1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

التمحيص والمحق

المؤلف:  أمل الموسوي

المصدر:  الدين هو الحب والحب هو الدين

الجزء والصفحة:  ص85 ــ 88

19/11/2022

1477

إن الله تعالى عندما خلق خلقه.. خلقهم كما ليعبدوه ويعرفوه حيث قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، وقد تفضل عليهم وبين لهم طرق الحلال والحرام على يد أنبيائه وأوصاهم بمحبة أوليائه والإحسان إليهم وإتباعهم وطاعة أنبياءه ومعاداة أعداء الدين وبغض ضلالاتهم واجتنابها وكما قال تعالى في القرآن: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}[الكافرون: 1 - 6]، وإن الله قد جعل ذلك كله امتحانا لعباده ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ من بينه وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، فإن هذا القانون هو الهدف الأساسي من الامتحان الإلهي: وبمعنى آخر هو تصفية وتنقية المجتمع وعزل المؤمنين عن غيرهم فكلما كان هناك ظهورا ونجاحا في التمحيص الإلهي للذين آمنوا نجد هناك محقاً وضمورا وهلاكا في جانب الكافرين حتى تستمر عملية الفرز وتتحقق النتيجة المرجوة من هدف بعثة الأنبياء ومن أجل تطبيق العدل الإلهي والذي لا يمكن له أن يجد النور إلا مع وجود هذه القلة المخلصة الى تقوم وتنهض بأعباء تطبيق حكم الله في الأرض في القضاء على الفساد والمفسدين وإحقاق الحق وإزهاق الباطل.. فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع في السعي الحثيث في المسارعة في عملية التمحيص والتقرب إلى الله بالطاعات والمجاهدات لكي لا يطول الانتظار ويتأخر اللقاء الميمون بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والذي يكمل المشروع الإلهي في تطهير الأرض من قوى الكفر والظلام لأن عملية بناء دولة العدل الإلهي وبناء المجتمع المعصوم لا يمكن أن يقوم إلا أن تسبقها عملية هدم للمشروع الظالم والفكر المنحرف فلكي تبني بيتاً عليك أن تهدم البيت السابق حتى تبني على أنقاضه بيتاً جديدا وهذه المرحلة تتطلب من الإنسان قدرة كبيرة على الصبر والإيثار والتضحية وتتطلب من الإمام المهدي أن يعد أصحابه لهذه المرحلة ويمتحنهم كما حدث مع الملك طالوت الذي امتحن قومه بالنهر وأمرهم أن لا يشربوا منه فنجح ثلة قليلة في ذلك الامتحان وقد نهض بتلك الثلة بأعباء مواجهة قوى الظلم واستطاعوا النصر على جالوت أما الذين فشلوا في الامتحان وشربوا من النهر فقالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده فهم فشلوا في الامتحان الالهي في مواجهة الظالمين والانتصار عليهم.. وهكذا يريد الإمام من أتباعه حبه وطاعته والصبر معه من أجل الحصول على النصر النهائي وإنشاء المجتمع السعيد وأن لا يكون انتظار الأتباع انتظارا مشروطا بحصول المصالح والامتيازات والمكاسب الدنيوية بل قد يقتضي ذلك الانتظار سلب كل الامتيازات والتضحية بكل المصالح من أجل مصلحة الإسلام العليا وطاعة الإمام المطلقة والتسليم لأوامره وتوجيهاته ومن العوامل المساعدة للحصول على هذه النتائج وقوام ذلك ومن الأسباب التي تقودنا إلى النصر هو الألفة والمودة والحب في الله والأخوة الصادقة لأن فيها مفتاح البركات والخيرات حيث يقول الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، للشيخ المفيد يشير إلى أهمية اجتماع القلوب والمودة في تعجيل فرجه وظهوره المبارك: (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم)(1).

والجدير بالذكر أن هناك هدف مهم وحكمة أخرى من غياب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، أو عدم نزول العذاب على الكافرين وهي الاطمئنان من خلو أصلاب الرجال من الذرية الصالحة حتى لا يشملهم العذاب وإعطاءها فرصة الوجود حتى تأخذ حظها من التكامل الإيماني والرقي الأخلاقي حيث قال تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح: 25]، والتزيّل هنا هو التميز عن الكافرين(2).

إضافة إلى أن المؤمنين يخالطون الكافرين في حياتهم، ومثال على ذلك ما ورد في القرآن يحكي عن قصة نبي الله نوح حيث لبث فيهم يدعوهم ألف إلا خمسين عاما، وصنع سفينة ليعزل فيها أتباعه المؤمنين عن الكافرين.. وانه لم يدع على قومه بالغرق والهلاك، حتى اطمئن من خلو أصلاب الناس من الذرية الصالحة حيث قال تعالى واصفاً ذلك: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}[نوح: 26، 27].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الاحتجاج للطبرسي: ج2، ص325.

2ـ شرح تفسير شبر للقرآن.