1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

الضوابط التي تؤدي الى تعزيز العلاقات بين الزوجين

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الشباب وقضايا الزواج

الجزء والصفحة:  ص29 ــ 32

2023-03-04

949

يتعاقد الفتى والفتاة على عهد في الحياة المشتركة وتشكيل الأسرة، ويقرران، تبعاً لذلك، العيش معاً تحت سقف واحد وأن يقف أحدهما إلى جانب الآخر إلى الأبد والسير سوية في الطريق الذي انتخباه، طريق الحياة الزوجية وتربية الجيل.

أن عهداً كهذا لا يمكن المحافظة عليه بيسر وسهولة، ذلك أن الحياة المشتركة تلزمها العديد من الضوابط والشروط التي لا يمكن بدونها الاستمرار والدوام، فالزواج يستلزم استعداداً مسبقاً من قبل الطرفين يجنبهما الوقوع في المزالق، ويستلزم كذلك يقظة كاملة في الشهور الأولى لكي يمكن إرساء دعائم متينة للبناء الجديد. وهذا التأكيد يتضاعف في الأيام الأولى التي تكون عادة أياماً قلقة متزلزلة، فأقل خطأ يحصل سوف يلقي بظلاله القاتمة في النفس ويشعرها بالمرارة. وأساساً فإن الزواج هو تحمل للمسؤولية، إذ لا يمكن - بأي حال من الأحوال - أن تستمر بعده حالة العزوبية من الشعور بالتجرد وفراغ البال.

هناك من الضوابط والنقاط التي يؤدي الالتزام بها إلى تعزيز العلاقات بين الزوجين ويجعلها متينة، وهي كما يلي:

1ـ التصريح بالحب والمودة:

من السهولة أن يتبادل الزوجان الحب، غير أن إظهار ذلك وترجمته على شكل عبارة جميلة حلوة يقضي على احتمالات الشك التي قد تراود أحد الطرفين.

إن الإسلام يوجب أن نبرز عواطفنا تجاه من نحبهم، وهو أمر تتجلى ضرورته في الحياة الزوجية. إن المرأة، وكما يؤكد الحديث الشريف لا تنسى كلمة الحب التي ينطقها زوجها أبداً، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قول الرجل لزوجته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً)(1).

قد يبدو إظهار العاطفة بين الزوجين لدى البعض أمرا يدعو إلى السخرية، انطلاقا من كون المسألة واضحة لا تحتاج الى دليل، ولكن الأمر على العكس، فبالرغم من وجود الحب إلا أن التعبير عنه أمر في غاية الضرورة حيث يعزز من قوة العلاقات الزوجية ويزيدها متانة ورسوخاً.

2ـ الاحترام المتبادل:

يجب أن يكون الاحترام متبادلا؛ وأن إخلال أحد الطرفين بذلك يؤدي إلى اختلال في المعادلة كلها. من ينشد احترام زوجه عليه أن يحترمه أولا؛ فوجاهة المرأة تضفي على الرجل قوة، وشخصية الرجل تمنح المرأة قوة وتعزز من مكانتها وعليه فمن الضروري أن يربط الزوجين نوع من الاحترام المتبادل وأن يبتعدا عن كل ما من شأنه أن يخل بهذه المعادلة.

والاحترام يتجسد من خلال الحديث والتعامل، فعلى صعيد الحديث يتجلى الاحترام من خلال اللهجة الصادقة والهادئة التي تزخر بمعاني الحب، وإذا كان هناك ما يستدعي النقد فينبغي أن يتم ذلك بأسلوب ايجابي بعيداً عن التشهير.

3ـ التزين:

من الضروري جداً أن يراعي الزوجان زينتهما ومظهرهما، وأن يحاولا الظهور بالمظهر اللائق.

إن التعاليم الإسلامية تزخر بالكثير من الوصايا عن نظافة البدن بدء من الإستحمام، وتنظيف الأسنان، والتعطر، وإصلاح الشعر، وقص الأظافر، وارتداء الثياب النظيفة: وكل هذا له تأثير بالغ الأهمية في ترغيب الطرفين ببعضهما وتعزيز علاقات الحب بينهما.

هناك حديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) يفيد بأن زينة الرجل تزيد من عفة زوجته، فهناك العديد من النسوة اللائي انحرفن عن جادة العفة بسبب إهمال أزواجهن لهذا الجانب الحساس من الحياة. قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إن التهيئة مما يزيد من عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة).

وهناك روايات تفيد أيضا بأن المرأة تحب من الرجل أن يتزين لها كما أن الرجل يحب من زوجته ذلك.

وقد نقل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حديثاً يفيد بأن من واجب المرأة أن تتعطر لزوجها فقد (شكت امرأة لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إعراض زوجها عنها فأمرها أن تتطيب له).

كما ورد عن الباقر (عليه السلام) توصية للرجل بتوفير الزينة لزوجته حتى لو اقتصر الأمر على قلادة. يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (لا ينبغي للمرأة أن تعطل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة)(2).

4ـ حفظ الروابط الزوجية:

تنشأ في ظل الزواج حالة من الاستقلال النسبي الذي ينجم عن حاجة الطرفين إلى بعضهما. وبالرغم من شرعية هذه المسألة إلا أنها لا يمكن أن تكون الأساس أو المبرر الوحيد للزواج - فالزواج الذي يقوم على هذه المسألة وحدها لابد وأن ينتهي إلى كارثة تبدأ باحتقار الطرفين بعضهما فور إشباع غريزتيهما.

ولذا فإن العلاقات الزوجية ينبغي أن تقوم على أسس معنوية كرضا الله وأداء الواجب الإلهي، وتنفيذ السنة النبوية. إن أخذ هذه المقومات بنظر الاعتبار تساعد على نمو العاطفة بينهما ويوجب نضج شخصيتهما.

5ـ الذرية:

يضفي وجود الطفل في حياة الزوجين رونقاً يزيد من جمال الحياة الزوجية ويعزز من اسسها؛ ومع بزوغ طلعة الطفل الباسمة في سماء الاسرة يولد حب كبير يمد جذوره في الإعماق؛ إذ سرعان ما نشاهد البرود يغزو حياة بعض اولئك الذين يمتنعون عن الإنجاب بحجة أن الأطفال سيعكرون عليهم الأجواء، حيث ينعكس ذلك في التعامل الجاف والمتصنع؛ فإذا أشرقت شمس الطفولة ذابت الثلوج وتدفقت الحياة في الاسرة.

6ـ العفاف:

وأخيراً، فإن العفة والطهر هما أساس إنسانية الحياة الزوجية، والعامل المهم في إدامة واستمرار حياتهما المشتركة. وعلى هذا فإن التعفف وطهارة الثوب مطلوبة من الرجل كما هي مطلوبة من المرأة، وأن على الزوج أن يخلي قلبه من كل رغبة في غير زوجته، وعلى الزوجة أن لا تنظر الا الى زوجها. وإضافة الى الجانب الشرعي في هذه المسألة فهي أساس متين لحفظ البناء المشترك من الانهيار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة: ج14، ص10.

2ـ المصدر السابق: ج3، ص335.