الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الطلاق Divorce
المؤلف: باسم عبد العزيز عمر العثمان
المصدر: الجغرافيا الاجتماعية مبادئ وأسس وتطبيقات
الجزء والصفحة: ص 375- 377
10-6-2022
1002
الطلاق Divorce
إن الزواج Marriage هو سنة الله الأزلية في خلقه ومشيئته بين عباده.(*) وهو رباط مقدس بين الرجل والمرأة له قدسيته في النظرية الدينية. وهو ارتباط شرعي وقانوني يعقبه في الغالب علاقات مودة وانسجام مع القرين وهو ما يطلق عليه التوافق الزوجي Marital Adjustment، وإذا انعدم الأخير فإن الأمر على الأغلب يؤول إلى الطلاق(**) Divorce، وهو إنهاء علاقة الزواج بشكل شرعي ورسمي وقانوني، ليأخذ كل طرف دوره في بناء حياة جديدة. والطلاق في اللغة: مأخوذ من الإطلاق وهو الإرسال والترك، تقول: أطلقت الأسير إذا حللت قيده وأرسلته(1).
إن هناك من يقسم الطلاق إلى قسمين، الأول: كما تقدم ذكره، أي الإنهاء التام والكامل للعلاقة الزوجية من جوانبها المتعددة، أما القسم الآخر فهو ما يطلق عليه بالطلاق العاطفي Emotional Divorce، أي أن الزوجين يفصلان نفسيهما عاطفياً عن مؤسسة الزواج، ويتعاملان كالغرباء، على الرغم من وجودهما تحت سقف واحد، وذلك نتيجة للأزمات والمشاكل الاجتماعية التي تولد البعد العاطفي Emotional distance، أو البرود التدريجي في العلاقة العاطفية، أو وجود حالة من الفتور والملل من الحياة الزوجية لسبب أو لآخر، مما يؤدي إلى الانعزال التام بين الزوجين والعيش في بيت واحد كأنهم غرباء(1).
وغالبا ما ينتهي هذا النوع من الطلاق إلى الانفصال التام، وأحياناً يبقى الزوجان على وضعهما لسبب معين كوجود الأطفال مثلاً. وهذه الظاهرة تمثل تحدياً لتماسك الأسرة وتشجع على حدوث التفكك الأسري.
إن الآثار الديموغرافية لهذه الظاهرة الاجتماعية تتجلى في انخفاض معدلات الخصوبة وتحجيم النمو السكاني، وانخفاض الظاهرة انعكاس للرفاه الاقتصادي الذي تمتاز به المجتمعات، فضلاً عن الأسباب الدينية التي تحد من هذه الظاهرة
تبرز أهمية ظاهرة الطلاق من خلال تأثيراتها على تنشئة الفرد داخل الأسرة، إذ أن أساليب الضبط الاجتماعي التي تمارسها الأسرة خلال عملية التنشئة الاجتماعية تعد من أهم الأساليب المؤثرة في حياة الفرد، وأن نمط الاتجاهات أو المعاملة التي يتلقاها الأبناء في محيطهم الأسري عن طريق التفاعلات والعلاقات الأسرية بين الوالدين والأبناء، وكل ما يتعلمه الأبناء داخل الأسرة من قيم ومعايير اجتماعية وخبرات ومهارات، يكون له دور مهم في حياتهم ونموهم النفسي والاجتماعي(2).
إن دراسة النوع الثاني من الطلاق (الطلاق العاطفي) واستقصاءه، على المستوى العالمي والمحلي، يعد من الأمور البالغة الصعوبة، لاسيما بالنسبة للجغرافيين، لأسباب تتعلق بعدم وجود بيانات وإحصاءات لهذا النوع من الطلاق. والمصدر الوحيد للبيانات هو استمارة الاستبيان التي لا يمكن الركون المطلق لنتائجها، لعوامل تتعلق بحجم عينة الدراسة وعدم مصداقية بعضهم في إعطاء الاجابات، أو أن إجابته عبارة عن وجهة نظرة الخاصة.
بعد الطلاق ظاهره اجتماعية يترتب عليها الكثير من السلبيات مثل: تفكك الأسرة والبغضاء وتسرب الأطفال والآثار النفسية والاجتماعية والسلوك المنحرف وعمالة الأطفال وما إلى ذلك. وقد أوضحت بعض الدراسات أن 40% من الجانحين الأحداث ينتمون إلى أسر مفككة ومتصدعة. وقد تراوحت هذه النسبة بين 40-50% في الولايات المتحدة الأمريكية، أما في مصر فقد أشارت الإحصاءات إلى أن 67.4% من الأحداث الجانحين ينتمون إلى أسر متصدعة (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قال تعالى: { ومن عاينته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} - الروم 21.
(**) ذكر الله سبحانه وتعالى الطلاق في كتابه الكريم بسورة الطلاق وسورة البقرة وسورة النساء، وذكر الكثير من احكامه وتشريعاته ووضع الحلول الملائمة لمعالجة المشاكل والخلافات الزوجية، كما في قوله تعالى { الطلق مرتان فإمساك بمعروف أو تشريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما اتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيها أفقدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأوليك هم الظالمون} البقرة 229.
{ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لعندوا ومن يفعل ذالك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا ايت الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتب والحكمة يعظكم به واتقوا الله وأعلموا أن الله بكل شيء عليم} – البقرة - الآية – 231.
{ وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به، من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلك أزكى لكر وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون } - البقرة - الآية - 232.
(1) أنوار مجيد هادي، الطلاق العاطفي وعلاقته بفاعلية الذات لدى الأسر في مدينة بغداد، رسالة ماجستير، كلية التربية، الجامعة المستنصرية، 2010، ص11.
(2) محمد عاطف غيث، تاريخ التفكير الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، 1978، ص 39.
(3) يسر أنور علي، علم الإجرام، دار النهضة العربية، القاهرة، 1982، ص286.