1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : علم الحديث : الجرح والتعديل :

البخاري وصحيحه بنظر المحدّثين.

المؤلف:  السيّد هاشم معروف.

المصدر:  دراسات في الحديث والمحدّثين.

الجزء والصفحة:  ص 107 ـ 111.

2023-08-26

1046

هو محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري صاحب الصحيح المعروف (بصحيح البخاري)، وجاء في ترجمته انه ولد في شوال سنة 194 ه‍، وتوفي في قرية تسمى (خرتنك) من بلاد سمرقند سنة 256 ص في اليوم الاول من شوال، وهو من اصل فارسي يعتنق المجوسيّة واول من اسلم منهم جد أبيه المغيرة بواسطة اليمان الجعفي والي بخارى، وكان ولاؤه وولاء اولاده إليه، ولذلك فقد انتسب إليه فقال في نسبه: محمد بن اسماعيل أبو عبد الله الجعفي، فتكون نسبته إليه بالولاء لا بالنسب، وكان أبوه محدّثا مات وهو صغير السن، وترك له مالا جليلا فنشأ محمد بن اسماعيل في حجر امه، ولمّا بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ الحديث فحفظ كتب ابن المبارك ووكيع وهما من مشاهير المحدّثين في القرن الثاني، قبل ان يتجاوز السادسة عشر من العمر ونشط في طلب الحديث وحفظه إلى ان نبغ في هذه الناحية وأصبح بنظر محدّثي السنة من أوثق المحدّثين واعرفهم فيه، وقضى شطراً من حياته يطلب الحديث حيث كان من بلد إلى بلد حتى جمع ستمائة الف حديث انتخب منها كتابه المعروف بصحيح البخاري كما جاء في اكثر كتب التراجم التي تعرضت لتاريخه.

ونقل عنه بعض المحدثين انه قال: ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا الا اغتسلت وصلّيت ركعتين، وبقي ستة عشرة سنة يتتبّع الأحاديث ويستقصيها حتى أتمّه، وبلغ من ثقة المحدّثين به انّ أبا الحسن المقدسي كان يقول: كلّ من روى عنه البخاري في صحيحه فقد جاز القنطرة، اي لا بد ان تكون شروط الراوي بكاملها متوفّرة فيه.

وقال الخطيب البغدادي في ترجمة الامين ابي الهيثم، خالد بن احمد المتوفى سنة 270 ه‍ انّه تولى امارة بخاري وسكنها وترك فيها آثارا محمودة واخذ الحديث عن ابن راهويه وغيره، وأنفق قي طلب العلم أكثر من ألف ألف درهم، ولمّا استوطن بخارى وفد عليه حفاظ الحديث، فبسط يده بالإحسان إليهم، وطلب من محمد بن اسماعيل البخاري ان يلازم مجلسه، فامتنع عن ذلك واظهر الاستخفاف به، فأخرجه من بخارى إلى سمرقند فلم يزل بها حتى وافته المنية.

وقال ابن العماد الحنبلي: ان البخاري قد نقل عن ألف من العلماء، ولم ينقل الا عمّن كان يقول: الايمان قول وعمل.

وجاء عنه انه قال: الذي دفعني إلى تأليف الصحيح، هو انّي رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) وكأني واقف بين يديه وبيدي مروحة اذبّ عنه، فسألت بعض الذين يتعاطون تفسير الاحلام عن تأويل ذلك، فقال: انّك تذبّ عنه الكذب، فاتجهت إلى اختيار الصحاح من المرويات عنه (صلى الله عليه وآله).

وجاء عن الفريري انّه سمع محمد بن أبي حاتم البخاري الورّاق يقول: رأيت محمد بن اسماعيل البخاري في المنام يمشي خلف النبي (صلى الله عليه وآله) فكلّما رفع النبي (صلى الله عليه وآله) قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع.

وأثنى عليه من ناحية احاطته بعلم الحديث واستخراج الصحيح منه جماعة من المحدّثين ثناء بالغاً، فقد روى حمدون الاعمشي: انّه رأى محمد ابن اسماعيل البخاري في جنازة ابي عثمان سعيد بن مروان، ومحمد بن يحيى يسأله عن الأسامي والكنى والعلل، فيمر عليها محمد بن اسماعيل كالسهم كأنّه يقرأ قل هو الله أحد.

وقال فيه احمد بن حنبل ما اخرجت خراسان مثل محمد بن اسماعيل البخاري.

وجاء عن محمد بن يوسف الفريري انّه قال: لقد سمع كتاب الصحيح من محمد بن اسماعيل تسعون ألف رجل، وما بقي أحد يروي عنه غيري.

وقال محمود بن عمر العقيلي: لمّا ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على احمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المدني وغيرهم فاستحسنوه، وشهدوا له بالصحة إلا في اربعة أحاديث قال العقيلي والقول فيها قول البخاري.

وجاء في هدى الساري للعسقلاني انّ الاسماعيلي في المدخل قال: بعد ان أثنى على صحيح البخاري وبالبر في الثناء عليه، ونحا نحوه في التصنيف جماعة منهم الحسن بن علي الحلواني، ومنهم أبو داود السجستاني وكان معاصرا له، ومنهم مسلم بن الحجاج، فرام مرامه واخذ عنه وعن كتبه، الا انّه لم يضايق نفسه مضايقة ابي عبد الله البخاري، وروى عن جماعة لم يعترض لهم البخاري.

وقال الحاكم أبو احمد النيسابوري: رحم الله محمد بن اسماعيل فانّه ألف اصول الاحكام من الأحاديث وبيّن للناس، وكل من جاء بعده فقد اخذ من كتابه كمسلم بن الحجّاج وغيره. وقال الدارقطني: لولا البخاري لما ذهب مسلم وما جاء، وأضاف إلى ذلك، وأيّ شيء صنع مسلم؟! انّما اخذ كتاب البخاري فعمل عليه وزاد فيه بعض الزيادات.

ونص على ذلك القرطبي في كتابه المفهم في شرح صحيح مسلم، وبعد ان استعرض ابن حجر في مقدمة فتح الباري آراء المحدثين والعلماء في صحيح البخاري، وسرد الجهات المؤدية إلى تفضيله على صحيح مسلم وتجميع كتب الحديث، اخذ في بيان الخصائص والكرامات التي امتاز بها صحيح البخاري، ونقل عن ابي احمد بن ابي حمزة انه قال: قال لي بعض السادات المقر لهم بالفضل: انّ صحيح البخاري ما قرئ في شدة الا فرجت، ولا ركب به في مركب فغرق.

وجاء في المقدمة: انّ البخاري قد فقد بصره في حداثة سنه وذهبت عيناه، فرأت والدته ابراهيم الخليل في المنام فقال لها: يا هذه قد ردّ الله على ابنك بصره، فأصبح وقد ردّ الله عليه بصره، وكان بعد ذلك يكتب في الليالي المقمرة واورد من فضائله وكراماته حيا وميتا ما لم يثبت مثله للأنبياء والمقرّبين (1).

 ومن امثلة ذلك، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد امر الناس بتدريس كتاب البخاري.

 وروي عن ابي زيد المروزي انّ النبي (صلى الله عليه وآله) جاءه وهو نائم بين الركن والمقام، فقال له: إلى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي قلت: يا رسول الله وما كتابك؟ قال جامع محمد بن اسماعيل. وجاء في المقدمة ايضا انّ الروائح العطرة الطيبة كانت تفوح من قبره بعد ان وضع فيه واستمرت زمنا طويلا بعد دفنه، ممّا ادى إلى ازدحام الناس حول قبره ليأخذوا من ترابه العطر الفواح، ولم يمتنعوا عنه الا بعد ان احيط بحاجز يحول بين الناس وبينه، وعدّ من كراماته انّه كان يحفظ ستمائة الف حديث، وانّه كان يحفظ كلّ ما يسمع وما يتلى عليه لأول مرة، ويمر بالكتاب مرة واحدة من اوله لآخره فيحفظه بالغا ما بلغ، وانّه وفد على البصرة، وهو غلام ليسمع الحديث، فذهب مع جماعة إلى مشايخ البصرة ومحدّثيها، وكلهم يكتب ما يتلى عليه، الا هو فانّه كان يستمع ولا يكتب، وفي خلال خمسة عشر يوما دوّن اصحابه خمسة عشر الف حديث، ولمّا لاموه على عدم الكتابة، اعاد عليهم كل ما سمعه وسمعوه، ممّا اضطرهم ان يعرضوا ما دوّنوه على محفوظاته (2).

ومن تتبع ما قيل فيه، وما نسب إليه، يجد ان اتباعه قد غالوا في تقديسه وتعظيمه حتى خرجوا بذلك عن الحد المألوف ووضعوه في مستوى الاساطير، وكلمة المقدسي وحدها، «كل من روى عنه البخاري فقد جاز القنطرة» التي تعبّر عن رأي الجمهور فيه، هذه الكلمة وحدها تكفي للتعبير عن غلوّهم المتطرّف فيه، ولو نزّهوه عن هذه المبالغات والمقالات، وتركوه لآثاره ومؤلفاته، التي توفيه حقه كاملا غير منقوص لو فعلوا ذلك لأبعدوا عنه وعن صحيحه الطعون المسددة التي وجهها ويوجهها لهما كل باحث منصف ينشد الحقيقة مجردا عن جميع العوامل والمؤثرات، ولكنّهم لمّا أبوا الا ان يجعلوه ثاني القرآن، أبى الباحثون المنصفون الا ان ينظروا إلى البخاري كمحدّث اجتهد في جميع الحديث وتدوينه يخطئ ويصيب، والى كتابه كغيره من مجاميع الحديث التي جمعت الغث والسمين، والصحيح والفاسد.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر مقدمة فتح الباري الجزء الاول والثاني.

(2) انظر ص 251 وما بعدها من الجزء الثاني مقدمة فتح الباري وانظر شذرات الذهب ج 2 ص 134 و135.