x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
شروط نجاح عناصر التربية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة: ص31ــ33
12/12/2022
1365
ولكن ما هي الشروط والضوابط التي تساعد عناصر التربية، وخاصة العنصر الانساني على النجاح في تربية الأولاد؟
والجواب منحصر فيما يلي:
أولاً: الوعي؛ ومعناه ضرورة ادراك الاشخاص للجهة التي يتعاملون معها وهذا ما يحتم عليهم معرفة ماهية الصفات والخصائص الغريزية التي يتمتع بها الطفل، ونوعية الميول والاهواء التي تتجاذبه، وما يحكمها من ظروف وعوامل، اضافة إلى ضرورة ادراك طبيعة رغباته ومطاليبه، والاسس التي نبغي تربيته وفقاً لها، وطبيعة المذهب الفكري الذي أخذت عنه هذه الاسس، والابعاد المطلوبة في ذلك، والاهداف المنشودة من وراء هذه التربية، والسبل المتبعة في هذا المجال، والإدوات والفنون التي نكرسها لتحقيق هذه الغاية، وما هي الاحداث التي يتعرض لها؟ وكيف يمكن التحكم بمثل هذه الاحداث والسيطرة عليها؟ و...الخ.
ثانياً: الايمان، أي الايمان بالفكر الذي نلتزم به ونريد لأولادنا ان يترعرعوا وفقاً لمبادئه. وهو الايمان الحقيقي الواضح والمتأتي عن وعي وعلم واقرار باللسان، ومؤيد بالعمل، وهو الايمان بالفعل ورد الفعل وتأثير التاريخ فينا وتأثيرنا فيه، والاعتقاد بالحساب والثواب والعقاب، والاقرار بحق الطفل وماله من حقوق في رقابنا، كما ان الايمان يعني الاقرار بتأثير الاحداث والوقائع و....الخ.
من البديهي ان وجود الوعي والايمان يقترن دوماً بالعمل، وبعبارة أخرى ان العمل نتاجٌ لوعي الفرد وايمانه، وخاصة العمل الصحيح، والمدروس، والمفيد والذي يؤتى به لنيل رضا الله وينطوي على ثمار نافعة للفرد والمجتمع.
اننا نعتقد ان من يقدم على الزواج والتكاثر بدون الالتفات الى مثل هذه الحقائق انما يخسر نفسه ويضر مجتمعه ويزوده بجيل ضائع وعابث، وانه سيكون - لا شك - عرضة للمؤاخذة في ازاء مثل هذا التقصير والاهمال.
مسألة المحاكاة
ينبغي ان لا تغيب هذه النقطة عن الاذهان في موضوع التربية وهي ان الطفل مقلد ومطبوع على محاكاة كل ما يرى من سلوك وتصرفات على ما فيها من بخل وحرص وانفاق وسرقة وخوف وتحايل، وعلى هذا الاساس فان الذين يمثلون بالنسبة للطفل القدوة والمثال ولاسيما اولئك الذين يعتبرهم أبطالاً، يؤثرون كثيراً على شخصيته فيتخذ من سلوكهم مثالاً يحتذي به سواء كان قبيحاً أم جميلاً.
وانطلاقاً من هذه الرؤية يؤكد الاسلام على طهارة البيئة، ويدعو جميع الناس الذين يعيشون في المجتمع الاسلامي إلى ان تكون كل تصرفاتهم قائمة على المعايير الاسلامية، وهذا التأكيد نابع من التكليف المفروض على جميع الناس من الوجهة الاخلاقية والشرعية من جهة، ولأجل ان يكون سلوكهم مثالاً يحتذي به الآخرون من جهة اخرى.
قد يرى الطفل احياناً شيئاً لا يقدر على تقليده في ذلك الحين، ومع ذلك فلا يستساغ القيام بأي تصرف قبيح امام ناظريه، وذلك لأن ذهنه يلتقط ما يراه حوله من صور ومشاهد، ثم انه يضع هذه الصور والمشاهد في المراحل التالية من النضج موضع الدراسة والتحليل ثم يطبقها عملياً.