1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

المدرسة ودورها في تفعيل رغبة المطالعة

المؤلف:  السيد الدكتور سعد شريف البخاتي

المصدر:  الثقافة العقليَّة ودورها في نهضة الشعوب

الجزء والصفحة:  ص 126 ــ 129

2024-03-10

958

تعتبر المدرسة صاحبة القسط الأكبر في حياة الطالب وتكوّن شخصيته، فبيئة المدرسة، وشخصية المعلم، وطبيعة المنهج، والجدول الدراسي الأسبوعي، وطريقة عرض المواد، وكيفية تعاطي الإدارة، لها أكبر الأثر في سلوك الطالب وتعاطيه مع العلم والمعرفة.

فلو كان التعاطي في المدرسة مع الطالب على أساس الدرجة الامتحانية وعدم لحاظ الجوانب الأخرى، فلا شك أن العلم يفقد قيمته في شخصية الطالب وثقافته، بل سيكون سلوك العلمي هو الحفظ في أجل الامتحان أما التحقيق والبحث والتعلم لبناء الذات، فلا محل له في شخصيته وثقافته؛ ومن هنا تجد الكثير وبعد دراسته ومرافقته للكتاب والدرس بأكثر من اثني عشر عاماً يهجر الكتاب، بمعنى أن الطالب بعد تخرجه من الجامعة لا يفكر في المطالعة حتى في اختصاصه، فضلاً عن المطالعة في المجالات الأخرى؛ ولذا تقول بعض الدراسات: إن نسبة المطالعين والقارئين بين الفئة الجامعية تساوي 17%. وهذا يعني أن 83 % من الفئة نفسها لا علاقة لها بالكتاب والقراءة!!! 

وهذه حالة غير صحية في الجانب الثقافي والمستوى الفكري، فلا بد من الالتفات إليها ومعالجتها بطرق علمية باستعراض أسباب المشكلة ومن ثم وضع الحلول الاستراتيجية لرفعها؛ ولذا نقترح على مدراء المدارس والمسؤولين التعليميين بعض الأمور، التي تعين على إنعاش الوضع الثقافي لدى الطلاب، وتنمية حالة القراءة عندهم:

الأول: تأسيس مكتبة عامة للمطالعة، ووضع حصة مطالعة ضمن الحصص الدراسية الأسبوعية، على ألا تقل عن حصتين في الأسبوع، وأن تكون بإشراف مرشد الصف، وفتح مجال للاستعارة فيها.

الثاني: إيجاد مكتبة لبيع الكتب التي تناسب أعمار الطلاب في المدرسة، على أن يراعى فيها التنوع المعرفي للعلوم التي درسها، والكتب الثقافية والفكرية التي تناسب تلك المراحل.

ولذا نفضل أن تكون الكتب التي تباع فيها تحت إشراف لجنة من الأساتذة الذين لديهم معرفة في هذا المجال؛ بحيث لا يكون تجميع الكتب عشوائياً.

الثالث: دعم الكتاب ليتسنى للطالب اقتناؤه، بمعنى أن يراعى الوضع المادي لأضعف الطلاب، فلا تكون الكتب حكراً على طبقة معينة ويحرم الآخرون منها. 

الرابع: خلق جو ثقافي يشد الطالب للمطالعة، من خلال إجراء المسابقات العلمية للبحوث والمقالات، والتشجيع على المطالعة من خلال الكلمات التوجيهية للإدارة والأساتذة، ونشر بعض فوائد المطالعة وأهميتها في النشرة الجدارية للمدرسة.

من خلال ما تقدم من البحث، يتبين أن الأساس الذي تبتني عليه حركة المجتمع - صعوداً وهبوطاً - هو نمط التفكير، فإذا كانت طبيعة التفكير تسير وفق معايير وقوانين سليمة، وخطوات منظمة لا شك سوف تخرج النتائج من الأعراف والتقاليد والمعتقدات والقيم الأخلاقية والاجتماعية، أبعد ما يكون عن الخرافة والازدواجية والتبعية أو الخمول والتشرذم، وما شابه ذلك من الأمراض التي تنخر في جسد المجتمعات البشرية، ولكن هذه الأوبة الفتاكة، ليست ببعيدة عن فكر الأمة وسلوكياتها، عندما تفكر خارج الأطر والقوانين الصحيحة والطبيعية لنظام العقل التكويني الفسلجي.

وهذا ما يحدد نجاح نهضة الإصلاح أو فشلها في الأمة، فالمصلح إن بدأ بحركته ونهضته من الجذر استطاع أن يقطف ثمارها، ولو على المدى البعيد، وإلا فلا يحصد من عناء جهوده إلا التحشيد الجماهيري الآني على أحسن الاحتمالات.

فلنضع الركود والاتكال على الغير والتنصل عن المسؤولية جانباً، ولنعمل على بث الروح الحضارية في أمتنا من جديد، فإن مجرد التمجيد بجهود الماضين من أسلافنا، أو الانبهار بما تحققه المجتمعات الأخرى القديمة والمعاصرة لا يجدي نفعاً في حل الأزمة، فإن عزة الشخص وفخره ورفعته بمقدار عزة الأمة التي ينتمي إليها، وبمقدار ما يمتلكه المجتمع الذي ينتمي إليه من حضارة وعقلانية ونبل في القيم. {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105].