تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
زُحل
المؤلف: يعقوب صرُّوف
المصدر: بسائط علم الفلك وصور السماء
الجزء والصفحة: ص94–97
2023-11-05
1080
إذا نظرنا إلى زُحَل من غير منظار رأيناه كغيره من الكواكب نقطة لامعة، ولكن إذا نظرنا إليه بنظارة مقربة رأيناه يمتاز عن سائر نجوم السماء بحلقة عريضة رقيقة ملتفة حوله كما ترى في الشكل 11–4 وإذا دققنا النظر إليه بمنظار كبيرة رأينا هذه الحلقة مؤلفة من ثلاث حلقات متراكزة؛ أي ذات مركز واحد أبعدها عنه منيرة كزُحل نفسه والتي تليها منيرة أيضًا ويفصل بينهما خلاء يسمَّى فاصل كاسيني نسبة إلى دومنك كاسيني الفلكي الإيطالي الذي اكتشفه في مرصد باريس سنة 1675، وداخل الحلقة الثانية حلقة ثالثة متصلة بها وهي قليلة الإشراق وتكاد تكون شفَّافة يُرَى جسم زُحل من خلالها وهي غير متصلة به بل يفصل بينها وبينه فاصل واضح كما ترى في الشكل، وهذه الحلقة لم تُكْشَف حين اكتشاف أختيها بل تأخر اكتشافها إلى سنة 1850 اكتشفها حينئذ الفلكي بوند في أمريكا والفلكي دوز في إنكلترا اكتشفاها في وقت واحد، أما الحلقتان الأوليان فاكتُشِفَتا من عهد غاليليو، ومادة هاتين الحلقتين محتشدة نوعًا فيُرَى ظلُّ زُحل عليهما ويُرَى ظلُّهما عليه وليس كذلك الحلقة الثالثة، وسعة هذه الحلقات من طرف إلى طرف 172310 أميال؛ أي أكثر من مضاعف قطر زُحل، ويختلف منظرها باختلاف موقع زُحل منا فقد تكون هالات إهليلجية حوله وهو في وسطها كما ترى في الشكل 11–6، وقد يتجه حرفها إلينا فنراها خطا منيرا على وسط زُحَل ممتدا على جانبيه كما ترى في الشكل 11–5 ويحدث ذلك مرة كل نحو 15 سنة وما حدث سنة 1892 اختفى هذا الخط تماما دلالة على أن الحلقات رقيقة جدًّا لا يزيد سمكها على 50 ميلا وكان حرفها غير مائل حينئذ فلم يُر لبعده الشاسع ثم رئيت خطا دقيقا آخر مرة سنة 1907 ورؤيت كذلك سنة 1922. وقد اختلف الفلكيون في مادة هذه الحلقات بين أن تكون جامدة أو سائلة إلى أن قام كلارك ماكسويل الرياضي وأثبت سنة 1857 أنها لو كانت جامدة أو سائلة متصلة الأجزاء لما استطاعت أن تبقى في مكانها فلا بدَّ من أن تكون مؤلفة من أجزاء صغيرة جامدة أو منفصل بعضها عن بعض؛ أي من أقمار صغيرة جدًّا تدور حول زُحل بعضها مع بعض، وكان في الإمكان أن تتجمَّع وتصير قمرًا واحدًا أو أقمارًا قليلة لو لم يكن زُحل قريبًا منها فيمنع تجمعها بجذبه الشديد لها إذ قد أثبت روش الفلكي الفرنسي أن الأقمار لا تتكون حول سياراتها إلَّا إذا أُبعدت عنها بُعْدًا يتوقف مقدراه على كبر جِرْم السيار.
شكل 11–4: زُحل.
شكل 11–5
وارتأى علماء الفلك من عهد قديم أنَّ هذه الحلقات تدور حول زُحل دوامًا وإلا ما استطاعت البقاء في أماكنها بل كان جذبه الشديد لها يمزّقها كلَّ ممزق، ثم أثبت الأستاذ كلير منذ عهد غير بعيد أنها تدور فعلًا وبين مَنْ رصدها بالسبكتروسكوب أنَّ أجزاءها القريبة من زُحل أسرع في دورانها من أجزائها البعيدة عنه، وهذا يُؤيد ما قيل من أنها مؤلفة من أقمار صغيرة أو أجزاء منفصلة بعضها عن بعض، وذلك شأن الأقمار القريب منها أسرع دورانًا من البعيد، ثم لو كانت كلُّ حلقة منها مادة جامدة متصلة الأجزاء لوجب أن تكون البعيدة منها أسرع من القريبة ولا بدَّ من أن تكون مادتها قليلة؛ لأنها لا تؤثر في حركات زُحل.
شكل 11–6
وقُطْر زُحل أقصر من قُطر المشتري نحو الخُمس وهو شديد التفرطح من قطبيه حتى يظهر تفرطحه بالتلسكوب فإن قطره الاستوائي 769770 ميلا وقطره القطبي 760470 ميلا، وسطحه يشبه سطح المريخ من حيث وجود المناطق والبقع عليه ويعلم منها أنه يدور على محوره مرة كل نحو عشر ساعات وربع ساعة، وأجزاؤه الاستوائية أسرع من أجزائه القطبية كأنَّ مادة سطحه مائعة متحركة لا ينتظم سيرها مع سيره كله، وكثافته أقل من كثافة المشتري دلالة على أن جانبًا كبيرًا منه لا يزال بخارا؛ أي إنه لا يزال في الدرجات الأولى من التكون.
والمعروف حتى الآن أن له عشرة أقمار فهو أكثر السيارات أقمارًا وأحدث أقماره اكتشافًا القمر الذي كُشِفَ سنة 1898 وأخوه الذي كُشِفَ سنة 1904 وقد كُشِفَ كلاهما بواسطة التصوير كما كُشِفَ كثير من النُّجيمات ومكتشفهما الأستاذ بكرنج الأميركي والأخير منهما أصغر جرم يرى في النظام الشمسي.
وأغرب أقمار زُحَل القمر التاسع الذي اكتشفه بكرنج فإنه لا يدور حوله من الغربإلى الشرق كسائر الأقمار بل من الشرق إلى الغرب. وتظهر الشمس من زُحَل صغيرة جدًّا حتى لا يكاد يكون لها قرص ظاهر ويصل إليه من نورها وحرارتها ما يُماثل جزءًا من تسعين جزءًا مما يصل إلى الأرض منهما، والذي يُقيم في زُحَل لا يرى من الأرض والسيَّارات كلها إلَّا المشتري وهو يراه كما نرى الزهرة حجمًا ووضعا؛ أي نجم صباح ونجم مساء.
ولا رصد غاليليو زُحَل بالتلسكوب رأى حلقاته ككوكبين كبيرين على جانبيه فكتب إلى كبلر يقول إنَّ زُحَل مؤلَّف من ثلاثة كواكب ثم رَصَدَه بعد نحو سنة ونصف سنة فإذا بالحلقات صارت منطقة حول زُحل بارزة عن جانبيه؛ لأن حرفها كان مُتَّجِها حينئذ نحو الأرض فوقع في حيرة شديدة وقال أين الكوكبان اللذان كانا على جانبي زُحل أين طارا أو أي شيطان ابتلعهما، ثم تغيّر منظرهما رويدا رويدا حتى صارا كيدين معكوفتين على زُحَل وقضى غاليليو نحبه وهو لا يعلم سرَّ هذه الحلقات، ولكن هجنس الفلكي الهولندي اكتشف سرهما سنة 1656 بتلسكوبه الكبير الذي طوله 123 قدما، وترى في الشكل 11–6 صور زُحَل وحلقاته كما كان يتصورها القدماء.
وزُحَل أبعد الكواكب التي عَرَفَ الأقدمون أنها سيارات لا نجوم ثابتة وهو عند العرب مثل في العلو والبُعْدِ وفي ذلك يقول المتنبي:
وعزمة بعثــتــها هِمَّة زُحَل من تحتها بمكان الأرض من زُحل