1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

نظرة عامة عن الحب في الله والبغض في الله

المؤلف:  أمل الموسوي

المصدر:  الدين هو الحب والحب هو الدين

الجزء والصفحة:  ص9 ـ 12

13/9/2022

1168

الحب في اللغة كلمة مأخوذة من حبب والحب نقيض البغض، والحب: الوداد والمحبة، وتحبب إليه، تودد (لسان العرب ابن منظور: ج1، ص713). 

إن مسألة الحب في الله والبغض في الله هي مسألة حيوية تنظر إلى مصلحة الفرد كفرد ومصلحة المجتمع كمجتمع فمن ناحية كونه فرداً بإنقاذه من وحل الانجرار وراء المبطلين ومخالفتهم والتأثر بهم بل حثه على مخالطة ومحبة الصالحين والتعلم منهم والتعاون معهم لأن المؤمنين كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وأما مصلحة المجتمع فمن خلاله تحدث عملية الفرز والتمحيص وانحسار المنافقين بسببه اعتزالهم وشيئاً فشيئاً سوف تزول من على وجه المجتمع حالة اسمها النفاق والكفر والعناد مستعينين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام أمان للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، حيث ورد في الحديث: (خير الأخوان من أعان على المكارم) (غرر الحكم ج1، ص388)، وقال (خير أخوانك من دلك على هدى وأكسبك تقى وصدك عن اتباع هوى) (غرر الحكم ج1، ص388)، والإسلام يريد بالمؤمنين أن يحفظ عزتهم وكرامتهم وأن تصان حرمتهم حيث قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، لذلك أمرهم بالعمل والجد والمثابرة حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره) (بحار الأنوار ج77، ص400)، وإن ذلك أدعى إلى استمرار العلاقات الطيبة بين الإخوان، وفي نفس الوقت يحث الدين على السعي في قضاء حوائج الإخوان في الأمور الاضطرارية.

 ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة والتعامل مع الإخوان بالإحسان فإنهم يكفون شرهم عنه حث قال علي (عليه السلام): (عاتب أخاك بالإحسان إليه، وأكفف شره بالإنعام عليه) (نهج البلاغة،158)، ولكي يستقيم دينه وخلقه وعلاقاته عليه بمصاحبة الأخيار واجتناب مصاحبة الأشرار، حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (اقطع عمن تنسيك وصلته ذكر الله، وتشغلك ألفته عن طاعة الله فإن ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه، ولا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة على الحق، فإن ذلك هو الخسران المبين، ويفوتك الآخرة بلا فائدة) (بحار الأنوار: ج71، ص200)، وعدم مصاحبة الجاهل حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (عمل الجاهل وبال وعمله ضلال) (غرر الحكم ودرر الكلم: ص74) وورد عن الإمام الرضا (عليه السلام)(صديق الجاهل في تعب) (بحار الأنوارج78، ص352)، وعدم مصاحبة أهل المعاصي لأن المصاحب لهم راضي بفعالهم حيث يقول الإمام علي (عليه السلام) (إياك ومصاحبة أهل الفسوق فإن الراضي بفعل قوم كالداخل معهم) (غرر الحكم ودرر الكلم ج1، ص153) وقال الصادق (عليه السلام)(لا تصحب الفاجر فيعلمك الفجور) (بحار الأنوار ج71، ص193) ويحذرنا أهل البيت أيضا من معاشرة متتبعي عيوب الناس والذين يحصون عثراتهم حيث قال أمير المؤمتين (عليه السلام): (إياك ومعاشرة متتبعي عيوب الناس فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم) (بحار الأنوار ج74، ص198)، وقال (لا تؤاخ من يستر مناقبك وينشر مثالبك) (غرر الحكم ودرر الكلم: ص30).

وإذا وجدت في أخيك ذنباً عليك بنصحه سراً بعيدا عن أعين الناظرين حتى تحفظ ماء وجهه ولا تحرجه حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (من وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه) (بحار الأنوار: ج74، ص166).

إن العلاقات القائمة على الحب في الله والبغض في الله داخل الجماعة الواحدة تؤدي إلى النجاح ومواجهة جميع الأمراض الى تصيبها وتحجم فاعليتها لأن تردي العلاقات تؤدي إلى استهلاك طاقاتها وفشلها في مشاريعها، وإن الله قد جعل البركة في عمل الجماعة حيث ورد في الحديث: (يد الله مع الجماعة)، وأكيد سيكون النصر حليفهم في كل الميادين خاصة إذا تجردوا من أهواءهم وعصبياتهم لذلك وصفهم الله تعالى في القرآن حيث قال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9]، وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن ألف مألوف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف) وقال: (ما تزال أمتى بخير ما تحابوا)، ذلك الحب الذي يقف بوجه نزعات الشيطان الذي يحاول الوقيعة بين المؤمنين، لذلك جعل الله ذلك الحب من أعظم شعب الإيمان حيث قال: (ود المؤمن للمؤمن في الله أعظم شعب الإيمان، ألا ومن أحب في الله، وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله، فهو من أصفياء الله)، ولكي ينجح الفرد في داخل الجماعة عليه أيضاً أن يربي نفسه على الطاعة للقانون والتعليمات عن طريق التنازل عن الذات والتخلي عن الرغبات الشخصية في حالة اصطدامها مع القانون من خلال سعيه في تهذيب نفسه ومقاومة الهوى والفناء في العمل الجماعي والمصلحة الإسلامية ابتغاء لمرضاة الله تعالى، إذن أن مسألة الحب في الله والبغض في الله سنة إلهية من عمل بها كان قد اختصر الطريق المؤدي إلى رضوان الله تعالى وقربه وطوى المسافات الشاسعة وقد أولى أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، عناية كبيرة لهذا الجانب قولاً وعملاً وسنةً وقد تربى أصحابهم المخلصين على ذلك حتى صار (سلمان منا أهل البيت) (ما أقلت الغبراء ولا أضلت الخضراء أصدق ذي لهجة من أبي ذر) (الإيمان ملأ عمار من رأسه إلى أخمص قدميه).