1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية البشرية : الجغرافية الاقتصادية : الجغرافية الصناعية :

نشاة الصناعة وتطورها

المؤلف:  د. عبد الزهرة علي الجنابي

المصدر:  الجغرافية الصناعية

الجزء والصفحة:  ص 41 ـ 45

2024-10-16

238

ارتبط ظهور النشاط الصناعي بوجود الإنسان نفسه زماناً ومكاناً، فمنذ خلقه عمل الإنسان على توفير قوته وحماية نفسه ما استدعي استخدامه لوسائل و ادوات توفر غاياته مما وفرته الطبيعة منها غيرانه عمد إلى تحسينها لاحقاً لما إلى صنعها بعدئذ. وقد حقق إنجازات هامة على هذا الطريق عندما تحول من التجوال والترحال نحو الاستقرار والاستيطان وكانت أولى هذه الإنجازات متعه الفؤوس والسكاكين ثم الأواني فأنواع الكتابة واستخدم لهذا الغرض مواد الجغرافية الصناعية وتوطنها ويليه من محيطه كالحجر الصلب والطين والخشب وانواع النبات وكان من يستخدمها يحاول صنعها بنفسه، وفي محيط عائلته، ولكن مع التقدم الذي كان يحرزه الإنسان أخذ يتميز من بين أفراده من يتمتعون بمهارات خاصة له صنع هذه الأدوات فكانت هذه تمثل أولى مراحل التخصص الذي قاد إلى انجاز قفزة هامة في مجال صناعة الفخار والملابس والعجلات، مما كان له اثر بالغ فيما تلاها من تطور حضاري شمل أوجه حياة الإنسان برمتها.

أن معرفة الإنسان الكتابة إنما قامت على ما انجزه بلا مجال صناعة الفخار أولاً، وتطور نقله والحاله إنما يعود إلى ما اخترعه في مجال منع المجلات وما انجزه في ميدان الحرب وصنعه الات القتال بني على معرفته المعادن وأساليب تعدينها وتصنيعها.

استمر الإنسان يحقق نجاحات متواصلة في صناعة ما يحتاجه من آلات وأدوات، وتطلب منه ذلك زمناً طويلاً، وحصل كل ذلك في مناطق استقراره الرئيسة في وادي الرافدين والنيل وبلاد الحسين ومكان السكان وادي الرافدين قصب السبق فيما حققه من منجزات وابتكارات وخاصة بلة مجالات الكتابة وأدواتها وصنع العجلات والعمارة وموادها ومنع الفخار.

وضع استمرار تزايد عدد السكان وتنوع الأسواق وتطور طرق النقل ووسائطه، دخلت الصناعة مرحلة جديدة برز فيها دور التجار في نقل السلع المصنوعة والمواد الأولية من أقاليم فيضها إلى أقاليم حاجتها وصار ممكناً قيام صناعة ما بي موقع لا يستهلكها، وربعا معتمدة على مواد قد لا تكون موجودة في موقع تصنيعها. فصارت التجارة رديفة للصناعة، مغذية لها وعاملاً هاماً من عوامل نجاحها وتطورها. ولا كل ذلك مكان العمل بالصناعة يدوياً، وربعا أمكن الصناع الاستعانة بأدوات بسيطة كالدولاب في صنع الفخار وسواء، لذلك استمر حجم الإنتاج ضئيلا والتجارة به بين البلدان والأقاليم والبلدات محدودة بدأ التحول والتطور السريع في الإنتاج الصناعي منذ أوائل القرن الثامن عشر في بريطانيا، وفي العقود السابعة والثامنة منه انطلقت بواكير الثورة الصناعية منها لتنتشر في أوروبا الغربية ثم عبر الأطلسي إلى ولايات الشمال الشرقي في الولايات المتحدة ومن جهة أخرى إلى دول أخرى كثيرة في العالم فالثورة الصناعية بدأت وأبرز مظاهرها إحلال الآلة محل الجهد العضلي، وانتقل العمل الصناعي من المنزل أو من ورش صغيرة إلى أبنية كبيرة يشتغل فيها عدد من العمال ويستخدمون معدات تتحرك بمصدر أو آخر من مصادر الطاقة. وكان عملهم هذا منظماً معتمداً على تقسيمه فيما بينهم، فزاد الإنتاج وتعددت أنماطه وتحسن نوعه، وربما انخفض سعره وازدادت وتنوعت مطالبه سواء من المواد الأولية أو مصادر الطاقة أو رأس المال وصار لزاماً توفير تلك المطالب من جهات بعيدة وتسويق الإنتاج لجهات مماثلة فتخطت مطالب الصناعة الحدود الوطنية نحو بلدان تقع بعيداً عن مواقع الصناعة وربما في قارات أخرى.

وكنتيجة هامة لما حصل ظهر التنافس بين الصناعات ثم بين الدول لتوفير مطالب الصناعة والتسويق منتجاتها التي يتزايد فيضها عن حاجة السكان المحليين، ومع أن ذلك أدى الى ظهور حركة الاستعمار، إلا أنه في الوقت نفسه قد حفز على خفض ثمن الإنتاج وتحسين نوعيته والعمل وفق مبدأ الإنتاج الواسع الخفض كلف الإنتاج وزيادة القدرة على المنافسة فانتظمت المصانع الصغيرة مع بعضها كرهاً أو طوعاً، وتزايد حجم المصانع القائمة وتوالت التطورات في الصناعة.

حقق الإنسان في هذه الحقبة الهامة من تاريخه إنجازات على قدر كبير من الأهمية كان لبعضها أثر هام على الصناعة أهمها معرفته واستخدامه الفحم كمصدر للطاقة وخاصة في عمليات صهر الحديد وإنتاج الصلب وعندما قام بتحويل الطاقة الحرارية الناتجة عن حرقه الى طاقة حركية بالإفادة من طاقة البخار تسارعت الإنجازات في مجال النقل كالقطارات والبواخر مما خدم الصناعة كثيراً.

وعرف الإنسان في هذه المرحلة الطاقة الكهربائية المولدة عن المساقط المالية ثم بتوليدها من الفحم ولاحقاً أمكن نقلها لمسافات طويلة بقائد عام ثم جهد لتقليل الفاقد. وتطور استخدامه للطاقة الحرارية والكهربائية ساعده على زيادة طاقات الإنتاج المعدني فكثرت مصانع الحديد وأفرائها وانتقلت مواقعها من مجاورة الغابات أولاً إلى مجاورة محطات توليد الطاقة الكهرومائية لم مجاورة حقول الفحم وازدادت قدرات إنتاج الأفران وزادت كفاءتها واتسعت صناعاته الهندسية التي تنوعت وازدادت تعقيداً، وساعدت على بناء قاعدة صناعية واسعة في اغلب فروع الصناعة.

وعندما بدأ الإنسان يستخدم النفط نهاية القرن التاسع عشر فتح له باباً واسعاً لمزيد من التطورات ليس في مجال استثماره فحسب، بل ويليه ظهور صناعات جديدة كالصناعات الكيمياوية. كما يمكن أن تشير إلى مثل هذه الأهمية بعد أن تم وضع العديد من الابتكارات موضع التطبيق في مجال إنتاج ونقل الطاقة الكهربائية، الأمر الذي قاد الى ظهور وتطور الصناعات الكهربائية ومن ثم الالكترونية خلال النصف الأول من القرن العشرين ومنذ الحرب العالمية الثانية شهدت الصناعة الورقية الثانية هي الثورة العلمية التكنولوجية فالعلاقة أصبحت عميقة بين العلم والصناعة، وبدت المصانع تعتمد في تطوير إنتاجها على ما لجزء مراكز البحث والجامعات من بحوث علمية بغية رفع إنتاجية العمل وتحسين كفاءة الآلات وزيادة طاقاتها الإنتاجية والاستخدام الكفوء لمصادر الطاقة، فضلاً عن إنتاج منتجات جديدة واستحداث مواد أولية بديلة، وكان من نتائج هذه الثورة التوسع في اتجاهات التخصص الصناعي وتعدد مراحل الإنتاج وتوزيعها بين عدة مراكز، فزاد التشابك والتعقيد في الإنتاج وأدخلت على نطاق واسع عمليات إدارة الإنتاج اليا بالاستفادة مما وفرته الأجهزة الإلكترونية من معدات كما يلاحظ تزايد الفجوة العلمية والتقنية بين الدول الصناعية وخلافها من دول العالم النامية ومع هذا تسعى الدول الاخيرة لاكتساب ومعرفة الاسرار الصناعية وتحاول نقل تقنياتها الى بلدانها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) انطونيوس مكرم العرب أمام تحديات التكنولوجيا ، سلسلة عالم المعرفة، العدد 39 الكويت 1962، من 30.

(1) إبراهيم شريف ص9