تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
نشأة الكون الهيولي
المؤلف: نقولا حداد
المصدر: فلسفة التفاحة (جاذبية نيوتن)
الجزء والصفحة: الفصل الثامن (ص58 – ص60)
2023-03-26
1170
تصورنا الحيز الكوني المتناهي في بدئه مفعمًا بفوتونات أو جسيمات إيثرية متماثلة وموزّعة فيه على نسبة واحدة؛ أي إن كثافتها فيه واحدة في أي منطقة في ذلك الحيز. وهنا يقاطع القارئ حديثنا بالأسئلة التالية:
(1) من أين جاءت هذه الفوتونات (أو الجسيمات الإيثرية أو كيف وجدت مرتبة هذا الترتيب)؟
الجواب: إن هذا السؤال استفزاز للعقل؛ لكي يثب من دائرة المتناهي إلى دائرة اللامتناهي، وهو عاجز عن هذا الوثوب.
إذا بحثنا عن سبب وجود فوتونات المادة، أو إذا فرضنا لوجودها سببًا أو موجدًا انبرى أمامنا سؤال آخر، وهو كيف وجد ذلك السبب أو الموجد؟ وعلى هذا النحو نستمر في سلسلة فروض لا نهاية لها، والعقل متناه فلا يستطيع أن يشمل اللامتناهي، فخير للسائل أن يكفَّ عن هذا السؤال المحير؛ لأنه لا يستطيع أن يجد فيه مزيلًا لحيرته، فإن كان يرتاح إلى نظرية وجوب وجود الله موجِدًا للمادة فذلك خير ما يعتقده ويريح باله، اللهم إذا كان لا يجد بدا من السؤال «مَنْ أوجد الله؟» وحينئذٍ فافتراض أن المادة وجدَت هكذا وجوبًا يغنيه عن هذا السؤال؛ لأن افتراض أن المادة وجدَت هكذا وجوبًا هو كافتراض وجود الله وجوبا، إذن فلنقل: إن المادة وجدت فوتونات مرتبة هكذا بكيفية يستحيل أن ندركها أو أن نخمّنها وُجِدَت والسلام، أو أن الله الواجب الوجود أوجدها وهو منظمها ومدبرها، والبحث في أصل وجودها عقيم.
(2) متى وجدت فوتونات المادة؟
الجواب: إن الزمان ليس شيئًا قائمًا بذاته، بل هو تعبير عن حركة المادة، فإذا كانت فلم يكن ثمة مرور زمن، فاذا كانت المادة ساكنة بلا حركة – إن كان قد وجدت ساكنة – إذ لا نجد أثرًا في الكون له؛ ولذلك لا نستطيع أن نُعيّن لبدء وجودها زمنًا، وإنما نعين لبدء حركتها زمنا سواء أكانت الهيولي أزلية أو حادثة ولا يستحيل علينا أن نستنتج بدء ظهور حركتها، أي منذ كم من الزمن ابتدأت تتحرك؟ أي متى صارت الفوتونات تتألف في الكترونات وبروتونات؟ فإن كانت قد وُجِدَت متحركة فنعلم بدء حدوثها أو وجودها من معرفتنا بدء حركتها، وإنما نبقى جاهلين كيفية ذلك الحدوث كما تقدم القول، فمهلا بهذا السؤال الذي يمكن الجواب عليه وإزالة الحيرة فيه، وحينئذ يعلم القارئ أن لا أزل ولا أبد، بل هناك بداية للكون المادي الذي نحن فيه الآن وكما نعرفه وله نهاية على الأرجح.
(3) كيف نعلم أن المادة وجدت فوتونات أولًا، ثم تألفت من الفوتونات جسيمات فجزيئات وتجمعت منها سُدُم وأجرام؟ ولماذا لا نقول إنها وُجِدَت جزيئات تامة التركيب كما نراها في شمسنا وأرضنا؟ ولماذا لا نقول إنها وُجِدَت جسيمات أصغر من الفوتونات وهذه الفوتونات تألفت منها؟ والجواب: إننا نرى في السدم المترامية جميع درجات التركيب من الفوتونات إلى البروتونات والالكترونات إلى الجزيئات إلخ، ولم نشاهد أو نعثر على ما هو أدق من الفوتونات، فإن كان هناك ما هو أدق منها فإلى الآن لم نكتشفه، ولا كلام فيما نجهله جهلًا مطلقًا، وفي أرضنا نرى خليات حيوية مؤلفة من جزيئات أيضًا، وكل ذلك يدلنا على أن التركيب حادث في المادة بعد وجودها، فلا يمكن أن تكون قد وُجِدَت هكذا كما نراها ما دمنا نرى تركبًا وانحلالا ، نرى في درجات السدم دلائل التكاثف والتركب واضحة كالنهار، فنتأكد أن التركب طُبع في المادة، وإذن ابتدأ التطور منذ كان الحيز الكوني بحر فوتونات فقط.
(4) بالبرهان على أن الحيز الكوني الذي كان مملوءًا فوتونات فقط ومتوزّعة فيه بالتساوي كان متناهيًا أي له حجم مقرَّر، ولماذا لا يقال إنه غير متناه؟ الجواب: إن العلم مكننا من ارتياد الكون وأقنعنا بأنه متناه، وأن الحيز الذي يشغله محدود الحجم، وعِلْمُنا أو استكشافنا محصور في هذا الحيز المحدود، وبعده لا ندري شيئًا؛ إذ لا وسيلة لاتصالنا بما بعده كما لنا وسائل الاتصال بجميع نواحي حيزنا هذا، ولكن جهلنا بما بعده لا ينفي نفيًا قاطعًا إمكان وجود حيز أو حيزات كونية أخرى لا وسيلة عندنا للاتصال بيننا وبينها، فهي بالنسبة إلى عقلنا في حكم التخيل الظني فقط، إذ لا تأثير لها على عقليتنا، فكأنها من مستنبطات عقلنا فقط؛ ولذلك من السخف أن نفرض أو نزعم أو نعتقد بما ليس له صلة بحواسنا أو عقلنا أو تعقلنا. إذن نحصر بحثنا في حيز كوننا المادي فقط؛ لأن لنا اتصالا حسيا بقوانينه؛ ولأن هذا الاتصال ينتهي عند حدود نستطيع أن نقيس أبعادها بالتقريب.
(5) هل وُجِدَت المادة متحركة أو أن الحركة طارئة عليها؟
الجواب: ليس لأي من الأمرين جواب يرتاح إليه العقل أو يزيل الحيرة، فقد يمكن أنها وجدت متحركة، ولا جواب للسؤال: كيف وُجِدَت متحركة؟» إلَّا الجواب الذي بسطناه للسؤال الأول، وقد يمكن أن تكون الحركة طارئة عليها بعد وجودها، وحينئذٍ يتصدر السؤال التالي:
(6) إذا كانت الحركة قد طرأت على المادة بعد وجودها فما هي القوة التي أحدثتها؟ والجواب على هذا السؤال من رتبة الجواب على السؤال الأول، فيستحيل على العقل البشري أن يتصوّر قوة مستقلة قد حرَّكت المادة أو أثارتها فتحركت؛ لأنه في الحال يقوم أمامه سؤال آخر وهو: ما هي هذه القوة؟ أو إذا كان يعتقد أنه ليس هناك شيء قائم بذاته يسمى قوة، بل إن ما نعنيه بالقوة وما عرفناه منها إنما هو حلقة من سلسلة حلقات الحركة، إذا كان العقل البشري يعتقد هكذا فلا بد أن يسأل ما هي الحركة السابقة التي أحدثت حركة الفوتونات؟ وهكذا يدخل في سلسلة غير متناهية من الأسئلة.
فإذن نترك البحث في اللامتناهي – لأنه عقيم – ونبحث في تطور المادة كما رأيناها منذ بدء تحركها، سواء أكانت قد وُجِدَت ساكنة فطرأت عليها قوة فحركتها، أو وجدت متحركة فشرعت تتطور.