x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
ما هو السلوك
المؤلف: السيد الدكتور سعد شريف البخاتي
المصدر: الثقافة العقليَّة ودورها في نهضة الشعوب
الجزء والصفحة: ص 25 ــ 26
2024-07-03
556
السلوك هو: النشاط البشري بألوانه الواسعة.
فالسلوك هو: الحركة الارادية، والنشاط الارادي الذي يفعله الانسان بإرادته.
وإذا أردنا ان نتعمق ونحلل فكرة الفعل الارادي، نجد ان معناه هو: السلوك الذي يريده الانسان ويختاره من بين سلوكيات متعددة.
وقولنا (يريده ويختاره) يدل على عملية واعية شاعرة يستعملها الانسان عندما يقوم بعملية الاختيار، بمعنى انه ينظر بين سلوكيات متعددة، ثم يتفحصها ويقوم بانتخاب أوفقها به وأقربها الى أهدافه ومآربه. فالإنسان عندما يفعل يكون فعله مسبوقا بعملية نفسية هي الإرادة والاختيار، فتحتم أن ننظر في عملية الاختيار والإرادة، كيف تتم، وعلى أي معيارٍ تعتمد؟
تتم عملية الاختيار والانتخاب، أو ما يسمى بالإرادة على مبدأ العلم والوضوح، فعندما يعلم الإنسان ويتضح له بحسب مدركاته أن هذا الشيء ينفعه، فإنه ينتخبه ويقع عليه الاختيار، فيريده، وعندما يريده يتحرك نحوه.
ومن هنا يتضح أن الإرادة والانتخاب متوقفة على طبيعة العلم الحاصل له، فمن علم بأن السجاير - مثلاً - مسلية وتريح له أعصابه، وتجعله يتحسس حريته و.... تتحرك فيه الرغبة والإرادة لاختيار التدخين، بينما من يحصل له علم بأنها قد تؤدي بحياته، كما لو أخبره الطبيب بأن حالته الصحية لا تسمح له بالتدخين، فلا شك أنه سيترك التدخين. فطبيعة العلم الحاصل لدى الشخص لها دور كبير في حصول الإرادة، وبالإرادة يحصل السلوك.
ولو أردنا أن نتفحص هذا القانون ونجريه على الفرد أو المجتمع، لوجدنا له تطبيقات كثيرة، بل من خلاله يحصل لنا الربط بين سلوكيات مجتمع ما وبين الثقافة التي يحملها، فإن المجتمع عندما نجد فيه ظاهرة سلوكية معينة - سلبية أو إيجابية - نعلم بأن هذه الظاهرة هي نتاج طبيعي لثقافةٍ ما جعلته يختار- وبإرادته - هذا السلوك أو ذاك.
فظاهرة الغش أو الرشوة أو السرقة أو الجريمة أو ما شاكل في مجتمع ما، تدل على ثقافة معينة يحملها أبناء ذلك المجتمع، بينما ظاهرة الأمانة والصدق والمحبة والتواصل والوحدة واحترام القانون، تنبئ عن ثقافةٍ أخرى يحملها أبناء المجتمع الآخر.
فمن تربّى في بيئةٍ تحمل ثقافة العفة والشرف والعزة، لا تراه يقترب مما يتنافى مع هذه الأمور، وهكذا أمثلة كثيرة؛ وعليه فمفتاح الإصلاح هو الثقافة إذا استطاع المصلح المثقف أن يزرّق ثقافته في وسط الأمة بأساليب هادئة محببة، ولا شك أنه سيجني ثمارها، وسيرى أن المجتمع سينتخب الأفعال التي يريدها منه؛ لأنه غرس فيه السبب، وإذا حصل السبب فلا يمكن إلا يحصل المسبب.