x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
فاطمة الزهراء عليها السلام حوراء إنسية . .
المؤلف: الشيخ علي الكوراني
المصدر: الحق المبين في معرفة المعصومين
الجزء والصفحة: ص259-269
2024-07-14
423
أشكو من الرشح ، لكن لا يصح أن نضيع حق الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام .
إن فاطمة الزهراء عليها السلام فوق كلامنا ، إنها الصديقة الجليلة ، صاحبة المقام العظيم عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله ، التي إذا استقرت في الجنة زارها جميع الأنبياء عليهم السلام ، آدم فمن دونه ! ( وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين ) . ( تفسير فرات ص 171 )[1]
يا لها من عظمة ! إن الفقه أن يعرف الإنسان معنى ما يقوله المعصومون عليهم السلام وكلمة النبي صلى الله عليه وآله : ( رب حامل فقه غير فقيه ) كلمة عجيبة ، فكيف إذا وصلنا إلى قوله صلى الله عليه وآله : ( ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) !
من الأمور المتفق عليها في مصادر الخاصة ، وقد رويت في عدد من مصادر العامة ، أن أصل مادة بدن الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام ليست من مادة هذا العالم والحياة الدنيا ، بل هي من الجنة من أعلى أشجارها وثمارها ! وأن جبرئيل عليه السلام أخذ النبي صلى الله عليه وآله في معراجه إلى الجنة إلى شجرة طوبى وأطعمه من ثمارها ، أو أهدى له وهو في الأرض من ثمارها ، فأكلها فتكونت نطفة فاطمة وحملت بها خديجة الكبرى سلام الله عليهما .
فقد روى السيوطي ذلك في الدر المنثور ، والطبراني في معجمه ، والثعلبي في تفسيره ، وغيرهم من كبار علماء السنة ومحدثيهم .
وفي رواية الطبراني تعبيرات عجيبة عن تلك الشجرة : عن عائشة قالت قال رسول صلى الله عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة ، فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أرَ في الجنة أحسن منها ، ولا أبيض ورقاً ، ولا أطيب ثمرة ، فتناولت ثمرةً من ثمرتها فأكلتها ، فصارت نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة ) . ( الدر المنثور : 4 / 153 . ونحوه في أمالي الصدوق ص 546 )
نعم رووا ذلك ، لكن هل فهموا فقه ما رووه ؟ !
أما الإمام الصادق عليه السلام فيقول : حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه . ولا يعد الرجل فقيهاً حتى يفقه مقاصد الكلام ودقائقه ![2]
لاحظوا أن جبرئيل عليه السلام أخذ النبي صلى الله عليه وآله وهو الشخص الأول في العالم ، إلى الشجرة الأولى في الجنة ، في أرفع ملك الله تعالى ، وإنما كان ذلك بجاذبية الملك والملكوت ؟ ! ثم قطف له من أفضل ثمارها فكان ذلك الثمر نطفة الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام لتكون آية لله تعالى في الأرض فريدة في تكوينها وشخصيتها وذريتها ؟ !
تأملوا في قول الله تعالى : فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين َ . ( سورة الحجر : 29 ) ، فلابد من فهم هاتين الكلمتين : تسوية الجسد ، ثم نفخ الروح ، فهما تدلان على إعداد خاص للجسد ، وعلى تناسب خاص ضروري بينه وبين الروح ، فنفس الإنسان لا يمكن أن تحل في بدن حيوان مثلاً ، لماذا ؟ لأن تسويته غير مناسبة لها ، فهي لا تحل إلا في بدن تمت تسويته في أحسن تقويم : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ . لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( سورة التين : 1 - 4 )
وما دام بدن الإنسان العادي مخلوقاً في أحسن تقويم ، فكيف بالبدن الذي لم يؤخذ أصله من عالم الملك ، بل أخذ من عالم الملكوت الذي هو فوق عالم الظلمات ، كبدن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام ؟ ! وكيف ستكون النفس التي تناسبه وتحل فيه ؟ ! !
هذا هو الفقه الذي لم يفهمه الطبراني ولا السيوطي ولا الفخر الرازي ، ولا كل من روى منهم وكتب حديث خلق فاطمة من ثمار شجرة طوبى !
إن شجرة طوبى شجرة وحيدة متفردة ، وقد شاء الله تعالى أن يجعل تكوين بنت أفضل أنبيائه صلى الله عليه وآله وأم خير أوصيائه عليهم السلام من أعلى ثمارها !
فما هي الروح المتناسبة مع هذا البدن التي اختارها الله لفاطمة عليها السلام ؟ ! !
إنها من أسرار الله تعالى التي لا نستطيع أن نفهمها ، لكنا نفهم منها لماذا علمنا النبي وأهل بيته أن ندعو الله تعالى فنقول : ( اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها ، وبعلها وبنيها ، والسر المستودع فيها ) ! !
نعم إن قضية الزهراء عليها السلام بهذا المستوى من العظمة والأهمية ، غاية الأمر أن كل إنسان يفهم منها بقدر عقله وفكره ( إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ) ! فبعضهم يفهم من شخصية الزهراء عليها السلام أنها أم نموذجية ! فمعرفته لها على قدر عقله ! وبعضهم يفهم أنها زوجة مثالية ، وهذا أيضاً قدر عقله وشعوره ! وبعضهم حد فهمه أن يرى فيها قدوة لنساء العالم ، وهذا أيضاً حد فهمه !
لكن قضيتها عليها السلام أعظم من كل ذلك ، فعندما نبحث عن أسرار الله المودعة في الروح الفريدة للزهراء عليها السلام ، ذات التكوين البدني الفريد ، نصل إلى أن روحها خلقت من نور عظمة الله تعالى ! ! فعن جابر بن يزيد الجعفي رحمه الله أنه سأل الإمام الصادق عليه السلام : لم سميت فاطمة الزهراء ، زهراء ؟ فقال : لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته ، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ، وغشيت أبصار الملائكة ، وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور ؟ فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أُفضله على جميع الأنبياء ، وأُخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، يهدون إلى حقي ، وأَجْعَلُهُم خلفائي في أرضي ، بعد انقضاء وحيي ) . ( الإمامة والتبصرة ص 133 )
إن إضافة النور إلى الله تعالى يعطيه خصوصية عالية ، فالله تعالى نور السماوات والأرض ، والنور الذي خلقه ونسبه اليه ، يصعب على العقول فهمه : اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شئ عَلِيمٌ ( سورة النور : 35 )
ونور العظمة أعلى من نور العلو ، لأن وصف العظيم في آية الكرسي ورد بعد وصف العلي : وَلا يُحِيطُونَ بِشَئٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( سورة البقرة : 255 )
وعندما يكون البدن من أعلى ما في الجنة ، والروح من نور العظمة ، فأي بشر سيكون صاحبه ؟ ! من أين أتى ، والى أين ، وماذا سيكون في المحشر ، وأين سيكون في الجنة ؟ !
وقد روى الإمام الصادق عليه السلام عن جده المصطفى صلى الله عليه وآله كيف خلق الله تعالى روح فاطمة من نور عظمته قبل خلق آدم عليه السلام ، فقال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق نور فاطمة قبل أن تخلق الأرض والسماء . فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟ فقال صلى الله عليه وآله : فاطمة حوراء إنسية . قال : يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟ قال : خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم ، إذ كانت الأرواح ، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم ! قيل : يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش . قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال : التسبيح والتهليل والتحميد ) . ( معاني الأخبار للصدوق ص 396 )[3]
كانت في حقة تحت ساق العرش . . كالجوهر الذي يحفظونه في علبة في صندوق ثمين ، مكانها عند قوائم عرش الرحمن ! أما طعام روح فاطمة قبل أن تحل في هذا البدن الفريد أيضاً فكان التسبيح والتهليل والتحميد ، وذلك بعد التقديس !
فأول طعامها التسبيح وبهذه نعرف العلاقة بين الزهراء عليها السلام وبين تسبيح الزهراء الذي سماه النبي صلى الله عليه وآله باسمها والذي كانت تتغذى به وتداوم عليه في ذلك العالم !
إن المهم كما أكدنا دائماً هو الدراية ، وليس مجرد الرواية !
نحن نتعجب عندما نعرف أن سبب نزول سورة طه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ من حبه لربه واستغراقه في عبادته أنه كان يقف في محرابه يصلي حتى تورمت قدماه ، فأنزل الله عليه سورة ( طه ) يحدثه فيها ويطمئنه ويطلب منه أن يخفف عن نفسه !
( طَهَ . مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى . تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى . الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى . لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى . وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى . اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى . وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ) . ( سورة طه : 1 - 9 )
لكن هذا ليس عجيباً على الشخص الأول في الوجود ، والنقطة الأولى في قوس النزول ، والنقطة العليا في قوس الصعود !
بل هو عجيب على ابنته الزهراء عليها السلام التي لم تبلغ ثمانية عشر عاماً ، وقد سلكت خط أبيها ، ووقفت في محرابها تصلي لربها وتعبده ، حتى تورمت قدماها كأبيها ، فكانت شريكة له في سورة ( طه ) !
إنها ملحمة العبودية لله في هذا البيت ، فقد كانت فاطمة مستغرقة في ذات الله ، مندكة في عظمته وجلاله . وكانت في هذه النشأة في سباق في معرفة الله تعالى وعبادته ، ونسخة عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله في شبابه ![4]
والآن يمكننا أن نفكر لماذا تشترك الزهراء مع أبيها يوم القيامة في فضيلة لا يشاركهما فيها غيرهما ، فعندما يتم حشر الناس وحسابهم ويؤتى بالبراق للنبي صلى الله عليه وآله للذهاب إلى الجنة ، يتقدم أمامه موكب واحد ، هو موكب فاطمة الزهراء عليها السلام ! ![5]
ونفهم لماذا عندما تدخل فاطمة الجنة ، يزورها الأنبياء عليهم السلام من آدم فما دونه ، يزورها نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، ويزورها رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولذلك تفسير لا يتسع له المقام !
ويمكننا أن نفهم لماذا خصها الله بالذكر في بشارة الأنبياء السابقين بخاتم أنبيائه صلى الله عليه وآله : ( أوحى الله تعالى إلى عيسى جِدَّ في أمري ولا تترك ، إني خلقتك من غير فحل آية للعالمين ، أخبرهم : آمنوا بي ، وبرسولي النبي الأمي ، نسله من مباركة هي مع أمك في الجنة ، طوبى لمن سمع كلامه ، وأدرك زمانه ، وشهد أيامه ) . ( الخرائج والجرائح : 2 / 950 )
ونفهم معنى أنها ليلة القدر : ( عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ، ليلة القدر فاطمة ، ليلة القدر فاطمة ، فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر ، وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) . ( تفسير فرات الكوفي ص 581 ، البحار : 43 / 65 ، العوالم : 11 / 103 )
فبطون الكتاب المحكمة كلها في ذلك السر المستسر في قلب فاطمة عليها السلام !
إن بشراً كهذا البشر لهو فوق تعبيرنا ، ومهما قلنا في حقها ينبغي لنا أن نستغفر الله تعالى من تقصيرنا فيه .
وهنا نصل إلى قول الإمام الصادق عليه السلام : ( إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) !
[1] في البحار : 8 / 172 ، عن تفسير فرات : عن ابن عباس ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم على فاطمة عليها السلام وهي حزينة ، فقال لها - وساق الحديث في أحوال القيامة إلى أن قال : فتقولين : يا رب أرني الحسن والحسين ، فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دماً وهو يقول : يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني ، فيغضب عند ذلك الجليل ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون ، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ، ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم فيقولون يا رب إنا لم نحضر الحسين فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم بسيماهم بزرقة العيون وسواد الوجوه ، وخذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار ، فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه ! فتسمع أشهقتهم في جهنم - وساق الحديث إلى أن قال : فإذا بلغت باب الجنة تلقتك اثنتا عشر ألف حوراء لم يتلقين أحداً قبلك ولا يتلقين أحداً كان بعدك ، بأيديهم حراب من نور على نجائب من نور ، جللها من الذهب الأصفر والياقوت الأحمر ، أزمتها من لؤلؤ رطب ، على كل نجيب أبرقة من سندس منضود ، فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها ، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على عمد من نور ، فيأكلون منها والناس في الحساب ، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون .
وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين .
وإن في بطنان الفردوس للؤلؤتين من عرق واحد : لؤلؤة بيضاء ، ولؤلؤة صفراء ، فيها قصور ودور فيها سبعون ألف دار ، البيضاء منازل لنا ولشيعتنا ، والصفراء منازل لإبراهيم وآل إبراهيم ) . انتهى . ( تفسير فرات ص 171 ) .
[2] في معاني الأخبار للصدوق رحمه الله ص 2 : عن الإمام الصادق عليه السلام قال : حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً ، لنا من جميعها المخرج ) .
[3] في الكافي : 1 / 389 : ( أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله خلقنا من نور عظمته ، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ، فأسكن ذلك النور فيه ، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً ، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من تلك الطينة ، ولم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً ، إلا للأنبياء ، ولذلك صرنا نحن وهم الناس ، وصار سائر الناس همج ، للنار وإلى النار ) .
[4] في المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 119 : ( الحسن البصري : ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة ، كانت تقوم حتى تورم قدماها . وقال النبي لها : أي شئ خير للمرأة ؟ قالت : أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل ، فضمها إليه وقال : ( ذرية بعضها من بعض ) .
وفي فضل آل البيت للمقريزي ص 25 : ( ومن تتبع سيرة علي وفاطمة والحسن والحسين ومواضبتهم على صلاة الفريضة والنافلة يدرك بطلان ذلك . كيفَ وعليٌّ الذي لم يترك صلاته حتى يوم صفين ، وفاطمة التي كانت تتورم قدماها من صلاة الليل ، والحسن الذي كان يحج ماشياً ، والحسين الذي ما ترك صلاته لا ليلة عاشوراء ولا يومها وبنو أمية ترميه بالسهام ) .
وفي علل الشرائع للصدوق : 1 / 179 : ( حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة لم سميت الزهراء ؟ فقال لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء ، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ) .
[5] في ميزان الإعتدال للذهبي : 2 / 618 : ( عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني ، عن أبي هريرة قال رسول الله : أول شخص يدخل الجنة فاطمة . أخرجه أبو صالح المؤذن في مناقب فاطمة ) . انتهى . وهو في لسان الميزان لابن حجر : 4 / 16 .
وفي كنز العمال : 12 / 110 : ( أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد ، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل ) . ( أبو الحسن أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي ، والرافعي عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني .
وفي مناقب آل أبي طالب : 3 / 10 عن أبي صالح في الأربعين عن أبي حامد الإسفرائيني بإسناده عن أبي هريرة .
وفي البحار : 73 / 70 ، من كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي عن أبي هريرة .
وفي اللمعة البيضاء للأنصاري ص 55 : عن مقتل الحسين للخوارزمي : 56 ، والفردوس : 1 / 38 ح 81 ، ونظم درر السمطين : ص 180 ، والخصائص الكبرى للسيوطي : 2 / 225 ، ومسند فاطمة الزهراء : ص 52 ح 114 ، ومناقب ابن شهرآشوب ) .
وفي أمالي الصدوق ص 69 : ( حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال : حدثني إسماعيل بن علي السندي ، عن منيع بن الحجاج ، عن عيسى بن موسى ، عن جعفر الأحمر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنين ، خطامها من لؤلؤ رطب ، قوائمها من الزمرد الأخضر ، ذنبها من المسك الأذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، على رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركناً ، كل ركن مرصع بالدر والياقوت ، يضئ كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء ، وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك ، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ، ينادي بأعلى صوته : غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد . فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صديق ولا شهيد ، إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ، فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله ، فتزج بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيدي ، احكم بيني وبين من ظلمني ، اللهم احكم بيني وبين من قتل ولدي . فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي ، سليني تعطيْ ، واشفعي تشفعي ، فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم .
فتقول : إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ، ومحبي ومحبي ذريتي . فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها ؟ فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة ، فتقدمهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة .
وفي ثواب الأعمال للصدوق ص 219 : ( حدثني علي بن أحمد بن عبيد الله ، عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه عن محمد بن خالد ، بإسناده يرفعه إلى عنبسة الطائي ، عن أبي جبير ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يمثل لفاطمة رأس الحسين متشحطاً بدمه فتصيح وا ولداه وا ثمرة فؤاداه ، فتصيح الملائكة لصيحة فاطمة ، وينادي أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة ، قال : فيقول الله عز وجل : أفعل به ولشيعته وأحبائه وأتباعه . وإن فاطمة في ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجبينين واضحة الخدين شهلاء العينين رأسها من الذهب المصفى ، وأعناقها من المسك والعنبر ، خطامها من الزبرجد الأخضر ورحائلها مفضضة بالجوهر ، على الناقة هودج غشاوته من نور الله ، وحشوها من رحمة الله ، خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا ، يحف بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا أهل القيامة غضوا أبصاركم فهذه فاطمة بنت محمد رسول الله تمر على الصراط فتمر فاطمة عليها السلام وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف . قال النبي صلى الله عليه وآله : ويلقى أعداءها وأعداء ذريتها في جهنم ) .
وفي ذخائر العقبى للطبري ص 48 : ( ذكر زفاف فاطمة عليها السلام إلى الجنة كالعروس ) : عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة وعليها حلة الكرامة ، قد عجنت بماء الحيوان ، فتنظر إليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى حلة من حلل الجنة على ألف حلة مكتوب بخط أخضر : أدخلوا ابنة محمد الجنة على أحسن صورة ، وأكمل هيبة ، وأتم كرامة ، وأوفر حظ ، فتزف إلى الجنة كالعروس حولها سبعون ألف جارية )