوء فالأسوء.
إن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أنه معصوم وكان أعقل الناس ومتصلًا بالوحي، كان يستشير حتى في الأمور العرفية والشخصية فكيف بالأمور المهمة والتي تعم الجميع، فبعد وفات خديجة (عليها السلام) استشار امرأة في مسألة زواجه وأنه بمن يتزوج (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبتتبع قليل واستقراء ناقص وجدت أن التاريخ أثبت الاستشارة من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في ثمانية عشر موضعاً، فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يستشير حتى النساء.
نعم إنهم[3] اخذوا بالقرآن ولو بعضاً، وفي ذلك البعض رجحت كفتهم علينا، فإن القرآن نور يضيء من أخذ به {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40].
فإن النور في طرق الحياة المظلمة ليس بالنور المادي، بل النور المعنوي، كما قال سبحانه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174].
ولا علاج للمسلمين في هذا الأمر إلّا بالأخذ بالشورى على الموازين الشرعية، وقد ذكرنا في كتاب (الشورى في الإسلام)[4] زهاء (مأتي) رواية، بالإضافة إلى الآيات الكريمة، فإنها تبين لزوم الأخذ بمبدء الشورى كما تبين سائر خصوصياتها[5].
[1] أي الذين يحاربون القرآن.
[2] قال أحد الرؤساء الغربيين: (ما نحن بالسادة.. الشعب هو السيد وما نحن غير خدم الشعب، انسوا ذلك وسيريكم الناخبون كيف يحسبون منكم ما أعطوه لكم) راجع مجلة العربي العدد 470 ص 51.
[4] يقع الكتاب في 104 صفحة من الحجم المتوسط، طبع عدة مرات، الطبعة الأولى: دار الفردوس بيروت لبنان 1409 ه - 1989 م.
[5] كصفات المستشير والمشير، وموارد المشورة ومقدارها وكيفيتها وما أشبه.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة