x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
فن القصة القصيرة
المؤلف: د. عبد اللطيف حمزة
المصدر: المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة: ص 316-317
2023-06-23
1304
فن القصة القصيرة
إن الذي لا ريب فيه أن القصة القصيرة أدنى إلى الادب الواقعي بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، ومن هنا جاءت ملاءمتها للصحف، وأصبحت من المواد اللازمة لها منذ ظهور الصحافة، والصحافة في ذاتها أدب واقعي قبل كل شيء، لأنها تعني بالمجتمع وبما يقع فيه من أحداث.
ولقد كان الكاتب الفرنسي الشهير "جي دي مو باسان" من كتاب النصف الثاني من القرن التاسع عشر أول كاتب رسم للقصة القصيرة طريقاً جديداً بالمعنى الصحيح.
ذهب هذا الكاتب إلى أن القصة القصيرة ليس من الضروري أن تدور حول الاحداث الخطيرة، بل يغلب عليها أن تدور حول الامور العادية التي تحدث للناس كل يوم، وفي ذلك ما قد يكشف عن أشياء كثيرة في النفس البشرية التي يهم القارئ أن يعرف عنها الشيء الكثير.
ومن هنا كانت الاحداث في القصة القصيرة عند هذا الكاتب أحداثاً عادية. وكان الاشخاص في القصة أشخاصاً عاديين، وكانت مواقف القصة مواقف عادية، وبهذه المواقف العادية استطاع الكاتب أن يفسر الحياة تفسيراً سليماً، وأن يكشف فيها عن زوايا خفية، وأن يشرح النفس الإنسانية شرحاً دقيقاً.
وبينما كان "جي دي مو باسان" هذا يكتب القصة القصيرة بأسلوب سهل يدنو كثيراً من أسلوب الصحافة، إذا بالكاتب الروسي "تشيكوف" يعمد في كتابة القصص إلى أسلوب بعيد كل البعد عن أسلوب الصحافة، وبذلك عمل على أن تستعيد القصة القصيرة مكانتها من حيث البلاغة والاناقة وسمو التراكيب.
وأما خطة هذا الكاتب الروسي في كتابة القصص القصيرة فتقوم على هذه القاعدة: "عرف الناس بالناس ولا تعرفهم بنفسك" .
وهذا مثال من قصص "تشيكوف" يفصح فيه عن طريقته، ويكشف عن ميله الشديد إلى الإيجاز الذي عرف به.
في هذه القصة، وعنوانها "موت موظف حكومة" نرى موظفاً حكومياً، هو واحد من آلاف الموظفين الذي عرفتهم الاداة الحكومية في روسيا القديمة يعطس يوماً فوق صلعة قائد كبير جلس أمامه في المسرح، فيرتاع الموظف الصغير من فعلته هذه، ويستبد به الخوف إلى درجة مزعجة تملك عليه كل مشاعره، ويقول لنفسه: أما عليّ أن أقوم بواجب الاعتذار وأؤكد للقائد العظيم أن العطسة كانت بغير قصد مني؟ إن غضب القائد قد يجر علي وأنا الموظف الصغير أوخم العواقب، واستجمع الموظف الصغير كل شجاعته، وذهب إلى القائد واعتذر له مراراً وتكراراً، حتى اضطر القائد نفسه في النهاية أن يأمر بطرده من مجلسه فطرد المسكين، وإذ ذاك بلغ من الخوف والهلع مبلغاً أفضى به إلى الموت في داره فور وصوله أليها!.
هذه قصة مبكية مضحكة في وقت معاً، وهي في الوقت نفسه موجزة كل الإيجاز، محبوكة كل الحبك، ولكن دون أن تنقصها كلمة واحدة يكمل بها التأثير الكلي في القارئ أو في السامع.
ومن ثم اشترطت في القصة القصيرة شروط ثلاثة، هي:
أولاً- أن تكون لها بداية ووسط ونهاية.
ثانيا- أن تكون تصويراً لحدث متكامل له وحدته التي تتمثل في البداية، والوسط، والنهابة.
ثالثاً- أن تحدث في القارئ أثراً كلياً، أو تؤدي إلى معنى كلي.
ومعنى هذا أن القصة القصيرة لا يمكن أن تكون مجموعة أخبار يربط الكاتب بينها بطريقة مصطنعة ليوهم القارئ أنها قصة وليست كذلك.
إن القصة القصيرة عبارة عن موقف قصصي، أو موقف من مواقف الحياة يأخذ في النمو شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى نقطة معينة يسميها النقاد "لحظة التنوير" كما سنشرح ذلك فيما بعد.