x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
إستراتيجيات تعليم التربية البيئية في المدرسة
المؤلف: د. صبحي عزيز البيات
المصدر: التربية البيئية
الجزء والصفحة: ص 51 ــ 62
2023-09-12
3826
يتم تحقيق أهداف التعليم البيئي النظامي، وعلى وجه الخصوص، المدرسي، وتعليم التربية البيئية في المدرسة، عبر إستخدام مجموعة من الأستراتيجيات التعليمية، التي من أهمها ـ بحسب د. راتب السعود- ما يلي:
إستراتيجية الخبرة المباشرة
تمثل أحد أهم ستراتيجيات تعليم التربية البيئية. ذلك ان تفاعل الطلاب المباشر مع البيئة يوفر الأساس المادي المحسوس لتعلم المفاهيم البيئية، وزيادة فهم هؤلاء الطلبة لبيئتهم، وتقديرهم لها. إن إستراتيجية الخبرة المباشرة تتضمن ان يتعلم الطلاب عن طريق أكثر من حاسة من حواسهم، ومعلوم أنه كلما كثرت الحواس التي يستخدمها المتعلم، كلما كان تعلمه أسرع، وأثبت. ويمكن ان تشمل الخبرة المباشرة مواقع في البيئة الطبيعية كشاطئ البحر او منطقة جبلية او منطقة صحراوية او محمية طبيعية، او محطة تقطير مياه، او مصنع تعليب مواد غذائية، او محطة تنقية للمياه العادمة.
استراتيجية البحوث الإجرائية والدراسات العملية
إن تكليف الطلاب بإجراء البحوث حول قضايا البيئة تجعل منهم مشاركين فاعلين في جمع المعلومات وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص التوصيات اللازمة في ضوء تحليلاتهم. على انه يمكن الإستفادة من الزيارات الميدانية لربطها بإجراء البحوث العملية حول قضايا بيئية كثيرة، كمشكلات الصناعة على سبيل المثال. ويتولى الطلبة عملية جمع المعلومات عن المصنع المراد دراسته بحيث تتضمن: موقع المصنع، وسبب إختياره، ونوع المواد التي تصنع، والمواد الخام المستخدمة، والفضلات الناتجة عن المصنع، وطريقة التخلص من النفايات، وإجراء حماية العاملين في المصنع من تعرض للملوثات المختلفة، وإجراءات حماية البيئة المحيطة بالمصنع، وغيرها. ويقوم الطلبة بتحليل المعلومات التي جمعوها واستخلاص إيجابيات المصنع وسلبياته، وتقديم توصياتهم في ضوء ذلك. وهكذا يمارس الطلبة أساسيات إتخاذ القرار وحل المشكلات (1).
أهداف تربوية هامة: يحقق إستخدام أستراتيجيات الخدمة المباشرة واستراتيجية البحوث الإجرائية والدراسات العملية أهدافاً تربوية هامة لدى الطلبة، ومنها:
ـ تنمية مهارات التفكير العلمي من ملاحظة دقيقة، وجمع بيانات، وتبويبها وتصنيفها، ومن ثم الخروج بقوانين او أحكام عامة.
ـ تنمية المهارات اليدوية، كإستخدام الأجهزة وجمع العينات وحفظها.
ـ تعزيز فرص التعليم عن طريق العمل.
ـ تنمية الإتجاهات العلمية كالحذر في إستخلاص النتائج، وتقدير خطورة الكوارث في
البيئة الطبيعية، وتقدير قيمة الجهود التي تبذل للمحافظة على البيئة.
ـ تنمية فرص العمل الجماعي التعاوني.
استراتيجية دراسة القضايا البيئية
وهذه الأستراتيجية وثيقة الصلة بأستراتيجية إجراء البحوث. وتعد دراسة القضايا البيئية من الأستراتيجيات المفيدة في مساعدة الطلبة على تفهم عناصر القضية واسباب ظهورها وأساليب المحافظة الواجب إتخاذها. ولا تتضمن القضايا البيئية مشكلات فقط، بل تتناول أيضا إجراءات نافعة، مثل إقامة سد، أو مصنع، أو مزرعة، أو إنشاء محمية طبيعية، وغير ذلك.
وتحتاج دراسة القضايا البيئية أخذ 3 أمور بالاعتبار:
ـ إختيار القضايا الهامة المرتبطة بحياة الطلبة اليومية وما تنشره عنها وسائل الأعلام بصورة متواصلة.
ـ إتباع أسلوب المناقشة في تناول القضية المحتارة وذلك لأن المناقشة تساعد المتعلم على فهم نفسه وإحداث تغيير إيجابي في سلوكه، وتساعد على التعبير بلغة سليمة وعلى التفكير المنطقي وإحترام الآخرين.
ـ عرض مضمون القضية بتنظيم معين ليتمكن الطلبة من تفهم تنوع مكانتها وإدراك العلاقات المتبادلة بينها (2).
أستراتيجية لعب الأدوار
يمكن إستخدام أستراتيجية لعب الأدوار وما يتخللها من مناقشات لإيجاد الحلول للمشكلات البيئية. وتتلخص هذه الأستراتيجيات في إختبار مشكلة بيئية معينة، ومن ثم إختبار مجموعات من الطلبة التي تمثل المصالح المتقاطعة حيال هذه المشكلة، وتوزيع الأدوار بينهم، وتمثيل هذه الأدوار، ومن ثم تقويم الأداء، وتحديد الآثار المترتبة على النتائج.
وتنبثق فلسفة استراتيجية لعب الأدوار من ان المشكلات البيئية ذات طابع معقد ومتشابك، وتتصارع فيها مصالح الأفراد مع بعضهم البعض، من جهة، ومصالح الأفراد مع مصالح المجتمع، من جهة أخرى. فمشكلة الرعي الجائر، على سبيل المثال، تتصارع فيها مصالح أصحاب الماشية مع مصالح المجتمع المتمثل في سياسة الحكومة، ومع مصالح المستهلكين. كما تتصارع فيها فكرة الحرية الشخصية ومدى حدودها مع فكرة الصالح العام الذي تقتضيه مصلحة الجماعة. فأصحاب الماشية تواقون لزيادة أعداد حيواناتهم، والتقليل من الإعتماد على الأعلاف التي يستخدمونها لتحسين مواشيهم، حيث يكلفهم ذلك أعباء مادية في مقابل الكلأ المتوفر طبيعياً وتتناقض هذه المصالح مع سياسة الحكومة ورغبتها في المحافظة. على البيئة، وعدم تدمير الغطاء النباتي وما يترتب عليه من انجراف للتربة وظاهرة السيول ومخاطرها. كما تتصارع مصالح هؤلاء جميعاً مع مصالح المستهلكين ورغبتهم في زيادة أعداد الحيوانات لكي تنخفض أسعار اللحوم.
استراتيجية حل المشكلات
يعتبر إكساب الطلاب القدرة على إتخاذ القرارات الواعية والمسؤولة حيال القضايا البيئية أحد أهداف التربية البيئية الذي يتطلب تحقيقه مشاركة هؤلاء الطلاب في مناقشة مشكلات بيئية وإقتراح بدائل وحلول لها. وهذه المشكلات البيئية المطروحة للمناقشة يجب ان تكون واقعية ومناسبة لقدرات الطلبة وإهتماماتهم.
ومن الأساليب التي يمكن إستخدامها، في مجال حل المشكلات، المناقشات الجماعية المفتوحة والموجهة، وتمثيل الأدوار، والألعاب والمحاكاة، والقيام بمشروعات واقعية (القيام بزراعة محمية، التغلب على إنجراف التربة، زراعة قطعة أرض زراعية بالري بالتنقيط، خفض إستهلاك الطاقة، وغيره)، كما يتضح في المثال الذي يعرض مناقشة قضية شق طريق في منطقة ريفية.
وسوف تسهم المناقشة في إثراء معلومات المشاركين حول تلوث الهواء ودور الأشجار في تنقيته، والضوضاء والصحة، ومعنى التوازن البيئي الطبيعي. ويقرر الطلبة بعد المناقشة إمكانية شق الطريق أو عدم شقه، وتطبيق ذلك في حالات أخرى.
أستراتيجية الرسوم الرمزية (الكاريكاتير).
الرسوم الكاريكاتيرية تحمل في طياتها رسائل، وتترك للقارئ او المشاهد حرية التفسير. وقد تكون مثل هذه الرسوم أحياناً أبلغ في توصيل الرسالة من مقالات بأكملها. وللكاركاتير أهمية بالغة في تطوير مهارة التفكير، وتعويد الطلبة على قبول آراء الآخرين، وبناء الإتجاهات، وتعزيز قيم النظافة والمحافظة على البيئة، وما إلى ذلك.
أستراتيجية المشاركة بالأنشطة البيئية
تعتبر مشاركة الطلبة بالنشاطات البيئية من أفضل الوسائل لتحقيق أهداف التربية
البيئية. فالمشاركة تساعد هؤلاء الطلبة على:
ـ إكتساب المعلومات بشكل وظيفي عن النشاط الذي يقومون به.
ـ إكتساب مهارات يدوية عن طريق إستخدام الأجهزة والأدوات والمواد.
ـ تنمية مهارات التفكير العلمي، مثل الملاحظة الدقيقة، والقياس، وجمع البيانات، والتمييز، والتنظيم والتصنيف.
ـ إكتساب مواقف وعادات وقيم مرغوب بها، كالتأني في إستخلاص النتائج، وتقدير توازن الطبيعة واحترامها، وتقدير الجهود التي تبذلها المؤسسات الرسمية والأهلية في خدمة البيئة (3).
ومن الانشطة النافعة التي يمكن ان يشارك فيها الطلبة:
ـ حملات النظافة داخل المدن وعلى الشواطئ.
ـ غرس الأشجار ورعايتها وقطف الثمار.
ـ الإحتفال بالمناسبات البيئية، كمعارض الصور المرسومة أو الفوتوغرافية التي حققها الطلاب والتي تعكس ممارسات سلبية وإيجابية لتعامل الإنسان مع البيئة.
ـ مسابقات حول موضوعات بيئية معينة عن طريق كتابة تقارير او أعداد البوم بيئي يتضمن صوراً عن ممارسات إيجابية وسلبية في البيئة.
ـ الألعاب التربوية البيئية التي تصمم للتسلية، التلفازية وغير التلفازية، الفردية والجماعية.
ـ تشكيل لجان او جمعيات أصدقاء البيئة لتتولى الإتصال بالمجتمع المحلي للتوعية البيئية، وإقامة مخيمات بيئية يتعرف أثناءها المشاركون على مكونات البيئة وطبيعة التوازن بينها ويقومون برعاية الأشجار وإقامة جدران إستنادية لحماية التربة من الإنجراف، وما الى ذلك.
ـ الإتصال بأخصائيين في موضوعات بيئية معينة، مثل أطباء الصحة العامة، ومهندسي الأحراج القائمين على المحميات الطبيعية، والمشرفين على حدائق الحيوان، ودعوتهم لإلقاء محاضرات حول النشاطات البيئية التي يمارسونها.
ـ إلقاء كلمات توجيهية في طابور الصباح، تتناول الأحداث البيئية الجارية: أمراض، وجفاف، وتصحر، وتلوث الماء، وإستخدام المبيدات، وغير ذلك.
زراعة قطعة من الأرض، والعناية بها رياً وتسميداً، ويسبق ذلك تحليل تربتها لمعرفة
مدى صلاحيتها للزراعة (4).
العراق الجديد: نشاطات من أجل بيئة سليمة
اشجار باسقات تحيط ببناية المدرسة، وصفوف نظيفة في داخلها، وحديقة خضراء مليئة بالأعشاب والزهور والاشجار، وهيئات تعليمية لا تنسى ان تقدم الوعي البيئي المستمر للتلاميذ والطلبة. كل ذلك وغيره الكثير من النشاطات والخدمات تشكل بمجموعها ظواهر تسهم في ترسيخ مقومات البيئة المدرسية، وهي جزء من متطلبات العمل التربوي، كما انها جزء من حياة الطالب والمعلم وكل العاملين في المدرسة.
فما البرامج التي يتم تنفيذها خلال العام الدراسي لتأسيس بيئة سليمة في مدارسنا؟
وما مدى امكانية اعداد مناهج تربوية بيئية، ضمن النشاط اللاصفي، من شأنها اشاعة الوعي والثقافة البيئية بين ابنائها الطلبة؟
ندوات توعوية ومناهج موجهة
جواباً على الأسئلة المارة، يقول ثائر شفيق - مدير قسم التوعية البيئية في وزارة البيئة العراقية: ضمن نشاط القسم ودوره في التنسيق والتعاون مع منظمات المجتمع المدني والوزارات والدوائر ذات العلاقة، لا سيما وزارة التربية، ومديريات التربية التابعة لها في بغداد الكرخ والرصافة، ومديرية تربية ديالى، تم عقد عدد من ندوات التوعية في مجال البيئة لعدد من المدارس الابتدائية والمتوسطة، بحضور عدد من الهيئات التعليمية والتدريسية، وتضمنت الندوات أموراً مختلفة، تتعلق بموضوع تحسين البيئة في المدراس، في مقدمتها الاهتمام بالجانب البيئي، من خلال النظافة الكاملة للمدرسة، وزرع الشتلات لأهميتها في تلطيف بيئة المدرسة، وكونها مصداً للرياح والاتربة وامتصاص اشعة الشمس. وتضمنت تلك الندوات بحث مستلزمات الاستهلاك الامثل للماء الصالح للشرب، وعدم العبث بمصادره داخل المدرسة، واستخدام الحمامات بالشكل الصحيح، وعدم رمي النفايات في مجاري المياه، فضلا عن الدعوة الى تكوين لجنة من طلاب المدرسة تسمى بـ (اصدقاء البيئة)، مهمتها تلقي التوجيهات التي تخدم البيئة في المدرسة، ومناقشتها، وايصالها الى زملائهم في المدرسة. يضاف الى هذا توزيع الملصقات والمجلات والكتب البيئية التي تناسب مدارك التلاميذ، والدعوة الى تأهيل المدارس واعمارها، وتوفير المياه الصالحة للشرب، والتخلص من النفايات والمياه الثقيلة المتجمعة حول المدارس، والاستخدام الامثل للاماكن المخصصة لرمي النفايات، بدءاً من وضع سلة مهملات في داخل الصف، ونقلها بالسيارات المخصصة. كما دعت الندوات الى الزام الطلاب بعدم رمي الازبال امام باب المدرسة او بجوارها. الى جانب ذلك ساهم. عدد من منظمات المجتمع المدني في اقامة الندوات التوعوية والمسابقات التي من شأنها تطوير الوعي البيئي لطلاب المدارس. ومن المؤمل تشكيل لبنة اساسية من الطلبة والطالبات في وزارة البيئة لتطوير معارفهم ومهاراتهم البيئية وتزويدهم بمصادر ومناهج علمية بيئية ومشاركتهم بالمعارض والمهرجانات والمسابقات التي تقام خارج العراق.
ويقول عزيز الخيكاني- شعبة التوعية البيئية في وزارة البيئة: البيئة المدرسية جزء من متطلبات العمل التربوي، يتعين التركيز عليها من قبل المدرسين والمعلمين لتوعية الطلبة. والبيئة جزء مهم من حياة الطالب. مثلما البيئة التي يسكنها الطالب، يفترض ان تكون الساحة والصف نظيفين أيضاً، وان تزرع حديقة المدرسة بالأشجار والزهور وانواع الشتلات. وأضاف: خطتنا في الوزارة تتضمن اقامة دورات للملاكات التدريسية والتعليمية والقادة المحليين، من اجل تعميق الوعي البيئي، واعطاء المعلومات البيئية. وأملنا بان يتم اعداد المناهج التربوية البيئية غير الصفية مستقبلا لتشمل عموم المدارس في العراق. وتعد مثل هذه المناهج الموجه الاول للطالب والتلميذ باكورة تعاملها مع البيئة وعناصرها باتجاه تحسينها، اذ سوف تكون المناهج المذكورة القاعدة نحو الاسس والمسوغات البيئية المطلوبة. وعليه فان طموحنا مستقبلا العمل نحو ذلك المشروع ليؤسس اللبنة الاولى لتربية الطفل على اساس توجيهات بيئية مستساغة لديه، متلائمة مع مداركه. كما نطمح بإيجاد معلم او موجه تربوي ملم بمختلف المعارف والثقافات البيئية، فضلا عن اهمية الرسائل الاعلامية، التي يمكن انتاجها، بمساعدة مؤسسات الدولة الرسمية المتخصصة في البيئة، وصولا الى بلورة نسق ثقافي بيئي يكون موجها الى شريحة طلاب المدارس، ويتناول العديد من الانماط السلوكية التي تحث على حب البيئة واحترامها، وذلك من خلال النتاجات الفنية في رسوم متحركة، الى فعاليات تلفازية وغيرها من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الاخرى، اضافة الى اهمية ان يدمج الطفل عمليا بمفاهيم البيئة. وضرورة تنظيم بعض الانشطة الميدانية التي تنمي لدى الطفل الشعور بأهمية الطبيعة، وضرورة مراعاتها، وحثه، بالتالي، على ممارسة مسؤولية تجاهها، وبالشكل الامثل.
وترى المهندسة سعدية فليح حسون - رئيسة جمعية (معا لحماية البيئة والانسان) - ضرورة توجيه الامكانات المتاحة نحو تحقيق وعي بيئي متكامل. وتقول: يفترض حشد الجهود من اجل تأسيس بيئة سليمة لعراقنا الجديد، واشاعة الوعي والثقافة البيئية لدى اجيالنا للنهوض بهذا الواقع الى مصاف الدول المتقدمة. لقد عملنا على ايجاد ملاك تعليمي يتوفر على خلفية معرفية بيئية، يعكسها بدوره على ابنائنا الطلبة، واقامة الحملات الهادفة الى الواقع البيئي، والقيام بالعديد من حملات التشجير، وزرع النباتات في المدارس للإسهام في ايجاد البيئة المثلى التي تحقق علاقة حميمة بين الطالب والبيئة والمناخ الذي يحيا فيه. وبهذا الصدد قمنا بتوزيع المطبوعات التي توجه رسالة توعية لطلاب المدارس، وتوزيع الحقائب المدرسية، مثبت عليها بعض الرسوم البيئية التي تكرس السلوك المثالي تجاه البيئة وطبيعة التعامل السليم معها. إضافة الى اقامة المخيمات الكشفية لطلبة المدارس، وتنظيم مسابقات الرسوم البيئية، ومسابقات المعلومات البيئية بين طلاب المدراس، وتتضمن العديد من الاسئلة ذات الصلة بالبيئة، والتي تؤكد حب الانسان لها والعناية بها. وتم توزيع الجوائز العينية والهدايا للطلبة من كراسات واصدارات بيئية لتوسيع دائرة الوعي والثقافة لديهم. وقمنا ايضا بتنظيم لجان عدة منها لجان (النظافة والبيئة) تسمى (اصدقاء البيئة).
وتقول ثائرة حسين - رئيس مهندسين في وزارة البيئة: من خلال اقامة الدورات والندوات التي تشارك فيها الملاكات التدريسية والقادة المحليين، لاحظنا تفاعلهم مع الطلبة في تلقي المعلومة والتوجيهات البيئية التي نحرص على ايصالها لهم، الامر الذي يسجل بارقة امل على طريق بناء جيل جديد يعي اين يكون من البيئة التي تحيط به من كل مكان، وهو بالحقيقة جزء منها. وهناك ملاحظة اخرى هي غياب العديد من المتطلبات البسيطة التي تتوفر في ابسط المدارس في دول العالم العربي الاخرى، كالمكتبات التعليمية. وليس المقصود هنا بالمكتبة المكان الذي يحتوي على كتب للقراءة وانما المكتبة المتخصصة والموجهة للمستفيدين من خدمات المدرسة، وهم شريحة الاطفال، التي يمكن ان تنمي المدرسة لديهم الاهتمامات الاولى بالبيئة وأهمية المحافظة عليها، ناهيك عن افتقار المدارس الى كتيبات مركزية توزع على الطلاب، مثل كراسات تحتوي على رسوم بيئية وبعض التوجيهات البيئية من خلال الصور الارشادية وغيرها من وسائل التعليم الاخرى. كما لوحظ غياب ابسط المفردات التي يحتاجها الطالب والتي تكشف جزءا من اهتمامه وشخصيته الا وهي اللعب. وهناك مقترحات نأمل تحقيقها من خلال وزارتنا وهي انتاج منظومة معارف الكترونية تعنى بإثراء موضوعات التربية البيئية لدى الملاكات التدريسية، وطبع المواد العلمية التعليمية والارشادية الموجهة الى شريحة الطلاب من خلال الكتب وانتاج دليل تربوي بيئي يكون موجها للمتصدين لمهام الاعلام والتوعية البيئية باعتماده كمرجع تنطلق من خلاله كل الممارسات والتوجهات العلمية التي تخص التعامل مع معلمي ومدرسي المدارس.
اما هدية حسن - موظفة في وزارة التربية - فتحدثت عن إثر الدورات في تنمية الوعي البيئي لدى التلاميذ والطلبة، قائلة: اهتمامنا بتربية جيل جديد يساهم بشكل مسؤول وفعال في حماية البيئة، والحفاظ عليها، يتطلب منا ان نكون مؤمنين بأن مشاكل البيئة لن تجد حلولها في التقنية المتطورة فقط، بقدر ما نجدها في مجتمع بشري يدرك ان الحلول تكمن في معتقدات الفرد وقيمه وسلوكه وقدرته على مواجهة هذه القضايا، وايجاد هذا الادراك، الذي يقع على عاتق التربية البيئية، وتلك التربية ليست هي مناهج التعليم التي يدرسها التلاميذ في المدارس، وانما تشمل ايضا وسائل الاعلام ودورها في خلق المناخ الاعلامي في مجال الاستثمار البيئي لموارد البيئة. لقد عززت الدورات معلوماتنا حول اقامة حملات التوعية الخاصة للبيئة فمن خلال المشاركين في الدورات يتم ايصال المعلومات الى ابنائنا الطلبة للاهتمام بمدارسهم ونظافتها، وملاحظة الشروط الصحية الواجب توفرها في الحوانيت المدرسية، واماكن المياه الصالحة للشرب، وتوفير شروط النظافة في المدرسة، من اجل تحسين الواقع البيئي والصحي للمدارس.
وتقول بلقيس عبد الاله - معلمة في مادة العلوم من مدرسة ابتدائية: ان ضمان بيئة سليمة خالية من التلوث هو جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، لأنه لا يستطيع ان يبدع ويتقدم الا في ظل مجتمع وبيئة صحية. لذلك يجب ضمان الحقوق الصحية للمواطن حتى يعيش الجميع في مجتمع مزدهر. لقد ساهمنا في دورات البيئة التي نظمتها وزارة البيئة للمساهمة بنشر الوعي البيئي لدى طلبتنا الاعزاء، والقيام بحملات تنظيف المدرسة والشارع.. واود ان اشير الى ان المفروض ان تبدأ عملية بث الوعي البيئي بين الصغار من سن رياض الاطفال صعودا الى الإعدادية (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- د. راتب السعود، الإنسان والبيئة (دراسة في التربية البيئية).
2- المصدر السابق.
3ـ د. المصدر السابق، دار الحامد، عمان، 2004.
4- مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في الوطن العربي، كتاب مرجعي في التربية السكانية (الجزء الخامس: السكان والبيئة في الوطن العربي)، عمان، 1990، ص 132- 134.
5ـ العراق: البيئة المدرسية واقع يحتاج الى نظام ثقافي فعال للارتقاء بمستواه، شذى الجنابي، الصباح، 15 / 10 / 2006.