الخطوبة ليست بالأمر الحديث بل لها صلة وثيقة بعادات وتقاليد بعض الشعوب والأمم المختلفة السالفة، والأديان السماوية لا تمنع ذلك ولا الأعراف بل بعض المجتمعات تشجع عليها. والخطوبة من التقاليد القديمة عند العديد من الأمم الراقية، حيث يرتبط الشاب والفتاة بعقد الزواج ارتباطاً مبدئياً، وهي أن تكون هناك مدة وفرصة كافية لدرس الإثنين أخلاق بعضهما البعض عن قرب كي يتحققا إن كانا يستطيعان العيش في المستقبل مع بعضهما أم لا وإن كانا سيرتبطان بعقد الزواج المقدس، وإلا ابتعدا عن بعضهما دون أي خلاف يذكر. والخطوبة كانت معروفة قبلاً عند الرومان فكانت تسبق الزواج وهي عندهم وعد إلى زمن مستقبل يعقد حينه عقداً مقدساً (الزواج) وهذا الأمر يوجد لدى المسيحية فهي عقد كنسي يرتبط به الخطيبان وله شروطه الخاصة لديهم، وكانت العرب في الجاهلية تقوم بهذا الأمر المباح حيث كانت الفتاة تخطب إلى أبيها أو أخيها أو عمها أو بعض شبان العشيرة أو القبيلة.

أما الخطوبة في عرفنا اليوم فباتت في أكثر المناطق وبشكل كبير تعني مرحلة عقد القران قبل الزفاف (كتب الكتاب) وهذا الأمر حسن ومفيد لأن الإثنين (الشاب والفتاة) يحتاجان إلى هذه الفترة ليتجانسا ويزيلا بعض الحواجز فيما بينهما، والإسلام يحث على هذا الأمر ولا يمانع من ذلك، فقد جاء أن النبي قد عقد قران الإمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة (عليها السلام) قبل الزفاف بشهر أو شهرين وكانت فترة تمهيدية للزفاف (1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع كتاب فاطمة من المهد إلى اللحد للقزويني. 

مواضيع ذات صلة

أهداف الزواج

استحباب نِساء قريش وبني هاشم

منع العروس من الألبان والخل والكزبرة والتفَّاح الحامض

اختيار الزوجة الكريمة الأصل المحمودة الصفات

استحباب التَّزويج وزفاف العرائس ليلاً والتَّكبير

أثر أكل الطعام الطاهر والحلال

استحباب الزوجة الصالحة المُطيعة

آفات الزواج وفوائده

أنواع النساء

ليلة الزفاف

مرحلة ما قبل الاقتران

زفاف السيدة الزهراء (عليها السلام)