x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النزاع في الحياة الزوجية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة: ص10 ــ 13
2023-03-08
972
من المسائل التي تؤدي إلى نشوب النزاع في الحياة الزوجية، خاصة لدى الشباب هي الاختلاف في الرؤى والنظرة إلى الحياة، وهذه المسألة لا تتوقف عند الشباب بل إنها تنسحب أيضاً لتشمل أعماراً أكبر.
يخوض الشاب مع الفتاة تجربة الزواج المثيرة ولدى كل منهما رؤاه وأحلامه وآماله العريضة، وعادة ما يغطّي الخيال مساحة واسعة من معلومات كل منهما عن الطرف الآخر. وعلى هذا الأساس يبدآن ببناء حياتهما المستقبلية في جهل بإمكاناتهما وقدرات كل منهما.
ولكن، بعد أن يقضيا شهرين أو عامين في هدوء تبدأ مرحلة من الحساب والتقييم ومراجعة الامور، حيث تبدد أشعة الشمس ضباب الخيال والأوهام، وعندها تترسب في الأعماق تراكمات السلوك، ويسعى خلالها كل طرف التغاضي عنها والسكوت عليها؛ وفي لحظة اشتعال الشرارة ينفجر الموقف وتظهر إلى السطح جميع العقد الدفينة، ويبدأ فصل من النزاع والمواجهة.
وتؤكد البحوث الاجتماعية بأن النزاع قد ينشب في بدايته حول بعض التفاصيل التافهة ثم سرعان ما يتصاعد ليهدد البناء الأسري برمته، فمن كلمة جارحة إلى العراك والضرب، إلى التفكير الجدي بالطلاق والانفصال النهائي.
بواعث النزاع:
للبحث في السبب أو الأسباب التي تكمن وراء النزاع بين الزوجين يمكن الاشارة إلى ما يلي:
- المفاهيم الخاطئة عن الحياة، خاصة حياة الأسرة.
- جهل الطرفين ببعضهما قبيل خوض تجربة الزواج.
-عدم تفهّم كل طرف لتقاليد وعادات وسلوك الطرف الآخر.
ـ سعي أحد الطرفين لإثبات قدرته وسيطرته على الطرف الآخر.
- إفراغ شحنات الغضب الناجمة عن عوامل خارجية في محيط الاسرة.
- غياب العقل والانقياد إلى العواطف.
- انعدام أو محدودية القابلية على تحمّل الآلام والحرمان.
ـ إطلاق الأحكام جزافا دون روية وتعقل.
ـ الندم على قرار الزواج والشعور بالغبن.
ـ الحسد وإساءة الظن بالطرف الآخر.
ـ غياب روح التسامح والإيثار.
ـ وأخيراً انعدام التوافق الروحي والشعور بالانسجام بين الطرفين، الذي يبقى بحد ذاته، العامل المهم وراء تدهور الحياة الزوجية وانحطاط الأسرة.
النزاع لدى من؟
إضافة إلى ما ذكرنا آنفا، هناك أسباب وعلل تدفع إلى النزاع، ولكن السؤال هو لدى من يشتد الميل إلى المنازعة؟ والجواب:
ـ لدى الأشخاص الذين لا يتمتعون وبسبب صغر أعمارهم، بالتجربة الكافية.
ـ لدى أولئك الذين يعانون من الشعور بالحقارة والنقص والصغار.
ـ لدى أولئك الذين لا يمكنهم، وبسبب نقص في تربيتهم، من السيطرة على
أنفسهم.
ـ لدى بعض الذين يظنون أن بإمكانهم تحقيق جميع ما تصبو إليه أنفسهم.
- لدى الذين يعتبرون أزواجهم رقيقاً يمكنهم توجيههم إينما يريدون.
- لدى الأثرياء من الذين يرون الحياة في إطار الرفاه والثراء.
- لدى الذين يتمتعون بالمراكز الاجتماعية ممن ينظرون إلى الناس على أنهم عبيد وأرقاء لهم.
ـ وأخيرا؛ لدى أولئك الذين يعيشون مرحلة الطفولة بالرغم من بلوغهم سن الثلاثين أو الأربعين، ويتوقعون من الآخرين أن يعاملوهم بالدلال.
نتائج النزاع:
ينتهي النزاع إلى إحدى نتيجتين لا ثالث لهما إيجابية أو سلبية. وإيجابية النتيجة بمعنى أن الطرف وبسبب أعماله الناجمة عن الغضب والعنف قد تمكن من حسم النزاع لصالحه، حيث يتمكن من دفع زوجه ورفيق دربه إلى الاستسلام خوفا والسؤال هنا: أيّة قيمة لهذه الحياة التي يسودها الخوف؟ إن تحويل المنزل إلى غابة وسيادة قانون الأقوى لا يبعث على الافتخار، وإن تحكيم قانون الأقوى في تسخير جميع الحيوانات في الغابة لا يمكن أن يكون قانوناً باعثا على الاعتزاز في الحياة الاسرية.
وقد لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية أي لا ينتهي لصالح أحد الطرفين، بل ينتهي بهزيمة الطرفين معاً.. صراع مستمر، عراك دائم؛ ضرب؛ وبالتالي يتصاعد دخان النزاع ليحرق عيون الجميع خاصة الأطفال الأبرياء الذين يجدون أنفسهم في مهب العاصفة الهوجاء التي سوف تقذفهم بعيداً في عالم الضياع.