x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الاسرة في نظر الإسلام
المؤلف: السيد مرتضى الحسيني الميلاني
المصدر: الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة: ص 61 ــ 63
2024-08-24
240
لا شك في أن الشريعة الإسلامية أولت الأسرة عناية فائقة لإدراكها أهمية الدور الذي تؤديه هذه المؤسسة الصغيرة على الساحة الإجتماعية. بخصوص ضبط السلوك الجنسي، وتعويض الخسارة البشرية الناتجة بسبب الموت وتربية الأفراد وحمايتهم، وإشباع حاجاتهم العاطفية، وتنميتهم للإلتحاق بالمجتمع فيما بعد. وقد أوضحت الرسالة الإسلامية دور الرجل ودور المرأة في المؤسسة العائلية. أو بتعبير أدق: فصلت التكاليف الشرعية فيما يخص واجبات الزوج وحقوقه وواجبات الزوجة وحقوقها أولاً، وواجبات وحقوق الأفراد في المؤسسة العائلية ثانياً.
فالإسلام يؤمن بأن الإنسان ليس حيواناً إجتماعياً كما تزعم بعض النظريات الغربية بل يعتبره كائناً كريماً رفعه خالقه سبحانه بالعلم والعقل والإدراك والتفكير ومنحه قابلية الاستخلاف في الأرض. وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].
اعزاءنا الشباب:
إن الذين قالوا الإنسان حيوان إجتماعي كانوا من الزاهدين في الإنسان والظالمين له، إذ أن نظرتهم المتواضعة تلك، تعني أن العلاقات الجمعية التي تربط القطيع الواحد من الحيوانات ضمن مزرعة واحدة لا تعرف ضابطاً يضبط سلوكها الجنسي، ولا نظاماً يحدد شهوتها الهائجة. على عكس النظام الإجتماعي الإسلامي الذي ينظم العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى عن طريق المؤسسة العائلية التي تعتبر من أهم المؤسسات الإجتماعية خدمة للإنسان.
إن الإسلام لا ينظر إلى المؤسسة العائلية على أنها مؤسسة إجتماعية لتعويض الخسائر البشرية نتيجة موت الأفراد فحسب، بل ينظر إليها باعتبارها محطة إستقرار لعالم متحرك، تنتقل من خلالها ممتلكات الجيل السابق إلى الجيل اللاحق عن طريق الإرث والوصية الشرعية، ومحطة فحص وتثبيت أنساب الأفراد عن طريق إعلان المحرمات النسبية الناتجة عن الزواج. وإلحاق الأولاد بآبائهم، ومركز حماية الأفراد بتقديم شتى الخدمات الإنسانية لهم كالمسكن والمطعم والحنان والدفء والمودة. ويعكس ذلك حث الإسلام على وجوب الإنفاق على الأصول والفروع وهما الوالدان والأولاد ووجوب الإنفاق على الزوجة إذ جعل لها الإسلام حقاً مالياً أولياً تتملكه بالعقد والدخول وهو الصداق، وحقاً مالياً آخر وهو النفقة إذا كانت مطيعة وممكنه لزوجها، إضافة إلى وجوب حق الرضاعة ويتحمله الزوج وحق الحضانة ويتحمله الأبوان.
وإذا كانت العائلة في الإسلام هي محطة لشحن الطاقات العملية وقاعدة لتنشيط الإنتاج وزرع المحبة في المجتمع، فإنها في الوقت نفسه مركز لإشباع الحاجات العاطفية كالحب والحنان والعطف والرحمة. والأسرة مكان آمن لتهذيب السلوك الجنسي. فالعائلة إذن تساهم في خلق الفرد الإجتماعي الصالح للعمل والإنتاج والمساهمة في بناء النظام الاقتصادي والسياسي للمجتمع.
ولا تظنوا - إخواني الشباب - أن الإسلام عند اهتمامه بالأسرة خص الرجل فقط بالعناية والإهتمام وأعطاه الولاية على أسرته، بل أعطى المرأة أهمية خاصة منذ بداية إنشاء المؤسسة العائلية، إذ يحق لها أن تشترط شروطاً شرعية جائزة في صيغة العقد ما لم تحرم حلالا أو تحلل حراماً. وعلى الزوج الوفاء بتلك الشروط (المؤمنون عند شروطهم) وحفظاً لحقوقها. فقد اشترط الإسلام في صحة عقد الزواج أن يكون لكليهما العقل والبلوغ والرشد والخلو من المحرمات النسبية والسببية، وأوجب تعين الزوجة في عقد الزواج وهنالك ضوابط أثبتها الفقهاء رفع الله شأنهم في الدنيا والآخرة في رسائلهم العملية.