1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

ماذا يحدث إذا لم نحب في الله ونبغض في الله

المؤلف:  أمل الموسوي

المصدر:  الدين هو الحب والحب هو الدين

الجزء والصفحة:  ص55 ــ 58

27/10/2022

1237

إن الإنسان يمتلك كما هائلا من المشاعر والأحاسيس فاذا لم يتم برمجتها بمنظم ديني وإلهي وفق ما جاء في القرآن وسيرة المعصومين وإذا كان غافلاً عن ذكر الله ومراقبته سوف يكون وعاء قلبه وروحه فارغا خاويا ومشاعره وأحاسيسه ضعيفة تهجم عليها الوساوس الشيطانية وتفترسها بدون أن تمتلك أدنى قوة لمواجهتها لأن الله تعالى يقول: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة: 67]، وعندما ينساهم يعني ذلك الخذلان والخيبة وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف: 36]، وهكذا إذا استمرت الوساوس الشيطانية تهجم على ذلك الإنسان فسوف تكون عاقبته الوقوع ضحية حب الدنيا والانهماك في ملذاتها وشهواتها واتباع الهوى وطاعة النفس الأمارة بالسوء واتباع ذوي الضلالات والفتن حيث قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 37 - 41]، حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (فيما ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام): يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما، يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذاً لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه. واعلم أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا).

وقال أيضاً: فارفض الدنيا فان حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل: غدا أو بعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون(1).

وإن الامام زين العابدين يصف الحريص على الدنيا والغافل عن ذكر الله (مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفاً كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غماً)(2).

وقال الصادق (عليه السلام): (مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله)(3)، وقال: (إن في كتاب علي (عليه السلام): إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل)(4).

وقال نبي الله عيسى (عليه السلام): (يا معشر الحواريين إني قد كببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي، فإن من خبث الدنيا إن عصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا إن الآخرة لا تدرك إلا بتركها، إلا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا، ورب شهوة ساعة أورثت أهلها حزناً طويلاً)(5)، ولأن حب الدنيا تؤدي إلى الغفلة من الطاعات والتساهل في عمل الذنوب بسبب سيطرة هذا الحب على عقل الإنسان ستكون عاقبته أن يخسر أعماله الصالحة وبطلانها شيئاً فشيئاً حتى إذا قدم للحساب لم يجد في ديوانه ولا حسنة واحدة فمثله مثل الذي يحمل قربة كبيرة فيها ماء وقد اطمئن إلى ما فيها من الماء ولكنه بسبب غفلته وتساهله أحدث في تلك القربة ثقباً صغيراً وهو ذلك الذنب الذي ارتكبه ولم يستغفر منه - فصارت تنضح ما بها من ماء حتى إذا عطش وأراد أن يشرب منها وجدها فارغة وكان عاقبته الهلاك عطشاً.

أو نشبهه كمن يمتلك سيارة حديثة وفي أعلى التقنيات إلا أنها ليس فيها فرامل إيقاف عند المنعطفات وعند موارد الضرر وقد ركبها وسارت به نحو الهاوية وهذا حال الغافلين عن أوامر الله تعالى والمنهمكين بحب الدنيا بارتكاب الذنوب والمعاصي أجاركم الله منها.

وهذا كله لمن لم يلتزم بما أوصت به التعاليم السماوية من الحب في الله والبغض في الله وطاعة الله ورسوله، وحب كل طاعة وبغض كل معصية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص136.

2ـ المصدر السابق: ص134.

3ـ المصدر السابق.

4ـ المصدر السابق: ص١٣٦.

5ـ أخرجه الحاكم.