1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الفضائل

الاخلاص والتوكل

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة

الايمان واليقين والحب الالهي

التفكر والعلم والعمل

التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس

الحب والالفة والتاخي والمداراة

الحلم والرفق والعفو

الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن

الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل

الشجاعة و الغيرة

الشكر والصبر والفقر

الصدق

العفة والورع و التقوى

الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان

بر الوالدين وصلة الرحم

حسن الخلق و الكمال

السلام

العدل و المساواة

اداء الامانة

قضاء الحاجة

فضائل عامة

آداب

اداب النية وآثارها

آداب الصلاة

آداب الصوم و الزكاة و الصدقة

آداب الحج و العمرة و الزيارة

آداب العلم والعبادة

آداب الطعام والشراب

آداب الدعاء

اداب عامة

حقوق

الرذائل وعلاجاتها

الجهل و الذنوب والغفلة

الحسد والطمع والشره

البخل والحرص والخوف وطول الامل

الغيبة و النميمة والبهتان والسباب

الغضب و الحقد والعصبية والقسوة

العجب والتكبر والغرور

الكذب و الرياء واللسان

حب الدنيا والرئاسة والمال

العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين

سوء الخلق والظن

الظلم والبغي و الغدر

السخرية والمزاح والشماتة

رذائل عامة

علاج الرذائل

علاج البخل والحرص والغيبة والكذب

علاج التكبر والرياء وسوء الخلق

علاج العجب

علاج الغضب والحسد والشره

علاجات رذائل عامة

أخلاقيات عامة

أدعية وأذكار

صلوات و زيارات

قصص أخلاقية

قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)

قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم

قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)

قصص من حياة الصحابة والتابعين

قصص من حياة العلماء

قصص اخلاقية عامة

إضاءات أخلاقية

الأخلاق والأدعية والزيارات : أدعية وأذكار :

من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) في الحج / دعاؤه الثالث في يوم عرفة.

المؤلف:  باقر شريف القرشيّ.

المصدر:  الصحيفة الصادقيّة

الجزء والصفحة:  ص 183 ـ 189.

2023-05-28

1488

دعاؤه (عليه السلام) الثالث في يوم عرفة:

من أدعية الامام الصادق (عليه‌ السلام)، في يوم عرفة، هذا الدعاء الجليل، وهو ينم عن أهمية هذا اليوم، وعظيم مكانته، عند الامام (عليه ‌السلام) وهذا نصه: اللّهُمَّ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَزِيِزُ الحَكِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ العَلِيُ العَظِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ مَالِكُ يَوْمِ الدِّينِ، بَدْءُ كُلَّ شَيْءٍ، وَإلَيْكَ يَعُودُ كُلِّ شَيْءٍ لَمْ تَزَلْ وَلا تَزَالُ. المَلِكُ القُدُّوسُ، السَّلَامُ المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، الكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُكَ، سَابِغُ النَّعْمَاءِ، جَزِيلُ العَطَاءِ، بِاسِطُ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، نَفَّاحُ الخَيْرَاتِ، كَاشِفُ الكُربَاتِ، مُنْزِلُ الآيَاتِ، مُبَدِّلُ السَيئَاتِ، جَاعِلُ الحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ، دَنَوْتَ في عُلُوِّكَ، وَعَلَوْتَ في دُنُوِّكَ، دَنَوْتَ فَلَا شَيْءٍ دُونَكَ، وَعَلَوْتَ فَلَا شَيْءٍ فَوْقَكَ، تَرَى، وَلَا تُرىَ، وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الَأعْلَى، خَالِقُ الحَبِّ وَالنَوَى، لَكَ مَا في السَّموَاتِ العُلَى، وَلَكَ الكِبْرِيَاءُ في الآخِرَةِ وَالُأولَى، غَاِفُر الذَّنْبِ، وَقَابِلُ التَّوْب، شَدِيدُ العِقابِ، ذو الطُّولِ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ إلَيْكَ المَأْوَى وَإلَيْكَ المَصِيرُ، وَسِعَتْ رَحْمَتُكَ كُلَّ شَيْءٍ، وَبلَغَتْ حُجَتُكَ، وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، وَلا يَخِيبُ سَائِلُكَ، كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِكَ، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، بَلَوْتَ فَقَهَرْتَ وَنَظَرْتَ فَخَبَرْتَ، وَبَطنْتَ وَعَلِمْتَ فَسَتَرْتَ، وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرْتَ، تَعْلَمُ خَائِنَةَ الَأعْيُنِ، وَمَا تُخفي الصُّدورُ، وَلَا تَنْسَى مَنْ ذَكَرَكَ، وَلا تُخِيبُ مَنْ سَأَلَكَ، وَلَا تُضِيعُ مِنْ تَوَكْلَ عَلَيْكَ، أَنْتَ الذي لا يُشْغِلُكَ ما في جَوِّ سماواتك عَمَّا في جَوِّ أَرْضِكَ، تَعَزَّزْتَ في مُلْكِكَ، وَتَقَوَّيْتَ في سُلْطَانِكَ، وَغَلَبَ على كُلِّ شَيْءٍ قَضَاؤُكَ، وَمَلَكَ كُلَّ شَيْءٍ أَمْرُكَ، وَقَهَرَتْ كُلِّ شَيْءٍ قُدْرَتُكَ، لا يُسْتَطَاعُ وَصْفُكَ، وَلَا يُحَاطُ بِعلْمك، وَلا ينتْهِي ما عنْدَكَ، وَلا تَصِفُ العُقُولُ صِفَةَ ذَاتِكَ، عَجِزَتِ الَأوْهَامُ عَنْ كيْفيَّتك، وَلَا تُدْرِكُ الَأبْصَارُ مَوْضِعَ أيْنِيَّتِك، وَلَا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولا تُمَثَّلْ فَتَكُوُنَ مَوْجُوداً، وَلا تَلِدُ فَتَكُونَ مُوْلوُداً، أَنْتَ الذي لا ضِدَّ معك، فيُعانِدُكَ، وَلَا عَدِيلَ لَكَ فَيُكَاثِرُكَ، وَلَا نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضُكَ، أَنْتَ ابْتَدعْت واخْترَعْتَ، وَاسْتَحْدَثْتَ، فَمَا أَحْسَنَ ما صَنَعْتَ، سُبْحَانَكَ ما أَجَلَّ ثناءك، وَأسْنى في الَأمَاكِنِ مَكَانَكَ، وَأَصْدَعَ بِالحَقِّ فُرْقَانَكَ، سُبْحَانَكَ منْ لطيف ما أَلْطَفَكَ، وَحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ، وَمَلِيكٍ ما أَسْمَحَكَ، بسطت بالخَيْرَاتِ يَدَاكَ، وَعُرِفَتِ الهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ، وَخَضَعَ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ، وَانْقَاد للْتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ شَيْءٍ، سَبِيلُكَ جَدَدٌ، وَأَمْرُكَ رَشدٌ، وَأَنْتَ حي صمدٌ، وأَنْتَ المَاجدُ الجَوَادُ، الوَاحِدُ الَأحَدُ، العَليمُ الكرِيمُ، القَدِيمُ، القرِيبُ، المُجِيبُ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَالِمُونَ، عُلُوا كَبيراً، تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثنَاؤُكَ، فَصَلَّ على مُحَمَّدٍ عَبْدِك، ورَسُولك الذي صَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَبَالَغَ في إظْهَارِ دِينكَ وَأَكَّدَ مِيثَاقَكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ، وَبَذَلَ جُهْدَهُ في مَرْضَاتِكَ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ. اللّهُمَّ، وَصَلّ على وُلَاةِ الَأمْرِ بَعْدَ نَبِيِّكَ تَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ، وَخُزَّانِ عِلْمِكَ، وَأُمَنائِكَ في بِلَادِكَ، الذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ، على بَرِيَّتِكَ. اللّهُمَّ، صَلِّ عَلَيْهِمَ صَلَاةً دَائِمَةً بَاقِيَةً، اللّهُمَّ، وَصَلِّ على السُيَّاحِ وَالعُبَّادُ، وَأَهْلِ الجِدِّ والاجتهاد، وَاجْعَلْني في هذِهِ العَشِيَّةِ، مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَأَرْضَيْتَهُ، وَهَبْ لي، في يَوْمي هَذَا، صَلَاحاً لِقَلْبِي وَدِيني وَدُنْيَايَ، وَمَغْفِرَة ًلِذُنُوبي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَسْأَلُكَ الرَّحْمَةَ يا سَيِّدي وَمَوْلَايَ، وَثِقَتي، يا رَجَائِي، وَمُعْتَمَدِي، وَمَلْجَأِي، وَذُخْرِي، وَظَهْرِي، وَعُدَّتِي، وَأَمَلَي، وَغَايَتي، وَأَسْأَلُكَ، بِنُورِ وَجْهِكَ الذي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّموَاتِ وََالأرْضُ، أَنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَعُيُوبي، وَإسَاءَتي وَظُلْمِي وَجُرْمي، وَإسْرَافِي على نَفْسِي، فَهذَا مَقَامُ الهَارِبِ إلَيْكَ مِنَ النَّارِ.

اللّهُمَّ، وَهَذَا يَوْمِ عَرَفَةَ، كَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ، وَعَظَّمْتَهُ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ، وَتَفَضَّلْتَ فِيهِ على عِبَادِكَ، اللّهُمَّ، وَهذِهِ العَشِيَّةُ مِنْ عَشَايَا رَحْمَتِكَ وَمِنَحِكَ، وَإحْدَى أَيَّامِ زُلْفَتِكَ، وَلَيْلَةُ عِيدٍ مِنْ أَعْيَادِكَ، فِيهَا يُفْضي إلَيْكَ، بِالحَوَائِج مَنْ قَصَدَك مِنْ قَصْدِكَ، مُؤْمِلاً رَاجِياً فَضْلَكَ، طَالِباً مَعْرُوفَكَ الذي تَمُنُّ بِهِ على مَنْ تَشَاءُ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ فِيهَا بِكُلَِّ لِسَانٍ تَدْعى، وَلِكُلِّ خَيْرٍ تُبْتَغَي وَتُرْجَى، وَلَكَ فِيهَا جَوَائِزُ وَمَوَاهِبُ، وَعَطَايا تَمُنُّ بِهَا على مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ، وَتَشْمَلُ بِها أَهْلَ العِنَايَةِ فِيْكَ، وَقَدْ قَصَدْنَاكَ مُؤْمِلينَ رَاجِينَ، وَأَتَيْنَاكَ طَالِبِينَ، نَرْجُو ما لا خُلْفَ لَهُ مِنْ وَعْدِكَ، وَلا مُتْرك لَهُ مِنْ عَظِيمِ أَجْرِكَ، قَدْ أَبْرَزْتَ ذَوُو الآمَالِ إلَيْكَ وَجوهَهَا المَصُونَةَ، وَمَدُّوا إلَيْكَ أَكُفَّهُمْ طَلَباً لِمَا عِنْدَكَ، لِيُدْرِكُوا بِذلِكَ رِضْوَانَكَ، يا غَفَّارُ، يا مُسْتَغَاثُ مِنْ فَضْلِهِ، يا مَلِكُ في عظَمتِهِ، يا جَبَّارُ في قُوَّتِهِ، يا لَطِيفُ في قُدْرَتِهِ، يا مُتَكَفِّلُ يا رَزَّاقَ النَعَّابِ في عُشِّهِ (1) يا أَكْرَمَ مَسْؤولٍ، ويا خَيْرَ مَأْمُولٍ، ويا أَجْوَدَ مَنْ نَزَلَتْ بِفَنَائِهِ الرَكَائِبُ، وَيُطْلَبُ عِنْدَهُ نَيْلُ الرَغَائِبِ، وَأَنَاخَتْ بِهِ الوُفُودُ يا ذَا الجُودِ، يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ مَقْصُودٍ، أَنَا عَبْدُكَ الذي أَمَرْتَني، فَلَمْ أأتَمِرْ، وَنَهَيْتَني عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَخَالَفْتُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ، لا مُعَانَدَةً لَكَ، وَلا اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعَانِي هَوَايَ، وَاسْتَزَلَّني عَدُوُّكَ وَعَدُوي، فَأَقْدَمْتُ على مَا فَعَلْتُ، عَارِفَاً بِوَعِيدِكَ، رَاجِيَاً لِعَفْوِكَ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ وَصَفْحِكَ، فَيَا أكْرَمَ مَنْ أُقِرَّ لَهُ بِالذَّنًوبِ، هَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاِضعاً، خَاشِعاً، خَائِفاً مُعْتَرِفاً، بِعَظِيمِ ذُنُوبي وَخَطَايَايَ، فَمَا أَعْظَمَ ذُنُوبي التي تَحَمَّلْتُهَا وَأَوْزَارِي التي اجْتَرَمْتُها، مُسْتَجِيراً فِيها بِصَفحِكَ، لائِذاً بِرَحْمَتِك، مُوقِناً أَنَّهُ لا يُجيرُني مِنْكَ مُجِيرٌ، وَلا يَمْنَعُني مِنكَ مَانِعٌ، فَعُدْ عَلَيّ بِمَا تَعُودُ بِهِ على مَنْ اقْتَرَفَ عَنْ تَعَمُّدٍ، وجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ ِبِه على مَنْ ألْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مَنْ عِبَادِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لا يَتَعَاظَمُكَ أنْ تمُنَّ بِهِ على مَنْ أَمَلَكَ مِنْ غفْرَانِكَ لَهُ، يا كَرِيمُ، ارْحَمْ صَوْتَ حَزِينٍ يُخفي ما ستَرْتَ عَنْ خَلْقِكَ مِنْ مَسَاوِئِهِ، يَسْأَلُكَ في هذِهِ العَشِيَّةِ رَحْمَةً تُنْجيه مِنْ كَرَب مَوْقِفِ المَسْأَلَةِ، وَمَكْروُهِ يَوْمِ المُعَايَنَةِ، حِينَ يُفْرِدُهُ عَمَلُهُ، وَيُشْغلُهُ عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الضَعيفَ عَمَلاً، الجسيم أَمَلاً، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيَّ أَسْبَابُ الوَصَلَاتِ إلاَّ مَا وَصَلَتْهُ رَحَمَتُكَ، وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الآمَالِ إلاَّ مَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ، قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَكَبُرَ عَلَيَّ ما أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلَنْ يَضِيقَ عَفْوُكَ عَنْ عَبْدِكَ، وَإنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّي، فَقَدْ أشَرَفَ على خَفَايَا الَأعْمَارِ عِلْمُكَ، وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِكَ، وَلا تَنْطوي عَلَيْكَ دِقَاقَ الُأمُورِ، وَلا يَعْرُبُ عَنْكَ غَيْبَاتُ السَّرَائِرٍ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ، الذِي اسْتَنْظَرَ فَأَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ إلى يَوْمِ الدِّين، لإِضْلالي فَأَمْهَلْتَهُ وَأَوْقَعَني بِصَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ، وَكِبَارِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ، حَتَّى إذَا فَارْقْتُ مَعْصِيَتِكَ، وَاسْتَوْحَشْتُ بِسُوءِ سَعْيي سُخْطَكَ تَوَلَّى عَنْ عُذْرِ غَدْرِهِ، وَتَلَقَّاني بِكَلِمَةٍ كُفْرهِ، وَتَوَلَّى البَرَاءَةَ مِنِّي، وَأَدْبَرَ مُوَلِياٍ عَنِّي، فَأَصْحَرَنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً، وَأَخْرَجَني إلى فِنَاءِ نِعْمَتِكَ طَريداً، لا شَفِيعَ يَشْفَعُ لي إلَيْكَ، وَلا خَفِيرَ يَقِيني مِنْكَ، وَلا حِصْنَ يَحْجُبُني عَنْكَ، وَلا مَلَاذَ ألْجَأُ إلَيْهِ مِنْكَ، فَهَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَحَلُّ المُعْتَرِفِ لَكَ، فلا يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضَلُكَ، وَلا يَقْصُرَنَّ دُونِي عَفْوُكَ، ولا أَكُونَنَّ أَخْيَبَ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ، وَلا أَقْنَطَ وُفُودِكَ الآمِلِينَ.

اللّهُمَّ، اغْفِرْ لي، إنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَطَالَمَا أغْفَلْتَ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ، وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامِ حُدُودِكَ، فَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحيْا لِنَفْسِهِ مِنْكَ وَسَخِطَ عَلَيْهَا، وَرَضِيَ عَنْكَ، فَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خَاشِعَةٍ، وَرَقَبَةٍ خَاضِعَةٍ، وَظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الذُّنُوبِ، وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إلَيْكَ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، فَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ وَثِقَ بِهِ مِمَّنْ رَجَاهُ، وَأَمِنَ مِنْ خِشْيَتِهِ وَاتَّقَاهُ، اللّهُمَّ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعْطِنِي مَا رَجَوْتُ وَآمِنِّي مِمَّا حَذِرْتَ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ، وَإذْ سَتَرْتَنِي بِفَضْلِكَ، وَتَغَمَّدتَنِي بِعَفْوِكَ، في دَارِ الحَيَاةِ، وَالفَنَاءِ، بِحَضْرَةِ الأكْفَاءِ، فَأَجِرْني مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ البَقَاءِ، عِنْدَ مَوَاقِفِ الإشْهِاَد ِ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَالرُسُلِ المُكْرَمِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَحَقَّقْ رَجَائِي يا أَصْدقَ القَائِلِينَ: {يا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا على أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ}.

اللّهُمَّ، إنِّي سَائِلُكَ القَاصِدُ وَمِسْكينُكَ المُسْتَجِيرُ الوَافِدٌ، وَضَعِيفُكَ الفَقِيرُ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ، وَأَجَلي بِعِلْمِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُوَفِقَني، لِمَا يُرْضيكَ عَنِّي، وَأَنْ تُبَارِكَ لي في يَوْمي هذا، الذي فَزِعَتْ فِيهِ إلَيْكَ الَأصْوَاتُ، وَتَقَرَّبَ إلَيْكَ عِبَادُكَ بِالقُرُبَاتِ، أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ، وَجَمِيلِ ثَنَائِكَ، وَخَاصَةِ دُعَائِكَ بِآلآئِكَ، أَنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَجْعَلَ يَوْمي هَذَا، أَعْظَمَ يَوْمَ مَرَّ عَلَيَّ مُنْذُ أَنْزَلْتَنِي إلى الدُّنْيَا، بَرَكَةً في عِصْمَة دِيِني، وَخَاصَّةِ نَفْسِي، وَقَضَاءِ حَاجَتي، وَتَشْفِيِعي في مَسْأَلَتِي، وَإتمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي. يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، افْتَحْ عَلَيَّ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْضِنِي بِعَادِلِ قَسْمِكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِخَالِصِ طَاعَتِكَ، يا أَمَلي وَيَا رَجَائِي، حَاجَتي التي إنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّني ما مَنَعْتَني، وَإنْ مَنَعْتَهَا لَمْ يَنْفَعْني ما أَعْطَيْتَني فِكَاكُ رَقْبَتي مِنَ النَّارِ.

إلهي لا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلا تُخَيِّبْ دَعَائِي، يا مَنَّانُ، مُنَّ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ، يا عَفُوُّ، أَعْفُ عَنِّي، يا تَوَّابُ، تُبْ عَلَيَّ، وَتَجَاوَزْ عَنِّي، وَاصْفَحْ عَنْ ذُنُوبي، يا مَنْ رَضِيَ لِنَفْسِهِ العَفْوِ، يا مَنْ أمَرَ َبِالعَفْوِ، يا مِنْ يَجْزِي على العَفْوِ، يا مَنْ اسْتَحْسَنَ العَفْوُ، أَسْأَلُكَ اليَوْمَ «العَفْوَ العَفْوَ» وَكَانَ يَقُوُلُ ذلِكَ: عَشَرَ مَرَّاتٍ.

أَنْتَ، أَنْتَ، لا ينقطعُ الرَّجَاءُ إلاَّ مِنْكَ، وَلا تَخيبُ الآمَالُ إلاَّ فِيْكَ، فلا تَقْطَعْ رَجائِي يا مَوْلايَ، إنَّ لَكَ في هذِهِ اللًّيْلَةِ أضْيَافاً فَاجْعلني مِنْ أَضْيَافِكَ، فَقَدْ نَزَلْتُ بِفنائك، راجياً معْروفك، يا ذَا المَعْرُفِ الدَّائِمِ الذي لا يَنْقَضي دَائِماً، يا ذَا النَّعماء التي لا تُحْصَى عَدَداً.

اللّهُمَّ، إنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِهَا عَلَيَّ، وَلِلْنَّاسِ قِبَلِي تَبِعاتٍ، فَتَحَمَّلْهَا عَنِي، وَقَدْ أَوْجَبْت، يا ربُّ، لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً، وَأَنَا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَايَ الجَنَّةَ، يا وَهَّابَ الجَنَّةِ، يا وَهَّابَ المَغْفِرَةِ اقْبَلْني مُفْلِحاً، مُنْجحاً، مُسْتَجَابَاً لي، مَرْحُوماً صَوتِي، مَغْفُوراً ذَنْبِي، بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ اليَوْمَ أَحَدٌ مِنْ وَفْدك، وَزُوَّارِكَ.." (2).

وانتهى هذا الدعاء الشريف، وهو يمثّل روعة الايمان، وحقيقة التمسّك بالله تعالى، وكان ذلك هو السمت البارز، في سيرة الامام (عليه‌ السلام)، الذي آمن بالله بعواطفه ومشاعره.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) النعاب: الغراب.

(2) الإقبال: ص 392 ـ 397.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي