النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
مدارس اللسانيات ـــ المدرسة التخاطبية
المؤلف:
محمد محمد يونس علي
المصدر:
مدخل إلى اللسانيات
الجزء والصفحة:
ص: 99-106
2025-04-28
77
المدرسة التخاطبية: تعد الدراسات التخاطبية امتدادا واستكمالا لجهود المدرسة الوظيفية، وتأتي هذه الدراسات نتيجة طبيعية لشعور المهتمين بها بإخفاق النموذج التقليدي للتخاطب traditional model of communication في تقديم تفسير ناجح لعملية التخاطب ويمكن تلخيص أوجه الإخفاق فيه في كونه يتعامل مع التخاطب في عزلة عن السياقات الفعلية التي تستخدم فيها اللغة، ويصبغ عملية التخاطب بطابع مثالي تتجاهل فيه قضايا اللبس، والخروج عن المواضعات اللغوية، وقصر وظائف اللغة على عملية الإبلاغ ، وإهمال الأصول التخاطبية المفسرة لمقاصد المتكلمين.
ولكي نوضح ذلك يحسن أن نشرح كيف عجز النموذج التقليدي للتخاطب الذي قصر اهتمامه على العناصر والبنى اللغوية التي ينطقها المتكلم في استنباط (2) من القولة (1):(1) أكل خالد بعض الخبيز. (2) لم يأكل خالد كل الخبز. فليس ثمة عنصر لغوي في (1) يشير إلى (2)، كما أن كل البنى الصرفية والنحوية والمعجمية التي تضمنتها (1) لا تفسر استنباطنا المعتاد للمفهوم من (2) وكانت أول محاولة ناجحة في هذا الشأن ما قدمه فيلسوف اللغة الأمريكي Paul Grise Herbert (1913 - 1988) فيما سمي بمبادئ المحادثة conversational maxims وبتطبيق هذه المبادئ، والتعديلات التي طرأت عليها أصبح بالإمكان أن نصل إلى كيفية استنباط (2) من (1). صاغ قرايس مبدأ التعاون the Co-operative Principle الذي يقتضي أن المتكلمين متعاونون في تسهيل عملية التخاطب وهو يرى أن مبادئ المحادثة المتفرعة عن مبدأ التعاون هي ا التي تفسر كيف نستنج المفاهيم الخطابية. ويمكن تلخيص تلك المبادئ في الآتي:
1 - مبدأ الكم :marim of quantity
(أ) تكلم على قدر الحاجة فقط (القدر الذي يضمن تحقيق الغرض من التخاطب).
(ب) لا تتجاوز بإفادتك القدر المطلوب.
2 - مبدأ الكيف :maxim of quality
(1) لا تقل ما تعتقد كذبه.
(ب) لا تقل ما يعوزك فيه دليل بين.
3 - مبدأ الأسلوب . maxim of manner
(1) تجنب إبهام التعبير.
(ب) تجنب اللبس (ت) أوجز كلامك تجنب الإطناب الزائد). (ت) ليكن كلامك مرتبا.
4 - مبدأ المناسبة :maxim of relation
ليكن كلامك مناسبا لسياق الحال berelevant (1) لقد طورت نظرية قرايس بفضل جهود باحثين في مجال علم التخاطب، ومن بينهم هارنيش Harnish الذي أضاف بعض التعديلات منها وصادك Sadock الذي أشار إلى إمكان الجمع بين مبدئي الكم والكيف (2) تقليص بعض مبادئ ،قرايس وأبرز بعض الثغرات في معيار الإبطال الذي صممه قرايس لاكتشاف المفاهيم الخطابية conversational implicatures المولدة نتيجة انتهاك أحد مبادئ المحادثة المشار إليها سابقا. وتمكن صادك من أن أقوى التحديات غير إضافة معايير أخرى لاختبار تلك المفاهيم (3) جاءت من ويلسون Wilson وسبيرير Sperber اللذان شككا في مبادئ قرايس واستثنيا من ذلك مبدأ المناسبة الذي جعلا منه أساسا لنظرية سمياها بنظرية المناسبة theory of relevance. (4)
وبالعودة إلى المثال (1) يمكننا معرفة الأساس الذي يستند إليه المتخاطبون في استنتاج (2) باللجوء إلى مبدأ الكم الذي بمقتضاه يفترض السامع أن قائل (1) ما كان ليستخدم صيغة أضعف (وهي كلمة بعض) إذا كان متلقيه معنيا بالصيغة الأقوى (وهي كلمة "كل") التي كان بإمكان المتكلم أن يقولها بدلا مما قال فالقاعدة إذن ـ كما يذكر جيفري ليتش أن القضية الأضعف تستلزم أن المتكلم يعتقد بنفي القضية الأقوى . وهكذا فإن ذكر بعض الخبيز يستلزم نفي كل الخبيز(5) لاشك أن مثل هذه المباحث فتحت مجالا جديدا واسعا في : آفاق اللسانيات، وأسهمت في مد جسر يصل بين البحث اللغوي المحض، والمنطق، فضلا عن كونها برهنت على أن عملية التخاطب لا تقتصر على المعطيات اللغوية؛ بل تتناول أيضا عناصر منطقية، وأخرى تخاطبية، وهو ما أعطى لهذا الحقل بعدا إبستمولوجيا جديدا يبدو فيه التشديد على تداخل المعارف والعلوم المختلفة والعلاقة التكاملية بينها وقد سبق لعلماء أصول الفقه الإسلامي أن أدركوا هذه الحقيقة، وجعلوا منها مزية رجحت كفتهم على كفة النحاة الذين قصروا اهتماماتهم على دراسة البني اللغوية، وأهملوا الجوانب التخاطبية والعمليات الاستنتاجية الملازمة لعملية الخطاب. ويبدو شعور تفوق الأصوليين واضحا عند محمد بخيت المطيعي في قوله إن علماء الأصول نحاة، وزيادة (6) ، كما صرح عبد العلي الأنصاري قبله بتفوق علماء أصول الفقه على أهل العربية (7)
تفترض البراغماتية pragmatics(8) وجود توقعات بین المتخاطبين وأصول خطابية تحكم سلوكهم واستنتاجاتهم، ومن الواضح جدا أنها تعنى بالأداء، وليس بالكفاية خلافا للتوليديين. وقد عرف عن البراغماتيين تشكيكهم في فكرة قصر اللسانيات على دراسة الكفاية اللغوية بعيدا عن الاستخدام ،والسياق وفي ما يتطلبه ذلك من قدر عال من التجريد، والأمثلة (9).لقد جاءت البراغماتية بعد مراحل من الدراسات الصورية، أو البنائية formal للمعنى التي عرف بها التوليديون على وجه الخصوص، ولعل روبین لاكوف Robin Lakof من أوائل التوليديين الذين شككوا في إمكان دراسة المعنى معزولا عن السياق، وتحمل شهادة أحد التوليديين المعروفين بإغراقهم في التجريد على إخفاق النهج الصوري البنائي في دراسة المعنى قيمة خاصة في البرهنة على أهمية السياق، والاستخدام في تقديم تفسیر سليم لعملية التخاطب. ومنذ السبعينيات توالت الانتقادات للدراسات التي تجعل من الجملة وحدة للتحليل اللغوي وزاد عزوف مختلف الباحثين عن الدراسات التي لا تأخذ في حسبانها العناصر السياقية، والجوانب التخاطبية في دراسة اللغة. فاللسانيون الاجتماعيون بدأوا يرفضون فكرة المتحدث المثالي عند تشومسكي وشبيه بهذا ما فعلته اللسانيات النصية وتحليل الخطاب حين رفضنا قصر الدراسات اللسانية على ما يسمى بنحو الجملة sentence (10)grammarمتأثرين في ذلك ببعض الوظيفيين من أمثال فيرث وهاليدي، وميتشال Mitchell الذي بلغت شهرتهم أوجها في الخمسينيات. ولعل من أهم ما ينبغي أن يذكر في سياق الحديث عن البراغماتية الدور المهم، والمؤثر الذي قام به فلاسفة اللغة في تطوير هذا المجال، ومن الأعلام المهمين هنا - إضافة إلى بول قرايس المشار إليه سابقا - أوستين Austin وسيرل Searle اللذان قدما للسانيات نظريتهما المعروفة بأفعال الكلام speech acts theory . تقوم هذه النظرية على فكرة أننا عندما نتحدث فإننا نقوم بأفعال أو أحداث ويبدو هذا واضحا فيما عرف بالقولات الإنشائية performative utterances التي يمكن أن نمثل لها بما يطلق عليه في كتب الفقه مصطلح صيغ العقود نحو بعتك و زوجتك وطلقتك، ومنها أيضا أعدك وأرجوك وأتمنى أن تفعل ذلك ونحوها مما يقترن فيه القول بعمل يصح أن تعده منجزا بمجرد انتهاء المتكلم من كلامه؛ كالطلاق ،والبيع والنكاح والوعد والرجاء والتمني. وقد أضافت هذه النظرية تطورا إبستمولوجيا جديدا في اللسانيات ترتب عليه إعادة النظر في موضوعه من حقل يدرس الأقوال إلى مجال تدرس فيه الأقوال المقرونة أتاحت الطبيعة الموسوعية للبراغماتية الفرصة لتعاون كبير بين المناطقة، والبراغماتيين وكذلك علماء الدلالة في سبيل تقديم نموذج متطور لعملية التخاطب يأخذ في حسبانه كل الأبعاد اللغوية، والمنطقية، والتخاطبية، وهو ما أدى إلى بروز أعمال تناقش موضوعات مشتركة (11) مثل أنواع الاستنتاج types of reference والافتراضات presuppositions، والمفاهيم الخطابية conversational implicatures والتعيين deixis .وأخيرا علينا أن نذكر بأن البراغماتية لا تقتصر على كونها فرعا من فروع اللسانيات النظرية، بل هي أيضا مدرسة متميزة في مناهجها البحثية، وفي موضوعاتها، وفي أصولها وربما كان من العوامل التي أدت إلى دراستها باعتبارها حقلا من حقول اللسانيات أكثر من الحديث عنها بوصفها مدرسة أن الحديث عنها باعتبارها مدرسة يقتضي صوغ الاسم الذي يشير إليها بإضافة اللاحقة ism) على منوال Functionalism, Structuralism و Generativism يؤدي إلى التباسها بالمدرسة الفلسفية pragmatism (الذرائعية)، وقد سبق أن أشرنا إلى الفرق بينهما . في أحد الهوامش وأخيرا فقد تبين لنا في هذه الدراسة أن الاتجاهات اللسانية لا ترسمها خلافات اللسانيين في القضايا اللغوية بقدر ما تحكمها أصول فلسفية ذات طبيعة أنطولوجية إبستمولوجية. ومن ذلك اختيار اللساني حدود نطاق علمية اللسانيات، ونظرته إلى طبيعة العلم وتحديده لنوع المادة اللغوية والوسائل والطرائق التي تجمع بها المادة والمناهج التي تحلل بها، وتحديده القدر الكافي في دراسة الظاهرة اللغوية: أينبغي أن يقف اللساني عند الوصف، أم يتعداه ليغوص في أعماق التفسير؟ وإلى أي مدى يحق له أن يتسع في تجريده لتوصيفاته، وتفسيراته؟ وما المحظورات التي ينبغي أن يتجنبها في عملية التجريد؟ أينبغي للساني أن يكتفي بالنمذجة typification في صوغه للعلم، أم له أن يبلغ حد الأمثلة idealization؟ وهل تستلزم الأمثلة خلق لغة جديدة مفترضة تغيب فيها خصائص اللغة الطبيعية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي يترتب عليه ؟ ثم ما هو العنصر المهم في اللغة؟ أهو نظامها المجرد؟، أم عملية الاستعمال؟ أم نتاج عملية الاستعمال المسماة بالكلام أم تاريخ اللغة، أم بناها القواعدية والمعجمية؟ أم وظائفها؟ أينبغي للساني أن يدرس الجمل اللغوية، أم القولات الكلامية، والنصوص الفعلية، أم المعرفة اللغوية الكامنة في أذهان المتكلمين؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة ونحوها وظهور عوامل تاريخية معينة هي التي رسمت أهم ملامح المدارس اللسانية في القرن العشرين، وقد أدى اختلاف الإجابات عنها إلى وجود ما لا يقل عن خمس مدارس متميزة أصوليا هي:
1 - المدرسة التاريخية : وقد عرفت بتعويلها على العوامل التاريخية في تفسير الظاهرة اللغوية تأثرا بنظرية النشوء والارتقاء التي كانت سائدة في ذلك الوقت
2 - المدرسة البنيوية التي دعت إلى فصل البنية عن كل الظروف التاريخية، والاجتماعية التي تحيط بها والاقتصار على تفعيل دور العلاقات الداخلية بين أجزائها
3 - المدرسة التوليدية التي نادت بالعناية بالأسس العميقة المفسرة للسلوك الخارجي، ووجهت اهتمامها إلى العمليات الذهنية القادرة على إنتاج عدد غير محدود من الجمل بدلا من التركيز على ما قيل بالفعل
4 - المدرسة الوظيفية التي ترى أن البنى اللغوية محكومة بوظائف اللغة التي لا تتحقق إلا في سياقات الكلام الفعلي
5 - المدرسة التخاطبية التي أخذت في حسبانها مختلف العوامل المنطقية
والتخاطبية والبنيوية في تفسير عملية التخاطب الناجح وأدخلت كل عناصر التخاطب لاسيما السياق والاستخدام في فهم وتفسير مقاصد المتكلمين. لقد سادت البنيوية في الدراسات اللسانية في القرن العشرين مثلما غلب المنهج التاريخي على البحث اللغوي في القرن التاسع عشر ولعل القرن الواحد والعشرين سيشهد سيطرة الدراسات التخاطبية وتحليل النص وباستثناء المرحلة التي ظهرت فيها المدرسة التوليدية يمكن القول إجمالا إن البحث اللساني يتجه نحو الواقعية التجريبية والانتقال من العقلانية التجريدية الى الوظيفة السياقية .
____________________
(1) Sec H. P. Grice, "Logic and Conversation", in Steven Davis (ed.), Pragmatics:
(2) A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp. 305-315, pp307-9. See also "Logic and Conversation", in Peter Cole and Jerry L. Morgan (eds.), Syntax and Semantics, 3: Speech acts (New York: Academic Press, 1975), pp. 41-
See R. M. Harnish, "Logical Form and Implicature" ", in
Steven Davis (ed.), (3)
Pragmatics: A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp. 316- 364.
J. M. Sadock, "On Testing for Conversational Implicature", in Steven Davis(4)
(ed.), Pragmatics: A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp.365-376.
See D Wilson and Dan Sperber, "Inference and Implicature", in Steven Davis (131)
(5) (ed.), Pragmatics: A Reader (New York: Oxford University Press, 1991) pp.377-393. See also, Dan Sperber and Deirdre Wilson, Relevance: Communication and Cognition (Oxford: Blackwell, 1986). Leech, 1983: 85.
(6) المطيعي، محمد بخيت سلم الوصول لشرح نهاية السول (بيروت: عالم المكتب، د -
ت) 2: 350
(7) الأنصاري عبد العلي فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت، ط2 (قم، إيران: دار
الذخائر، 1368هـ) 315:1، وانظر 251:1
(8) أفضل ترجمة مصطلح pragmatics بعلم التخاطب، وليس بالتداولية، أو النفعية، أو الذرائعية كما يفعل عدد من اللانبين العرب توهما منهم بأن pragmatics و
pragmatis شيء واحد. والواقع أن المصطلح الأول يطلق على الدراسات التي تعنى : بالمعنى في السياقات الفعلية للكلام، وهو ما يتفق مع معناها الحرفي، وهو علم الاستعمال . وإذا نظرنا في تراثنا البلاغي والأصولي فستلحظ أن الاستعمال - الذي يقابل الوضع عادة - يطلق على النشاط الذي يقوم به المتكلم في عملية التخاطب؛ ولذا فإن ترجمة pragmatics يعلم التخاطب انب - في رأيي - من الخيارات التي اطلعت عليها حتى الآن. أما pragmatism فهي مدرسة فلسفية ظهرت في أمريكا تذهب إلى أن الفكرة النظرية لا تجدي نفعا ما لم تكن لها تطبيقات عملية. وعلى الرغم من وجود صلة منهجية بين المجالين (والمصطلحين) تكمن في التقليل من شأن المجرد، والعناية بما هو عملي، وسياقي، ومتحقق فعلا؛ فإن اهتمام الحقل المسمى بـ pragmatics يقتصر على البلغة خاصة، في حين يعنى الحقل الآخر بالفلسفة، وإن امتدت آثاره إلى السياسة، وعلم الاجتماع، وغيرهما. وللتوسع في هذا الموضوع انظر المصادر الآتية : -Lyons, 1977: 119. -Levinson, 1983) p. 1.
آن رويول، وجاك موشلار، التداولية اليوم: علم جديد في التواصل، ترجمة سيف الدين دعفوس، ومحمد الشيباني (بيروت المنظمة العربية للترجمة، 2003) من 27 - 28 .
See Leech, 1983:3(9)
See Leech, 1983:4. (10)
See for example J. Allood and others, Logic in Linguistics (Cambridge: Cambridge (11)
University Press, 1977). See also L. T. F. Gamut, Logic, Language and Meaning (Chicago: the University of Chicago, 1991).