1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

الزوجة قرة العين

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص239 ــ 248

2023-02-09

2155

أن سيد الرسل محمد (صلى الله عليه وآله)، كان يقبل يد ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث (...وكانت إذا دخلت عليه رحب بها، وقام إليها، فأخذ بيدها فقبلها،..) (1)، ولم يقبل يداً أخرى سوى يد عامل اخشوشنت وتفطرت من فرط العمل..

السؤال هنا: أليس محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، أشرف المخلوقات وكبير سفراء الحضرة الإلهية المقدسة وسيد رسل العزم؟ بلى! إنه لكذلك، لكنه يقبل في الوقت ذاته يد العامل.. سؤال آخر: هل قُبِل - لا قَبّل - أحد من رؤساء الأحزاب العمالية أو ساسة البلدان المؤيدة للشيوعية أو أحد أعضاء الحكومة المذكورة أن يصافح أحد العمال؟!.

وسؤال ثالث: وهل غير القرآن الكريم وأولياء الله تعالى من صنف الزوجة في صف الذرية أو فضلها عليها في وصفهما بقرة العين: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].

إن الرجل يمثل حلقة الوصل بين الناس وهم محور المجتمع وبين الزوجة التي وسطها البيت، وبعبارة أخرى أن الفرصة متاحة له لبناء المجتمع من جهة ويوجّه ويرشد الزوجة من جهة أخرى. تقوم الزوجة بإعداد مكان مؤثث تتوفر فيه سبل الراحة بينما الزوج ينظم شؤون ذلك المكان بضوابط ومقررات خاصة، أي أنها تنظم المكان وهو يسيّره وكلاهما معاً يحولان البيت إلى خلية متطورة يريد الله تعالى لها أن تكون منشأ القيم الإلهية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، فالبدء الاصلاح لا يكون على نطاق شامل كما لا يمكن سحب الأشخاص للإصلاح واحدا بعد الآخر وتحصينهم من نار جهنم، بل يسهل العمل بالإصلاح إذا انطلق من وحدة العائلة التي يقوم الرجل بقيادة مركبها نحو ساحل الأمان.

البيت ليس مكاناً فقط لحماية أصحابه من الأمطار الغزيرة وأشعة الشمس اللاهبة والبرد القارص أو محلاً للنوم فقط، بل له دلالات ودلالات في عالم المعنى.. لقد بارك سبحانه وتعالى لسيدنا آدم (عليه السلام) البيت الأول على وجه البسيطة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96]، كما بارك للنبي موسى (عليه السلام) المنزل الذي طلبه من الله (جل وعلا) و {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون: 29].

السكن ينشده الولدان: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، أما المرأة فتنشد البيت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11]، وكما قيل فإن أول بناء شيد صرحه أطلق عليه اسم (البيت) ولأن البيت مقر قيادة المرأة فلا بد من تبيين مفهوم قدرة القائد إن القرآن الكريم يعرف البيت على أنه نقطة انطلاق المهاجر الشهيد في سبيل الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100].

إن الله سبحانه وتعالى يطلق على (فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) (صلوات الله عليهم أجمعين) لقب (أهل البيت) حيث: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، ثم يوصي النبيين موسى وهارون (عليهما السلام) باختيار بيوت لقومهما: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87]، وبعد ذلك أراد للبيت أن يكون سكناً: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [الفاتحة: 80]، وفي هذه المرتبة لا تجد ذكرا للسكن في القرآن الكريم إلا وفيه إشارة للعائلة بما فيها الزوج والزوجة: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189]، وأيضاً {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

وعلى كل حال، إنه المكان الذي تمنت (آسية) زوجة فرعون أن يكون لها في المستقبل بعد أن فقدته في الماضي.

إن المرأة لا بد من وصلها بمكان خاص بها، لا لغرض النوم ولا لأنه يحميها من البرد والأمطار بل لأن فيه (أهل البيت) والبيت مزرعة البركة ومنطلق الهجرة وهو بالتالي محل الاستقرار والسكون.. أي أن البيت ليس المراد منه الباب والجدران المحيطة بالآدمي بل هو ما يكتنزه هذا الآدمي ومن حوله، وإذا كان البيت محددا من الخارج بحدود فهو في الداخل يتصل باللانهاية وإذا لم يكن ذا محتوى في الداخل فهو ليس بشيء في شكله الخارجي سواء كان قصراً أم كوخاً، والمرأة التي يكون مقرها القيادي مثل هذا المكان فهي قرة العين.

للرجل فسحة كبيرة في المجتمع ليترجم فيها طاقاته على صعيد الواقع، أما المرأة فبإمكانها ممارسة دور في أعمال خارج البيت بالمقدار الذي يمكن بل وينبغي للزوج ممارسته في البيت، وفي الوقت الذي يعيش الرجل الماضي مع مجتمعه والحاضر مع عائلته تكون الزوجة حلقة الوصل بين الماضي المتجسد بزوجها وبين المستقبل المتمثل بأولادها، ولو أنها بسطت نفوذها اليوم في المجتمع بواسطة زوجها فهي تجد في أولادها النافذة المطلة على المجتمع في الغد، وبذلك نعرف بأن البيت يحظى بمكانة خاصة بالنسبة للماضي والمستقبل ومقوده بيد الزوجة.

إن الزوج قلما يتدخل في أعمال الزوجة المكررة، ولهذا يشعر عادة بالتفوق والنجاح في أعماله وتصرفاته، وفي المقابل تهتم الزوجة بعملها ووظائفها إذا ما أشاد رب البيت وأهله بها واعتبروها في أحاديثهم أنها (لولب) العائلة. إن الزوج يعتبر إطراءه لزوجته اهتماماً شخصياً ومحبوباً لديها لكن الزوجة لا ترى أنها فعلت شيئاً يذكر وتعتبر أن ما قامت به كان لا بد أن ينجز، ولذا تشعر الزوجة حينما يثني الزوج وأعضاء العائلة على طهيها أو يؤيدوا أعمالها بأنها ساهمت في النجاحات التي يحققها الزوج وسائر أعضاء العائلة.. أطهي الطعام حتى يوفقوا في عملهم، أنظف حتى لا يتلوثوا ومثل هذه الورشة ناجحة في عملها ونتاجاتها ومنها طول العمر، وهل شيء أثمن من العمر الطويل المصحوب بالموفقية والحيوية والسعادة؟.

مثل هذه الأعمال تثمر عن توفير الرفاهية والهدوء للعائلة.

يود الرجل أن يكون له بيت حتى ينطلق من هذه القاعدة للمجتمع فيما تنشده المرأة للتخلص، ما استطاعت، من المجتمع، وتتمتع فيه بحريتها. منه تكون انطلاقة الرجل باتجاه الخصائص الرجولية، في حين تعتبره الزوجة غايتها وضالتها.. على هذا صار من الضروري للزوجة تمكين نفسها لأنها رمز الاتصال بخط الحياة العام وفي المقابل وجبت النفقة على الزوج ليكون على نفس الخط.

إن الزوجة تحظى بالتقدير من قبل الزوج، وهو يحظى بتقدير المجتمع واحترامه.

الزوجة قرة عين الزوج، وهو قرة عين المجتمع وبعبارة أخرى تكون هي قرة عين عنصر التضحية والمثابرة، ويكون هو قرة عين عنصر الاقتصادي..

إن الذرية والزوجة كل منهما قرة عين الرجل، لكن الأولى يستشعرها الأب بالفطرة وتلقائياً أما الثانية فيجب أن يعرفها بأنها قرة عين بالتعلم والتجربة.

يعتبر الابن مرآة للوالدين يخلد ذكرهما في المجتمع بعد رحيلهما عبر الزواج وادامة صورتهما بواسطة الأجيال القادمة.. إن الابن يسوق الحياة إلى المحيط الخارجي ويثبت هناك، أي في المجتمع، أسس العائلة بينما تكون البنت في الأعم الأغلب ابنة الآخرين استسلمت للقيام بأدوار معينة. إنها تبحث في الزوج عن دور وشخصية الأب فتنقل إلى بيته كل شيء.. لقد كانت قرة عين أبيها فلم لا تكون قرة عين زوجها؟!.

في الواقع إن الفتاة التي انفصلت عن الأب وارتبطت بالزوج هي بمثابة يتيم انتخب أباً له، لكنه أب فرضت عليه أدوار الأبوة مما يعني صيرورتها قرة عين بالضرورة.

لا بد من الأخذ بنظر الاعتبار دوماً بأن الآمال تنبثق في البنت منذ أن تجد نفسها وتدرك شخصيتها، وهذه الآمال تكرسها للمستقبل والزوج الذي سيكون من نصيبها.. لم تقتنع ولم تكتف بكونها قرة عين أبيها في بيته وإنما تطلعت لأن تكون قرة عين شخص آخر في بيت آخر، وإذا لم تجد هذا الأمل يتحقق في حياتها الزوجية فستعتبر أنها لم تظفر بشيء من الزواج.

يقتصر قلق الرجل حين الزواج على موضوع شخصية الفتاة وأخلاقها إن كانت كما يرغب أم لا، حيث قيل إنها كالبطيخة لا تعرف طعمها حلوا أو مراً إلا إذا فتحتها وتذوّقتها، أما الفتاة فقلقها لا ينتهي لا عند الزواج ولا بعده، فهي لا تشرف على مصيرها مطلقاً بل هي كالولد بين يدي والديه إما أن يكون قرة عينهما - ونادرا ما يحصل عكس ذلك - وإما أن ييأس من حمايتهما ويتفاءل بالمستقبل فقط. غير أن حب الوالدين لأولادهما لا يقابله رد فعل مماثل اتجاههما ولهذا يعوض الله الرحمن الرحيم هذا النقص بآيات مباركات توصي الأولاد بوالديهم وأخريات بسمو مكانتهما لديه (جل وعلا).

الأمر ذاته ينطبق على العلاقة بين الزوجين، إن الله سبحانه وتعالى يوصي الزوج بزوجته ويبين له عبر آياته الشريفة الواردة في القرآن الكريم بأنها يجب أن تكون قرة عين له، وقد حق ووجب على المرأة أن تفخر بذلك.

يمثل الزواج أمنية بالنسبة للبنت وهي في بيت والدها، ولا ينقطع حبل أملها به حتى بعد انتقالها لبيت زوجها لكن البشائر الطيبة والأخبار المؤلمة تؤثر فيها أكثر مما لو عاشتها؛ فسماع خبر بقدوم قحط مخوف أكثر من أن يعيش المرء أيام القحط نفسه أو أن خبر اختيار المرء لمنصب رفيع أوقع في نفسه من الجلوس على كرسي ذلك المنصب، ووضع البنت لا يستثنى من هذه القاعدة فإنها تتطلع وتتلهف للبشائر والأخبار المفرحة وهي في بيت زوجها.. لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، لقد جاءت وحلت في بيت زوجها الذي كانت تعتقد بأنه مكان تفعيل الآمال فلم تر ما يدفعها للتصديق بأن آمالها سترى النور وستتحقق، فهذا هو الزوج وهذا هو بيته ولا أمل يبقى سوى ما يتعلق بالأولاد حيث الأم تعول على هذا الأمل أكثر من الأب لأن عزلة البيت يجعلها تكرس اهتمامها وآمالها بالأولاد في حين قلما يسجل المجتمع، بصفته الوسط الذي يتواجد فيه الرجل، مثل هذه الحالة عند الأب؛ فالرجل وقبل أن يقيده رباط الزوجية ببعض الواجبات، كانت له اهتمامات وميول مختلفة من قبيل ولعه بكرة القدم أو الطائرة أو ارتباطه بالمدرسة والكلية أو المجاميع وهو اليوم يصرف النظر عنها بالتدريج لا بسبب الزواج لذاته بل من أجل الانتقال لوضع آخر. أما البنت التي مثل البيت كل حياتها ووجودها قبل الزواج فقد تركته في منعطف من حياتها اسمه الزواج واختارت بيتاً آخر اسمه (العائلة)، فإن لم تكن الزوجة قرة عين هذا البيت كان الزوج يحكم فيه كالمالك ولن ترى فيه شيئاً من استقلالية الزوجة ومثل هذا الوضع يجعل الرجل والعائلة في تخبط وعشوائية ولن يشاهدوا آفاقاً مستقبلية مريحة.

إن الرجل إذا تجرد من المشاعر قبال زوجته وصار مجرد جسد أمامها فعليه أن يتوقع من زوجته أن تقابله بالمثل فلا تكون سوى جسد استسلم بين يديه، وهو ما يكرهه.. وعلى هذا ينبغي للرجل أن يكون جملة من المشاعر والأحاسيس الجياشة حتى تأنس به، كما أن منزلتها تتبع في الغالب منزلة زوجها بل وحتى اللقب الذي تحمله هو لزوجها، وتعكس لنا هذه الفكرة مفهوماً مفاده أن جسد المرأة يروح ضحية في تقديس الزواج أكثر من جسد الرجل، وإذا لم تصر المرأة قرة عين الرجل بالفعل فستقع مأساة اسمها استبداد الزوج وظهور دور الابوة المتزمّتة.

بعد مضي مدة من الوقت على الزواج، يدرك الشاب والشابة فيما إذا كان الانسجام والالفة تسود حياتهما، وهو ما يستحق الثناء والتقدير، أم يسودها النفور والفرقة لكنهما مجبوران على العيش مع بعضهما، وتلك حياة يطلق عليها (حياة تعيسة). وفي الحالتين، لا تستطيع الزوجة التخلص أو الاستغناء عن البيت الذي هو بمثابة العش في الصورة الأولى وبمثابة (مقبرة الأحياء) في الصورة الثانية في الوقت الذي يتمتع الزوج بتنوع في حياته كعلاقاته الاجتماعية خارج حدود البيت وطبيعة عمله في الأوساط الاجتماعية المفتوحة، ولذا بإمكانه أن يكون ممرضاً ومعالجاً للأمور والمشاكل في المجتمع أو البيت أو كلاهما معاً. وفي المقابل حتى لو خرجت للمحيط الخارجي فلا يعني ذلك تنوعاً بالنسبة لها بل وحدة، على العكس فإن بقاءها في البيت لوحدها تنتظر قدوم الزوج والأولاد لا يعد من الوحدة في شيء وإن صيرورتها ممرضة للزوج وتدبيرها لشؤون البيت وتربيتها للأولاد، كل ذلك يزيد من تعاطف ومشاعر الود التي تسود البيت.

قد لا يورد القرآن الكريم ذكراً لحواء زوجة سيدنا آدم (عليه السلام) عند الحديث عن موضوع خلافته وسجود الملائكة له وطرد الشيطان من أجله، لكنه يأتي بذكرها بمجرد أن يتحدث عن الأكل واختيار محل السكنى وبروز المسائل الزوجية وذلك بصورة تعكس عظمة الارتباط بينها وبين سيدنا آدم (عليه السلام) إذ نقرأ: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وفي المواقع التي تتحدث عن المساواة والعدل يستخدم لفظة (الوالدين) أو تعبير التثنية (ولا تقربا.. فأكلا...) وهكذا، على أن هذه الصيغ تفصح عن ارتباط وثيق تمتد جذوره إلى أعماق الخلقة بين الرجل وقرة عينه.

حتى الزوجان غير المتفاهمين وغير المنسجمين، يحاول كل منهما أن يحفظ للآخر قدرا من احترامه وشخصيته؛ فالمرأة تسعى ما أمكنها لإخفاء ما بها من مشاعر ضد زوجها أمام الآخرين وفي نفس الوقت لا يرضى الزوج أن يمس أحد زوجته بكلام جارح ولو في غيابها.

ولو سمعت الزوجة التي ليست على وئام مع زوجها، رجلاً تحترم شهامته ورجولته وهو يسيء إلى زوجها فإنها ستغير رأيها فيه، ولو عرفت منه أن زوجها على علاقة مع امرأة أخرى فإنها ستشعر بالمرارة وستسخط على الاثنين معاً؛ على زوجها الفاسق وعلى هذا الرجل الذي حمل إليها النبأ. وعلى هذا تكون الحقوق النظرية للرجل تعادل الحقوق العملية للمرأة في موضوعنا وهنا لا بد من تعويض النقوص والحاجات وتبيين الأمور من قبل من يحمل المؤهلات المنشودة لسد النقوص وملء الثغرة الموجودة بين القيم العملية والثقافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الصحيحين: ج3، ص154.