x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدِّينُ وَاسِعٌ
المؤلف: الشيخ / حسين الراضي العبد الله
المصدر: التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة: ص 433 ــ 435
2023-10-17
1093
نعم الدين أوسع مما يتصوره الفئويون وضيقي الأفق وأهل المصالح الذين حصروه في دائرة مذهب معين أو طائفة معينة أو في جغرافية معينة أو لعرق معين أو في دائرة أفكارهم المتخلفة وسلبوه عن غيرهم فإن الدين أوسع من هذه التصورات والترهات وهنا تأتي أطروحة أهل البيت (عليه السلام) المستنيرة بنور الله والمأخوذة عن جدهم الحبيب المصطفي (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى فإن ما يطرحه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الجانب حول الدين وأنه أوسع مما يتصوره الجهلة من الخوارج ومن هو على مذاقهم وإن تسمى باسم غيرهم.
ففي الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق بسند صحيح قال: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ الْجَعْفَرِيُّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنِ الرَّجُلِ يَأْتِي السُّوقَ فَيَشْتَرِي جُبَّةَ فِرَاءٍ لَا يَدْرِي أَذَكِيَّةٌ هِيَ أَمْ غَيْرُ ذَكِيَّةٍ أَيُصَلِّي فيها؟
فَقَالَ: نَعَمْ لَيْسَ عَلَيْكُمُ الْمَسْأَلَة إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْخَوَارِجَ ضَيَّقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِجَهَالَتِهِمْ إِنَّ الدِّينَ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ (1).
ورواه الشيخ الطوسي بسند آخر عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَضرٍ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَأْتِي السُّوقَ فَيَشْتَرِي جُبَّةَ فِرَاءٍ لَا يَدْرِي أَذَكِيَّةٌ هِيَ أَمْ غَيْرُ ذَكِيَّةٍ أَيُصَلِّي فِيهَا؟
قَالَ: نَعَمْ لَيْسَ عَلَيْكُمُ الْمَسْأَلَةُ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْخَوَارِجَ ضَيَّقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِجَهَالَتهِمْ إِنَّ الدِّينَ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ (2).
وروى الكليني في الكافي بسنده عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِي، قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنِ الدِّينِ الَّذِي لَا يَسَعُ الْعِبَادَ جَهْلُهُ، فَقَالَ: الدِّينُ وَاسِعٌ (3) وَلكِنَّ الْخَوَارِجَ (4) ضَيقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ (5) جَهْلِهِمْ (6).
فالدين فيه من السعة والمرونة والتكيف ما يصلح لكل مكان وزمان ومع كل طبقة من طبقات المجتمع فما يطرحه قصيرو النظر وأهل الأفكار الفئوية لا يعدو أن يكون دين المخلوق وليس دين الله فإن دين الله أجل وأعظم من ذلك.
والجواب في الحديث المتقدم وإن كان عن خوارج ذلك الزمان ولكنه جاء من باب المثال فلا يحصر بهم فهو ينطبق عليهم وعلى غيرهم وخوارج العصر كثر في شرق البلاد وغربها.
القوة في الدين
فالمؤمن إذا علم بدينه وأخذه على نحو اليقين لا على سبيل الظن والاحتمال والتصورات الساذجة فهو حريز عليه وضنين به كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال (عليه السلام): المؤمن في دينه أشد من الجبال الراسية وذلك لأن الجبل قد ينحت منه والمؤمن لا يقدر أحد أن ينحت من دينه شيئاً وذلك لضنه بدينه وشحه عليه(7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من لا يحضره الفقيه ج 1، ص 258، رقم 791.
2ـ تهذيب الأحكام، ج 2، ص 368.
3ـ في شرح المازندراني: (لعل المراد بسعته هنا سعته باعتبار أن الذنوب كلها غير الكفر تجامع الإيمان ولا ترفعه، خلافاً للخوارج، فإنهم قالوا: الذنوب كلها کفر).
4ـ (الخوارج) فرقة من فرق الإسلام، سمو خوارج لخروجهم على علي (عليه السلام) مجمع البحرين، ج 2، ص 294 (خرج).
5ـ في (ز): (على).
6ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 4، ص 182، الحديث 2897 وفي الطبع القديم ج 2، ص 405، الوافي، ج 4، ص 221، ح 1849.
7ـ صفات الشيعة، ص 31.