1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

الاسلام والشيوخ

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 53 ــ 56

2024-07-09

476

هناك عناية كبيرة بالشيوخ في الدين الإسلامي، فقد دعا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرون (عليهم السلام) أتباعهم إلى تكريم الشيوخ واحترامهم، وقد قدمنا القيمة المعنوية والإجتماعية لاحترامهم.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (البركة مع أكابركم) (1).

تجارب الشيوخ:

رأى الشيوخ الكثير طوال عمرهم وذاقوا حلو الحياة ومرها كما أنهم حصلوا على دروس كثيرة من مدرسة الحياة، وهؤلاء رغم أن أجسامهم ضعفت، وفقدوا الكثير من القدرة والحركة والنشاط، ولكنهم اكتسبوا تجارب قيمة، ويعرفون الخير والشر، ويفسرون المسائل بشكل أفضل، ويستطيعون كالقادة الدينيين أن يكونوا هداة للآخرين، ويدلون الشباب والرجال على خيرهم وسعادتهم.

قال الصادق (عليه السلام): (الشيخ في اهله كالنبي في امته) (2).

كانت بين بعض الأقوام والقبائل عادات عجيبة بالنسبة للوالدين المعمرين، إذ كان الأبناء طبقاً لعقيدة خرافية، او مراسم محلية يتصرفون بظلم مع آبائهم المسنين وينهون حياتهم بطريقة غير إنسانية.

خرافات بعض القبائل:

(أهالي جزيرة (فيجي) يعتقدون أن أي شخص يحتفظ بقواه البدنية والروحية التي هو عليها لدى موته في العالم الآخر، ولذا فإن الشخص عندما يصل إلى الشيخوخة فإنه سيبقى كذلك إلى الأبد، ولهذا السبب فإن الإبن الذي يحترم والديه يستطيع أن يقتلهما بضمير هادئ، وهو يعتقد أنه قدم أكبر خدمة لهما) (3).

وأد الشيوخ:

(يقول ويل ديورانت: سكان ملانزي يدفنون المرضى العجائز أحياء ويعتبرون ذلك وسيلة جيدة للخلاص من بقاياهم) (4).

(يقول راسل: لقد كان التعاون الإجتماعي في الأساس مبنياً على القوة والقدرة وعلاقات الوالدين بأبنائهما، طالما هم صغار، فهي مبنية على القوة والقدرة، وعندما يكبر الأبناء ويضعف الوالدان، ينقلب الوضع، بعض القبائل كانوا يبيعون الوالدين الضعاف إلى القبائل المجاورة آكلة لحوم البشر، ولذا كانوا يقتصدون في تكاليف العيش. ولكن عندما كان الآباء في عنفوان الشباب حالوا دون ذلك ووقفوا بوجه هذه العاقبة السيئة، حيث إنهم بدأوا تعليم الأبناء منذ الصغر فضيلة المحبة والعطف) (5).

الشيوخ وعالم اليوم:

في عالم اليوم، حيث إن المبادىء الإيمانية ومكارم الأخلاق سارت نحو الضعف، وفقدت العواطف الإنسانية والألفة العائلية قيمتها في عالم أصبح أساس الحياة فيه مبنياً على اللذة والشهوة، وأصبح الهدف الأساس للناس جمع الثروة أكثر فأكثر، فإن وضع الوالدين أصبح مؤسفاً، حيث لا ايمان كامل في قلوب الأبناء ليكرموا الوالدين في سبيل الله، وليس لديهم للفضائل الأخلاقية قيمة حتى يحترموهما لما لهما من حق.

انعدام عاطفة الشباب حيال الشيوخ:

والشباب والكهول يسيرون بسرعة نحو أهدافهم المادية، وليس فقط لا يعيرون أهمية لوالديهم المسنين، بل يعتبرونهما سداً ومانعاً امام تقدمهم ولذا يسعون لإبعادهما عنهم ليتخلصوا من عبئهما.

إن الأشخاص الذين عاشوا عمرهم لوحدهم، ولم يؤسسوا عائلة منذ البداية ولا يملكون زوجة ولا أبناء، أو كانوا لديهم ثم فقدوهم، عندما يصل هؤلاء إلى مرحلة الشيخوخة يعانون من (مشكلة) واحدة هي (الشيخوخة). ولكن الوالدين اللذين أمضيا أكثر من نصف قرن وتحملا أعباء تكوين عائلة وصرفا في هذا السبيل عمرهما وأموالهما على أبنائهما وبناتهما، لو حرما في وقت الشيخوخة من المحبة، وأحياناً يواجهان التحقير وعدم الاحترام من الأبناء والأحفاد فإنهما يصابان بمصيبتين، مصيبة الشيخوخة ومصيبة الإهانة وفقدان المحبة. ولا شك ان القلق النفسي والضغوط الروحية التي يصابان بها هي أقسى بكثير من المصيبة الأولى. لحسن الحظ أن مجتمعنا الذي أكثر سكانه من المسلمين، الناعمين بتعاليم الإسلام، يعطفون ويكرمون الوالدين عند الشيخوخة، ولذا نرى الوالدين المسنين يحظون بنوع من المحبة والاحترام، ولكن في الدول الغربية قلت بشكل ملحوظ مكانة الوالدين المسنين، وفي بعض الأحيان يصابان بوضع مؤسف بحيث يقدمان على الانتحار بسبب الضغوط والوضع النفسي السيء لهما. وأحياناً يكون الأبناء العاقون هم الذين يمهدون لموت الوالدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وهج الفصاحة، كلمة 1103، ص 398.

2ـ لئالىء الأخبار، ص 181.

3ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 180.

4ـ مباهج الفلسفة، ص 85.

5ـ الآمال الجديدة، ص 99.