1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

بداية تحولات البلوغ

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 13 ــ 16

2024-10-15

286

عندما تنتهي أيام الطفولة، ويصبح الطفل في سن الثانية عشرة، وتبدأ مرحلة التحول والبلوغ. وفي هذه المرحلة العاصفة المتشنجة التي تستمر لأربع سنوات تحدث تقلبات شاملة وعميقة ومختلفة إثر ترشحات هرمونات البلوغ في وجود الإنسان، حتى إن بعض العلماء يسمي هذه المرحلة باسم (الولادة الجديدة).

والشاب الذي يطوي هذه المرحلة، فإنه يجتاز مرحلة الطفولة، ويدخل (مرحلة الشباب) المملوءة بالنشاط والمحبة والأمل، وينظر من بعيد إلى المناظر الجميلة للحياة، ويتقدم شوق نحو المستقبل اللذيذ الطيب.

في هذه المرحلة تنمو سريعاً عظام البدن بصورة عامة، وبصورة خاصة عظام اليدين والساقين، حتى تصل المرحلة الأخيرة من النمو الطبيعي وكذلك الأعضاء الداخلية والعضلات تطوي بهذه الطريقة مسيرة نموها بسرعة لكي تصل إلى كمالها النهائي. وفي هذه المرحلة تتسع الحنجرة ويزداد طول أوتارها الصوتية إلى ضعفين، وبالتدريج يكتسب صوت الطفل الرقيق طنين صوت الإنسان البالغ، وينمو الشعر في وجه الشاب وأماكن أخرى من جسمه، ويتخذ طفل الأمس مظهر وهيكل الإنسان البالغ في نهاية هذه المرحلة.

والجدير بالذكر أن تحولات البلوغ لا تنال عظام الطفل وأعضاء جسمه، وتغير وضعه الجسمي فحسب، وإنما تغير أوضاعه النفسية وميوله الروحية تغييراً موازياً للتغيرات التي تظهر في البدن على أساس ترابط النفس والجسم ويحدث بهذا التحول ان تختلف افكار الإنسان غير البالغ عن افكار الإنسان البالغ.

تغير الرغبات الروحية:

(عندما يجري الحديث بيننا حول كلمة (البلوغ)، فإننا نفكر بشكل سريع في سرعة نمو البدن، والتغييرات الداخلية، التي تؤدي إلى أن تتمكن أجهزة الجسم من أداء جهود فترة التكامل والنضج. إن أول ما يلفت النظر هو سرعة نمو الجسم إذن فإن أول خطوة لدراسة البلوغ ستكون سرعة النمو هذه. ولكن في هذا الوقت يظهر لنا شيء جديد، وهو أنه نتيجة ليقظة الرغبات والأمنيات في هذه السن تظهر حساسية في المشاعر تتحكم بالنشاطات والفعاليات النفسية حتى لدى ذوي الطبائع الفعالة والجدية.

إذن مع سرعة نمو الجسم يبدا (نمو) في القلب ايضاً. وتقارب مسير هذين الخطين معاً ليس مصادفة، وإنما هو دليل من الأدلة على ارتباط الحياة الذهنية بالحياة الخارجية التي ترى مظاهر وجودها في كل مرحلة من المراحل) (1).

(إن كل حركة من حركات عضلاتنا وكل حالة معتادة لها معنى نفسي خاص يجب أن لا يغفل عن دراسته العالم النفسي. بعبارة أخرى يظهر جسم الإنسان معالم الحياة الروحية، والشباب لا يستثنون من هذه القاعدة ولكن يجب أن لا نخلط بين النشاطات النفسية والجسدية بالرغم من عمق العلاقات بينهما) (2).

والشباب البالغون حديثاً لهم وضع خاص بهم من الناحية النفسية فهم لا يفكرون كالصبيان ولا كالرجال الذين هم في سن الثلاثين والأربعين. ولهذا السبب أعد العلماء الباحثون حقلا خاصاً لعلم نفس الشباب، وقاموا بسلسلة من التحقيقات العميقة والأبحاث الخاصة لمعرفة نفسية الشباب.

اختلال التوازن:

(موريس دبس يقول: يختل التوازن الجسمي والروحي لدى ذوي سن الثانية عشرة والثالثة عشرة، وتحدث تغييرات عميقة في الجسم ويفقدون اخلاقهم وسلوكهم وثباتهم واستقرارهم ويتركون عادات الطفولة فيقذف الطفل الكرة والدمية، ويتسع خياله حتى يضر دراسته) (3).

(إن الشباب يتأثرون أسرع من الأطفال الذين هم في سن العاشرة فكلمة واحدة أو كناية أو إشارة كافية لإيجاد ثورة لديهم. فتحمر وجوههم بلا سبب. وهذه الإثارات لا تخل بأعمالهم وحركاتهم فقط بل تشل فعالياتهم الفكرية والثقافية) (4).

(ويترك الغضب الطفولي مكانه للحقد والكراهية، وتحتل الرأفة والترحم مكان رقة الطفل و(الماليخوليا) التي لا وجود لها لدى الأطفال هي إحدى الإنفعالات الخاصة في سن الخامسة عشرة) (5).

(في الوقت الذي يعيش الطفل حاضره. يبحث الشاب البالغ حديثاً عن مفهوم الزمن الروحي في الماضي والمستقبل، والفعاليات الفكرية التي تهتم أكثر بالماضي والمستقبل تضع الحاضر في الدرجة الثانية من الأهمية ولهذا السبب فإنه من الصعب على الشاب البالغ حديثاً أن يواجه الحقيقة) (6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟، البلوغ، ص 22.

2ـ المصدر السابق، ص42.

3ـ المصدر السابق، ص 8.

4ـ المصدر السابق، ص 46 ـ 47.

5ـ المصدر السابق.

6ـ المصدر السابق، ص 48 ـ 49.