1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مقبلون على الزواج :

أثر أكل الطعام الطاهر والحلال

المؤلف:  السيد علي عاشور العاملي

المصدر:  تربية الجنين في رحم أمه

الجزء والصفحة:  ص84ــ88

2024-10-30

114

روي عن الإمام علي (عليه السلام)، في حديثٍ طويل فيه مجيء ميكائيل بطبق من السماء فيه عذق من رطب وعنقود من عنب فأكل النبي منه شبعاً وشرب من الماء رياً، ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرائيل وغسل يده ميكائيل ... - إلى أن قال: - فإنّ الله آلى على نفسه أن يخلق من صلبك في هذه الليلة ذُرّية طيبة، فوثب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى منزل خديجة(1).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): ((لمّا أن مات ولدي من خديجة أوحى الله إليّ أن أمسك عن خديجة، وكنتُ لها عاشقاً، فسألت الله أن يجمع بيني وبينها، فأتاني جبريل في شهر رمضان ليلة أربع وعشرين ومعه طبق من رطب الجنّة فقال: يا محمد كُل من هذا وواقع خديجة الليلة، ففعلت، فحملت بفاطمة، فما لثمتُ فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب وهو في عترتها إلى يوم القيامة))(2).

وقريب منه عن الرضا (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)(3).

وعن ابن عباس قال: ((كان النبي (صلى الله عليه وآله) يُكثر قُبَلَ فاطمة، فقالت عائشة: يا نبي الله إنك تكثر قبل فاطمة، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ليلة أسري بي دخلت الجنة فأطعمني من جميع ثمارها فصار ماء في صلبي، فحملت خديجة بفاطمة، فإذا اشتقت إلى تلك الثمار قبلت فاطمة فأصيب من رائحتها تلك الثمار التي أكلتها))(4).

وعن عائشة: قلت: يا رسول الله ما لَكَ إذا جاءت فاطمة فقبلتها تجعل لسانك في فيها كله كأنك تُريد أن تُلْعِقَهَا عسلاً؟

قال: ((نعم يا عائشة إنّي لمّا أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريل الجنة فناولني منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلما نزلت واقعت خديجة، ففاطمة من تلك النطفة. وهي حوراء إنسية كلّما اشتقت إلى الجنة قبلتها))(5).

وعنها قالت: ((قلت: يا رسول الله ما لي أراك إذا قبلت فاطمة أدخلت لسانك في فيها كأنك تُريد أن تُلْعِقَهَا عسلاً؟

قال: ((نعم إن جبريل الروح الأمين نزل إليّ بعنقود قطف من الجنة فأكلت وجامعت

خديجة، فولدت فاطمة، فإذا اشتقت إلى الجنّة قبلتها فهي حوراء إنسية)).

قال: فقال عبد العزيز: لا إله إلا الله هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذا الإسناد، والله لا كتبته إلا قائماً على رجلي ولا كتبته إلّا في ورقة تهامية بماء الذهب.

قال: فقام على رجليه وجاؤوه بورقة تهاميّة وبماء الذهب فكتب الحديث(6).

وعن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن عائشة ((أنّ النبي كان كثيراً ما يُقبل نحر فاطمة، فقلت: يا رسول الله إنّي أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل.

فقال: (([یا حميراء] إنّه لمّا كان ليلة أسري بي إلى السماء أمر جبريل فأدخلني الجنّة ووقفني على شجرة ما رأيت أطيب منها رائحة ولا أطيب ثمراً، فأقبل جبريل يفرك ويُطعمني، فخلق الله عزّ وجلّ في صلبي منها نطفة، فلما صرت إلى الدنيا واقعت خديجة فحملت بفاطمة، كلّما اشتقت إلى رائحة تلك الشجرة شممت نحر فاطمة فوجدت رائحة تلك الشجرة منها [يا حميراء] وإنّها ليست من نساء أهل الدنيا كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتل أهل الدنيا))(7).

شاهد تاريخي

روي أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وبعد أن ذهبت الزهراء (عليها السلام) إلى بيت بعلها الإمام الهمام علي (عليه السلام) أوصى النساء والرجال الذين كانوا مجتمعين في بيت عليّ (عليه السلام) احتفاءً بالزواج المبارك بعدم ممارسة المعاصي والانتهاء عنها، لأنّ ذلك يؤثر في الزوجين على الطفل - الذي ستنعقد نطفته في تلك الليلة - تأثيراً سيئاً.

وقد أوصى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة (عليهما السلام) أن يُصلّي كلٌّ منهما ركعتين في سبيل الله بعد أن دعا لهما باليمن والبركة، وعندها تذكر الرسول (صلى الله عليه وآله) سورة الكوثر {إنا أعطيناك الكوثر}، التي فُسّرت على أنّها نزلت بحق الزهراء البتول وأنّها إشارة إلى أن عطاءه للنبي كثير، وهذا ـ أي الزهراء - أوله.

وقد كان هذا حقاً، فها هو ذا نسلها باقٍ إلى آخر الزمان على الرغم من كونها أُنثى(8).

والجدير بالذكر أنّه لا يقوم مجلس خير إلّا وفيه عدة من أبناء تلك السيدة الفاضلة فاطمة وابن ذلك السيد الجليل الإمام علي (عليه السلام)، لقد أثمر ذلك العرس ثمراً مباركاً طيباً هو الأئمة الأطهار من آل بيت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولو قسنا عرس فاطمة وعلي (عليهم السلام) بالأعراس الأخرى لعرفنا الفرق بين حاصل عرس كان للرسول فيه اليد الطولى وأعراس كان للآخرين فيها أيدٍ، فناتج العرس الأوّل خير وبركة ومحبة ووئام، وناتج غيره حبس لانساب النسل و لذكراه، بينما أنساب نسل الرسالة المحمدية في ذُرّية فاطمة وعلي (عليهم السلام) ليبقى ذكر أهل البيت إلى أبد الآبدين(9).

شاهد آخر

لقد عقدت نطفة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من ثمار الجنّة فكانت طاهرة مطهرة، بعيدة عن الشيطان، صافية الخلق، حتى استطاعت أن تُحدّث أُمّها قبل الولادة، قالت السيدة خديجة (عليها السلام): لما حملت بفاطمة كان حملاً خفيفاً تُكلّمني من باطني، فلما قربت ولادتي أرسلت إلى القوابل من قريش فَأَبَيْنَ عليّ لأجل محمد (صلى الله عليه وآله) فبينما أنا كذلك إذ دخل علي أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت إحداهن: أنا أُمّك حواء وقالت الأخرى: أنا آسية، وقالت الأخرى: أنا أم كلثوم أُخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم جئنا لنلي أمرك(10).

موعظة لكل زوجين

كانت فاطمة (عليها السلام) قدوة قبل أن تولد وهي في بطن أُمها، لم تكن قصة التفاحة أو ثمار الجنّة صدفة أو بلا فائدة لهذه الأمة، فقضيّة عقد النطفة من الجنّة للتأكيد على نوعية الطعام وكيفيته التي لابد أن يأكله الرجل قبل أن يأتي أهله، فلابد أن يكون حلالاً اكتسبه من عمله المشروع، لا من هنا وهناك أو بأساليب خداعة أو كان مسروقاً أو مشبوهاً. وأن يكون طاهراً لا نجساً لكي يكون الطفل في صفاء وطهارة قلب.

وكذلك في استمرار الغذاء الروحي والمادي للجنين، فبقدر ما تهتم المرأة الحامل بطفلها وبغذائها بقدر ما ينعكس ذلك على صفاء الطفل ونقائه وحسن أخلاقه بل وحسن بشرته وجماله.

فكل ما تفعله المرأة في فترة حملها يؤثر فإن كان حُزناً ومقتاً وغضباً فسوف يكون الجنين سيئ الخلق.

وإن كان عبادة لله وطاعة له وللوالدين وللزوج وعيشة هادئة بعيدة عن العصبية والشجار ولمّة الشيطان، فسوف يتنعم الطفل بالأخلاق الحسنة والسلوك المهذب.

وهكذا بالنسبة للطعام الذي تتناوله المرأة في فترة حملها لابد وأن يكون طاهراً حلالاً قد تناولته على طهارة ووضوء، وبدأت به بتسمية الله تعالى، فإنّ كلّ شيءٍ لا يبدأ به باسم الله فهو أبتر كما في الحديث(11)، وأن تتناول طعامها بحالة نفسية مطمئنة ومزاج هادئ.

وكذلك على الزوج أن يعتني بطعامه قبل إتيان أهله وبالتسمية لله تعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وأن يلتزم بما جاء في الشريعة في الليلة الأولى كذلك عليه أن يهيئ لزوجته الطعام الحلال الطاهر والعيشة الهنيئة البعيدة عن المشاكل، فإنّه يؤثر على سلوك الطفل ومستقبله.

هؤلاء قدوتنا فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها (عليهم السلام)، فعلينا الاقتداء بهم في نوعية طعامنا وشرابنا وحليته.

كما وعلينا الالتزام بالأمور العبادية التي قاموا بها في ليلة زفافهم من الدعاء والصلاة والوضوء، الأمر الذي كان له أثر على طهارة النسل الشريف لرسول الله وآل الطاهرين (عليهم السلام).

____________________________

(1) بحار الأنوار: 16/ 79.

(2) مقتل الحسين للخوارزمي: 1/ 86 الفصل الخامس.

(3) راجع بحار الأنوار: 4/43، ح2 و5.

(4) أخبار الدول للقرماني: 87 الفصل الأربعون.

(5) تاریخ بغداد 5/ 293، رقم الترجمة 2797.

(6) انظر الموضوعات لابن الجوزي: 1/ 308 - 412.

(7) تذكرة الموضوعات: 308، ومقتل الحسين للخوارزمي: 64/1 الفصل الخامس، ومجمع الزوائد: 9/ 202 وما بين معقودين فيه.

(8) وبالرغم من ملاحقة أولادها وقتلهم وتشريدهم.

(9) انظر كتاب التربية للمظاهري: 70.

(10) نزهة المجالس للصفوري: 2/ 227، باب فاطمة ومناقبها، وبحار الأنوار بتفاوت: 16/ 80، ح20، وفيه: فصارت تحدثها في بطنها وتُصبّرها، وذكر أن النساء اللاتي أتين: سارة وآسيـة ومـريـم وصفراء بنت شعيب، وراجع مناقب آل أبي طالب: 3/ 118.

(11) وسائل الشيعة: 4/ 1194، ح9035، ومنية المريد: 274.